المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حبيب بن مظاهر الأسدي


حسين ال دخيل
07-09-2013, 08:44 PM
صور مشرقة ( حبيب بن مظاهر الأسدي )
بسم الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد وآله الطاهرين
قال الحسين عليه السلام ( ما رأيت أصحاباً أبر وأوفى من أصحابي )
هذه الكلمة التي أعطى فيها سيد الشهداء أصحابه الكرام هذا الوسام الذي لا يساويك كل أوسمت الدنيا
ونحن اليوم ذكر أحد أنصار الحسين عليه السلام وهو الصحابي الجليل والفقيه المعروف والبطل المقدام
حبيب بن مظاهر حيث كان ممن رأى النبي وكان من خواص أصحاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) المخلصين نعم
لازمه في سلمه وحروبه كلها فكان من أصفوة أصحابه وحملة علومه»
ويقال له: سيد القراء كان ذا جمال وكمال وحافظاً للقرآن كله. شخصية بارزة في المجتمع الكوفي من القادة الشجعان و كان عمره يوم شهادة (75 سنة).
وجاهد حبيب بين يدي أمير المؤمنين في حرب الجمل وصفين والنهروان وظل حبيب ملازماً لإمير المؤمنين وبعد وشهادته أمير المؤمنين لازم حبيب الإمام الحسن
( عليه السلام ) وبعد هلاك معاوية وأخذ أهل الكوفة في مراسلة الحسين عليه السلام كان لحبيب دور كبير في ذلك ولما فشلة حركة أهل الكوفة بتولية ابن زياد وقام بتصفيت كل من راسل الحسين إما بالسجن أو القتل فتخفى حبيب بعشيرته وعندما توجه الحسين الى كربلاء ووصل إليها وحوصر من قبل جيش بني أمية وعلم حبيب بذلك أستعد بتهيئة أمره للالتحاق بركب الحسين عليه السلام وقد وصل إلى الإمام عليه السلام بعد جهد جهيد وذلك لكثرة المفارز (نقاط التفتيش) التي وضعها ابن زياد على طرق الكوفة لمنع أتباع أهل البيت عليهم السلام من الالتحاق بالإمام الحسين
( عليه السلام ) وكان حبيب ممن رأى النبي وهو صبي .
جاء في وسلية الدارين ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يوما مع جماعة من أصحابه في بعض الطريق وإذا هم بصبيان يلعبون في ذلك الطريق فجلس النبي صلى الله عليه وآله عند صبي منهم وجعل يقبّل بين عينيه ويلاحظه ثم اقعده في حجره وكان يكثر تقبيله فسئل عن علة ذلك فقال النبي الاقدس: اني رأيت هذا الصبي يوما يلعب مع الحسين عليه السلام ورأيته يرفع التراب من تحته ويمسح به وجهه وعينيه فأنا احبه لحبه لولدي الحسين عليه السلام ولقد اخبرني جبرائيل انه يكون من أنصاره في وقعة كربلاء
قال المظفر: إن حبيباً أقبل على جواده وشده شداً وثيقاً وقال لعبده: خذ فرسي وامض به ولا يعلم بك أحد وانتظرني في المكان الفلاني فأخذه العبد ومضى به وبقي ينتظر قدوم سيده ثم إن حبيباً ودع زوجته وأولاده وخرج متخفياً كأنه ماض إلى ضيعة له خوفاً من أهل الكوفة فاستبطأه الغلام وأقبل على الفرس وكان قدامه علف يأكل منه فجعل الغلام يخاطبه ويقول له: يا جواد إن لم يأت صاحبك لأعلون ظهرك وأمضى بك إلى نصرة الحسين
(عليه السلام) فإذا قد أقبل حبيب فسمع خطاب الغلام له فجعل يبكي ودموعه تجري على خده وقال بأبي وامي أنت يابن رسول الله ... العبيد يتمنون نصرتك فيكف بالاحرار؟ ثم قال لعبده ياغلام أنت حر لوجه الله فبكى الغلام وقال: سيدي والله لا أتركك حتى أمضى معك وأنصر الحسين ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله واقتل بين يديه فجزاه عن الله خيرا وحين كان الحسين عليه السلام نازلا في طريقه وقد عقد إثنتي عشرة راية وقد قسم راياته بين أصحابه وبقيت راية.فقال بعض أصحابه: مُنَّ علي بحملها فقال الحسين عليه السلام: يأتي إليها صاحبها.وقالوا له: يا بن رسول الله دعنا نرتحل من هذه الأرض فقال لهم: صبرا حتى يأتي من يحمل الراية فبينما الحسين عليه السلام وأصحابه في الكلام فإذا هم بغبرة ثائرة من طرف الكوفة قد أقبل حبيب معه غلام فاستقبله الحسين
(عليه السلام) وأصحابه فلما صار حبيب قريبا من الإمام ترجل عن جواده وجعل يقبل الأرض بين يديه وهو يبكي فسلم على الإمام وأصحابه رضي الله عنه فردوا عليه السلام فسمعت زينب بنت أمير المؤمنين (عليه السلام) فقالت: من هذا الرجل الذي قد أقبل؟ فقيل لها: حبيب بن مظاهر فقالت: اقرأوه عني السلام فلما بلغوه سلامها لطم حبيب على وجهه وحثا التراب على رأسه وقال: من أنا ومن أكون حتى تسلم عليَّ بنت أمير المؤمنين.
حين وصل حبيب بن مظاهر إلى الحسين (عليه السلام) ورأى قلة أنصاره وكثرة محاربيه قال للحسين: ان ههنا حيا من بني أسد فلو اذنت لي لسرت إليهم ودعوتهم إلى نصرتك لعل الله يهديهم ويدفع بهم عنك! فأذن له الحسين (عليه السلام) فسار إليهم حتى وافاهم فجلس في ناديهم ووعظهم.وقال في كلامه: يا بني أسد قد جئتكم بخير ما اتى به احد قومه هذا الحسين بن علي أميرالمؤمنين وابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله قد نزل بين ظهرانيكم في عصابة من المؤمنين وقد اطافت به اعداؤه ليقاتلوه فأتيتكم لتمنعوه وتحفظوا حرمة رسول الله فيه فوا الله لان نصرتموه ليعطينكم الله شرف الدنيا والآخرة وقد خصصتكم بهذه المكرمة لأنكم قومي وبنو أبي واقرب الناس مني رحما فقام عبد الله بن بشير الأسدي وقال: شكر الله سعيك يا أبا القاسم فوا الله لقد جئتنا بمكرمة يستأثر بها المرء الاحب فالأحب أما أنا فأول من اجاب وأجاب جماعة بنحو جوابه فنهدوا مع حبيب وانسل منهم رجل فاخبر ابن سعد فأرسل الازرق في خمسمائة فارس فعارضهم ليلا ومانعهم فلم يمتنعوا فقاتلهم فلما علموا ان لا طاقة لهم بهم تراجعوا في ظلام الليل وتحملوا عن منازلهم وعاد حبيبا باكيا إلى الحسين عليه السلام فأخبره بما كان فقال (وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً)
ذكر الرواة: قالوا عندما طلب الإمام الحسين عليه السلام من أصحابه ان يسألوا جيش الحزب الاموي يكفوا عنهم لأداء الصلاة فقال الحصين بن تميم: إنها لا تقبل فقال له حبيب بن مظاهر: لا تقبل زعمت! الصلاة من آل رسول الله صلى الله عليه وآله لا تقبل وتقبل منك ياحمار قال: فحمل عليهم حصين بن تميم وخرج إليه حبيب بن مظاهر فضرب وجه فرسه بالسيف فشب ووقع عنه وحمله أصحابه فاستنقذوه وأخذ حبيب يقول:
اقسم لو كنا لكم إعدادا أو شطـركـم ولـيتم اكتادا يـاشـر قـوم حـســبا وآدا

قال: وجعل يقول يؤمئذ:
أنـا حـبـيـب وأبـي مـظـهـر فـارس هـيـجـاء وحـرب. تـسـعـر
أنـتـم اعـد عــدة وأكــثــر ونـحـن أوفـى مـنـكـم واصـبـر
ونـحـن اعـلـى حـجـة وأظـهر حـقـاً وأتــقــى منـكـم وأعـذر
وقاتل قتالا شديدا فحمل عليه رجل من بني تميم فضربه بالسيف على رأسه فقتله
فالسلام عليه يوم ولد ويوم أستشهد ويوم يبعث حيا