المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ارسال رحلات مأهولة الى المريخ ممكن خلال عشرين عاما


س البغدادي
06-05-2013, 10:58 PM
يجمع خبراء وكالة الفضاء الأميركة ناسا مع شركائهم في الشركات الاميركية الخاصة المتعاونة معهم، على الاعتقاد ان اولى الرحلات المأهولة الى كوكب المريخ ستجري خلال الاعوام العشرين المقبلة، رغم ان المصاعب التي تحول دون ذلك ما زالت كبيرة.

وحول هذه الموضوع، يقام في واشنطن اعتبارا من يوم الاثنين مؤتمر يمتد على ثلاثة ايام، يرمي بشكل خاص الى دراسة الجدوى والفاعلية من رحلة مأهولة الى المريخ، ويشارك فيه عدد من أهم الخبراء في العالم، من بينهم رائد الفضاء بوز الدرين، ثاني رجل يمشي على سطح القمر بعد نيل ارمسترونغ، الى جانب عدد من كبار المسؤولين في الوكالة الفضائية الاميركية من بينهم رئيسها تشارلز بولدن.

وقد أصبح غزو المريخ هدفا للكثير من المشاريع الفضائية، من بينها مشروع هولندي يقضي بارسال عشرات البشر في رحلات الى الكوكب الاحمر ذهابا دون اياب.

ويبدو ان الجمهور الاميركي يرحب بفكرة ارسال رواد الى المريخ، بحسب ما اظهر استطلاع للرأي اجرته مجموعة "اكسبلور مارس" غير الربحية بالتعاون مع شركة بوينغ، احدى شركاء وكالة ناسا.

وشمل هذا الاستطلاع 1101 شخصا، وبين ان 75% منهم يؤيدون مضاعفة موازنة وكالة ناسا، التي تبلغ حاليا 17 مليار دولار، لتمويل رحلات كهذه.

ولا تحصل وكالة ناسا سوى على نصف في المائة من الموازنة الاتحادية، فيما كانت موازنة مشروع ابولو لغزو الفضاء في الستينات مثلا تبلغ 4%.

ويشدد رئيس وكالة ناسا تشارلز بولدن في الآونة الاخيرة على ان ارسال رحلات مأهولة الى المريخ بات يشكل اولوية لدى وكالته.

غير ان العقبة الابرز أمام هذا المشروع هو الازمة الاقتصادية التي تمر بها الولايات المتحدة، بحسب ما يقول سكوت هوبارد، الاستاذ في جامعة ستانفورد في كليفورنيا، والمسؤول السابق عن برنامج وكالة ناسا لاستكشاف المريخ.

ويضيف في مقابلة مع وكالة فرانس برس "اذا اطلقنا هذا البرنامج اليوم، فسيكون من الممكن ارسال رواد الى المريخ خلال عشرين عاما".

ويتابع قائلا "الذهاب الى المريخ لا يتطلب المعجزات ولكنه يتطلب المال ووضع برنامج لمعالجة التحديات في المجال التقني والهندسي".

ويوضح ان احد التحديات التقنية هو جعل جسم يزن بين 30 و40 طنا، يهبط على سطح المريخ بسلام، علما ان الصعوبة الاكبر تمكن في دخول الغلاف الجوي للكوكب الاحمر.

ويذكر هذا الخبير بعملية انزال الروبوت كوريوسيتي على سطح المريخ الصيف الماضي، وهي عملية استغرقت سبع دقائق تخللها توتر هائل لدى الفريق المسؤول عن المهمة، علما ان الجسم الذي هبط لا يتجاوز وزنه الطن الواحد.

وتواصل وكالة ناسا تطوير صاروخ الاطلاق الثقيل "أس ال أس"، والمركبة "أورايون" بهدف الاستخدام في رحلات فضائية مأهولة بعيدة المدى.

ويشدد سكوت هوبارد على ضرورة وجود محركات تعمل بالطاقة النووية، اذ ان ذلك من شأنه ان يؤمن قوة دفع ثابته قد تخفض زمن الرحلة التي تستغرق بين ستة اشهر وتسعة، الى النصف.

وتختلف المسافة بين كوكب الارض وكوكب المريخ بحسب موقع كل منهما في مداره حول الشمس، وتتراوح بين 56 مليون و400 مليون كيلومتر.

وتضاف الى المصاعب التقنية مسألة أخرى، وهي المخاطر الصحية التي يتعرض لها الانسان جراء الاقامة الطويلة في الفضاء، سواء من حيث تأثير انعدام الجاذبية او من حيث الاشعاعات الكونية.

ويقول ستيفن دافيسون المسؤول عن برنامج علوم الاحياء في مركز جونسون الفضائي في هيوستون "الاشعاعات الفضائية وما قد تسببه من اصابات بالسرطان هي خطر محدق على رواد الفضاء في الرحلات الطويلة، وعلينا ان نتعمق اكثر في فهمه".

اما انعدام الجاذبية فان له آثارا سلبية على العظام والعضلات وجهاز المناعة ايضا، بحسب ما اظهرت اختبارات حديثة جرت في محطة الفضاء الدولية التي تحلق على ارتفاع 400 كيلومتر عن سطح الارض.

والى هذا وذاك، يأتي الضرر النفسي الذي يصيب الرواد المقيمين في مساحات ضيقة لاوقات طويلة.

ويخص دافيسون الى القول "علينا ان ندرس الاثار العضوية والنفسية للرحلات الفضائية الطويلة على مدى عشر سنوات في محطة الفضاء الدولية، قبل ان نرسل رحلة مأهولة الى المريخ".