المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خمسون سؤالا حول قصة آدم عليه السلام


براق العروج
16-02-2013, 03:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم





خمسون سؤالا حول قصة آدم عليه السلام





اللهم صل على محمد وآله محمد وعجل فرجهم..


إن قصة النبي آدم عليه السلام من أهم وأجمل وأعمق وأغمض القصص القرآنية التي من فهمها ووصل إلى عميق معانيها فقد وفقه الله تعالى لفهم كليات منظومة الوجود..

فهي تدور بين:

1. خالق الكون الله سبحانه وتعالى
2. وأبرز موجودات عالم الإمكان: a. الإنسان الممثل بآدم عليه السلام وزوجه حواء
b. الملائكة
c. الشيطان
ويتضح من خلالها:

1. الهدف من الخلق
2. المستهدف من الخلق ( يعني أي الموجودات هو الأساس ولماذا كان كذلك ؟ )
3. خصائص ومميزات هذا المستهدف
4. أعوان وأعداء هذا المستهدف ( يعني المساعدين على بلوغ الهدف والمانعين من ذلك )
5. المحيط أو المكان الذي سيحقق فيه هذا المستهدف هدفه
6. طريق الوصول إلى الهدف والمانع من ذلك

براق العروج
16-02-2013, 03:20 AM
وقد اخترت الآيات الموجودة في سورة البقرة لاشتمالها برأيي على الأصول على أن استعين بالآيات الموجودة في السور الأخرى كالأعراف وطه في سياق الشرح إن وفقني الله تعالى لذلك..

والآيات هي:

{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } البقرة

براق العروج
16-02-2013, 03:21 AM
وأما الأسئلة التي تدور حول هذه الآيات فهي :


1. ما معنى الخليفة ؟ 2.ومن هو المستخلف؟ 3.وكيف يكون العبد خليفة الإله؟
4. أيهما الأحق بالخلافة " من يفسد فيها ويسفك الدماء " أم من يسبّح بحمده ويقدّس له ؟!
5. كيف عرفت الملائكة أن البشر سيفسدون في الأرض ويسفكون الدماء قبل حدوث ذلك؟
6. ما الفرق بين الإفساد في الأرض وسفك الدماء؟ 7.وما علاقة ذلك بقوى النفس الإنسانية ؟
8. هل كان سؤال الملائكة استفسارا أم اعتراضا ؟
9. ما الفرق بين التسبيح والتقديس في الآية { نسبح بحمدك ونقدس لك } ؟
10. لماذا علم الله تعالى آدم عليه السلام الأسماء ولم يعلم الملائكة ؟11.وما هو نوع هذا التعليم ؟
12. ما هي الأسماء التي تعلمها آدم عليه السلام ؟
13. لماذا عبر الله تعالى عن الأسماء ب " عرضهم " ولم يقل " عرضها " 14.ولماذا استعمل اسم الإشارة " هؤلاء " بدل " هذه " ؟
15. ما علاقة هذه الأسماء بغيب السماوات والأرض ؟
16. من الذي كان يكتم ؟ 17.وما هو الشيء الذي كان مكتوما في الآية { وما كنتم تكتمون } ؟
18. ما الفرق بين التعليم والإنباء في الآيات الشريفة ؟ أي لماذا استطاع آدم تعلم الاسماء ولم يستطع إلا أن ينبئهم بالأسماء ؟
19. ما معنى السجود ؟ 20.وهل يصح السجود لغير الله تعالى ؟
21. هل كان ابليس من الملائكة؟ 22.وهل تعصي الملائكة أمر ربها ؟
23. ما الذي منع ابليس من السجود ؟ 24.وما كانت حجته في ذلك ؟ 25.وهل حجته صحيحة أم باطلة من حيث الظاهر والباطن ؟
26. كيف كان إبليس من الكافرين وقد كان في محضر الملائكة المكرمين ؟
27. أي جنة تلك التي سكنها آدم عليه السلام وزوجه ؟ 28.وهل تصح المعصية في الجنة ؟!
29. لماذا أسكن الله تعالى آدم عليه السلام الجنة مع أنه خلقه لخلافته في الأرض ؟!
30. ما هي هذه الشجرة المنهى عنها ؟ 31. وما علاقة الأكل منها بالخروج من الجنة ؟
32. ما هو نوع النهي عن أكل الشجرة ؟ 33. وهل هناك تكليف في الجنة ؟
34. لماذا كان الظلم ثمرة الأكل من الشجرة ؟ 35. وأي نوع من الظلم هو ؟
36. هل عصى آدم ربه أم لا ؟ 37. وأي نوع من المعصية تلك ؟
38. هل كان الخروج من الجنة عقوبة أم أثر الأكل من الشجرة ؟
39. ابليس أصبح بعد مخالفة الله تعالى من الكافرين فكيف استطاع الدخول إلى الجنة ؟
40. إن لم يعص آدم الله تعالى فلماذا تاب إليه ؟ 41. وهل للتوبة معان متعددة أم معنى واحد ؟
41. لماذا خلق الله تعالى ابليس ؟ 42. وهل وجوده خير أم شر ؟ 43. ولماذا أنظره حيث طلب الإنظار ؟ 44. وهل أنظره إلى يوم يبعثون ؟ 45. وما هي قدراته وأسلحته ؟
46. هل كان الأفضل لآدم أن يبقى في الجنة أم ينزل إلى الأرض ؟
47. وأيهما أفضل الملائكة أم البشر ؟
48. ما الذي يميّز آدم عن غيره من المخلوقات ؟
49. ما هو النظام الأحسن في الوجود ؟
50. وما هي خصائص ومميزات هذا النظام ؟

وأنا قبل الإجابة عن هذه الأسئلة - بعون الله تعالى وتوفيقه - أرحب كل الترحيب بمشاركة الأخوة والأخوات في ذلك لما فيه من إغناء للبحث وإضفاء للحياة فيه..
إذ لا تتحقق ثمرة العلم إلا بذلك.. ولا ينمو ويزكو بدونه ..

والله تعالى الموفق لكل خير وكمال
البراااااااااااااااااااق

براق العروج
16-02-2013, 11:08 PM
بسمه تعالى




1. ما معنى الخليفة ؟ 2.ومن هو المستخلف؟ 3.وكيف يكون العبد خليفة الإله؟




الجواب عن السؤال الأول أن الخليفة هو الذي يظهر من ( خلف ) وفي غيبة ( المستخلف عنه )...
أي أن يكون شخص غائبا في مكان أو زمان معين، فيملأ فراغه شخص آخر في ذلك الزمان والمكان ويتولى عمل المستخلف بشكل مؤقت ...

وهذا الأمر جائز في حالة الكائن المحدود الذي هو موجود في مكان وغير موجود في أماكن أخرى، أو موجود في زمان وغير موجود في أزمنة أخرى، أو موجود في مرتبة وغير موجود في المراتب الأخرى..

ومثل هذا الشخص تنطبق عليه مفاهيم الغيبة والشهادة، والحضور والغياب، ويصح اطلاق مفهوم الخلافة عليه..

فإذا أجبنا عن السؤال الثاني واتفقنا أن المستخلف هاهنا هو الله تعالى كما هو ظاهر الآيات الشريفة ومتفق عليه عقلا ونقلا بات لزاما علينا البحث عن مفهوم أدق لمعنى الخلافة لأن الله تعالى موجود حاضر في كل مكان وشاهد في كل زمان، وهو مع الجميع في كل المراتب الوجودية، وفي كل الحالات { وهو معكم أينما كنتم } { على كل شيء شهيد } { بكل شيء محيط }


فمثل هذا الوجود ليس له غيبة لأنه حاضر دائما، وعندما لا تكون له غيبة فلا يحتاج إلى الخلافة بالمعنى المذكور سابقا !!

ولكي يتضح معنى الخلافة الدقيق هاهنا علينا أن نبحث عن هدف الخلقة أي ما هو الهدف من خلق الخلق ؟ لنفهم ماذا يريد الله تعالى من خلافة الإنسان وهو ما سنوضحه في المشاركة اللاحقة إن شاء الله تعالى لكي لا نطيل على الأخوة الكرام


والحمد لله رب العالمين

براق العروج
16-02-2013, 11:12 PM
بسمه تعالى




3.وكيف يكون العبد خليفة الإله؟


لقد تبين من البحث السابق أن الخلافة بالمعنى الظاهري لا تتوافق مع الخلافة المذكورة في الآيات الشريفة وهي تصح مثلا في موسى إذ ذهب إلى ميقات ربه فخلفه هارون في قومه

{ وواعدنا موسى ثلثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هرون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين(142) }


فعندما غاب موسى عنهم صح أن يضع من يخلفه فيهم ومع وجوده لا صحة لذلك !!

وذكرنا أننا إذا أردنا أن نبحث عن المعنى الدقيق للخلافة علينا أن نعرف هدف وغاية الخالق من مخلوقه..

والجواب عن ذلك يحتاج إلى أبحاث وأبحاث ولكننا سنذكر ما يخدم المطلب ويؤيده فالآية الكريمة تصرح عن ذلك فتقول { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } وقد روي عن الإمام الباقر عليه السلام تفسير " لِيَعْبُدُونِ " بـ " ليعرفون " وهذا ما يؤيده الحديث القدسي المشهور:

" كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لكي أعرف "

فالله كان ولم يزل موجودا جامعا لكل الكمالات المفروضة والموجودة
فأحب أن يُعرف فخلق الخلق لكي يُعرف
وبذلك يتضح أن هدف الله تعالى من خلقه الخلق هو أن يعرفوه إذ في معرفته كمالهم وسعادتهم..

فإذا سألنا هل من الممكن أن يتعرف المخلوق على الخالق ؟! وكيف يمكن أن يحيط الداني بالعالي ؟! أو أن يعلم المحدود المطلق ؟!

جاء الجواب كما هو محقق في علم التوحيد أنه من المستحيل اكتناه ومعرفة الذات حق معرفتها بل الطريق إلى معرفته تعالى معرفة صفاته وأسمائه تعالى وهو ما أوضحناه مفصلا في " بحث شامل ومفصل حول الأسماء الحسنى " فمن شاء التفصيل فليرجع..


فالنتيجة التي وصلنا إليها لحد الآن أن:

الله تعالى خلق الخلق لكي يعرفوه
الطريق الى معرفة الله تعالى هي عبر معرفة أسمائه



( ومن هنا يتضح للقارئ الكريم بشكل عام علاقة الخلافة ببحث الأسماء { إني جاعل في الأرض خليفة } { وعلّم آدم الأسماء كلها } وهو ما سيأتي تفصيله بإذن الله تعالى )


ولكن كيف لمخلوقات الله أن تعرف أسماء الله تعالى ؟!

والجواب في نفس الحديث القدسي السابق الذكر " فخلقت الخلق لكي أعرف " حيث يتضح من هذه العبارة الهدف والطريق


فهدف الخلق هو معرفة أسماء الله تعالى كما ذكرنا


والطريق إلى معرفته معرفة خلقه ( أي فعله تعالى ) لأن كل مخلوق من المخلوقات يحكي عن خالقه من جهة أو حيثية ما وهو المعبر عنه قرآنيا بالآيتية ( آية الله ) أي أن مخلوقات الله تعالى هي آياته الدالة عليه والحاكية عنه..


فالذات الإلهية التي هي مجمع الأسماء كلها أحبت الظهور في المظاهر لكي تعرف


فأوجدت الموجودات كلها، وكل من الموجودات كان مظهرا أو تجليا لاسم من الأسماء الإلهية أو أكثر ...

فكان الدواء مثلا مظهر اسم الله تعالى " الشافي "
وكان السم مثلا مظهر اسم الله تعالى " المميت "
وكان الطعام الطيب مظهر اسم الله تعالى " النافع "
وكان الشيطان مثلا مظهر اسم الله تعالى " الضال "

فاذا أردت أن تعرف كيف يكون الله تعالى شافيا يجب عليك أن تفهم معنى الشفاء في الدواء ثم تقول بعد ذلك أن هذا الشفاء الموجود في الدواء شفاء محدود مشوب بالنقص والحدود فهو قد يشفي فلان ولا يشفي فلان وقد يشفي من هذا المرض ولا يشفي من هذا المرض وووو


بينما الله تعالى شاف بالمطلق فهو قادر أن يشفي من يشاء كيف يشاء متى شاء وقس على ذلك...


فكل موجود من الموجودات قابل لأن يكون حاملا ومظهرا لاسم من أسماء الله تعالى أو أكثر..
ولكن من هو الموجود القابل لحمل كل الأسماء الإلهية ؟ ليكون مظهرا تاما لله تعالى ؟
فهو ما سنوضحه في المشاركة اللاحقة إن شاء الله تعالى

براق العروج
25-02-2013, 11:18 PM
بسمه تعالى


لقد اتضح لنا إلى الآن:

· أن الله تعالى الذي هو مجمع الكمالات كلها اقتضى غناه وكرمه وجوده أن يفيض الوجود على الموجودات لا لمصلحة تعود إليه بل تفضلا منه وكرما


· أن كل موجود أوجده الله تعالى ولأنه منه فهو مظهر لاسم من أسمائه أو أكثر فمثلا:

o الملائكة مظهر الاسم السبوح القدوس ولذلك قالت لله تعالى { ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك }
o الشياطين مظهر الاسم المضل المتكبر { إلا إبليس أبى واستكبر }
o والحيوانات مظهر الاسم السميع البصير
o والنار مظهر الاسم القهار
o والدنيا مظهر الاسم الاول
o والآخرة مظهر الاسم الاخر وهكذا





وهذا المعنى واضح ثابت في القرآن الكريم ويعبر عنه ب " الآيتية " أي أن الموجودات هي آيات الله تعالى التي تدل عليه، وهي اذا لا تدل على ذاته لأن ذاته لا يصل إلى كنهها أحد كما هو مثبت في علم العقيدة، فهي تدل على أسمائه تعالى

{ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (79) وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (80) وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ (81)} غافر
{ إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3) وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4) وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (5)} الجاثية

{ وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21)} الذاريات


ولذلك فقد قيل:

" وفي كل شيء له ... ... آية تدل على أنه واحد "

وبعد أن اتضح ذلك يفرض هذا السؤال نفسه، هل آيات الله تعالى متساوية من حيث الدلالة عليه ؟ أم أنه هناك آية أعظم من آية ؟


يعني هل الآية التي هي مظهر لاسم من اسمائه تعالى كالآية التي هي مظهر لأكثر من اسم ؟ وهل هناك آية ممكن أن تكون مظهرا للأسماء كلها ؟!

لقد ورد في دعاء السحر الشريف: " اللّهم إنّي أسألك من آياتك بأكرمها، وكلّ آياتك كريمة، اللّهم إنّي أسئلك بآياتك كلّها " وبذلك يتضح أن هناك آية كريمة وآية أكرم بدلالة استخدام أفضل التفضيل
كما ورد أيضا عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله " ما لله آية أكبر مني "


حيث يتضح أن عليا عليه السلام، ونفسه الذي هو النبي محمد صلوات الله وسلامه عليه وآله، وأهل بيته الذين هم نور واحد، أكبر آيات الله تعالى، الحاملين للأسماء كلها، وهو ما سنقرره بطريقة أخرى إن شاء الله تعالى

الوهابي عدوي
04-03-2013, 03:12 PM
http://i825.photobucket.com/albums/zz177/habataca1/goodwayinlife/goodwayinlifecom76.gif

براق العروج
09-03-2013, 11:17 PM
http://i825.photobucket.com/albums/zz177/habataca1/goodwayinlife/goodwayinlifecom76.gif




بارك الله تعالى بكم

براق العروج
09-03-2013, 11:33 PM
بسمه تعالى



سعة الخلافة وحدودها






هناك احتمالان على الأقل في موضوع الخلافة الواردة في الآية { إني جاعل في الأرض خليفة }




الاحتمال الأول: أن هذه الخلافة منحصرة في الأرض فقط



الاحتمال الثاني: أن الخليفة موجود في الأرض ولكن خلافته خلافة على كل الموجودات


والذي يظهر بالنظر الأولي أن الله تعالى قال " في الأرض " فهذا يعني أن الخليفة هو في الأرض ولكن التأمل والتدبر في باقي الآيات يثبت الاحتمال الثاني وإليكم الأدلة


1. اذا كانت الخلافة محصورة فقط في الأرض فلماذا طلب الله تعالى من الملائكة والشيطان أن يسجدوا له ؟! مع أن السجود هو ترجمة الطاعة والخضوع



2. لماذا اعترضت أو استفهمت الملائكة على خلافة الانسان في الأرض بقولها { قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ } بمعنى أننا نفهم أنها قالت أن هذا المقترح للخلافة سوف يفسد ويسفك... ولكننا لا نفهم لماذا تحدثت عن مواصفاتها بأنها تسبح وتقدس فإذا كانت الخلافة في الأرض فلماذا تتصدى لها الملائكة ؟!

وكمثال لتقريب الفكرة: انني اذا قلت لزيد من البشر أني أريد أن أجعل بكرا خليفتي..
فرد عليّ وقال:" كيف تجعل بكر خليفة لك وهو غير صالح للخلافة لأنه سارق وخائن وووو بينما أنا رجل أمين وصالح وووو فماذا يدل هذا الكلام ؟

يدل ذلك أن زيد يظن نفسه أولى بالخلافة من بكر، وحتى يظن نفسه أولى بالخلافة فهذا دليل على أن الخلافة تعمه وهي مطلقة غير مقيدة

وهذا لم يحدث فقط مع الملائكة ليقول لنا قائل أنك إلى الآن أثبت أنها دائرة ما بين الملائكة والإنسان، فالشيطان أيضا اعترض على السجود لأنه ظن نفسه أفضل من آدم وهو ما سيأتي بيانه

وبعد فلماذا ربط موضوع الخلافة بتعلم الأسماء كلها لا بعضها ؟

فهذا دليل آخر على اطلاق الخلافة وعدم تقيدها وهو ما يحتاج إلى تفصيل نكله إلى المشاركات الآتية إن وفقنا الله لذلك وإن بقي معنا في هذا الميدان باق

أخوكم البراق

صفاء العامري
09-03-2013, 11:53 PM
اسئله ممتازه

البحرانية
10-03-2013, 12:10 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

ماشاء الله تبارك الرحمن
مشاركة اكثر من راااائعة
الف شكر لك اخي البراق على مااتحفتنا به من معلومات .
قد يكون منا من يسال نفسه اياها كل لحظة ولا يجد الجواب الشافي لها وان وجد فسيكون ناقص
فزادك الله علماعلى علم يااستاذ
وان شاء الله سنكون من المتابعين لكم
اتمنى من العلي القدير ان يهبكم الصحة والعافية لتكونوا نبراسا يستضيئ به ...

تقبل مروري

براق العروج
12-03-2013, 10:09 PM
اسئله ممتازه


بسمه تعالى

اهلا وسهلا بكم وتقبل الله أعمالكم

براق العروج
12-03-2013, 10:12 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

ماشاء الله تبارك الرحمن
مشاركة اكثر من راااائعة
الف شكر لك اخي البراق على مااتحفتنا به من معلومات .
قد يكون منا من يسال نفسه اياها كل لحظة ولا يجد الجواب الشافي لها وان وجد فسيكون ناقص
فزادك الله علماعلى علم يااستاذ
وان شاء الله سنكون من المتابعين لكم
اتمنى من العلي القدير ان يهبكم الصحة والعافية لتكونوا نبراسا يستضيئ به ...

تقبل مروري

بسمه تعالى

شكرا لكم أختنا الكريمة الفاضلة على المتابعة والاهتمام

ومأجورين على الدعاء

البراق المحتاج دوما إلى الدعاء

براق العروج
12-03-2013, 10:25 PM
بسمه تعالى





أما وقد بلغ الكلام هذا الحد بات لزاما علينا توضيح الهدف من جعل الخليفة ؟!


لقد تبين إلى الآن أن كل موجود من الموجودات قابل لكي يكون حاملا لاسم من أسماء الله تعالى على الأقل وبذلك يكون خليفة الله تعالى من هذه الجهة


وقد تعلقت المشيئة الإلهية أن يوجد خليفة يخلفه في كل الأسماء ( طبعا ما عدا الأسماء المستأثرة ) أي أن يمتلك هذا الموجود القابلية والقدرة على حمل الأسماء كلها لا بعضها



فإذا كانت باقي الموجودات آيات الله تعالى الدالة عليه فهذا الموجود يكون آية الله الكبرى

وإذا كانت باقي الموجودات مرايا مختلفة بحسب شكلها ولونها وكدورتها وصفائها فإن هذا الموجود هو المرآة الأنقى والأصفى والأشد صقالة وعكسا وإظهارا ...

وإن كانت باقي الموجودات هي كلمات الله تعالى التي لا تنفد فهذا الموجود هو كلمة الله التامة

وإن كانت باقي الموجودات هي مظهر اسم من أسمائه الحسنى فهذا الموجود هو مظهر الاسم الأعظم الجامع لكل الأسماء والصفات


إن هذا الموجود هو ثمرة شجرة الوجود، وكمال العالم الكوني، وغاية الحركة الوجودية والايجادية...



وقد فهمت الملائكة وإبليس عظمة هذا المقام الشريف، فاشرأبت أعناقهم شوقا لنيل هذا الكمال الرفيع والشأن العظيم، وكانوا يظنون أنهم الأجدر بهذا المقام والأصلح لبلوغ هذه الرتبة، فمن الأولى منهم وهم أهل الطاعة والكمال والتسبيح والتقديس؟! وهم سكان السماوات العلى ومجاوري الرب الكريم ؟!


ولكن الله الذي يعلم ما لا يعلمون { إني أعلم ما لا تعلمون }


والذي يعلم من هو الأجدر، ويضع الأمور مواضعها، ويعطي كل ذي حق حقه { إنك أنت العليم الحكيم }

والذي يعلم بواطنهم وظواهرهم، وحقائقهم ورقائقهم، واستعداداتهم وقابلياتهم... { إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ }

لم يجدهم الأحق بنيل هذه الخلافة والأجدر لحمل هذه الأمانة المعروضة...

أما لماذا كان أدم هو الأجدر بالخلافة وما هي الخصوصيات التي امتاز بها عن الملائكة والجن وغيرهم فهو ما سنشير إليه لاحقا إن وفقنا الله الكريم لذلك


البراق