المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذكريات في محراب ابيها بقلم:


الرجل الحر
06-05-2012, 07:50 PM
بنظرة صبت فيها كل مافي قلبها الرقيق من مشاعر حب ,, راحت تراقب قطرة العرق المنسابة من على جبهة ابيها عبر اخاديد وجهه الشاحب الذي اكتسى بلون الارهاق المتراكم عبر سنين من العمل الكادح ,, و الخوف على الابناء تحت ظلال حكم لربما هو الاقسى في تأريخ البشر ,, مدت يدها البيضاء كلون بشرة ابيها التي كانت تميزه عن الجيران والاصدقاء لتمسح قطرة العرق التي تبعتها العشرات منها في مجارٍ عميقة حفرتها اثار الزمن القاسي على وجهه المهيب ,, مسحت بكفها الرقيق قطرات الدمع التي اختلطت بشعر لحيته النقية البياض كبياض الثلج المتراكم على قمة جبل تتلاقف هامته الرياح كل يوم من جميع الجهات دون ان تظفر منه ولو بانحناءة يأس او خنوع ,, شعرت بموجة وخز شفيفة سرت عبر بدنها النحيل لتجتاح قوامها الممشوق ,, ثم لتنتهي بين نبضات قلبها المتسارعة من ثقل الاسى على ذلك الكهل المتعب الناضح حباً و حناناً بقدر ما ينضح عرقاً تفرضه عليه معادلة الخبز او مذلة الجوع .. مزقتها ابتسامة تكلفتها لتحجب عن عينيه الرصاصيتين طقوساً من الحزن الرمادي تشتجر تحت اضلعها .. تمتمت بخشوع وقد اختلطت قطرات العرق على وجه ابيها بخطوط يدها وذابت في اعماق بشرتها الناعمة وكأنها باتت جزءاً من اوردتها وشرايينها ,, ساعدك الله يا ابي ,, قالتها بكل زفرات وجدها على ابيها وكأنها تنطقها بشفاه قلبها و روحها ,, بنشيج حزن لم يكن ليخفى على اذني ذلك الكهل الذي ينظرها بعينيه الصافيتين صفاء السماء بعد انجلاء مزن المطر ,, كان لون عينيه الفريد يأسرها بشعور من الامان لم تعرف مثله طوال سني عمرها ,, فيضمها بين ذراعيه لتغرق في فيض من الحنان كأنها تذوب بين طيات قلبه المتعب ,, مرتلاً بكلمات لطالما قدستها كتقديس صحف سليمان وداوود ,, لا عليك بنيتي لقد اعتاد ابوك الكدح ,, فوحدهم الكادحون من يصنعون الكرامة خبزاً وثياباً وبيوتاً ,, لتحيا بها اجيالٌ من الصالحين .

الروح
06-05-2012, 07:56 PM
نعم كانَ بهذا الصفاء وبهذا الشموخ
كان بهذهِ القدسة وأكثر ..
البُكاء يمنعني أن اكمل فالحكاية شبيهةٌ بأبي
سأكمل لك حكاية الكهل الرمادي لو سمحت لي
سأعود ابو الحسن

آمالٌ بددتها السنونْ
06-05-2012, 08:14 PM
تجسيد رائـع للحظة تواصل صادقة بين
أب يشقى لتوفيرالقوت لعائلته
وأبنه باره لا تملك ألا الكلمات لمواساة
والدها المسكين
اخي الفاضل الرجل الحر هل هي بقلمك
أن كانت بقلمك فأن اصفق لك بحرارة و
اود اعلمك أن القصة ستظل في منتدى الـ
قصة الرئيس فترة ثم سيتم نقلها
لمنتدى الأقلام المبدعة ،فهذه هي السياسة
المتبعة من الآن فصاعداً في هذا المنتدى
في الختام شكري وامتناني لماقدمته وتحيه
طيبه لك مني..

الرجل الحر
06-05-2012, 09:20 PM
نعم كانَ بهذا الصفاء وبهذا الشموخ
كان بهذهِ القدسة وأكثر ..
البُكاء يمنعني أن اكمل فالحكاية شبيهةٌ بأبي
سأكمل لك حكاية الكهل الرمادي لو سمحت لي
سأعود ابو الحسن

الروح ,, الكبيرة
لابد وان شموخاً واضح الصفاء ,, و صفاءاً عظيم النقاء ,, ليترك بصماته على ذلك القلب الرقيق الذي احبه في عليائه ,, واحتواه على سعته ,, وتعلق به في سموه ,, اكملي ,, ام جعفر ,, فأن الساحات كلها لك

الرجل الحر
06-05-2012, 09:24 PM
تجسيد رائـع للحظة تواصل صادقة بين

أب يشقى لتوفيرالقوت لعائلته
وأبنه باره لا تملك ألا الكلمات لمواساة
والدها المسكين
اخي الفاضل الرجل الحر هل هي بقلمك
أن كانت بقلمك فأن اصفق لك بحرارة و
اود اعلمك أن القصة ستظل في منتدى الـ
قصة الرئيس فترة ثم سيتم نقلها
لمنتدى الأقلام المبدعة ،فهذه هي السياسة
المتبعة من الآن فصاعداً في هذا المنتدى
في الختام شكري وامتناني لماقدمته وتحيه

طيبه لك مني..


سيدتي ,,
هي بقلمي ,, كتبتها من قلب واقع اعرفه كما اعرف اسمي واشعر به كما استشعر نبضي ,, ومكانها في اية زاوية من زوايا المنتدى الكريم لا يضيرني مادامت هنالك اعين تقرأ و قلوب تعي ,, جزيل امتناني وشكري ووافر تقديري لمرور شخصكم الكريم

الروح
07-05-2012, 01:19 AM
كان يجلسُ على أريكتهِ قرب سدرةٍ زرعها بيده في حديقة المنزل القديم
جاءت اليه تحملُ (( استكان )) الشاي ((ابو الهيل )) ناولتهُ له وابتسامةٌ محتالة تغمرها
نظر اليها بعينيه الرماديتين وهو يعرف لم هي تبتسم ..
فقال لابد وانكِ لم تكلفي نفسك صنع شايٍ جديد ..!
جلست بقربه أخذ يحدثها عما يحبهُ في هذا الوطن .. وعما هجرهُ في ذاك الوطن
وكلاهما لاوطن .. كان يحب الحديث عن الزعيم (( عبد الكريم قاسم ))
ويسميه ابو الفقراء .. لم تكن تقتنع بكلامه فتجادله وتناقشه الند بالند
لم يكن ليقتنع وماكانت تقتنع ولكنه كان يضع يدهُ على كتفها لينهي الحوار
يضمها اليه لتسند كل أوجاعها على يده التي طالما قدستها كتراب كربلاء ..
مازالت عالقة في مخيلتها آخر قبلةٍ زرعتها على يده
وهي تنهي معهُ حوارها الأخير على خشبةٍ باردة كالصقيع
لتخبرهُ أنها اليوم مقتنعة بكل ما كان يرويه لها عن الوطن
لأنها مذ سرت برودةُ جسدهِ على الخشبةِ لجسدها
أدركت أنها بلا وطن ..؛

الرجل الحر
07-05-2012, 01:42 AM
كان يجلسُ على أريكتهِ قرب سدرةٍ زرعها بيده في حديقة المنزل القديم

جاءت اليه تحملُ (( استكان )) الشاي ((ابو الهيل )) ناولتهُ له وابتسامةٌ محتالة تغمرها
نظر اليها بعينيه الرماديتين وهو يعرف لم هي تبتسم ..
فقال لابد وانكِ لم تكلفي نفسك صنع شايٍ جديد ..!
جلست بقربه أخذ يحدثها عما يحبهُ في هذا الوطن .. وعما هجرهُ في ذاك الوطن
وكلاهما لاوطن .. كان يحب الحديث عن الزعيم (( عبد الكريم قاسم ))
ويسميه ابو الفقراء .. لم تكن تقتنع بكلامه فتجادله وتناقشه الند بالند
لم يكن ليقتنع وماكانت تقتنع ولكنه كان يضع يدهُ على كتفها لينهي الحوار
يضمها اليه لتسند كل أوجاعها على يده التي طالما قدستها كتراب كربلاء ..
مازالت عالقة في مخيلتها آخر قبلةٍ زرعتها على يده
وهي تنهي معهُ حوارها الأخير على خشبةٍ باردة كالصقيع
لتخبرهُ أنها اليوم مقتنعة بكل ما كان يرويه لها عن الوطن
لأنها مذ سرت برودةُ جسدهِ على الخشبةِ لجسدها

أدركت أنها بلا وطن ..؛


آآه ,, انها موجعة حد الاعياء ,, ارى فيها حياة تولد و تنمو امام عينيه الفريدتين بلونهما ,, و تنتهي بحلقات من الذكريات وتراتيل رحيل تنزف من مكامن الوجع التي تناثرت دون انتظام فوق الضلوع ,, اراه حنيناً ,, بل استشعره كأنني استافه ,, يملأ صدراً لطالما تشقق عنه الحزن من الاعماق ..

ام جعفر ,, لقد ذهبتِ حيث تنام الجراح على مضض الالم ,, فرسمتِ وجعاً بلون الحزن الكامن خلف الضواحك ,, اتعرفين كم يؤلمني رحيل اولئك القديسين الذين حفروا الصخر ليمنحوا غيرهم النبض ,, فعلاً سيدتي كانت ارديتهم الدافئة التي تكتنف ضحكات طفولتنا ,, هي وحدها الوطن .

الروح ,, ام جعفر ,, الكبيرة جداً جداً ,, اشكر لك هطول زخات حزن الحنين الذي ازجاه قلمك الباذخ معنىً فوق مجدبات حرفي ,, شكراً لك

الروح
07-05-2012, 01:48 AM
اظنني لو بقيتُ ملازمة لحكايتك سأهذي الآف الحكايات عن عينيه وحدها
والآف الحكايات عن يديه التي حفرت الصخر لتلبسها ثياب الكرامة
سأهذي وانا متوجعة جداً ..
ابو الحسن انت الكبير بكل ما للكلمة من معنى
رحم الله والدك ووالدي وشفع بهما علي عليه السلام
إسلم لي

الرجل الحر
07-05-2012, 01:56 AM
اظنني لو بقيتُ ملازمة لحكايتك سأهذي الآف الحكايات عن عينيه وحدها

والآف الحكايات عن يديه التي حفرت الصخر لتلبسها ثياب الكرامة
سأهذي وانا متوجعة جداً ..
ابو الحسن انت الكبير بكل ما للكلمة من معنى
رحم الله والدك ووالدي وشفع بهما علي عليه السلام

إسلم لي


سلمكم الله من كل سوء ,, واثابكم حسن العاقبة ,, ورزقكم شفاعة الزهراء عليها السلام في الدنيا والاخرة ,, ورحم الله والدك ووالدي و جميع المؤمنين والمؤمنات و حشرهم في ركب محمد وآل محمد في جنان الخلد بما اوقفونا على نهج اهل بيت العصمة والزمونا شرعتهم صلوات الله عليهم .

عاشقة النجف
30-06-2012, 06:07 PM
برائتها هي من تبعد عنه ذلك العناء ..
وماسعي الاباء الا ليروا علامات القبول تلك التي ينتظرونها بعد ساعات مشقتهم ..
يألمون لتعيش البسمة الشفافه على قسمات الطفولة ..
فهم المقربون عند بارئ الكون ..
موفقين اخي ادام الله قلمكم ..