المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أهمية رد الشبهات


النهضة
03-06-2011, 12:02 PM
أهمية رد الشبهات
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيد الكائنات أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين
قال أئمتنا عليهم السلام : رحم الله من أحيا أمرنا
من ما لا يريد أن ينال رحمة الله تعالى ؟ وما هي أفضل السبل والطرق لإحياء أمر محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم ؟
نرى أن رد الشبهات من أهم الطرق لإعلاء كلمة الحق ودحض الباطل خصوصا في زماننا هذا حيث خصص أبناء ابليس وأعوانه ومردته من أبناء أهل الخلاف قنوات وكتب ومواقع لضرب التشيع وطمس آثار بيت النبوة صلوات الله وسلامه عليهم , ودفعوا في ذلك أموالا طائة في كل مكان في العالم , وأقاموا دورات وخرجوا دعاة لمحاربة التشيع , إلا أن الله تعالى متم نوره ولو كره الكافرون , لذلك فإن كتابا شيعيا يهز عروشهم , وقناة شيعية تقلق راحتهم , وموقعا الكترونيا يحطم أعصابهم , وسلاحنا هو العلم والجدل في العلم , وهذا الجدل مطلوب ففي بحار الأنوار للمجلسي المجلد الثاني روي عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال : نحن المجادلون في دين الله
فعلينا أن نقتدي برسول الله ص لأنه الأسوة الحسنة , وقد يتساءل البعض أليس الجدال مكروها ؟ فاليك الجواب من الرواية التالية من البحار أيضا عن أبي محمد العسكري عليه السلام قال : ذكر عند الصادق عليه السلام الجدال في الدين ، وإن رسول الله صلى الله عليه واله والائمة المعصومين عليهم السلام قد نهوا عنه ، فقال الصادق عليه السلام : لم ينه عنه مطلقا لكنه نهي عن الجدال بغير التي هي أحسن . أماتسمعون الله يقول ؟ : ولاتجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن " وقوله تعالى " : ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن . فالجدال بالتي هي أحسن قد قرنه العلماء بالدين ، و الجدال بغير التي هي أحسن محرم وحرمه الله تعالى على شيعتنا ، وكيف يحرم الله الجدال جملة وهو يقول ؟ : وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى . " قال الله تعالى " : تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين . فجعل علم ا لصدق والايمان بالبرهان وهل يؤتى بالبرهان إلا في الجدال بالتي هي أحسن ؟ قيل : ياابن رسول الله فما الجدال بالتي هي أحسن والتي ليست بأحسن ؟ قال : أما الجدال بغير التي هي أحسن أن تجادل مبطلا فيورد عليك باطلا فلا ترده بحجة قد نصبها الله تعالى ولكن تجحد قوله ، أو تجحد حقا يريد ذلك المبطل أن يعين به با طله فتجحد ذلك الحق مخافة أن يكون له عليك فيه حجة لانك لا تدري كيف المخلص منه ، فذلك حرام على شيعتنا أن يصيروا فتنة على ضعفاء إخوانهم وعلى المبطلين أما المبطلون فيجعلون ضعف الضعيف منكم إذا تعاطى مجادلته وضعف في يده حجة له على باطله ، وأما الضعفاء منكم فتغم قلوبهم لما يرون من ضعف المحق في يد المبطل ، وأما الجدال التي هي أحسن فهو ما أمر الله تعالى به نبيه أن يجا دل به من جحد البعث بعد الموت وإحياءه له فقال الله حاكيا عنه : وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيى العظام وهي رميم . فقال الله في الرد عليه : قل - يا محمد - يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم ألذي جعل لكم من الشجر الاخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون . فأراد الله من نبيه أن يجادل المبطل الذي قال : كيف يجوز أن يبعث هذه العظام وهي رميم ؟ فقال الله تعالى : قل يحييها الذي أنشأها أول مرة . أفيعجز من ابتدى به لامن شئ أن يعيده بعد أن يبلى ؟ بل ابتداؤه أصعب عندكم من إعادته . ثم قال : الذي جعل لكم من الشجر الاخضر نارا . أي إذا كمن النار الحارة في الشجر الاخضر الرطب يستخرجها فعرفكم أنه على إعادة مابلى أقدر . ثم قال : أو ليس الذي خلق السموات والارض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم . أي إذا كان خلق السماوات والارض أعظم وأبعد في أوهامكم وقدركم أن تقدروا عليه من إعادة البالي فكيف جوزتم من الله خلق هذا الاعجب عندكم والاصعب لديكم ولم تجوزوا منه ماهو أسهل عندكم من إعادة البالي ؟ ! قال الصادق عليه السلام : فهذا الجدال بالتي هي أحسن لان فيها قطع عذر الكافرين وإزالة شبههم । وأما الجدال بغير التي هي أحسن بأن تجحد حقا لايمكنك أن تفرق بينه وبين باطل من تجادله وإنما تدفعه عن باطله بأن تجحد الحق فهذا هو المحرم لانك مثله ، جحدهو حقا وجحدت أنت حقا آخر . م : فقال : فقام إليه رجل وقال : ياابن ر سول الله أفجادل رسول الله صلى الله عليه واله ؟ فقال الصادق مهما ظننت برسول الله صلى الله عليه واله من شئ فلا تظن به مخالفة الله أوليس الله تعالى قال ؟ : وجادلهم بالتي هي أحسن . وقال : قل يحييها الذي أنشأها أول مرة . لمن ضرب لله مثلا أفتظن أن رسول الله صلى الله عليه واله خالف ما أمره الله به فلم يجادل بما أمره الله به ولم يخبر عن الله بما أمره أن يخبربه ؟ !
فالجدل المذمور هو جدل الإفتخار والغلبة لا جدل إظها الحق لذلك يقول المجلسي رحمه الله في بيانه : بيان : المراء : الجدال ، ويظهر من الاخبار أن المذموم منه هو ما كان الغرض فيه الغلبة وإظهار الكمال والفخر ، أوالتعصب وترويج الباطل ، وأما ما كان لاظهار الحق ورفع الباطل ، ودفع الشبه عن الدين , إرشاد المضلين فهو من اعظم أركان الدين لكن التميز بينهما في غاية الصعوبة والاشكال ، وكثيرا ما يشتبه أحد هما بالآخر في بادي النظر وللنفس فيه تسويلات خفية لايمكن التخلص منها إلا بفضله تعالى
ومن منا لا يريد أن يكون مدافعا عن آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم فتعرض أعماله عليهم فيكون في كتابه أنه دافع عنهم ؟ والي هذه الرواية من البحار : عن هشام بن الحكم قال । قال لي أبوعبدالله عليه السلام : ما فعل ابن الطيار ؟ قال : قلت : مات . قال : رحمه الله ولقاه نضرة وسرورا فقد كان شديد الخصومة عنا أهل البيت
وأيضا : عن أبي جعفر عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ما فعل ابن الطيار ؟ فقلت : توفي فقال : رحمه الله أدخل الله عليه الرحمة والنضرة فإنه كان يخاصم عنا أهل البيت
لذلك كان أهل اليت صلوات الله وسلامه عليهم يدربون أصحابهم على رد الشبهات والفوز بالمناظرات العلمية التي يراد بها إظهار الحق ولا حق إلا عند آل محمد صلوا الله وسلامه عليهم , وفي رواية عن نضر بن الصباح قال : كان أبوعبدالله عليه السلام يقول لعبد الرحمن بن الحجاج : يا عبدالرحمن كلم أهل المدينة فإني احب أن يرى في رجال الشيعة مثلك
فهل تريد أيها الشيعي أن تكو مثل هذا الرجل ليرضى عنك أئمتك عليهم السلام ؟ عن حماد قال : كان أبوالحسن عليه السلام يأمر محمد بن حكيم أن يجالس أهل المدينة في مسجد رسول الله صلى الله عليه واله وأن يكلمهم ويخاصمهم حتى كلمهم في صاحب القبر وكان إذا انصرف إليه قال : ما قلت لهم وما قالوا لك । ويرضى بذلك منه
لكن لا تدخل في نقاشالا بعد أن تتعلم من رواياتهم صلوات الله وسلامه عليهم وتقرأ الكتب مثل كتاب الإحتجاج للطبرسي وهو متوفر على شبكة الإنترنت وتستمع إلى المحاضرات وتتعلم وتحصن نفسك جيدا عبر إحصاء الدلة وحصرها ومباغتة الخصم عبر ضرب رموزه فخير وسيلة للدفاع الهجوم خصوصا على رموز أئمة الكفر الذين أمر الله بقتالهم في محكم كتابه , وفي البحار : عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : اللهم ارحم خلفائي - ثلاث مرات - قيل له : يا رسول الله ومن خلفاؤك ؟ قال : الذين يأتون من بعدي ويروون أحاديثي وسنتي فيسلمونها الناس من بعدي
فعليك بالإهتمام بقراءة رواياتنا وقراءة كتب الخصم وتسجيل الأدلة في أوراق أو دفتر صغير أو على جهازك , والأجهزر الآن متوفرة ورخيصة والكتب كلها موجودة على شبكة الإنترنت فلا تدخل في نقاش إلا بعد أن تتدرب جيدا وتقرأ جيدا وتعرف أساليب النقاش ورد الشبهات والهجوم وكسر الخصم الناصب لتكون صقرا ينقض على فريسته كما كان هشام بن الحكم رضوان الله تعالى عليه الذي دربه مامنا الصادق عليه السلام وكان يحثه على رد الشبهات وكسر النواصب , فهل تريد هذا الثواب العظيم ؟ في البحار : عن معاوية بن عمار قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : رجل راوية لحديثكم يبث ذلك إلى الناس و يشدده في قلوب شيعتكم ولعل عابدا من شيعتكم ليست له هذه الرواية أيهما أفضل ؟ قال : راوية لحديثنا يبث في الناس ويشدد في قلوب شيعتنا أفضل من ألف عابد
فلا تكن كمثل بعض الشيعة الذين لا يعرفون من الدين سوى قراءة أدعية وزيارات بلقلقة لسان دون أدنى تفكر في معاني ما يقرؤون وكأن الدين كله في كثرة الأدعية والزيارات والأعمال المستحبة أما العقل فمجمد ولا يستخدمونه إلا في أمور الدنيا حتى صار دينهم وكأنه دين الرهبان أو بعض المتصوفة , وفي البحار : عن معاوية بن وهب قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن رجلين : أحد هما فقيه راوية للحديث والآخر ليس له مثل روايته ؟ فقال الراوية للحديث المتفقه في الدين أفضل من ألف عابد لا فقه له ولا رواية
وهذا الصنف من الناس لا يهتم بنشر التشيع ودفع شبهات النواصب فلا هم له الا الدنيا أو نفسه فيفوته الثواب العظيم والأجر الكبير في الجهاد الفكري والعلمي , ففي البحار : عن أبي عبدالله عليه السلام قال : نفس المهموم لظلمنا تسبيح ، وهمه لنا عبادة ، وكتمان سرنا جهاد في سبيل الله ، ثم قال أبوعبدالله عليه السلام : يجب أن يكتب هذا الحديث بماء الذهب
فعلينا أن نرد الشبهات بعد التدريب المتواصل , ثم نكتب الكتب الالكترونية التي لا تكلفنا أموالا ولا جهدا كبيرا وفي كتابتها ثواب عظيم , في البحار : عن داود بن القاسم الجعفري ، قال : عرضت على أبي محمد صاحب العسكر عليه السلام كتاب يوم وليلة ليونس ، فقال لي : تصنيف من هذا ؟ فقلت : تصنيف يونس مولى آل يقطين ، فقال : أعطاه الله بكل حرف نورا يوم القيامة
كما أنصح الأخوة والأخوات خصوصا مع دخول فصل الصيف وقرب العطلة الصيفية بفتح بيوتهم لإقامة دورات تعلم شبابنا وبناتنا رد الشبهات التي يتعرضون لها في مدارسهم وجامعاتهم وأماكن العمل والخ , فالمهم أن نعمل ولا نقف فكل منا يستطيع عمل شيء وان كان توزيع كتاب أو نسخ محاضرات وكتب على أقراص وتوزيعها أو تصوير أوراق فيها رد لشبهة معينة والخ
هذا وصلى الله على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعداءهم
بقلم
خادم الزهراء عليها السلام
أحمد مصطفى يعقوب
الكويت في الثالث من يونيو 2011
http://tanwerq8.blogspot.com/