المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلى المتظاهرين: لابد للثورة من مقومات لأجل ضمان نجاحها


ابو جعفر العراقي
24-02-2011, 11:56 AM
إلى المتظاهرين: لابد للثورة من مقومات لأجل ضمان نجاحها




الكل أخذ بالحشد للتظاهرة عن طريق التثقيف المباشر الناتج من الاحتكاك بالمجتمع أو من خلال وسائل الاعلام كفضائيات أو وسائل الاتصال كرسائل عبر الجوال أو عبر الانترنت (الفيس بوك والمنتديات والمواقع) حتى أصبح الكثير من أفراد الشعب العراقي مهتر بالمظاهرة كمظاهرة وليس كتغيير مدروس وإني أرى قد تنأنأ أغلب الذين يدعون للتظاهرات وحتى ممن يُعد من المثقفين والكتاب المرموقين حتى بات الجميع لا يعرف أن التظاهرة ربما تكون مليونية وربما أقل بكثير أو أكثر بكثير أو ربما تفشل أو تكون كزلزال لا يدع عرشا إلا دكه ولا بنياناً متصدع إلا وانقض ولو أني أرى أن العملية السياسية في العراق ستنعقف وتكون أنقاضها حجارة لتربيع الأساس الجديد في العراق الجديد الذي سيخلو ممن تلطخت يداه بدماء الشعب العراقي وسرقة ماله وتدنيس شرفه ولكن بعد تطهيرها ولكن الهوس بالمظاهرة أخذ الأغلب الأعم إذا لم اقل الجميع بعيدا عن عقول أولي الألباب وجعلهم حالمين وبعيدون كل البعد عن الواقعية وهذا دليل على عدم ارتقاء تفكيرهم إلى مستوى المفكرين الناضجين الذين لا يفعلون فعل آني جاء أو يجيء كردة فعل عن واقع فاسد موجود من دون النظر بعين البصيرة إلى ما وراء ردة الفعل سواء كانت النتيجة سلبا أو إيجابا نقل لنا أحد المفكرين المعاصرين في أحد مؤلفاته قوله بالمضمون:

إن أية ثورة أو انتفاضة يراد منها النجاح لابد لها أن تستند إلى مقومات:

1- وجود واقع فاسد وشعور عام لدى الأمة به وإرادة جدية لتغييره وقد عبر عن هذا الشعور أحد الشعراء بقوله:

فليت جور بني مروان عاد لنا *** وليت عدل بني العباس في النار

وهذه موجودة فعلا حتى بات الشعب العراقي يتمنى لو أن حكومة الديكتاتور الدموي صدام اللعين باقية ولم يروا حكومة الديمقراطية!!!

2- النظرية التغييرية التي تزيل الواقع الفاسد وتأتي ببديل قادر على تحقيق السعادة والصلاح للأمة.

3- القيادة الواعية الملتزمة بنظرية الثورة فكرا وسلوكا.

4- الجماهير المؤمنة بقيادتها والمطيعة لها.

الذي يدعو للتظاهر ويريد التظاهر هل يمتلك نظرية تغييرية تزيل الواقع الفاسد الذي جاء به الناس أنفسهم لأنهم هم من انتخب هؤلاء وجعلوهم سادة على رقابنا حتى أن الصراع على منصب رئاسة الوزراء دار بين ثلاث شخصيات فشلت في قيادة العراق بدءً من علاوي مرورا بالجعفري ونهاية بالمالكي أضافة لباقي المناصب المهمة فكل من تربع على كرسيها فشل فشلا ذريعاً ومع ذلك أصرت الأمة على انتخابهم حتى من العجيب أن الناس تلعن رئيس الوزراء الفلاني وعندما تأتي الانتخابات تنتخبه وبعدها وقبل إعطاء النتائج تلعنه!! وذلك بسبب عدم وجود الوعي الكافي لتشخيص الشخصيات الكفوءة والصالحة من أبناء شعبنا المظلوم فالكثير من أبناء مجتمعنا لم يتابعوا سلوك تلك الجهات وغيرها لمدة سبع سنوات ولم يقرءوا برامجهم الانتخابية التي تعتبر ضربا من الخيال بل وتعتبر اهانة لمن يصدقها لما يمتلكون من سذاجة وعدم الدراية بما يجري حولهم فمن يا ترى من الأخوة المثقفين يمتلك نظرية تغييرية تعطي بديلا قادرا على تحقيق سعادة المجتمع وصلاحه بعد اجتثاث الفساد وليس المفسدين فالكثير قاموا بثورات فأزالوا الظلمة ولكن لم يزيلوا الظلم وسقوط النظام الدموي في العراق عام 2003 ازال ظالم ولم يزل الظلم حتى دبّ في قلوب الموظفين الحكوميين من صغيرهم إلى كبيرهم كدبيب النمل فلا بد من وجود نظرية تغييرية تطرحها قيادة واعية ملتزمة بنظرية الثورة فكرا وسلوكاً وليس فقط تنظيراً على صفحات الكتب المطبوعة أو على صفحات الانترنت وكذلك لابد من وجود جماهير تؤمن بهذه القيادة وتكون مطيعة لها لكي تساعد على ترجمة أفكارها وإشاعتها بين صفوف المواطنين الآخرين وأن تكون هذه الجماهير يشار لها بالبنان من حيث الخلق الرفيع والنزاهة والتسامح وحب الآخرين وبدون تلك المقومات فلا فائدة تذكر بل سيكون الهرج والمرج هو الطاغي على الوضع ليس إلا وإن المطلب الديمقراطي هو المطروح إذا كان الهدف هو إسقاط نظام فبالتالي اذا لم يوجد وعي كافي لدى المجتمع لتحديد الاصلح والأكفأ فلا سبيل لرؤية إشراقة جديدة في العراق تزيل ظلمة الظلم والفساد من جذوره وردم كل بؤر الفساد المتفشي نتيجة تراكمات المرحلة السابقة والمرحلة الحالية على مدى ثلاث حكومات متعاقبة....

فلابد من تشخيص قيادة واعية ومخلصة للعراق أرضا وشعبا ونزيهة لا تكترث لا إلى المال ولا إلى الشهرة والرفعة وتكون واضحة عليها من خلال تجربة سابقة أو سلوك سابق لأننا سأمنا من تجربة الكثيرين وسأمنا من سلوكياتهم التي تنفر منها الروح الانسانية ولا أخيفكم أمراً إنني أرى في الشاب جعفر الصدر وذلك من خلال متابعتي له أنه هو من يستحق القيادة على أن يكون أبناء الشعب داعمين له وفي طليعتهم المثقفون والكتاب لأن ثورة من غير قيادة كغنم بلا راع تهجم عليها الذئاب فتشتتها وتكون أيضا عرضة للنهب ممن لا يمتلك أدنى شيء من مقومات القيادة الحقيقية..

وعلينا أن لا نكون ممن يستنسخ الثورات وتكون ثورتنا على الفساد والمفسدين كثورة مصر وتونس وغيرها فهم إلى الآن بل وعلى مدار سنين آتية سوف لم يصلوا إلى مبتغاهم أو ما يحلمون به لأن ثورتهم ليست جامعة لمقومات الثورة الناجحة فقط شرط واحد متوفر فيها وهو: (وجود واقع فاسد وشعور عام لدى الأمة به وإرادة جدية لتغييره) أما الثلاث الأخرى فلا تمتلكها الشعوب الثائرة على أنظمتها الفاسدة إلا أن يتداركها الله بلطفه.

وإني احذر جميع المتظاهرين من أن هناك من هو متقهل لا يريد التغيير حقا بل يريد رمي أدرانه وإلصاقها برداء التظاهرات السلمية الناصع البياض ليس إلا وهؤلاء موجودون في كل ثورة فاحذروهم لكي لا يشوهوا ثورتكم ضد الواقع الفاسد في العراق الجديد ولا ينحون بها إلى مناح أخرى تحرف التظاهرات عن مسارها المنشود وتدخلها في دهاليز مظلمة أمرّ من الواقع المعاش الآن ....

al-baghdady
25-02-2011, 12:48 AM
كلام منطقي
البغدادي

ابو جعفر العراقي
25-02-2011, 05:20 PM
كلام منطقي
البغدادي
شكرا لمرورك اخي البغدادي
تحياتي لك