المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شعب مصر وارادة التغيير الحقيقية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


أهل الحق
14-02-2011, 09:36 PM
ما ان سقط الاتحاد السوفييتي وتهاوى بناؤه بالكامل بضغط من الجماهير التي احتشدت في قلب العاصمة الروسية موسكو حتى كرت حبات المسبحة مسرعة ومتقافزة ومتجهة صوب منظومة الدول الاشتراكية دون استثناء وشاهدنا كما شاهد معنا الرئيس المصري حسني مبارك كيف سقطت واندثرت تلك الانظمة تحت اقدام حشود المواطنين الغاضبة الواحد بعد الاخر. ورغم محاولات كبار مسؤولي تلك الدول لاستخدام كل وسائل الترهيب والابتزاز والتخويف تشبثا منهم بالبقاء والاستمرار فترة اطول في مواقع السلطة والجاه والنفوذ والثراء الفاحش على حساب لقمة عيش مواطني تلك الدول الا انهم فشلوا فشلا ذريعا ورمتهم شعوبهم في مزابل التاريخ. فلم يعد بالامكان لاي حاكم مهما تجبر وطغى ضد شعبه ان يغير من قوانين التاريخ القائلة بان لكل طاغية نهاية. وكان العديد من المراقبين يتوقعون حينها بان حبيبات مسبحة التغيير سوف لن تقف عند حدود تلك الدول وانما سوف تستمر بالمسير وصولا الى دولنا العربية نظرا لوجود مشتركات هامة بين تلك الانظمة والانظمة العربية وخصوصا فيما يتعلق بالفساد والطغيان والدكتاتورية والارهاب. الا ان مسيرة التغيير توقفت لاسباب نجهلها عند تخوم الدول الاشتراكية. ولكننا كنا نعتقد جازمين ان هذا التوقف سيكون مؤقتا من قبيل استراحة المحارب، لتتحرك من جديد لاكمال مشوارها وصولا الى الوطن العربي حيث تتوفر كثافة من الاسباب للتغيير المنتظر. فكان على الرئيس المصري وتوائمه من الحكام العرب المتورطين بالفساد والارهاب وقمع ارادة شعوبهم ان يستغلوا تلك الفسحة من الوقت لمراجعة سياساتهم بعد اخذ العبرة مما حدث لانظمة الاتحاد السوفييتي وباقي الدول الاشتراكية واصلاح ما يمكن اصلاحه لانظمتهم الاستبدادية الفاسدة ومحاولة مد الجسور مجددا مع شعوبهم باي قدر كان لابطال مفعول صاعق التغيير القادم اليهم ان عاجلا او اجلا لا محالة، وهم يدركون قبل غيرهم استعداد شعوبنا للتسامح والعفو والمغفرة، فهذه الصفات متجذرة في نفوسنا بفعل ثقافتنا العربية والاسلامية، الا انهم تغافلوا وتعاموا وسدوا اذانهم عن سماع شكاوى الجياع والمظلمين والمضطهدين والمحرومين من شروط الحياة الحرة الكريمة في حدها الادنى، وكأنهم يملكون حقا الهيا ليس في حكمنا كما يشاؤون فقط وانما اعتبارنا اسلاب مملوكة من قبلهم يمكنهم ان يفعلوا بنا كما يشتهون ويرغبون ولا نملك حقا حتى بمجرد الشكوى والانين مما عرضونا اليه من الذل والهوان وسلبوا منا أدميتنا وشعورنا باننا بشر مثلنا مثل غيرنا من البشر الاخرين ونملك حقوقا كما يملكها الاخرون، فها هي سجون ومعتقلات مبارك السرية والعلنية تغص منذ سنوات بألآلاف من خيرة ابناء هذه الامة، موهمين أنفسهم بان رياح التغيير لن تطالهم مهما كانت تلك الرياح قوية وعاتية بفضل ما بنوه من مؤسسات قمعية متخصصة لا ترحم احدا، وبفضل عمالتهم وتواطئهم مع القوى الاجنبية المعادية لامال وتطلعات شعوبها. فجاءت ثورة الشعب التونسي البطل التي ازاحت واحدة من اهم قلاعهم الارهابية المجرمة لتمثل الصاعق الذي اشعل جذوة الامل في النفوس واضاءت الطريق امام شعوبنا وبعثت الامل من جديد بعد ان اوشك الياس ان يطبق على مشاعرنا، وكانهم القدر الذي لا راد له، فسرعان ما خلطت اوراقهم وهزت عروشهم المتهاوية واصابتهم بمقتل.
وقبل ان يتدبروا الامر ويتخذوا الاحتياطات اللازمة للجم تيار التغيير الذي هب علينا من تونس الخضراء على ايدي ابنائها الشجعان وتكسير موجاته في الطريق قبل ان يلفهم بدوامة الخوف والقلق على مصيرهم تفجرت ثورة الغضب هذه المرة في مصر العروبة يوم الخامس والعشرين من شهر كانون الثاني وهاهي تفاعلاتها المذهلة متواصلة ومستمرة ومتصاعدة ولن تقف عند اي حد قبل ان تحقق اهدافها الكاملة ليس بتغيير الوجوه كما يحلو للبعض من المراقبين ان يتخيل الامر وانما بتغيير الوجوه والحكام والنظام معا. وبالنظر الى دور مصر المركزي في الوطن العربي وتاثيرات عملية التغيير فيها على المفاتيح الستراتيجية لازماتنا المزمنة فليس غريبا ولا استثنائيا ان تستغرق هذه الثورة وقتا طويلا. فكل الدول المعادية وطابور الثورة المضادة وبقايا النظام والمرتزقة والمنتفعين والانتهازيين واغلب الانظمة العربية اصطفوا في جبهة واحدة موحدة للدفاع عن مصالهم وامتيازاتهم التي وفرها لهم نظام مبارك منتهي الصلاحية، بما فيها وفي مقدمتها نظام المنطقة المنطقة الخضراء في بغداد حيث وجه رئيس هذه السلطة المعين من قوات الاحتلال اول رسالة تضامن علنية الى مبارك، الا ان ذلك لم يعد يجدي نفعا فقد حسم الامر لصالح شعب مصر البطل وسيرحل مبارك عن ارض مصر قريبا. فاذا كان مبارك يعاني من قلق وخوف على مصيره ومصير عائلته فالعراقيين تثمينا منهم لموقفه غير الشريف من الغزو والاحتلال الامريكي للعراق ولكونه احد ابرز المحرضين عليه يعربون على رؤوس الاشهاد عن استعدادهم لارسال حارسين مشهود لهما بالخبرة العالية لمرافقته في رحلته نحو المجهول وهما حارسان مهمان يملكان خبرات لا يدانيهم فيها احد هما طالباني والمالكي، واذا شاء بقاءهم معه الى الابد فليس لدينا ما يمنع بالتضحية بهما.
وجاك الموت يا تارك الصلاة.