المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جزاك الله خيرا ( ابراهيم الجعفري ) ؟!


حزب الدعوة الاسلامية
27-12-2010, 01:30 AM
http://qanon302.net/filemanager.php?action=image&id=4544
بقلم / علي جابر الفتلاوي .
من الناس من يطلب الدنيا بعمل الاخرة، ومنهم من يطلب الاخرة بعمل الدنيا ،وهذا التصنيف يعود للامام علي عليه السلام الذي خبر الناس والرجال على وجه الخصوص من خلال ميدان الحياة ،وانت( ابراهيم الجعفري) منّ الله عليك ان تكون من صنف الرجال الذ ين يطلبون الآخرة بعمل الدنيا ، ولست ممن طلب الدنيا بعمل الاخرة ، الذين هم كثر في دنيانا ، وهؤلاء وصفهم الامام علي (ع) في احدى خطبه في نهج البلاغة بقوله (( ومنهم من يطلب الدنيا بعمل بعمل الاخرة ، ولا يطلب الاخرة بعمل الدنيا ، قد طامن من شخصه ، وقارب من خطوه ، وشمر من ثوبه ، وزخرف من نفسه للامانة ، واتخذ ستر الله ذريعة الى المعصية )) .

كان الامام يتكلم عن زعماء عصره ، واليوم نحن نعيش كثرة الزعماء في ساحتنا السياسية العراقية ، منهم من طوته الايام وانتهى دوره بقرار من الشعب ، ومنهم في طريقه الى النهاية ، ونحن ابناء الشعب العراقي نرى ونرقب ونستنتج ، من هو الذي يطلب الاخرة بعمل الدنيا ، ومن الذي يطلب الدنيا بعمل الاخرة ، ولسنا في صدد تشخيص هؤلاء الدنيويين او احصائهم ، انما الذي يهمنا ان نشخص الزعماء والقادة الذين يعملون للاخرة بعمل الدنيا ، كي نقتدي بهم ونسير على خطاهم ، ونصل الى منابعهم الفكرية التي منها نهلوا وتعلموا ، ونحمد الله تعالى ان يوجد مثل هؤلاء الزعماء والقادة الاوفياء لمبادئهم قي ساحتنا العراقية ، وان كانوا قليلي العدد ، الا ان وجودهم بيننا يجلب لنا الامل والتفاؤل بالمستقبل ، ويدفع بنا الى الامام بان نسير خلفهم ونعطيهم ثقتنا ، هؤلاء الرجال يجلبون الاطمئنان لنا كونهم لا يعملون لدنياهم فقط ، بل هم يعملون للدنيا من دون التضحية بالاخرة ، وشعارهم (( اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا واعمل لاخرتك كأنك تموت غدا ))، هؤلاء الرجل القادة الاوفياء يعملون بجد دون رياء لتحقيق مصلحة شعبهم ،وجمع الكلمة ، وتوحيد الصفوف ، لا لغاية دنيوية ، بل لنيل رضوان الله تعالى اولا ، وثانيا لتلبية مصالح الوطن ، وتحقيق طموحات الشعب في الامن والاستقرار ، وتوفير الخدمات ، والعيش الكريم ، ومن الشخصيات المشخصة في هذا المجال شخصية الدكتور (ابراهيم الجعفري ) ونذكره لا على سبيل الحصر ، ولكن كنموذج للشخصيات من امثاله ، حيث بذل هذا الرجل مع زملائه جهودا مضنية وكبيرة من اجل تقارب وجهات نظر الاطياف السياسية ، من خلال جمعهم على المشتركات الوطنية ،وبعيدا عن التأثيرات الخارجية ، وقد بدأ بجهده هذا منذ انتهاء الانتخابات ولحين تشكيل حكومة الشراكة الوطنية برئاسة المجاهد الصبور السيد ( نوري المالكي ) ، حيث بذل الجعفري جهوده اولا لتوحيد كتلتي التحالف الوطني ، ونجح في ذلك بمؤازرة القادة الاوفياء لشعبهم من الكتلتين ، رغم التقاطعات الكبيرة من البعض ، واصحاب المصالح الشخصية الضيقة ، لكن حنكة الرجل ونواياه الوطنية المخلصة ، ودعم القادة الاخرين له ممن يحملون نفس الهم والاهداف جعلته يستمر في جهوده رغم المعوقات من بعض الذين ملؤوا وسائل الاعلام ضجيجا وصياحا لتحقيق طموحاتهم الشخصية غير المستندة على الواقع، هذه الصيحات التي استغلت من اعداء العملية السياسية في داخل العراق وخارجه ، ونجحت جهود الجعفري وجهود الرجال الزعماء الاوفياء الاخرين من الكتلتين ، واذكر مثالا منهم لا على سبيل الحصر ، الاستاذ هادي العامري الذي كان له دور كبير في المحافظة على وحدة التحالف الوطني جزاه الله تعالى ولامثاله من القادة الاوفياء لمبادئهم خيرا ،وبفضل هذه الجهود المتعاونة انبثق التحالف الوطني كأكبر كتلة انتخابية ، وبتصديق المحكمة الاتحادية ،

وبانبثاق كتلة التحالف الوطني ، بدأت التجاذبات السياسية من جديد مع الكتل الاخرى ، وهنا تصدى ( الجعفري ) مرة اخرى ، فطموحاته الوطنية الكبيرة في توحيد الصف الوطني ، جعلته يعمل بجهد اضافي لاجل الجمع بين الاطراف السياسية في الساحة العراقية ، وبعيدا عن التأثيرات الخارجية ،ورغم الاختلافات الكثيرة بين الاطراف السياسية ، ورغم جهود التعويق والتخريب من بعض القوى الخارجية ،والتي لا تريد الخير للشعب العراقي ، او التي تخشى من التجربة السياسية الجديدة في العراق ، نجح الجعفري بمعونة السياسيين العراقيين الاخرين مثل رئيس اقليم كردستان الاستاذ البرزاني ورئيس الجمهوريه مام جلال وقادة عراقيين اخرين نجحوا في جمع الاطياف السياسية للخروج بحل لغرض تشكيل حكومة الشراكة الوطنية ، وكانت جهود هؤلاء القادة في تشكيل الحكومة غير خافية على ابناء الشعب العراقي وان كانت هذه الحكومة لا تلبي طموح الشعب ، كونها حكومة واسعة ومن الصعب السيطرة عليها من قبل رئيس الوزراء،وخشية ان يعمل بعض الوزرا ء باجنداتهم الحزبية الضيقة ، اضافة الى العدد الكبير في الوزرات لاجل ترضية جميع الاطراف ،

وهناك سلبية اخرى ايضا في الحكومة هي خلوها من العناصر النسوية الكفوءة ،والتي نتمنى ان يتم تجاوز هذه السلبية عند اعلان الوزارات التكميلية ، ونحن اذ نرى هذه التشكيلة الواسعة للحكومة ، نتمنى للاستاذ المالكي بان يدير هذه الحكومة بكل اقتدار وهو جدير بذلك ومشهود له من خلال مسيرته الماضية ، ونتمنى له الموفقية في ادارة دفة السفينة العراقية لأيصالها الى شاطئ الامان ، ونتمنى ايضا على الوزراء الجدد التعاون معه لاجل مصلحة الشعب والوطن ومن اجل تفويت الفرصة على المتربصين من اعداء العملية السياسية ، ونحن اذ نتحدث عن النجاح في تشكيل الحكومة ، وموضوعنا هو عن دور الدكتور الجعفري لتحقيق هذا النجاح ، لا يمكن ان نعبر او نتجاوز جهود اللحظة الاخيرة للجعفري عندما جمع بين الاستاذ المالكي والدكتور علاوي لتجاوز العقبات المتبقية بين التحالف الوطني والعراقية ، تحقيقا لمصلحة الشعب العامة ، ومصلحة الوطن العليا ، واذ نتحدث عن ( الجعفري ) كنموذج وطني نعتز به ، فأننا لانعجب من ذلك اذا رجعنا الى تأريخ هذا الرجل ، فهو ابن ( الدعوة ) وتلميذ مدرسة الصدر الاول ، التي تخرج منها رجال كثر ، قدموا التضحيات الكبار من اجل الدين والوطن ، والتي ربّت ابناءها على الاخلاص لله تعالى والاخلاص للشعب والوطن ، وعلمتهم الايثار والتضحية ، ودربتهم على الصبر والوفاء والمصداقية في التعامل مع الاخرين ، واحترام الاخر المختلف ، الى غير ذلك من القيم الانسانية العالية ، واخيرا لايسعنا الا ان نقدم الشكر والامتنان للدكتور الجعفري ولامثاله من القادة العراقيين النجباء ، ونقول لهم جميعا جزاكم الله خيرا ايّها الاوفياء لشعبكم ووطنكم ، وكثّر الله تعالى من امثالكم .