المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ((الإيمان بالآخرة صمام الأمان الحقيقي))


شهيدالله
27-11-2010, 08:53 PM
((الإيمان بالآخرة صمام الأمان الحقيقي))

أن الإسلام هو ثورة ورسالة حقيقية واقعية لاتزدحم في الكتب والطقوس .فحسب ولا تنفصل فيها الحياة عن الإيمان. وأن المفهوم الاجتماعي فيه يشكل جزءاً لا يتجزأ من المضمون الروحي وأن هذه الثورة الرسالية المتنوعة الاساليب هي وحيدة من نوعها في التاريخ الإنساني و.بما ان الحياة كلها خضوع وتحديد بحدود معينة تنظم سلوك الانسان كي تسير الأمور على الغرض المقصود بستقامة وإذا كان الخضوع والطاعة للنظم الاجتماعية خضوعا ً لا بد منه لصلاح المجتمع وبنائة وتنظيمة ومنع الفوضوية والازداحم والعبثية ولا ينصرف منه أي انسان... فلطاعة والخضوع كذلك للنظم الشرعية والضوابط القرانية أمر لابد منه لصلاح الأمة والمجتمع فكيف يقف منه البعض موقف الضد ويرى أنه تقييد للحريات وسلب للانسان
والإسلام كمنظومة معرفية متكاملة وكثورة انسانية تربوية من الداخل ترسخ الايمان بالمطلق .ثم .تنطلق للخارج تسعى الى اعادة الانسان لمسارة الصحيح من انسانية وذاتة ليست كبتاً للطاقات وتقييد للحريات والميول الفطرية الطبيعية .. وإنما هو ميدان فسيح للطاقات كلها الفكرية والعقلية والجسمية لكن بضوابط وانظمة تمنع الظلم والاستغلال والعبثية وترتفع بالانسان الى مستوى انسانيتة بتوازن العقل والعاطفة و المادة والروح ..فتخضع الانسان لتلك المعادلة التربوية المتوازنة بين جانبية المختلفين الروح والمادة ..وتنتج الاسلوب التدريجي كما في سيرة الانبياء والرسل والائمة عليهم السلام ..
فالإسلام يدعو إلى التفكير والنظر والتدبر بالعواقب ونهاية الانسان واليوم الاخر لكي يعتبر الإنسان وينمي عقله وفكره ويحصل على الضابطة الداخلية الضرورية على مستوى العمل والايمان ، فيقول الله
تعالى )قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا)
والإسلام لا يقتصر على الدعوة إلى التفكير والنظرفقط بل يعيب كذلك على الذين لا يعقلون ولا ينظرون ولا يتفكرون من هنا يكون.الخضوع للتربية الشرعية المكلمة للشعور الايماني الفطري .عمل طبيعي وعقلي بعد الايمان بالله.حيث لايكون هناك مبرر للخضوع لقوانين تربوية تخالف الكتاب والسنة والعقل فتكون .التربية الاجتماعية عمل شرعي وواجب انساني وعبادة وتقرب لله لله عز وجل، فلا بد لها أن تنطلق من قوانين الشريعة وتضبط بضوابطهاومقرراتها وإن سلامة المقصد وحسن النية ونبل العمل ليست مسوغاً أو مبرراً لتسور السياج الشرعي وتجاوز الضوابط وتقبل قانون الذرائع ..

وإذا كان الدافع للمربي الرسالي الثوري هو تحصيل الأجر والقربة وطلب مرضاة الله عز وجل فهذا لن يتحقق له مع مخالفة أمر الله وتجاوز حدوده..}فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا
ثم ان الجهد التربوي جهد لا يطيقه أي إنسان، بل هو جهد في غاية الصعوبة والمشقة، إنه تعامل مع عالم الإنسان هذا العالم الغريب المعقد الذي يحوي عديداً من المتغيرات والتقلبات وتؤثر فيه كثير من العوامل والمؤثرات، ويبقى تعميم التجربة الفردية غير ذي بال، وهو ايضا جهد يحتاج لمزيد من المعارف والعلوم، ومزيد من القدرات والإمكانات والمواهب، ورصيد من التجارب والخبرات. .

ومع ذلك كله يزداد الأمر صعوبة ومشقة حين يكون في مجتمع تتجه معظم وسائل التأثير فيه اتجاهاً مضاداً مخالفا للفطرة ولما يريد المربي الرسالي فالشارع، والسوق والمحلة والزقاق وزملاء المدرسة وزملاءالعمل، ووسائل الإعلام وحملات التقريب الى السراب الغربي وربما المنـزل والمدرسة تربي الشاب والفتاة اليوم على خلاف المنهج الشرعي.فالانسانية اليوم تعيش المأساة في معظم أو كل مجالات حياتها . في المجال الأسرويوالاجتماعي بشكل خاص حيث تعيش الاسرة والمجتمع التفكك والتمزق و، في مجال الاقتصاد حيث لايقوم على أسس سليمة ، في مجال السياسة والحكم في مجال العمل الخ . ومظاهر المأساةالتي تعيشها الإنسانية اليوم واضحة ، كالحرب ، والطبقية ، والعنصرية وانعدامالمقياس الاخلاقي في السلوك والمعاملات ;كلها متغيرات ومضادات وتناقضات جدلية تحتاج لعنصر مطلق يضبطها ويتحكم في مسارها ويعيد تنظيمها..


إذن.. فالانسانيةكلها تبحث عن الخلاص من أزمتها تبحث عن الامل والحلول والممكنات وتنشد طريقاً يكفل لها التحرير من كل المشكلات ويحقق لها الهناء والأمن والاستقراروإذا فشلت جميع النظريات التي ادعت الكمال وحاولت نقل الانسان الى الفردوس في اعطاء الحل الصحيح للمشكلة لم يبق أمامنا إلاالطريقة الاسلامية التي أثبتت التجربة جداولها وجديتها ونجاحها في حل المشكلة البشرية واحتواء كل تطلعات الانسان .. فالإسلام أينما حل، في عهوده الزاهرة شحن عقول الشعوب بالخلق والعبقرية والإبداع، وأيقظها من كبوتها وخمولها ، فأبدعت بأيديها بالذات حضارات فريدة من نوعها يعجز القلم عن رسمها وحلق بها في سماء الكون مبدع مثمر وأطفأ الشرور من ثناياها. والإسلام لم يشمخ، ولم يتعال، ولم يصنف الشعوب إلى بهائم وبجم من دونهم، ولا إلى شعب الله وشعب الشيطان، حسب هواهم، بل حض على التواضع والرحمة والإنس في المعاشرة.ولهذا، كان من الخطأ أن يسمى المجتمع الإسلامي مجتمعاً رأسمالياً، وإن سمح بالملكية الخاصة، لأن الملكية الخاصة بالنسبة إليه ليست هي القاعدة العامة. كما أن من الخطأ أن نطلق على المجتمع الإسلامي اسم المجتمع الاشتراكي، وإن أخذ بمبدأ الملكية العامة، لأن الشكل الاشتراكي للملكية ليس هو القاعدة العامة في رأيه.انه حضارة متكاملة روحيا وجسديا وتربويا...يقول شبنجلز(في كتابة (سقوط الحضارة)
(إن للحضارة دورات فلكية تغرب هنا لتشرق هناك، وإن حضارة جديدة أوشكت على الشروق فيأروع صورة هي حضارة الإسلام الذي يملك أقوى قوة روحانية عالمية نقية) ..إن الشيء الذي تستهدفه مبادئ الإسلام الحية وتعمل على ترسيخة في وعي الانسان ومثله الرفيعة هو بناء الحياة الفاضلة وتحقيق العدل ، وتكوين المجتمع الطاهر المتوازن ما له نزعةً ماديةً ولا إلحادية ، ولا تقف في وجهه. وبتلك المبادئ السامية والحياة المتوثبة ساد المسلمون في ماضيهم وتاريخهم ، وبهااستقامت حياتهم ، وانتشرت حضارتهم وعلومهم ومعارفهم وعليها صلحت أحوالهم . ,وتحقق العدل والاكتفاء ولعلنا نرى اليومتخلفاً للاسلام وتراجعا نسبيا عن بناءه الحضاري وانسحاباً لكلمة الإسلام من الحياة الإجتماعية والرؤية الانسانية فإنه ليس من الإسلامفي شئ فإن الإسلام لا ينسحب عن ميدان الحياة ، ولا يقف من مشاكل المجتمع موقفالحائر أو المتشائم وإنما تخلف نتيجة لتفكير بعض من ينتسبون للاسلام القشري وفهمهم الجامد والكيفي للنصوص الشرعية ومصادر المعرفة الاسلامية ..من هنا
يفرض هذا كله على من ولاه الله مسؤولية التربية والتوجيه للامة سواء كان شيخا او عالما او أباً أو أماً أو معلماً أن يعنى بأداء هذه الأمانة والرسالة التي جعهله الله خليفة ليوصلها للناس وألا تتحول هذه الوظيفة الالهية إلى عمل آلي مجرد.من هنا جاء الاسلام بمنهجة وطريقتة ال مجتمع طبق القوانين والمبادئ الالهية الكاملة موقوفة على بناء الانسان الفردلا كما تقول بعض الاراء والافكار الوضعية ان تغيير الإنسان موقوف على تغيير المؤسسات الاجتماعية . ذلك لأن الإسلام لاحظ أن الفرد هو نواة المجتمع وخليته وعناونية الاساسي ونقطة انطلاقة فكما يتألف الجسد منمجموعة خلايا حية كلها تشترك في تكوينه فكذلك المجتمع ، وإذا تغير الفرد تغيرتالمؤسسات الاجتماعية لانها منبثقة من الفرد وبالتالي استقامة الانسان تؤدي إلىاستقامة الحياة ، وانضباطه يحقق الضبط الاجتماعي . النتيجة الان الاسلام قادر على حل المشكلة الإنسانية والتي ينحصر فيها الحل هي لطريقة الإسلامية في اعادة بناء المجتمع من خلال تربية الفرد وفق المنظومة التربوية الاسلامية . فالمسلم الكامل الواعي في اسلامه العميق في ايمانه وتقواه والقريب من الله بعبادتة وتزلفة هو الذي يتخذ من ماله ونفسه وحياتة رصيداًللجهاد في سبيل الحق آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر .ويكون رسالي بما يتيسر من وجودة وتاثيرة هذا هو الرسول الأعظم صلىالله عليه و آله فيما يروي الإمام الصادق ( ع ) يأتيه رجل من خثعم قائلاً : يا رسولالله اخبرني ما افضل الإسلام ؟ قال : الايمان بالله ، قال : ثم ماذا ؟ قال : صلةالرحم ، قال : ثم ماذا ؟ قال : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقال أمير المؤمنين ( ع )
: ( إن من رآى عدواناًيعمل به ومنكراً يدعي إليه فأنكره بقلبه فقد سلم برئ ، ومن انكره بلسانه فقد اجروهو افضل من صاحبه ومن انكره بالسيف لتكون كلمة الله هي العليا ، وكلمة الظالمينالسفلى فذلك الذي أصاب سبيل الهدى وقام على الطريق ونور في قلبه اليقين))..
وعلى هذا فإن كل الإنحرافات التي نعانيها في سلوكنا و في ممارساتنا أفرادا أو جماعاتراجعة بكليتها إلى الإنحراف في التصور لمفهوم الحياة فرؤية الحياة تحدد طريقة تعاملنا معها ف الانسان بحاجة إلى بناء العقيدة الاسلامية من جديد، في منهجية تربوية قرانية متكاملة وإلى تصحيح التصور الإعتقادي عن الوجود والحياة فلا بد من إفراد الله سبحانه بالتوحيد ، ولا بد من أن تستقر عظمة الله عزوجل في الأعماق، وأن يعمر النفوس حبه، ولا مناص من أن تحيا القلوب وهي تستشعر هيبته وجلاله.حينها تصلح حال الانسانية وتستقيم امورها وتحدد هدفها المطلق وهو رضا الله تعالى حينها تسقط كل القيم الاعتبارية امام الهدف الكامل.
فالإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح هذه القاعدة الهامة بأركانها الثلاثة هي الضابطة الخفية الظاهرة في سلوك الانسان والمجتمع
وهذا الدين العظيم الذي بعث به محمد ص يعتبر أن الحياة جسر إلى الآخرة،ومرحلة مركبة يحدد بها الانسان عاقبتة ومصيرة وأن الإنسان يمر بأطوار ومراحل، فمن رحم الأم إلى هذه الأرض إلى القبر، فالبعث فالحشر فالميزان فالصراط، ثم إلى جحيم أو إلى نعيم مستقر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
فيكون الإيمان بالآخرة هو صمام الأمان في هذه الأرض، وهو الضابط الوثيق الذي يحرس الأخلاق ويحيطها بعنايتة ورقابتة والحارس الأمين الذي يضمن تنفيذ الشريعة في هذه الدنيا الزائلة فرض وجوب فهو الذي يمنع لحظة العين أن تمتد إلى محرم وتستمتع بحق الغير ويمنع النفس أن تهجس بهواجس الشر لتسلب الحقوق وتطمع في خيرات الاخر ويردع الفم أن يهمس ولو بكلمة واحدة لا يرضاها ربه فيصون الوحدة الاجتماعية من الفتن والعداوات والخراب لأنها كلها مسجلة معروضة محصية عليه أنفاسه وكلماته وحركاتهبهذا الايمان وبهذه التربية وبهذه الثورة من الداخل يخضع المؤمن لناموس السماء ولهداية الرب تعالى ...
(ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا)

لواءمحمدباقر

al-baghdady
03-12-2010, 12:54 AM
مقال أكثر من رائع
قد نسقتهُ بغية الأستفادة منهُ من خلال توضيح طباعته
تقبل مروري المتواضع
البغدادي

شهيدالله
03-12-2010, 03:04 PM
شكرا مولاي الاستاذ الاخ البغدادي وممنون من جنابكم... الحقيقة اخي انا بستخدم الوورد للكتابة ومن ثم انقلة للمنتدى او غيرة ويحدث اثناء النقل أخطأ وكذلك لقلت خبرتي الفنية بستخدام الانترنيت والمنتديات العامة .شكرا اخي لترتيب الموضوع وتنقيحة وجزاكم الله كل خير وسرور