ولد الشيعة
02-11-2010, 02:17 PM
الغلوّ (في حب إل بيت ) سلام الله عليهم
لا نقصد بالغلو هنا الخروج عن الحق وإتباع الهوى حتى يصبح المحبوب هو الإله المعبود فهذا كفر وشرك لا يقول به أي مسلم يعتقد برسالة الإسلام ونبوة رسول الله محمد "صلى الله عليه واله وسلم"
وقد وضع الرسول حدود لهذا الحب عندما قال للإمام علي
"هلك فيك اثنان محب غالِ ومبغض غالِِ "
وقوله "صلى الله عليه واله وسلم" :" يا علي ان فيك مثلا من عيسى ابن مريم أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه ،وأحبه النصارى حتى انزلوه بالمنزلة ليس بها 1
وهو المعنى المرفوض للغلو ان يطغى الحب حتى يؤله المحبوب وينزله منزلة ليس بها او ان يطغى البغض حتى يصل الى درجة البهت والاتهام الباطل
والشيعة في حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمة من ولده "عليهم السلام لم يغالوا بل أنزلوهم المنزلة المعقولة التي بواهم فيها رسول الله "صلى الله عليه واله وسلم" وهي أنهم أوصياء النبي وخلفاؤه ولم يقل احد بنوبتهم فضلا عن إلوهيتهم ،ودع قول المشاغبين الذين يدعون بان الشيعة الهوا عليا وقالوا بربوبيته ،فهؤلاء ان صح الخبر لم يكونوا فرقة ولا مذهبا ولا شيعة ولا خوارج وما هو ذنب الشيعة إذ كان رب العزة والجلالة يقول : " قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى" والمودة كما هو معلوم اكبر من الحب وإذا كان رسول الله "صلى الله عليه واله وسلم" يقول : لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " فان المودة تفرض عليك ان تحرم نفسك من شئ لتود به غيرك
وما هو ذنب الشيعة إذا كان رسول الله "صلى الله عليه واله وسلم " يقول " يا علي أنت سيد في الدنيا وسيد في الاخره من احبك فقد أحبني ومن أبغضك فقد ابغضني وحبيبك حبيب الله وبغضك بغض الله والويل لمن أبغضك"2
ويقول أيضا :" حب علي إيمان وبغضه نفاق " 3
ويقول أيضا :" من مات على حب إل محمد مات شهيدا ،الا من مات على حب إل محمد مات مغفورا له، الا ومن مات على حب إل محمد مات تائبا ،الا ومن مات على حب إل محمد مات مؤمنا مستكمل الايمان الا ومن مات على حب إل محمد مات بشره ملك الموت بالجنة" 4
وما هو ذنب الشيعة إذا كانوا يحبون رجلا قال فيه رسول الله "صلى اله عليه اله وسلم" "غدا لا عطين رايتي الى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله"5
فحبيب الامام علي فحبيب هو حبيب الله ورسوله وهو مؤمن وبغيض الامام علي هو بغيض الله ورسوله وهو منافق
وقد قال الإمام الشافعي في حبهم
ياهل بيت رسول الله حبكم*****فرض في القران ربي انزله
كفاكم من عظيم الفضل انكم*****من لم يصلى عليكم لا صلاة له
وقد قال في حبهم الفرزدق في ميمية المشهور
من معشرحبهم دين وبغضهم***** كفر وقربهم منجى ومعتصم
ان اهل التقى كانوا أئمتهم***** أ وقيل من خير اهل الأرض قيل هم
فالشيعة أحبوا الله رسوله وحبهم لله ورسوله هو الذي فرض حب اهل البيت " علي وفاطمة والحسن والحسين" والأحاديث في هذا المعنى كثير لا تحصى وقد أخرجها علماء اهل السنة والجماعة في صحاحهم وقد ذكرنا البعض منها للاختصار
وإذا كان حب أمير المؤمنين علي وأهل البيت بصفة عامة هو حب لرسول الله "صلى الله عليه واله وسلم" فعلينا ان نعرف مدى هذا الحب المطلوب من المسلمين حتى نعرف ان كان هناك غلو كما يزعمون
قال رسول الله "صلى الله عليه واله وسلم" "لا يؤمن احكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين "6
وعلى هذا الأساس فلا بد ان يحب المسلم الإمام عليا واولادة الائمة الطاهرين "عليه السلام" أكثر من الناس أجمعين بما في ذلك الأهل والأولاد يتم الأيمان الا بذلك لان رسول الله قال : لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه ... الحديث
فالشيعة إذا لا يغالون وإنما يعطون كل ذي حق حقه وقد أمرهم رسول الله ان ينزلوا الإمام عليا بمنزلة الرأس من الجسد وبمنزلة العينين من الرأس فهل هناك من الناس من يتنازل عن عينيه او عن رأسه ؟
ولكن في المقابل هناك مغالاة عند اهل السنة والجماعة في حب الصحابة وتقديسهم في غير محلة ،وإنما يبدوا أنها رد فعل على الشيعة الذين لم يقولوا بعدالة الصحابة أجمعين فكان الاموين ،يرفعون من شان الصحابة والحط من قيمة وشان اهل البيت النبي حتى إذا صلوا على محمد واله أضافوا إليهم ،وعلى أصحابة أجمعين لان في الصلاة على اهل البيت فضل لم يسبقه ولا يلحقه لا حق فأرادوا ان يرفعوا الصحابة الى تلك الدرجة العلية وغفلوا ان الله سبحانه أمر المسلمين وعلى رأسهم الصحابة أجمعين ان يصلوا على محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ومن لم يصل عليهم فصلاته مردودة لا يقبلها الله إذا اقتصرت على محمد وحدة كما هو ثابت في صحيح البخاري ومسلم
وإذا قلنا بأنة غلوا في الصحابة ذلك لان اهل السنة يتعدون حدود المنطق عندما يقولون بعدالتهم أجمعين وقد شهدا لله ورسوله بان فيهم الفاسقين والمارقين والقاسطين والمنافقين ،والمرتدين والمنقلبين7
والغلو ضاهر عندما يقولون بان الرسول "صلى الله عليه واله وسلم" يخطئ ويصوب صحابي او ان الشيطان يلعب ويمرح بحضرة النبي ولكنه يهرب من الصحابي والغلو واضح في قولهم لو أصاب الله المسلمين بمصيبة بما فيهم رسول الله لم يكن ينج منها الا الصحابي والغلو أوضح في إلغاءهم سنة النبي "صلى الله عليهم واله وسلم" وإتباع سنة الصحابة بالخصوص الخلفاء الراشدين الصحابة
ــــــــــــــــــــــــــــ
1- مستدرك الحاكم ج3 ص123 تاريخ دمشق لابن عساكر ج2 ص234
التاريخ الكبير للبخاري ج2 ص281 تاريخ الخلفاء للسيوطي ص173
خصائص النسائي ص27 ذخائر العقبى ص92 الصواعق المحرقة لابن حجر ص74
2- مستدرك الحاكم ج3 ص128 حديث صحيح على شرط الشيخين نور الإبصار للشبلنجي ص73 ينابيع المودة ص205 الرياض النضرة ج2ص 165
3- صحيح مسلم ج1ص 46 –الصواعق المحرقة ص73 كنزل العمال ج15 ص105
4- تفسير الثعلبي الكبير في أية في أية المودة وكذلك تفسير الزمخشري الكشاف تفسير الفخر الرازي ج7 ص405 – إحقاق الحق للتستري ج9 ص 48
5- صحيح البخاري ج4 ص20 وج5 ص76 صحيح مسلم ج7 ص120 (باب فضائل علي بن أبي طالب )
6- صحيح البخاري ج1 ص49 (باب وجوب محبة رسول الله "صلى الله عليه واله وسلم" أكثر من الأهل الولد والوالد والناس (أجمعين ) وكذلك في صحيح الترمذي
7- صحيح البخاري باب الحوض ج2 ص 94 صحيح مسلم ج7 ص66
ـــــــــــــــ
من كتاب : لأكون مع الصادقين
الدكتور : محمد التيجاني
لا نقصد بالغلو هنا الخروج عن الحق وإتباع الهوى حتى يصبح المحبوب هو الإله المعبود فهذا كفر وشرك لا يقول به أي مسلم يعتقد برسالة الإسلام ونبوة رسول الله محمد "صلى الله عليه واله وسلم"
وقد وضع الرسول حدود لهذا الحب عندما قال للإمام علي
"هلك فيك اثنان محب غالِ ومبغض غالِِ "
وقوله "صلى الله عليه واله وسلم" :" يا علي ان فيك مثلا من عيسى ابن مريم أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه ،وأحبه النصارى حتى انزلوه بالمنزلة ليس بها 1
وهو المعنى المرفوض للغلو ان يطغى الحب حتى يؤله المحبوب وينزله منزلة ليس بها او ان يطغى البغض حتى يصل الى درجة البهت والاتهام الباطل
والشيعة في حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمة من ولده "عليهم السلام لم يغالوا بل أنزلوهم المنزلة المعقولة التي بواهم فيها رسول الله "صلى الله عليه واله وسلم" وهي أنهم أوصياء النبي وخلفاؤه ولم يقل احد بنوبتهم فضلا عن إلوهيتهم ،ودع قول المشاغبين الذين يدعون بان الشيعة الهوا عليا وقالوا بربوبيته ،فهؤلاء ان صح الخبر لم يكونوا فرقة ولا مذهبا ولا شيعة ولا خوارج وما هو ذنب الشيعة إذ كان رب العزة والجلالة يقول : " قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى" والمودة كما هو معلوم اكبر من الحب وإذا كان رسول الله "صلى الله عليه واله وسلم" يقول : لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " فان المودة تفرض عليك ان تحرم نفسك من شئ لتود به غيرك
وما هو ذنب الشيعة إذا كان رسول الله "صلى الله عليه واله وسلم " يقول " يا علي أنت سيد في الدنيا وسيد في الاخره من احبك فقد أحبني ومن أبغضك فقد ابغضني وحبيبك حبيب الله وبغضك بغض الله والويل لمن أبغضك"2
ويقول أيضا :" حب علي إيمان وبغضه نفاق " 3
ويقول أيضا :" من مات على حب إل محمد مات شهيدا ،الا من مات على حب إل محمد مات مغفورا له، الا ومن مات على حب إل محمد مات تائبا ،الا ومن مات على حب إل محمد مات مؤمنا مستكمل الايمان الا ومن مات على حب إل محمد مات بشره ملك الموت بالجنة" 4
وما هو ذنب الشيعة إذا كانوا يحبون رجلا قال فيه رسول الله "صلى اله عليه اله وسلم" "غدا لا عطين رايتي الى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله"5
فحبيب الامام علي فحبيب هو حبيب الله ورسوله وهو مؤمن وبغيض الامام علي هو بغيض الله ورسوله وهو منافق
وقد قال الإمام الشافعي في حبهم
ياهل بيت رسول الله حبكم*****فرض في القران ربي انزله
كفاكم من عظيم الفضل انكم*****من لم يصلى عليكم لا صلاة له
وقد قال في حبهم الفرزدق في ميمية المشهور
من معشرحبهم دين وبغضهم***** كفر وقربهم منجى ومعتصم
ان اهل التقى كانوا أئمتهم***** أ وقيل من خير اهل الأرض قيل هم
فالشيعة أحبوا الله رسوله وحبهم لله ورسوله هو الذي فرض حب اهل البيت " علي وفاطمة والحسن والحسين" والأحاديث في هذا المعنى كثير لا تحصى وقد أخرجها علماء اهل السنة والجماعة في صحاحهم وقد ذكرنا البعض منها للاختصار
وإذا كان حب أمير المؤمنين علي وأهل البيت بصفة عامة هو حب لرسول الله "صلى الله عليه واله وسلم" فعلينا ان نعرف مدى هذا الحب المطلوب من المسلمين حتى نعرف ان كان هناك غلو كما يزعمون
قال رسول الله "صلى الله عليه واله وسلم" "لا يؤمن احكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين "6
وعلى هذا الأساس فلا بد ان يحب المسلم الإمام عليا واولادة الائمة الطاهرين "عليه السلام" أكثر من الناس أجمعين بما في ذلك الأهل والأولاد يتم الأيمان الا بذلك لان رسول الله قال : لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه ... الحديث
فالشيعة إذا لا يغالون وإنما يعطون كل ذي حق حقه وقد أمرهم رسول الله ان ينزلوا الإمام عليا بمنزلة الرأس من الجسد وبمنزلة العينين من الرأس فهل هناك من الناس من يتنازل عن عينيه او عن رأسه ؟
ولكن في المقابل هناك مغالاة عند اهل السنة والجماعة في حب الصحابة وتقديسهم في غير محلة ،وإنما يبدوا أنها رد فعل على الشيعة الذين لم يقولوا بعدالة الصحابة أجمعين فكان الاموين ،يرفعون من شان الصحابة والحط من قيمة وشان اهل البيت النبي حتى إذا صلوا على محمد واله أضافوا إليهم ،وعلى أصحابة أجمعين لان في الصلاة على اهل البيت فضل لم يسبقه ولا يلحقه لا حق فأرادوا ان يرفعوا الصحابة الى تلك الدرجة العلية وغفلوا ان الله سبحانه أمر المسلمين وعلى رأسهم الصحابة أجمعين ان يصلوا على محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ومن لم يصل عليهم فصلاته مردودة لا يقبلها الله إذا اقتصرت على محمد وحدة كما هو ثابت في صحيح البخاري ومسلم
وإذا قلنا بأنة غلوا في الصحابة ذلك لان اهل السنة يتعدون حدود المنطق عندما يقولون بعدالتهم أجمعين وقد شهدا لله ورسوله بان فيهم الفاسقين والمارقين والقاسطين والمنافقين ،والمرتدين والمنقلبين7
والغلو ضاهر عندما يقولون بان الرسول "صلى الله عليه واله وسلم" يخطئ ويصوب صحابي او ان الشيطان يلعب ويمرح بحضرة النبي ولكنه يهرب من الصحابي والغلو واضح في قولهم لو أصاب الله المسلمين بمصيبة بما فيهم رسول الله لم يكن ينج منها الا الصحابي والغلو أوضح في إلغاءهم سنة النبي "صلى الله عليهم واله وسلم" وإتباع سنة الصحابة بالخصوص الخلفاء الراشدين الصحابة
ــــــــــــــــــــــــــــ
1- مستدرك الحاكم ج3 ص123 تاريخ دمشق لابن عساكر ج2 ص234
التاريخ الكبير للبخاري ج2 ص281 تاريخ الخلفاء للسيوطي ص173
خصائص النسائي ص27 ذخائر العقبى ص92 الصواعق المحرقة لابن حجر ص74
2- مستدرك الحاكم ج3 ص128 حديث صحيح على شرط الشيخين نور الإبصار للشبلنجي ص73 ينابيع المودة ص205 الرياض النضرة ج2ص 165
3- صحيح مسلم ج1ص 46 –الصواعق المحرقة ص73 كنزل العمال ج15 ص105
4- تفسير الثعلبي الكبير في أية في أية المودة وكذلك تفسير الزمخشري الكشاف تفسير الفخر الرازي ج7 ص405 – إحقاق الحق للتستري ج9 ص 48
5- صحيح البخاري ج4 ص20 وج5 ص76 صحيح مسلم ج7 ص120 (باب فضائل علي بن أبي طالب )
6- صحيح البخاري ج1 ص49 (باب وجوب محبة رسول الله "صلى الله عليه واله وسلم" أكثر من الأهل الولد والوالد والناس (أجمعين ) وكذلك في صحيح الترمذي
7- صحيح البخاري باب الحوض ج2 ص 94 صحيح مسلم ج7 ص66
ـــــــــــــــ
من كتاب : لأكون مع الصادقين
الدكتور : محمد التيجاني