المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : على ابواب الزوال !! حكاية من حكايات المجاهدين !


محمد الشرع
21-08-2010, 11:08 AM
سواد وسط الغرفة
تلك الغرفة البسيطة
ليس فيها من حطام الدنيا غير حصير وصندوق لوضع الملابس
نافذة صغيرة تدخل منها شمس الشتاء الحزين
فانوس صغير يضيء بعض الليل المعتم الكئيب
لحاف لا يقي البرد ولكنه وسيلة للاقناع بان هناك شيء يقلل البرد ..
جلست العجوز التي تلتحف بالسواد وقد اضناها غبار السنين ,
وهي تقلب ذكرياتها الخاوية
الم, حسرة , لوعة , تمرد , انين
دللول يالولد يبني دللول
عدوك عليل وساكن الجول
ويا شيال حملي اشعجب مشيول
يمه بطيب جثتك ورد الجول
اوليدي يا عدل والموت مجتول
وتنزل الدموع على سفح الوجنات , وتبكي كل ما حولها ..
الكل منكسر لها ..
فهي ام الوحيد الذي , غاب عن ناظريها ,
ولن تراه بعد الان ..
كانت مقتنعة بذلك , لكنها ام , وقلب الام يصدق الخرافات !!
كل يوم تجلس على رصيف الصبر بانتظار اطلالته , ومجيئه ..
تمني النفس ان تراه , او تحتضنه ,
ان ينام بحجرها مرة اخرى ,,
لكن صفعة الباب بقسوة الرياح الشتوية , توقضها من اوهامها هذه ,
لتقول لها .. يا ام حسن ... ان حسنا ذهب ولن يعود ..
لن يتاح لك ان ترينه قبل ان يلفه التراب ,
لن يسمح لك ان تقرأين عليه الفاتحة علانية ..
لن يسمح لاي احد ان يتذكر فضائله , وسيرته ..
*******************************
تصيح ام حسن , التي اثقل وجهها رماد السنين ,
ولوعة الذكريات ..
حسن ابني , ابني انا , ولن اسمح لكم باخذه مني ..
تأتيها صفعة ببطن (الكلاشنكوف) على راسها ..
لكنها ام , ولن تسمح لهم بانتزاع حسن , وحيدها , من حجرها ...
يركلها احدهم ب (بسطاله) في بطنها بعنف ,
وتصرخ ام حسن ..
لكنها قابضة على يد ابنها .. ابنها الذي يعلم انه سيرحل ولن يعود ..
تحت وطئة الضرب والركل والتهديد والوعيد ..
تتركه مجبرة ,
لترى ظهر اخر خارج من بيتهم المتواضع !!
هكذا تمضي الايام والسنين ..
وحسن لم يعد , ولم يات منه اي خبر ...
حسن ذكريات حية ..
حسن رسام , حسن فنان , حسن عبقري , حسن حسن حسن ..
بقيت اوراق حسن , بقيت رسائله , اشعاره , بعض صوره , كل ذكرياته ..
وبقي جسد حسن , معصوب العينين , مربوط اليدين ,
في احدى المقابر الجماعية !!!

********


كل التحية لام حسن تلك الامرأة الصابرة الوفية , التي اعطت للوطن اعز ما تملك ,
وهو وليدها ..
لكن للاسف لن ينصفها الوطن , وبقي حالها على ما هو عليه !!!!!

حسن .. مجاهد من مجاهدي مناطقنا المنسية , اعتقل بالثمانينات و وجد في مقابر البعث الجماعية ..
لا زال كراس رسم حسن , يحوزة صديقه المقرب له .. والدي !!!




لكم اطيب المنى والفاتحة على روح الشهيد حسن

والي مطر
21-08-2010, 02:29 PM
دللوة يالولد يبني ... كم احببت هذة الكلمات وكلما اسمعها تنتابني الحسرات لان ورائها من يعذب حسن لن ننساك
وان نساك الوطن
وسيبقى كراسك امل
نحلم بأن نعيدة حتى بعد الموت الى ام حسن

قصة من قصص البطولة .. شكر لسردك لنا أياها.. طبتم

الروح
21-08-2010, 10:38 PM
أحزآنٌ لاتنتهي ..
وروآياتُ أَلَّمٍ لم يجفَّ دمعها بعد
مازالت مُخضبة بدماء الشهادة
لتضيء للعالم سُبل الجهاد
التي لايسلكها إلّا من لا يخشى في الله لومة لآئم
:::
مُحَمَّدْ آلــشرع
:::
حَزينٌ هو القلم الذي خطها
وبحجم الحُزن كان رآئعاً في تصوير الحكاية
فهل أمتنُّ لهُ ويكفي..!؟
لا سأنحني لعذوبتهِ وانسيابيته
فقد شدني للعمق
وطالما شدني
تحيتي وودي

محمد الشرع
22-08-2010, 09:54 AM
دللوة يالولد يبني ... كم احببت هذة الكلمات وكلما اسمعها تنتابني الحسرات لان ورائها من يعذب حسن لن ننساك
وان نساك الوطن
وسيبقى كراسك امل
نحلم بأن نعيدة حتى بعد الموت الى ام حسن

قصة من قصص البطولة .. شكر لسردك لنا أياها.. طبتم

والي مطر ...

كلمات عذبة انسالت , من مزن انسانية , لتغسل بعض الالم الموروث ولا زال معمول به !!

اشكر روحك العذبة ,

وتواجدك المظيء
في عتمة متصفحي ...

لك اطيب المنى ..

محمد الشرع
23-08-2010, 10:53 AM
أحزآنٌ لاتنتهي ..
وروآياتُ أَلَّمٍ لم يجفَّ دمعها بعد
مازالت مُخضبة بدماء الشهادة
لتضيء للعالم سُبل الجهاد
التي لايسلكها إلّا من لا يخشى في الله لومة لآئم
:::
مُحَمَّدْ آلــشرع
:::
حَزينٌ هو القلم الذي خطها
وبحجم الحُزن كان رآئعاً في تصوير الحكاية
فهل أمتنُّ لهُ ويكفي..!؟
لا سأنحني لعذوبتهِ وانسيابيته
فقد شدني للعمق
وطالما شدني
تحيتي وودي


الفاضلة الروح ..

اشكر لك مرورك العطر بالموضوع ....

كلماتك اخجلت كلماتي وبينت لي الهوةى الشاسعة بين الاديب , وبين مدعي الادب ..

اشكرك على حضورك المميز .

ابن الشاعر
23-08-2010, 11:19 AM
رحم الله شهداء العراق عامه وشهداء ابناء مدينة النجف خاصه
كان لي صديق اسمه حسن قتله ازلام النظام البعثي البائد لعنهم الله
بارك الله فيك ايها الاخ المبدع محمد الشرع على هذا السرد الرائع
موفق انت سيدي دائما الى مزيد من الابداع والتألق
اخوك ابن الشاعر- النجف

عاشقة النجف
23-08-2010, 07:16 PM
هم رحلوا ... تألقت ارواحهم , ارتقت انفاسهم,. فوصلوا ..
عرفانيون هم بل صالحون ..
تأن الارض حين تعيش في ذاكرة مظلوميتهم..
تضج من بين اروقة الحزن كلماتهم , تراتيلهم ’ ابتهالاتهم التي امتزجت باهات الالم ..
غربة عاشوا , تقطعوا بكلهم,.غابوا وغابت ابتساماتهم التي كانت تحمل املا ..
فجميل ان نخلدهم بين طي الحروف فهم الروح النابضه في ايامنا ..
اخي محمد الشرع .. لك شكري على مادونه قلمكم ..
كنت من الموفقين ان شاء الله