العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتدى الجهاد الكفائي

منتدى الجهاد الكفائي المنتدى مخصص للجهاد الكفائي الذي أطلق فتواه المرجع الأعلى السيد السيستاني دام ظله

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية nad-ali
nad-ali
شيعي حسيني
رقم العضوية : 72513
الإنتساب : May 2012
المشاركات : 7,601
بمعدل : 1.75 يوميا

nad-ali غير متصل

 عرض البوم صور nad-ali

  مشاركة رقم : 21  
كاتب الموضوع : nad-ali المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 22-12-2012 الساعة : 09:44 PM


[IMG]https://store.globalresearch.ca/wp-*******/themes/sportpress_v1.0/sportpress/images/logo_store.png[/IMG]

الباتريوت ليس زينة أعياد الميلاد والحريق العالمي يبدأ من سورية
الجمل -بروفسور ميشيل تشوسودوفسكي- ترجمة: مالك سلمان:



في 14 كانون الأول/ديسمبر 2012, وقعَ وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا أمراً من البنتاغون لنشر 400 جندي أمريكي من الوحدات الصاروخية في تركيا. وتبعاً لواشنطن, أمن تركيا – حليف الناتو الرئيسي – مُهَدَد. وسوف يتم نشر العناصر العسكرية في تركيا في الأسابيع القادمة لتشغيل بطاريتي باتريوت أمريكيتين.



وحسب المتحدث باسم البنتاغون, جورج ليتل:

"تدعم الولايات المتحدة تركيا في جهودها للدفاع عن نفسها ... [ضد سوريا]
"لن أتحدث عن مواقع محددة الآن," أضاف المتحدث, "لكنني أردتكم أن ... تعرفوا أننا وقعنا الأمر ونحنا جاهزون في سياق الناتو لدعم دفاع تركيا لفترة غير محددة.
"الغرض من هذا النشر هو إرسال إشارة قوية أن الولايات المتحدة, بالعمل مع حلفائنا في الناتو, سوف تدعم الدفاع عن تركيا, وخاصة ضد التهديدات التي يمكن أن تأتي من سوريا."
تم نشر معترضات باتريوت أرض-جو للتعاطي "مع التهديدات التي تأتي من سورية." وتبعاً لوزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا, فإن هذه التهديدات "تشمل ضربات سورية داخل تركيا والقتال بين الحكومة والمتمردين الذي يمتد إلى تركيا."
"لا يمكننا أن نضيع وقتاً طويلاً حول ما إذا كان ذلك يَبعَص سوريا," قال بانيتا بعد توقيع الأمر يوم الجمعة الماضي.
بالإضافة إلى نشر الصواريخ الأمريكية, أكدت ألمانيا وهولندة أنهما سوف تنشران أيضاً صواريخَ باتريوت في تركيا موجهة ضد سوريا.
لا يذكر تصريح البنتاغون الرسمي أن نشر بطاريات صواريخ الباتريوت ليس موجهاً ضد سوريا فقط, لكنه يهدف أيضاً إلى مواجهة الوجود العسكري الروسي في سوريا وكذلك الدعم الذي تقدمه روسيا لتطوير نظام الدفاع الجوي السوري.



التمرد المسلح بقيادة الولايات المتحدة والناتو

إن مبادرة البنتاغون في تركيا جزء من التمرد المسلح الذي تقوده الولايات المتحدة والناتو وإسرائيل ضد سوريا. ففي الأشهر الأخيرة تطورت هذه العملية العسكرية نحو غزو تحالفي غير رسمي (لكنه أمر واقع) يتميز بوجود "القوات الخاصة" الفرنسية والبريطانية والتركية والقطرية داخل سوريا.
إن "القوات الخاصة" "مُدمَجة" داخل صفوف المتمردين. ولا يقتصر عملها على المشاركة في تدريب القوات المتمردة, لكنها متورطة أيضاً في قيادة وتنسيق العمليات شبه العسكرية بالتعاون مع الناتو.

بكلمات أخرى, تقوم الدول الأعضاء في حلف الأطلسي – عبر قواتها الخاصة وعملاء الاستخبارات التابعة لها على الأرض – بتحديد طبيعة وأهداف أنشطة المتمردين. ومن الأهمية بمكان أن القوة المقاتلة الرئيسية التي يتم تجنيدها من قبل الولايات المتحدة والناتو والسعودية وقطر هي "جبهة النصرة", وهي ميليشيا مرتبطة بالقاعدة متورطة في أعمال إرهابية لا تُحصى ضد المدنيين.

الحرب الأوسع في الشرق الأوسط
إن نشر صواريخ باتريوت الأمريكية في تركيا جزء من عملية إقليمية للتسلح تتضمن تأسيسَ مراكزَ قيادة أمريكية وتموضعَ القوات الأمريكية في الأردن وإسرائيل. ويهدف هذا النشر الإقليمي إلى تهديد إيران أيضاً.
وفوق ذلك, يتم تنسيق تحضيرات الحرب الأمريكية – الإسرائيلية ضد سورية مع التحضيرات المتعلقة بإيران. إن المواقع القيادية في إسرائيل, التي تشرف على أكثر من 1000 جندي أمريكي, وبالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي, تقع تحت إمرة القيادة الأمريكية – الأوروبية.
وفي تصريح جديد, حذر رئيس الأركان الإيراني من أن نشر بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ على الحدود التركية مع سورية "يهيء الساحة لحرب عالمية".
من الجدير بالذكر أنه بالإضافة إلى صواريخ الباتريوت في تركيا, تم أيضاً نشر بطاريات باتريوت موجهة ضد إيران في الكويت وقطر والإمارات والبحرين (2010).



أنظمة الدفاع الجوي الروسية في سوريا

رداً على نشر صواريخ الولايات المتحدة وحلفائها, قدمت روسيا صواريخَ "اسكندر" المتطورة إلى سوريا, وهي تعمل بشكل كامل الآن, هذا دون ذكر نظام الدفاع الروسي أرض-جو "بيكورا 2 م".
يوصف "اسكندر" على أنه نظام صاروخي أرض-أرض "ليس بمقدور أي نظام دفاع صاروخي تعقبُه أو تدميره".
يمكن ل "إسكندر" أن يسافر بسرعة تتجاوز سرعة الصوت بأضعاف تصل إلى 1,3 ميلاً في الثانية (ماخ 6-7) ويبلغ مداه أكثر من 280 ميلاً بدقة هائلة لتدمير الأهداف برأسه الحربي الذي يزن 1,500 باوند, مما يشكل كابوساً لأي نظام دفاع صاروخي.
وأكثر من ذلك, تمتلك سوريا على نظام الدفاع الجوي "بيكورا- 2 م" الحديث الذي تعترف المصادر العسكرية الأمريكية أنه يشكل "تهديداً", وبالتحديد عقبة, في حالة إنشاء "منطقة حظر جوي" فيما يتعلق بسوريا.
"بيكورا – 2 م" نظام معقد يطال أهدافاً متعددة ويمكن استخدامه ضد صواريخ كروز.

(توصيف للصورة: "بيكورا – 2 م" نظام صاروخي أرض-جو مضاد للصواريخ قصير المدى مصمم لتدمير الطائرات, وصواريخ كروز, والحوامات الهجومية, وأهداف جوية أخرى على ارتفاعات أرضية ومنخفضة ومتوسطة.)

روسيا ثابتة في موقفها الداعم لسورية
على النقيض من التقارير الأخيرة, تقوم روسيا بدعم حكومة بشار الأسد.
في 14 كانون الأول/ديسمبر, كذبت وزارة الخارجية الروسية إشاعات تم استغلالها بشكل كبير من قبل وكالات الأنباء الغربية و "نيويورك تايمز" للإيحاء بأن موسكو قد بدلت موقعَها فيما يخص سورية. وقد اعتمد هذا التهويل الإعلامي الذي تجلى في العناوين الإخبارية على تصريح عَرَضي غير رسمي أدلى به نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف.
قال بوغدانوف ل "الغرفة العامة": "علينا أن نواجه الحقائق: يبين الوضع الراهن أن الحكومة تفقد سيطرتها على أجزاء متزايدة من الأرض. لا يمكن استبعاد انتصار المعارضة."
لم يكن للتصريح أية علاقة بوقف روسيا من الأزمة السورية. وفي الحقيقة العكس هو صحيح, حيث أن موسكو زادت من تعاونها العسكري مع دمشق رداً على التهديدات الغربية.
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية لوكاشيفيتش في مؤتمر صحفي في موسكو: "... لم نغير موقعنا أبداً, ولن نفعل ذلك في المستقبل."
من الجدير بالملاحظة أن مساعد وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قد اتهم الدول الغربية, في 5 كانون الأول/ديسمبر, بخرق حظر الأسلحة من خلال نقل "كميات كبيرة من الأسلحة إلى ‘المعارضة’ السورية المكونة, في قسم كبير منها, من الميليشيات المرتبطة بالقاعدة".



مفترقات طرق خطيرة في العلاقات الروسية – الأمريكية
قامت واشنطن وحلفاؤها بتقديم الدعم المستمر للكيانات الإرهابية المختلفة التي تشكل جزأ من قوات المتمردين في ‘المعارضة’.
في تطورات أخيرة, يهدد ‘الجيش السوري الحر’ بإعدام صحفية أوكرانية (الصورة), كما أعلن أنه سوف "يقتل الروسيين والأوكرانيين" المتواجدين في سوريا.

إن ‘الجيش السوري الحر’ هو جنود المشاة في التحالف العسكري الغربي. وبدون الدعم الغربي لن يكون بمقدوره مواجهة القوات الحكومية السورية.
لم يأتِ القرار بالتهديد باستهداف المواطنين الروس من قوات ‘المعارضة’ المتمردة, وإنما أتى من واشنطن مباشرة .
تشكل هذه التهديدات عملاً استفزازياً متعمداً ضد الحكومة الروسية التي تقدم الدعمَ العسكري لسوريا. وتقوم قوات ‘المعارضة’ الآن, بالتشاور مع الولايات المتحدة والناتو, بتهديد روسيا, حليفة سوريا.
نقف الآن على مفترقات طرق خطيرة: بينما يتم نشر صواريخ الباتريوت في تركيا, تُنشَر صواريخ "اسكندر" في سوريا.
إن القوات الخاصة الفرنسية والبريطانية والتركية والقطرية متورطة في تجنيد وتدريب متمردي ‘الجيش السوري الحر’ المكوَن بشكل كبير من المقاتلين المرتزقة. ويعمل ‘الجيش السوري الحر’ الآن على استهداف المواطنين الروس في سوريا بأوامر من واشنطن, مما يمكن أن يؤدي إلى انهيار في الدبلوماسية الدولية.
تعتبر موسكو هذه التهديدات "أشبه بإعلان حرب", قائلة إنه "تم تشجيع ودفع المسلحين في سوريا [والمدعومين من الغرب] إلى درجة أنهم أصبحوا خارجين عن القانون".
هل يشكل تهديد المواطنين الروس في سوريا افتتاحية لعملية مواجهة أوسع بين الولايات المتحدة والناتو, وروسيا ؟

تُرجم عن: ("غلوبل ريسيرتش", 15 كانون الأول/ديسمبر 2012)



الجمل: قسم الترجمة


توقيع : nad-ali



من مواضيع : nad-ali 0 تصاميم لشهر محرم الحرام
0 تصميم شهادة الامام الباقر عليه السلام
0 تصميم لمولد الامام الرضا عليه السلام
0 تصميم لذكرى استشهاد الامام جعفر الصادق عليه السلام
0 تصاميم لشهادة امير المؤمنين علي ع

الصورة الرمزية nad-ali
nad-ali
شيعي حسيني
رقم العضوية : 72513
الإنتساب : May 2012
المشاركات : 7,601
بمعدل : 1.75 يوميا

nad-ali غير متصل

 عرض البوم صور nad-ali

  مشاركة رقم : 22  
كاتب الموضوع : nad-ali المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 24-12-2012 الساعة : 08:31 PM



هل سيتبدل الموقف الروسي من سورية؟

لدينا معطيات من مصادر قريبة من النظام السوري تشير إلى أن الموقف الروسي من الرئيس السوري تبدل بالفعل. الرئيس السوري يرفض استقبال الأخضر الإبراهيمي، وهذا دليل على أن خطة الأخضر الإبراهيمي فيها شيء لا يرضي الرئيس الأسد.

المعارضون السوريون القريبون من روسيا يهاجمون الأسد لرفضه استقبال الأخضر الإبراهيمي. أيضا فاروق الشرع ونزار نيوف هاجما الأسد وطالباه بأن يقبل خطة الإبراهيمي التي تدعو لتنحيه.

أنا رأيي الشخصي هو أن كلام فاروق الشرع ونزار نيوف وهيئة التنسيق هو بإيعاز من الروس للضغط على الأسد لكي يتنحى.

سيرغي لافروف بالأمس قال أن روسيا لن تطالب الأسد بالتنحي، ولكن هذا الموقف ربما يكون لإرضاء إيران. من الممكن أن روسيا تحاول إرضاء إيران إعلاميا، ولكنها باطنيا تعمل مع الأميركان. نحن نعلم بالفعل أن هناك اتفاقيا أميركيا-روسيا حول تنحي الأسد وأن روسيا حاولت إقناع سورية وإيران بهذا الاتفاق.

السؤال هو كيف سيكون رد فعل روسيا بعد فشل مهمة الأخضر الإبراهيمي؟ التي لا بد أنها ستفشل.

رئيس التحرير السابق لجريدة الشرق الأوسط يقول أن روسيا ستستغل رفض سورية لمهمة الأخضر الإبراهيمي كذريعة تبرر بها تغيير موقفها من الأزمة السورية. هذا الكلام وارد، ولكن ما هو المقصود بتغيير الموقف الروسي؟ هل المقصود هو انتقال روسيا إلى المحور الأميركي وأن تصبح مجرد تابع لأميركا على غرار فرنسا وتركيا وقطر؟ هذا الكلام مستبعد وغير منطقي. الموقف الروسي من القضية السورية مبني على مصالح استراتيجية عميقة ولا يمكن أن يتغير على هذا النحو الهزلي. روسيا الآن ليست تحت حكم ميخائيل غورباتشوف أو بوريس يلتسن.

روسيا قد تغير موقفها بالفعل، ولكن التغيير في رأيي لن يكون أكثر من تغيير في التكتيك، أي أنه سيكون مجرد مناورة. من الممكن مثلا أن توجه روسيا دعوة علنية للرئيس الأسد لكي يتنحى عن السلطة (هي ربما ستصيغ هذه الدعوة بشكل مبطن على طريقة فاروق الشرع، بمعنى أنها ستدعو الرئيس الأسد مثلا لتطبيق خطة الأخضر الإبراهيمي). أنا كتبت من قبل أن مثل هذه الدعوة لو صدرت عن روسيا فهي لن تعني الكثير. هي ستكون مجرد مناورة وليست تغييرا حقيقيا في الموقف الروسي. التغير الجوهري في الموقف الروسي سيكون بأن توافق روسيا على فرض حصار دولي على سورية وأن توقف دعمها الاقتصادي والتقني لسورية. أما مجرد دعوة الأسد للتنحي فهو أمر بسيط وأنا لا أستبعده. هو سيتوافق مع الموقف الأميركي ظاهريا ولكن في العمق الخلاف الروسي-الأميركي سيظل قائما.

حقيقة الخلاف الروسي-الأميركي هي ليست حول الأسد كشخص. الرئيس بشار الأسد لا يعني شيئا لا لروسيا ولا أميركا. الخلاف هو حول سورية كدولة. أميركا تريد تدمير سورية كدولة لأن أميركا هي عدوة لسورية، أما روسيا فهي تاريخيا صديقة لسورية ولذلك هي تهتم بالمحافظة على سورية كدولة. هذا هو لب الخلاف. بشار الأسد هو مجرد ستار كانت أميركا تتستر وراءه للتعمية على حقيقة موقفها من سورية. لاحظوا أن أميركا لم تتوقف عن توجيه الانتقادات لروسيا حتى بعد أن وافقت روسيا في المباحثات السرية على تنحية الأسد. أميركا ما زالت إلى الآن تطالب روسيا بمحاصرة سورية ووقف إرسال المساعدات إليها، وفي الآونة الأخيرة هناك تصعيد أميركي كبير حول موضوع الطائرات الروسية التي تحط في المطارات السورية. أنا نقلت سابقا كلام موقع دبكا الإسرائيلي حول هذه الطائرات، واليوم ظهر الخبر التالي:



برز تطور جديد في الصراع في سوريا، مع إطلاق المسلحين النار على طائرة ركاب خلال إقلاعها من مطار حلب، في هجوم قد يتكرر بعد تهديد المسلحين باستهداف جميع الطائرات المدنية، وقال قائد للمسلحين في سوريا عرف نفسه باسم خلدون لوكالة «رويترز» ان «قناصة من كتيبته أصابوا عجلات الطائرة التابعة للخطوط الجوية السورية، وهي من طراز ار.بي 201 أمس» الأول، مشيرا إلى أن الطائرة لم تتمكن من الإقلاع. وأضاف «كانت طلقات تحذيرية. أردنا إرسال رسالة للنظام بأن كل طائراته العسكرية والمدنية في متناول أيدينا». وأضاف «ما حدث بشأن مطار دمشق سيحدث في حلب حتى وإن كان الثمن أغلى».
وحث مسلح آخر المدنيين على عدم استخدام مطار حلب أو رحلات الخطوط الجوية السورية «لأنها ستصبح أهدافا من الآن فصاعدا».

هذا الخبر أتى بعد حملة دعائية أميركية-إسرائيلية حول الطائرات المدنية التي تحط في مطاري حلب ودمشق. صحيح أن المسلحين استهدفوا طائرة سورية ولكن المقصود الحقيقي هو الطائرات الروسية والإيرانية.

أميركا أوقفت منذ زمن دعواتها لتنحي الأسد. أنا فسرت ذلك سابقا بطريقة معينة، ولكن التفسير الذي يظهر لي الآن هو أن أميركا أوقفت هذه الدعوات لأنها أصبحت بلا قيمة بل أصبحت تضر الموقف الأميركي.

أميركا كانت تستخدم شعار “تنحي الأسد” كذريعة لتغطية هجومها على روسيا. هي كانت توهم الرأي العام بأن سبب خلافها مع روسيا هو أن روسيا تتمسك ببشار الأسد. روسيا وافقت على تنحية الأسد، وبالتالي هي أسقطت الذريعة الأميركية. أميركا الآن لم تعد تستطيع أن ترفع شعار تنحي الأسد لأنها برفعها لهذا الشعار ستظهر روسيا بمظهر الطرف المتجاوب وتظهر نفسها بمظهر الطرف الكاذب المنافق الذي يرفع شعارا لا يتوافق مع أهدافه الحقيقية.

أميركا في الآونة الأخيرة صارت تركز على لب القضية السورية، ألا وهو تدمير الدولة السورية. أميركا تسعى بكل قوتها لتشديد الحصار الاقتصادي على سورية، خاصة في فصل الشتاء. مهاجمة مطار دمشق لم يكن الهدف منها هو إسقاط النظام السوري وإنما الضغط على روسيا وغيرها لكي توقف إرسال مساعدات عبر الجو إلى سورية. هذا هو سبب استهداف المطارات المدنية السورية.

بشار الأسد لم يكن يوما سبب المشكلة في سورية. روسيا غيرت موقفها من الأسد، ومن الممكن أنها ستدعوه قريبا للتنحي بشكل علني، ولكن الأزمة السورية ستظل قائمة ولن تنتهي.

ما الذي ستستفيده أميركا إن تنحى الأسد عن السلطة وتولاها فاروق الشرع أو هيثم مناع؟ هي بهذا لن تكون حققت شيئا، بل بالعكس هي ستكون أضرت بنفسها وزادت النفوذ الروسي في سورية بشكل غير مسبوق.

أميركا لا يمكن أن تربح في سورية سوى بتفكيك الدولة السورية على طريقة الفوضى الخلاقة. الجهة الوحيدة الحليفة لأميركا في سورية هي الإسلاميون الموالون للمحور السني. هؤلاء الإسلاميون لا يمكنهم أن يحكموا سورية بكاملها (كما أقرت بذلك أميركا نفسها) ولكنهم يمكنهم أن يحكموا جزءا منها. لهذا السبب أميركا لا يمكنها أن تحقق شيئا في سورية إلا إن فككت هذا البلد على الطريقة البوسنية أو اليوغسلافية. لا يوجد سيناريو آخر يمكن لأميركا أن تربح فيه.

لو فرضنا أن الإسلاميين تمكنوا من السيطرة على سورية بكاملها وأنهم لم يبيدوا الأقليات فكيف سيكون حكمهم؟ هو لن يكون حكما مستقرا أبدا. من المستحيل أن يكون حكم الإسلاميين لسورية مستقرا، لأن نصف الشعب السوري على الأقل يرفضهم بشدة، ناهيك عن القوى الإقليمية التي ترفضهم أيضا (إيران، العراق، حزب الله والمسيحيون في لبنان، روسيا). نحن نرى الآن ما يحصل في مصر، فما بالك بسورية التي وضعها أسوأ بكثير من وضع مصر. حكم الإسلاميين لسورية هو نظرية غير ممكنة التطبيق. الطريقة الوحيدة لتنصيب الإسلاميين في سورية هي بتقسيمها (سواء كان التقسيم معلنا أم مستترا). هذا هو ما تريده أميركا وتسعى إليه لأن أي سيناريو آخر سيخرجها خاسرة.

جوهر الصراع الأميركي-الروسي مستمر ولن يتغير حتى لو تغير موقف روسيا من الأسد. الرئيس بشار الأسد لا يعني لروسيا وأميركا شيئا، وأميركا أصلا لم تعد تتحدث في هذه القضية.

الأميركان مستمرون في مهاجمة المعارضين السوريين


حذرت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور»، نقلاً عن مسؤولين اميركيين، من أن الأوضاع قد تصبح أكثر سوءاً مع سقوط نظام بشار الأسد، وما يزيد من خطورة المرحلة المقبلة هو إمكان الصراع المرشح للاحتدام بين «رفاق السلاح»، الذين قادوا جميعاً الحرب ضدّ النظام الحالي.
يبدو المسؤولون الاميركيون على ثقة بأن غياب العدو المشترك للمقاتلين سيشعل حرباً دامية بينهم، نتيجة الصراع على السلطة والنفوذ في سوريا ما بعد الأسد، في وقت يعلّق البعض بأن إسقاط النظام (كل هذا الوقت والـ44 ألف قتيل) سيكون أسهل من توحيد فصائل المعارضة أو الحدّ من عنفها.
وتشير الصحيفة إلى أنه في شهر تشرين الثاني الماضي، بدا أن وحدة الصف العسكري تصبح قريبة، مع تشكيل «الائتلاف» المعارض الجديد في قطر، لكن لحظة التفاؤل به ماتت قبل أن تلد، فسرعان ما خرج العديد من المقاتلين ليرفضوا الاعتراف بالوليد الجديد، ويلوحوا بإقامة دولتهم الإسلامية المستقلة. وعليه تؤكد الصحيفة أن كتائب اليوم ستكون من دون شك ميليشيات الغد.

بعض كتاب النظام السوري يقرؤون هذه الأخبار بفرح لأنهم يظنون أنها تعني أن أميركا ستعيد اعترافها بالنظام السوري. هذه الأخبار هي تمهيد من أميركا للمرحلة التي تسميها “ما بعد سقوط النظام”. أميركا لا تقول هذا الكلام لأنها تريد التصالح مجددا مع النظام السوري ولكن لأنها تريد تهيئة الأجواء للتدخل عسكريا في سورية بعد سقوط النظام. هذه الأخبار هي موجهة للمعارضين السوريين وليس للنظام. النظام يجب ألا يفرح بمثل هذه الأخبار لأنها لا تعنيه بشيء.

مدونة هاني


توقيع : nad-ali



من مواضيع : nad-ali 0 تصاميم لشهر محرم الحرام
0 تصميم شهادة الامام الباقر عليه السلام
0 تصميم لمولد الامام الرضا عليه السلام
0 تصميم لذكرى استشهاد الامام جعفر الصادق عليه السلام
0 تصاميم لشهادة امير المؤمنين علي ع

الصورة الرمزية kumait
kumait
عضو برونزي
رقم العضوية : 65773
الإنتساب : May 2011
المشاركات : 452
بمعدل : 0.10 يوميا

kumait غير متصل

 عرض البوم صور kumait

  مشاركة رقم : 23  
كاتب الموضوع : nad-ali المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي سيرغي لافروف بحديث صحفي لقناة "يورونيوز"
قديم بتاريخ : 24-12-2012 الساعة : 10:58 PM



مقابلة مع " لافروف": الحرب الدائرة في سورية هي حرب استنزاف وتدمير متبادل
سيرغي لافروف بحديث صحفي لقناة "يورونيوز"

أدلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بحديث صحفي لقناة "يورونيوز" يوم الاربعاء 19 ديسمبر/كانون الاول تطرق فيه إلى قضايا عدة ، من بينها قضايا التعاون مع الاتحاد الأوروبي وموضوعاتها الرئيسية، إضافة إلى الأزمة السورية وتطوراتها في ضوء الأحداث الأخيرة التي تشهدها هذه البلاد.

اليكم النص الكامل للمقابلة:

سؤال: ما هو الموضوع الأكثر حيوية على جدول أعمال قمة روسيا الاتحاد الأوروبي من وجهة نظركم؟

جواب: أعتقد ان لدينا بشكل مبدئي جدول أعمال ثابتا في العلاقات مع الاتحاد الاوروبي. فجميع القضايا الهامة تتم معالجتها على مدار العام. أما في القمة التي تعقد مرتين في العام فيجري استيضاح الخلاصات الرئيسية، والتقرير الخاص بالحالة التي وصل إليها هذا الموضوع أو ذاك على جدول الأعمال بالنسبة لروسيا والاتحاد الأوروبي.

تقليديا يعتبر حوار الطاقة "العمود الفقري" لتعاوننا. إن هذا الشكل هو شكل متقدم ومبني على الثقة بدرجة كبيرة للتعاون الذي يشمل القطاعات المختلفة من امن الطاقة لأوروبا. وقد تم إطلاق فرعي خط الغاز "السيل الشمالي" ، وهناك إمكانية لبناء تفريعات إضافية. كما تم الشروع في إنشاء "السيل الجنوبي"، وقد اعلنته العديد من الدول الأوروبية مشروعا قوميا لها.

وبهذا، يمكن القول أننا نتحرك بثقة وثبات في إتجاه رفع مستوى امن الطاقة للقارة الأوروبية. ونريد، وقد تحدث عن ذلك مرارا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن يقوم الاتحاد الأوروبي، لدى تحديده قواعد اللعبة على أراضيه، بفعل ذلك مع مراعاة إحترام الإلتزامات السابقة، وعلى وجه الخصوص إتفاقيات حماية الاستثمارات. ويكمن الأمر أنه في حالة تطبيق "حزمة الطاقة" الثالثة بأثر رجعي، ومثل هذه المحاولات موجودة، فإنها ستدخل في تعارض مباشر مع الإلتزامات القائلة بعدم تعقيد ظروف ممارسة الأعمال. إن مثل هذه الإلتزامات تم تبنيها عبر القنوات الثنائية بين روسيا وبلدان الاتحاد الأوروبي. وهي داخلة كذلك في الاتفاقيات السارية حول الشراكة والتعاون بين روسيا والاتحاد الأوروبي . ولدينا اقتراحات محددة حول ما الذي ينبغي فعله حتى يتمتع الاتحاد الاوروبي بحقوقه، وفي ذات الوقت لم تتضرر أو تنتهك الاتفاقيات السارية.

سؤال: هل يعني هذا أن الموضوع الرئيسي للقمة هي مسائل الطاقة؟

جواب: سنناقش كذلك الوضع الخاص بالاتفاقية الأساسية الجديدة مع الاتحاد الأوروبي، وهو موضوع أوسع وأشمل من مسألة التعاون الاقتصادي. بعد انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية، بما في ذلك بدعم فعال من جانب الاتحاد الأوروبي، اعتقدنا أن مسائل نظم التجارة والاستثمار، التي اخرت توقيع الاتفاقية الاساسية الجديدة سيتم تسويتها سريعا بناء على القرارات التي اتخذت في إطار انضمام بلدنا إلى منظمة التجارة العالمية. فالشركاء يريدون اكثر من "منظمة التجارة العالمية +"، او بعبارة أخرى ، يريدون تنازلات إضافية من جانبنا، ونحن نوضح أن هذا الأمر غير واقعي.

نحن نعمل فقط في إطار الإلتزامات التي أخذناها في إطار منظمة التجارة العالمية. يجب أن نفهم كيف سيتكيف مع هذا الوضع قطاع الأعمال الروسي وقطاع الصناعة والزراعة والقطاع المصرفي وغيرها من القطاعات. آمل ان ينتصر العقل الراجح والفطرة السليمة وان نتمكن من توقيع الاتفاقية سريعا. في هذه المرحلة لا يمكننا الذهاب أكثر مما كان مشروطا لدى الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، ولكن في المراحل القادمة واللاحقة، وقد أشار إلى ذلك كثيرا الرئيس بوتين، نحن على استعداد للتحرك في اتجاه إقامة منطقة تجارة حرة وإلى أشكال أكثر عمقا للتكامل.

لقد طرح الرئيس الروسي فكرة إقامة فضاء اقتصادي وإنساني موحد من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ. وعند الحديث عن التقييم الانساني لهذا الفضاء من الأهمية بمكان التحرك السريع نحو الغاء نظام التأشيرات. لقد جرى الاتفاق منذ عام مضى على "قائمة الخطوات المشتركة " التي ينبغي على الطرفين اتخاذها، بما في ذلك اصدار جوزات السفر البيومترية للمواطنين الراغبين في السفر، وكذلك رفع كفاءة الرقابة على الحدود، وتوقيع اتفاقيات إعادة المواطنين الى دولهم . ونحن نقوم بتنفيذ كل هذه الخطوات. نحن نزور دول الاتحاد الاوروبي ورئيس المفوضية الاوروبية يزور بلدنا ويتابع وينظر كيف يجري تنفيذ "قائمة الخطوات المشتركة". آمل أنه في المستقبل القريب سيكون باستطاعتنا أن نخبر بعضنا البعض ونقرر أن "القائمة" استنفدت وأن كل الخطوات قد نفذت وان باستطاعتنا الانتقال للمفاوضات الخاصة باتفاقية إلغاء التأشيرات للرحلات قصيرة الأجل للمواطنين.

هناك موضوع أخر هام الا وهو التعاون في مجال السياسة الخارجية ، وقبل كل شيء في مجال تسوية الأزمات. هناك مشروعات وثائق من شأنها وضع اساس قانوني لتعاوننا، بما في ذلك عند تنفيذ عمليات حفظ السلام. ونحن لدينا مثل هذه الخبرة، فقد عملنا معا (مع الاتحاد الأوروبي) في البلقان وفي افريقيا- جمهورية افريقيا الوسطى وفي التشاد. والآن تجرى عملية مكافحة القرصنة "أطلنطا" عبر التنسيق مع الجهود المماثلة للأسطول البحري الحربي الروسي. وسيكون هذا هو المحتوى الأساسي لتعاوننا على مدى زمني طويل، لأن كل هذه الموضوعات طويلة الأمد بطبيعتها. أعول أن التقدم، قد يكون غير سريع جدا، ولكن ثابت بدرجة كافية.

سؤال: الآن الازمة الدولية الأساسية - هي الأزمة السورية. هل ستتغير مواقف الاتحاد الاوروبي، وروسيا بدرجة ما، بعد توحد المعارضة السورية واعتراف فرنسا والولايات المتحدة بها؟

جواب: إن شركائنا الغربيين وقفوا منذ مرحلة مبكرة من هذه الأزمة إلى جانب طرف واحد وهو المعارضة. لقد صرحوا أنه ليس هناك مكان لبشار الاسد في هذا العالم وانه غير شرعي. يحتمل أنهم عولوا أن النظام سينهار ويسقط سريعا. الآن الكثيرون منهم يعترفون أن هذا لم يكن صائبا بصورة تامة. إن رفض شرعية النظام في المرحلة الأولية للأزمة، من وجهة نظري، كان خطأ. الآن يبدو الوضع الذي يتطلب من جميع الأطراف الوقف الفوري للعنف والشروع في المفاوضات دون شروط مسبقة هو الأكثر واقعية.

وقد تبنينا منذ البداية هذا الموقف. وواصلنا العمل مع النظام وكل جماعات وفصائل المعارضة دون استثناء. ونقول لهم جميعا نفس الشيء "ينبغي عليكم التفكير في شعبكم وفي بلدكم. لتتفقوا على وقف إطلاق النار. ولتجلسوا خلف طاولة المفاوضات. عينوا الوفود التي ستقوم بخوضها". اتفقوا على الآلية اللازمة للانتقال من النظام القديم إلى الشكل الجديد، الأكثر ديمقراطية وانفتاحا الذي تحتاجه بلادكم. وقد تم الاتفاق على هذا المسلك يوم 30 يونيو/حزيران الماضي في جنيف اثناء لقاء "مجموعة العمل".

وروسيا تتبع بدقة الالتزامات المنصوص عليها في البيان الذي تم تبنيه في اللقاء المشار إليه والذي ينص على: اجبار كافة الأطراف السورية على وقف اطلاق النار وتحديد المفاوضين والاتفاق على آليات المرحلة الانتقالية. هذه الأفكار بالذات تم ادراجها بصورة توافقية في بيان جنيف، ونحن ننقلها بشكل جازم إلى الحكومة السورية وإلى جميع مجموعات المعارضة. شركائنا الغربيون للأسف لا ينفذون الالتزامات التي اخذوها على عاتقهم في جنيف ويضعون الرهان على النصر الحصري للمعارضة. وفي ذات الوقت يقولون أنه في حالة رحيل الاسد يمكن البدء في المفاوضات.

يجب اختيار وتحديد الأولويات. إذا كانت الأولوية هي انقاذ حياة الناس، إذن يجب إجلاس الأطراف السورية خلف طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة. أما إذا كانت الأولوية هي "الإطاحة" بالأسد، فينبغي الانطلاق حينها من أن هذا الامر سيتطلب وقتا وعددا كبيرا جدا من الضحايا الجدد بين السوريين البسطاء. إن محاولات تصوير الأمر بشكل وكأن روسيا بمجرد ان تقول للأسد ارحل فهو على الفور سينفذ ذلك، هي محاولات استفزازية تماما بوسائل عقيمة. فالجميع يعلم جيدا ان هذا الأمر ليس في أيدينا ولا يتوقف علينا.

سؤال: هل تعتقدون بإمكانية إنتصار المعارضة ورحيل الأسد؟

جواب: في هذه الحرب لن يكون هناك فائز. فالحرب الدائرة هي حرب تدمير متبادل. أمور فظيعة ومريعة تحدث في الأيام الأخيرة في داخل وحول مخيم اللاجئين الفلسطينيين. وهناك محاولات لجر الفلسطينيين والزج بهم وتوريطهم في هذا العداء الداخلي. وهم منقسمون، فجزء منهم يؤيد النظام والجزء الأخر يدعم المعارضة، في الوقت نفسه بعضهم يدعم مجموعات بعينها والبعض الأخر مجموعات أخرى. إن هذه الحفرة تمتص بشكل اعمق طبقات جديدة وقطاعات جديدة من السكان، بما في ذلك الآن اللاجئون الفلسطينيون. لن يكون هناك فائزون أو منتصرون في هذه الحرب، وأعتقد ان الجميع يعرفون ذلك. ولكن بقولهم ذات مرة بانهم لن يخوضوا أية مفاوضات مع الأسد هم أدخلوا انفسهم إلى المصيدة ولا يعرفون كيف يخرجون منها. فالتاريخ يحفظ لنا حالات من حروب الاستنزاف. ولم تنته هذه الحالات ابدا بنتائج طيبة.

سؤال: هل روسيا مستعدة للاعتراف بالمعارضة السورية الموحدة؟

جواب: نحن لسنا بحاجة للاعتراف بأحد. نحن نعمل مع جميع الأطراف التي تمثل مجموعات محددة من المعارضة السورية دون استثناء. كما اننا مستعدون للعمل مع "الائتلاف الوطني" وأي هيكل أخر قد يظهر على الساحة السياسية من جانب المعارضة. الأمر المهم لا يكمن في "الاعتراف"، الأمر المهم هو "دفع" الجميع في اتجاه واحد. أما إذا كان الاعتراف بمجموعة بعينها يستخدم لهدف واحد وهو تحويل الأموال والسلاح لها وتقديم الدعم المادي والمعنوي لها، فإن هذا يعني التدخل في الصراع إلى جانب أحد الأطراف. هذا كل ما في الأمر.

سؤال: هناك موضوع أخر حيوي، يحتمل أن يؤثر سلبا على العلاقات بين روسيا والشركاء الغربيين- وهو إقرار الكونغرس الامريكي لـ "قانون ماغنيتسكي".
يناقش مجلس الدوما حاليا الرد المناسب على هذا القانون. فهل تشاور نواب البرلمان مع الخارجية الروسية حول هذا الشأن؟

جواب: مما لا شك فيه ان صدى هذا الموضوع يرن في اذاننا جميعا، فهو أحد أكثر الموضوعات تغطية ونقاشا في الفضاء الإعلامي. انا أعتقد أن الخطوة التي أقدم عليها الكونغرس الأمريكي لم تكن ضرورية على الإطلاق، بل وغير بناءة. فأي دولة، كما قيل مرارا وتكرار، لها الحق ،وتتمتع بهذا الحق، في غلق أراضيها دون توضيح الأسباب أمام هذا المواطن او ذاك من مواطني الدول الأخرى. أما عندما صنعوا من هذا الوضع والحالة "عرض شو على تلال الكابيتول"، فقد بدا لي ان وراء ذلك أمرا أخر غير الرغبة في الوصول إلى الحقيقة. علاوة على ذلك، الوصول إلى الحقيقة حول مسألة تنظر في محاكم دولة أخرى، عندما لم ينته بعد القضاء من النظر فيها، ولم يصدر بشأنها احكاما، فإن ذلك ما هو إلا نوع من اعمال الغطرسة المتناهية.
ولكن الامريكيين قد تعودوا على ذلك. فهم يحبون تعليم الآخرين، وهذا واضح جدا في تصرفات بعض اعضاء الكونغرس ومن ضمنهم اولئك الذين بادروا بطرح مشروع "قانون ماغنيتسكي". اعتقد انه من الطبيعي ان يرد نواب مجلس الدوما على ذلك، ولكن ليس حسب مبدأ "نحن ايضا سنجد مشكلة غير محلولة او اجراءات قضائية غير مكتملة لنتدخل في شؤونكم الداخلية". انهم يردون على ضوء حقائق محددة، اغلقها القضاء الامريكي. وعلى سبيل المثال، حقيقة عدم ادانة المتهم او اصدار حكم مع وقف التنفيذ بحق المواطنين الامريكيين الذين قتلوا او اضطهدوا الاطفال الذين تبنوهم من روسيا، بحيث يطلق سراحهم في قاعة المحكمة مباشرة. لقد عقدت المحاكم جلساتها واصدرت احكامها الخفيفة التي تثير الاستياء. واذا قارناها بالاحكام الصادرة بحق الامريكيين الذين بشكل ما لم يربوا اطفالهم بصورة صحيحة، فسنرى بوضوح "المعايير المزدوجة".

كما يقترح تضمين قائمتنا ايضا اسماء الاشخاص الذين شاركوا في عمليات الاختطاف غير الشرعية لمواطني روسيا ومن بينهم فيكتور بوت في تايلاند وقسطنطين ياروشينكو في ليبيريا، منتهكين بذلك القوانين والتشريعات السارية في هذين البلدين، وحقوق الروسيين اللذين حكم عليهما لفترات طويلة فقط بتهمة توفرالنية لعمل ما. لنقارن هذه الاحكام بالاحكام التي صدرت بحق قتلة اطفالنا، التي تكون مع وقف التنفيذ ويطلق سراح المتهم في قاعة المحكمة.

س – هل يعني هذا تحريم الاسر الامريكية بصورة كاملة من تبني اطفال من روسيا، بل واكثر من هذا نية النواب توسيع الامر ليشمل بلدان عديدة؟

ج – لا اعتقد، بانه علينا تحريم الاسر الامريكية من تبني الاطفال الروس. لقد كنا على وشك اعادة النظر بجدية في الامر، عندما لم نتمكن من التوصل الى اتفاق مع الجانب الامريكي للتعاون في مجال التبني الدولي. وفعلا لم يكن اطفالنا في ذلك الوقت محميين بأي شيئ، حتى انه لم تكن لدينا امكانية زيارتهم من خلال مؤسساتنا الدبلوماسية العاملة في الولايات المتحدة الامريكية. لقد درسنا بجدية انا وبافل استاخوف المفوض الرئاسي لشؤون حقوق الاطفال، امكانية التوجه الى المؤسسات المختصة في روسيا والطلب منها "تجميد" عمليات تبني الاطفال من قبل الاسر الامريكية، لحين التوصل الى اتفاق معهم بهذا الشأن. الآن وقع الاتفاق واصبح نافذ المفعول. مع انه لم يختبر على ارض الواقع حتى الآن. فمثلا يعيش في فلوريدا الطفل مكسيم بابايف الذي تبنته عائلة امريكية.

لقد حرم الزوجان من حقوق الابوة منذ ذلك الحين. الطفل المذكور حاليا يعيش في اسرة وصاية، ولكن قنصليتنا لم تتمكن حتى الان من الحصول على سماح بزيارته، على الرغم من الاتفاق مع الجانب الامريكي في خريف هذه السنة على القيام بذلك. ان من واجب وزارة الخارجية الامريكية تأمين مثل هذه الزيارة. واذا اوقفنا اجراءات التبني، فان هذا يعني اننا ننسحب من الاتفاق، ولن تكون لدينا امكانية قانونية لنطالب بالسماح لنا بزيارة اطفالنا. لهذا السبب يجب ألا يكون ردنا متشددا.

س – كيف سيكون رد فعل روسيا، اذا ما قرر عدد من بلدان الاتحاد الاوروبي العمل بموجب قانون "ماغنيتسكي"؟
ولقد بدأت في قبرص التحقيقات مع بعض المصارف بحجة علاقتها بغسل الاموال من قبل مسؤولين روس.

ج – مع الاسف غسيل الاموال لا يزال مستمرا كالسابق، ليس فقط من قبل المواطنين الروس فقط، حيث كانت حالات مماثلة في الدول الاوروبية. انها ظاهرة نريد جميعنا القضاء عليها. لقد بدأ سريان مفعول المعاهدات الموقعة بين روسيا والاتحاد الاوروبي حول هذه المسألة، ومع ذلك لم يتم القضاء على هذه الظاهرة بصورة نهائية. انا لا اعتقد، ان لدى البلدان الاوروبية من الناحية الحقوقية امكانية للإنضمام الى "قانون ماغنيتسكي". لقد سمعت ان البرلمان الاوروبي يناقش مسألة مجرد "استنساخ" وتكرار القانون الصادر على تلال الكابيتول. فاذا نجح الساعون للسير على خطى "الاخ الاكبر"، فان ذلك سيكون مؤسفا، لأنه لن يضيف اي شيئ لمحاولات حل المسائل التي تقلق البلدان الاوروبية بشأن روسيا ومواطنيها وبشأن مواطني اوروبا.

حاليا نجري حوارا بخصوص حقوق الانسان ضمن اطار الشراكة، وماذا نريد تغييره في علاقاتنا، وماذا نريد ان نرى في بلداننا ومن ضمنها ما يخص احترام ومراعاة حقوق وحرية مواطنينا. انه الشكل الصحيح وعلينا مستقبلا العمل بموجبه. ان روسيا تجري الحوار بشأن حقوق الانسان مع الاتحاد الاوروبي ومع الولايات المتحدة الامريكية، ضمن اطار اللجنة الرئاسية، فمع الجانب الامريكي تنشط لجنة عمل بشأن المجتمع المدني. ولكي يكون الحوار شفافا، استمع مجلس الدوما بالاشتراك مع وزارة الخارجية الى تقرير حول حقوق الانسان في الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي. ولقد تم نشر التقرير الخاص بالاتحاد الاوروبي في بلدان الاتحاد. لا يعتبر التقرير متعجرفا، بل مبني على وقائع. لقد اعترف محاورونا في بروكسل وعواصم اوروبية اخرى، بأن التقرير مبني على اساس معطيات واقعية ويبين بوضوح رغبتنا جميعا بحل المسائل التي تهمنا، والتي تعيق حياة الناس في الفضاء الاوروبي والاوروبي – الاطلسي وفي اوراسيا.

نحن قلقون بصورة جدية بشأن وضع الاقليات وبالذات الناطقة باللغة الروسية، في استونيا ولاتفيا، حيث حرمت من حقها في المواطنة وهذه ظاهرة مخجلة. انها مسألة فظيعة بالنسبة لاوروبا "مهد" الحضارة المسيحية. واكثر من هذا انهم يحملون وثائق تعريف ثبت في خانة "الجنسية" فيها كلمة " alien" اي "غريب". انا لا اعلم كيف يمكن تقبل هذا الشيئ.

هناك العديد من توصيات مجلس اوروبا ومنظمة الامن والتعاون الاوروبي ولجنة الامم المتحدة الخاصة بالقضاء على التفرقة العنصرية، حول ضرورة اتخاذ الخطوة الاولى على اقل تقدير ومنح الجنسية للمواليد الجدد في اسر "الغرباء" وايضا منحها للمسنين باعتبار انه من الصعب عليهم تعلم اللغة بالمستوى الذي حدده القانون القاسي. مع الاسف لم يحصل اي تقدم بهذا الخصوص، على الرغم من اننا نتحدث عن الموضوع مع زملائنا في استونيا ولاتفيا باستمرار.

كما ان تمجيد النازية يقلقنا بكل تأكيد. ان محاولات اعادة كتابة التاريخ ومساواة الغزاة بالمحررين، ومعاملتهم بنفس الاسلوب، بالاضافة الى تمييز المحاربين القدماء الذين ساهموا في تحرير اوروبا. كل هذه الامور معروفة وتظهر ليس فقط في استونيا ولاتفيا، بل وفي دول اوروبية اخرى، حيث تثير مسيرات النازيين القلق.

ان وضع المهاجرين في اوروبا، هو موضوع تجب مناقشته، حيث يمكننا من خلاله تبادل المعلومات والخبرات المفيدة. بودي ان اسير في هذا الطريق وليس على الطريق الذي يسمح بـ "الظهور" امام المناصرين، والناخبين، لتبيان درجة التشدد تجاه روسيا، لماذا؟ انا احبذ الحوار البناء. ففي الحالة السورية، يجب اختيار الافضلية بين الاطاحة بالنظام وانقاذ الحياة. هنا الحالة نفسها.

فاذا كان الهدف الوصول الى تحسينات ملموسة في مجال حقوق الانسان، فيجب العمل بهدوء ودون ضجة. اما اذا كان الهدف إثارة ضجيج فيجب القول: اريد ان اهرج ولا اريد التوصل الى نتيجة. يجب عدم التعويل على ان هناك من سيقول: اعذرونا لقد صرختم نحونا، لذلك ادركنا اننا كنا على خطأ، والان سنصبح طيبين. ان هذا هو جوهر الانسان، والجميع يدركون ذلك. من المحتمل ان من أثار هذا الضجيج، كان يهدف الى هذا.


توقيع : kumait


يحتاج الإنسان إلى سنتين ليتعلم الكلام وخمسين ليتعلم الصمت
إرنست همنغواي
من مواضيع : kumait 0 تأملات في فتوى جهاد النكاح
0 وجه واحد!
0 هل الهاتف المحمول كان موجودا عام 1938؟
0 الاعلام العربي و أشكالية الضمير..
0 الأرض تستعد لمواجهة «عاصفة شمسية مدمرة»

الصورة الرمزية kumait
kumait
عضو برونزي
رقم العضوية : 65773
الإنتساب : May 2011
المشاركات : 452
بمعدل : 0.10 يوميا

kumait غير متصل

 عرض البوم صور kumait

  مشاركة رقم : 24  
كاتب الموضوع : nad-ali المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي وجود روسيا العسكري يحول دون التدخل الغربي في سوريا
قديم بتاريخ : 25-12-2012 الساعة : 04:39 AM


وجود روسيا العسكري يحول دون التدخل الغربي في سوريا
عبدالاله مجيد

يتولى مستشارون روس تشغيل دفاعات جوية متطورة لدى جيش النظام السوري، ويرى مراقبون أن من شأن هذا الوجود العسكري أن يشكل تحديا لأي تدخل أميركي في سوريا لاحقًا.

وعلمت صحيفة الغارديان أن المستشارين يتولون تشغيل منظومات ارض ـ جو متطورة ومنظومات قديمة جرى تحديثها، مشيرة إلى أن موسكو جهزت نظام بشار الأسد بهذه الأسلحة بعد اندلاع الثورة السورية قبل 21 شهرًا. ويعني عمق دفاعات النظام الجوية وتعقيدها أن أي حملة غربية مباشرة لفرض منطقة حظر جوي أو أي ضربات جوية تأديبية ضد النظام ستكون باهظة الكلفة ومديدة ومحفوفة بالمخاطر. ويمكن أن تترتب على وقوع خسائر في ارواح العسكريين الروس تداعيات جيوسياسية لا يمكن التنبؤ بها، بحسب المراقبين.

وكانت سوريا عملت على تعزيز هذه دفاعات النظام الجوية بدرجة كبيرة منذ الغارة الاسرائيلية على المفاعل النووي المفترض في الكبر عام 2007 ومرة أخرى بعد اندلاع الانتفاضة السورية في آذار/ مارس 2011. وكان مصدر هذه التعزيزات والتحديثات موسكو التي تعتبرها سدًا ضد أي تغيير في النظام يفرضه الغرب وحماية لاستثمار روسي مديد في سوريا. إذ توجد في مدينة اللاذقية على الساحل السوري أكبر محطة روسية للتجسس الالكتروني خارج روسيا ولديها قاعدة بحرية في طرطوس تعتبر موطئ قدمها في البحر المتوسط. ودأب المسؤولون الأمنيون والعسكريون الروس الذين يمتنعون عادة عن التعليق على عملياتهم في الخارج، على نفي تزويد نظام الأسد بأي دعم عسكري مباشر.

وقال قائد قوات الدفاع الجوي الروسي الميجر جنرال الكسندر ليونوف في تصريح لإذاعة ايكو موسكفي "إن منظومة الدفاع الجوي السورية قوة لا يُستهان بها. ونتيجة لذلك لم يستخدم احد قوة جوية قتالية جدية ضدها". وتتألف هذه القوة التي "لا يُستهان بها" من فرقتين ونحو 50 الف جندي أو ضعف نظيرتها التي كانت لدى العقيد معمر القذافي، مع آلاف المدافع المضادة للجو وأكثر من 130 بطارية صواريخ مضادة للجو.

وبحسب رئيس تحرير مجلة جينز المختصة بالشؤون الأمنية والعسكرية جريمي بيني فان التعزيزات الروسية الأخيرة تشتمل على منظومات صواريخ ومحطات رادار متنقلة من طراز بوك ـ أم 2 وبانتسير ـ أس 1 أو أس أي ـ 22 كما يسميها حلف شمال الأطلسي. ولم تتأكد التقارير التي تحدثت عن وصول شحنة من صواريخ أس ـ 300 الحديثة بعيدة المدى ولم يكشف الجيش السوري أياً من هذه الصواريخ في استعراض عسكري هذا العام. ومن الجائز ان تكون هذه الشحنة وصلت الى النظام لكنها ليست جاهزة للعمل حتى الآن.

ونقلت صحيفة الغارديان عن الباحث غاي بن آري من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن أن الروس "لا يبيعون المعدات فحسب، بل يساعدون في تشغيلها وتدريب أطقمها أيضاً. فاحيانًا لا تكون القدرات المحلية متوفرة لتشغيل هذه المنظومات وهكذا هي الحال في سوريا حيث لا تستطيع الأطقم السورية استخدام المنظومات بكامل طاقتها".

وأكدت مصادر مطلعة على العلاقة العسكرية بين موسكو ودمشق وجود أطقم روسية لتشغيل منظومات الدفاع الجوي في سوريا. وسيؤخذ وجودهم في الاعتبار لدى اعداد أي خطط غربية للتدخل، بحسب هذه المصادر. وستتطلب مثل هذه الشبكة الكثيفة والمتداخلة ومتعددة المستويات من الدفاعات الجوية حملة جوية ضخمة تعتمد اعتمادًا كبيرًا على آلاف الصواريخ الموجهة ذات الدقة العالية. وكانت بريطانيا وفرنسا ودول اوروبية أخرى حليفة للولايات المتحدة استهلكت مخزونها من هذه الأسلحة في ليبيا ورغم أن مثل هذه التفاصيل مصنفة فان تقارير أفادت أن مخزون هذه الاسلحة لم يعد حتى الآن إلى مستواه قبل الحرب في ليبيا.

وقال بن آري "نحن نعرف إن هذه الدول استنفدت ما لديها في نهاية الحملة الليبية ونظرًا للاجراءات التقشفية التي يعمل الاوروبيون في ظلها وحيث كل يورو يُنفق على الدفاع يخضع للتمحيص والتدقيق فان من الصعب رفد هذه المخزونات بمنظومات جديدة". واضاف "أن اعادة هذه الأسلحة الى مستواها قبل الحملة الليبية لن تكون كافية بل ستكون هناك حاجة الى اكثر منها بكثير في سوريا". كما ستتطلب أي حملة جوية في سوريا طائرات شبحية وقدرا كبيرا من العمليات التجسسية وصور الاقمار الاصطناعية والاستطلاعات الجوية، وكلها اختصاصات اميركية. ولهذه الأسباب مجتمعة لن تكون واشنطن قادرة على "القيادة من الخلف"، كما فعلت في ليبيا.

وأبدت ادارة اوباما حتى الآن حذرا شديدا من التورط في حرب أخرى في الشرق الأوسط لا سيما وانها تدرك ان ازمة البرنامج النووي الايراني المستمرة منذ زمن طويل يمكن ان تشعل نزاعا في منطقة الخليج في أي وقت، كما يرى محللون. وبعد استقالة مدير وكالة المخابرات المركزية ديفيد بترايوس الشهر الماضي يقول هؤلاء المحللون ان الادارة فقدت أقوى دعاة التدخل في سوريا.

وكان المرشح لمنصب وزير الخارجية جون كيري دعا الى زيادة الدعم المقدَّم الى مقاتلي المعارضة السورية المسلحة ولكنه لم يذهب الى حد الدعوة الى تدخل اميركي أو أطلسي مباشر. وفي غياب مرشح لمنصب وزير الدفاع فان اشهرا قد تمر قبل ان يكتمل الطاقم الجديد ويعد نهجا جديدا واضح المعالم.

ويلاحظ المحللون أن متانة الدفاعات الجوية للنظام السوري ودعم موسكو وتشظي المعارضة تسهم كلها في تفسير الحقيقة الماثلة في ان تدخل الغرب بقيادة الولايات المتحدة، الذي كان مؤيدوه ومعارضوه يتوقعون حدوثه منذ ما يربو على عام، لم يتحقق حتى الآن وان واشنطن وغالبية العواصم الغربية الأخرى ليس لديها رغبة في الإقدام على مثل هذه الخطوة إلا إذا استخدم نظام الأسد اسلحة كيمياوية على نطاق واسع.

المصدر ايلاف


توقيع : kumait


يحتاج الإنسان إلى سنتين ليتعلم الكلام وخمسين ليتعلم الصمت
إرنست همنغواي
من مواضيع : kumait 0 تأملات في فتوى جهاد النكاح
0 وجه واحد!
0 هل الهاتف المحمول كان موجودا عام 1938؟
0 الاعلام العربي و أشكالية الضمير..
0 الأرض تستعد لمواجهة «عاصفة شمسية مدمرة»

الصورة الرمزية nad-ali
nad-ali
شيعي حسيني
رقم العضوية : 72513
الإنتساب : May 2012
المشاركات : 7,601
بمعدل : 1.75 يوميا

nad-ali غير متصل

 عرض البوم صور nad-ali

  مشاركة رقم : 25  
كاتب الموضوع : nad-ali المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 25-12-2012 الساعة : 08:55 PM


كتب ناصر قنديل
اتفاقية لافروف - كيري
*
*
الملخص:
اتفاقية لافروف - كيري
الشرق الأوسط منذ قرن تحت ظلال سايكس - بيكو ورغم الحرب العالمية الثانية وقمة يالطا لتقاسم النفوذ الاميركي السوفياتي بقيت سايكس بيكو .
ما بين 1991 و 2011 حرب عالمية ثالثة نجحت في شرق اوروبا وفشلت في الشرق الأوسط .
اخر الحروب سوريا واخر انجازات الاميركي في الربيع العربي تتلاشى في مصر والتفاوض اليوم افضل من الغد والانسحاب من افغانستان وراء الباب
جون كيري وسيرجي لافروف يبدوان وريثي سايكس وبيكو .
سيجلس الرجلان ويعترفان ان لا احد منهما يملك حلا سحريا في سوريا وان لا حل لخرائط العالم بلا سوريا ، وان شرط الحل هو التفاوض مع الاسد ، وان لا احد يملك قراره وبدونه لا حل ولا دولة في سوريا
أربع ستسمى اتفاقية لافروف كيري لقرن قادم :
- من الصين الى سوريا وشمالا مدى روسي
- عملية طويلة لتبريد الصراع العربي الاسرائيلي
- خطوط النفط والغاز عهدة روسية ايرانية* صينية
- حكومات منتخبة تتقاسم السلطة مع رؤوساء وملوك وامراء ستشمل المنطقة
في الربيع تنضج التفاصيل ويكون كيري قد صار جاهزا لزيارة سوريا


توقيع : nad-ali



من مواضيع : nad-ali 0 تصاميم لشهر محرم الحرام
0 تصميم شهادة الامام الباقر عليه السلام
0 تصميم لمولد الامام الرضا عليه السلام
0 تصميم لذكرى استشهاد الامام جعفر الصادق عليه السلام
0 تصاميم لشهادة امير المؤمنين علي ع

الصورة الرمزية nad-ali
nad-ali
شيعي حسيني
رقم العضوية : 72513
الإنتساب : May 2012
المشاركات : 7,601
بمعدل : 1.75 يوميا

nad-ali غير متصل

 عرض البوم صور nad-ali

  مشاركة رقم : 26  
كاتب الموضوع : nad-ali المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 28-12-2012 الساعة : 09:48 PM




ردا على العروض الأميركية : الحوار السوري سيد نفسه و شعبية الأسد تخطت 80 بالمئة



كشف مصدر دبلوماسي بارز عن رحلات مكوكية يقوم بها وزير الخارجية التركية احمد داود اوغلو إلى طهران بالتوازي مع تشغيل قنوات الاتصال المباشر بين الولايات المتحدة و روسيا و الصين و ذلك في حمل عروض و أجوبة و رسائل محورها الوضع السوري .

و قال المصدر إن عروض واشنطن لطهران تركزت على إجراء مفاوضات مباشرة بين الحكومة الإيرانية و الإدارة الأميركية و محاولة استطلاع إمكانية التوصل لتفاهم يحفظ ماء الوجه الأميركي في الموضوع السوري و قد نقل دبلوماسيون أميركيون للخارجية الروسية رسائل مشابهة بشأن الوضع السوري و قال المصدر إن ما استنتجه موسكو و طهران و بكين من الرسائل الأميركية هو وصول جميع المحاولات الهادفة للنيل من الرئيس بشار الأسد إلى الطريق المسدود و ما يتوخاه الأميركيون هو المساومة على طريق الخروج الآمن من الورطة السورية على الرغم من كثافة التهديدات التي برزت في الآونة الأخيرة .

و ذكر المصدر أن إيران و روسيا و الصين باتت مقتنعة و بقوة بازدياد شعبية الرئيس بشار الأسد و هي تمتلك ما يكفي من المعطيات الداعمة لهذا الاستنتاج و أفاد أن المسؤولين الإيرانيين و الروس أبلغوا ناقلي رسائل واشنطن بأن من يعمل لتنحية رئيس بات يحظى اليوم بدعم غالبية تتجاوز 80 بالمئة من الشعب السوري إنما يسير عكس اتجاه التاريخ و الطبيعة و هو يحكم على نفسه بالفشل و أن الأجدى بالأميركيين و جماعتهم السوريين أن يقبلوا التحدي الديمقراطي السلمي بإجراء حوار تعقبه انتخابات يكون فيها الاحتكام لصناديق الاقتراع و لكن يجب أن يسبقها اتخاذ التدابير الدولية العاجلة لمنع إرسال السلاح و المال و الإرهابيين إلى معاقل العصابات الإرهابية و القاعدية في سورية .

و شرح المصدر الدبلوماسي أن موسكو و بكين و طهران رفضت جميع المحاولات الأميركية لاستباق الحوار السوري - السوري بتفاوض دولي حول مستقبل الحكم في سورية و أن النقطة التي تمسكت بها الدول الثلاث هي أن الرئيس بشار الأسد هو الرئيس الشرعي المنتخب و أن الحوار السوري - السوري الذي يجب أن يجري بقيادته هو سيد نفسه و يقرر الآليات السياسية الداخلية للحل و على الرغم من التراجعات الكبيرة التي حملتها الرسائل الأميركية فقد رفضت العواصم الثلاث الدخول في نقاش مع أميركا و الغرب حول تشكيلة الحكومة الانتقالية التي نصت عليها تفاهمات جنيف و اكتفت بالقول إن التفاصيل يقررها الحوار السوري - السوري الذي يرعاه الرئيس الأسد .


توقيع : nad-ali



من مواضيع : nad-ali 0 تصاميم لشهر محرم الحرام
0 تصميم شهادة الامام الباقر عليه السلام
0 تصميم لمولد الامام الرضا عليه السلام
0 تصميم لذكرى استشهاد الامام جعفر الصادق عليه السلام
0 تصاميم لشهادة امير المؤمنين علي ع

الصورة الرمزية nad-ali
nad-ali
شيعي حسيني
رقم العضوية : 72513
الإنتساب : May 2012
المشاركات : 7,601
بمعدل : 1.75 يوميا

nad-ali غير متصل

 عرض البوم صور nad-ali

  مشاركة رقم : 27  
كاتب الموضوع : nad-ali المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 28-12-2012 الساعة : 09:50 PM




عامر محسن



الحرب الأهلية في سوريا: انفراط المشرق العربي

حين تجد نفسك وقد صرت في خندق واحد مع «تنظيم القاعدة»، يكون الوقت قد حان لإعادة التفكير والتأمّل. خلال يوم واحد، أعلن أركان المعارضة السورية، السياسية والمسلّحة، عن تعاطفهم مع «جبهة النصرة» ووقوفهم معها في وجه قرار اميركي بضمها الى لائحة المنظمات الارهابية.

جزم رئيس الائتلاف الوطني، أحمد معاذ الخطيب، بأنّه «لم تقم أي مجموعة عسكرية داخل الاراضي السورية بأعمال ضد حقوق الانسان أو جرائم حرب أو جرائم ضد الانسانية»، وبانّه «لم يثبت حتى الان أن أي مجموعة عسكرية تعمل داخل الأراضي السورية لديها خطط خاصة تتجاوز رفع الظلم عن شعب سوريا المضطهد». رئيس المجلس الوطني، جورج صبرا، أكّد أنّ جبهة النصرة هي «جزء من الثورة في سوريا»، فيما اعتبرها العقيد رياض الأسعد، قائد الجيش السوري الحرّ، «الفصيل الأفضل والأشجع».
تصريحات ترافقت مع حملة اعلامية، على مستويات عديدة، هدفت الى تبييض صورة «جبهة النصرة» و«تجميلها» امام الجمهور، عبر ترداد المزاعم حول «الفعالية العسكرية» للجبهة في وجه النظام وتعاملها الرحيم مع المدنيين في مناطق وجودها، وصولاً الى روايات تمتدح امدادها المواطنين بالخبز والحليب (عملية «التجميل» هذه حصلت اساساً بين صفوف العلمانيين والنخبة وقراء الصحف، فهناك قسم مهم من الجمهور العربي يعرف جبهة النصرة جيداً ويحبّها كما هي).

كيف تصنع حكمتياراً

قيل كلامٌ مماثل عن مجموعة قلب الدين حكمتيار أيّام الجهاد في افغانستان. في أوائل الثمانينيات، ومع تصاعد الحرب ضد السوفيات والنظام الشيوعي، سادت صورة اعلامية عن حركة حكمتيار، الجهادي السلفي، تفيد بأن هذه المجموعة منضبطة وفعالة وشرسة في القتال، على الرغم من تطرفها الديني وخطابها المتشدد، وأنها غير مرتبطة بتشكيلات قبلية ومحلية، مما يجعل التعامل معها أسهل من غيرها. بالنتيجة، حصل حكمتيار على أكثر من 600 مليون دولار من الأموال الأميركية التي صرفت لتمويل حرب افغانستان، وعلى أكثر من ذلك بكثير من الداعمين العرب. كلّ هذا المال، على حد قول الكاتب الاميركي بيتر بيرغن، ذهب الى مجموعة «لم تفز أبداً في معركة واحدة مهمة خلال الحرب، درّبت العديد من المتطرفين الاسلاميين من كلّ أرجاء العالم، وقتلت أعداداً كبيرة من المجاهدين المنتمين الى أحزاب أخرى».
في أوائل الثمانينيات، قرّر داعمو الجهاد في أفغانستان (اميركا وباكستان والسعودية) حصر التمويل والتسليح بسبع منظّمات مقاتلة، أكثرها يغلب عليه الطابع السلفي الوهابي. النتيجة كانت تغييراً جذريا في بنية الحركة الاسلامية الافغانية وفي شكل الممارسة الدينية بالريف الافغاني البشتوني. كان الزعماء الذين أعلنوا الجهاد في افغانستان ضد حكم «حزب الشعب» الشيوعي (في أواخر السبعينيات) يمثلون المؤسسات الدينية والتقليدية التي سادت الريف الأفغاني قروناً: قادة دينيون محليون، شيوخ صوفيون، وزعماء قبليون. كان الزعيم الرمزي للحركة الاسلامية في افغانستان، صبغة الله مجددي، سليل المشيخة الصوفية، وعائلة ذات زعامة قديمة. أمّا في شورى بيشاور عام 1985، فقد بدأ السلفيون ــــ كحكمتيار وبرهان الدين رباني ــــ بالبروز وبتحدي النظام القديم، حتى وصلنا الى الحرب الاهلية وهيمنة الطالبان و«شورى كويتا». خلال الثمانينيات، وبالتوازي مع هذا المسار السياسي، نجح المال والتبشير في تحويل قسم كبير من الأرياف غير العربية (كما في افغانستان وباكستان) الى السلفية الوهابية كـ«دين رسمي» وكشكل موحد، معياري، للممارسة الدينية. اليوم تعود السعودية الى افغانستان، فيما الجيش الاميركي يستعد للخروج منها، وأولى البوادر هي مشروع لبناء مسجد كبير ومركز اسلامي في كابول بكلفة مئة مليون دولار (ما يعكس استمرارية للنهج، وحساسية مرهفة تجاه الحاجات التنموية للشعب الافغاني).
الهدف هنا هو ليس المحاججة ضد من يدافع عن جبهة النصرة ومثيلاتها في سوريا، أو تبيان خطورة هذه النزعات الشمولية واستحالة تعايشها مع أي مجتمع وطني ــــ المسألة لا يجوز أن تحتاج الى نقاش. نحن هنا نتكلم على تنظيم «القاعدة»، نحن نتكلم على صهر ابو مصعب الزرقاوي، نحن نتكلم على منظمة تعجّ بياناتها ومواقعها بالدعوات الصريحة إلى القتل الطائفي والإبادة (لا أقل!) ـــــ وتثبت أفعالهم على الأرض أنهم جادون في ما يقولون، نحن نتكلّم على نفس المنظمة (والكوادر والأفراد) التي جعلت أهل الأنبار في العراق يهرعون الى أحضان الاميركيين و«مجالس الصحوة» هرباً من بطش «دولة العراق الاسلامية» وتسلطها. هناك، في النهاية، حدود للقدرة على خداع النفس. بعد الاحتلال الاميركي للعراق، استنكف قسم عريضٌ من المثقفين العرب عن اتخاذ مواقف واضحة في دعم المقاومة العراقية، لخوفهم (المبرّر) من شبهة الارتباط بمنظمة تتبنى التفجيرات ضد المدنيين وتقطع الرؤوس وتبثّ خطاباً طائفياً كارهاً. المسألة هنا لا تتعلق بنظرتنا الى الوهابية كتفسير للدين أو كممارسة، بل بسجل تاريخي واضح: افغانستان، العراق، باكستان، الجزائر، اليمن – لم تمتشق السلفية الوهابية السلاح في أي بلد الا أعلنت، مباشرة، حرباً أهلية على نصف المجتمع، ورفعت سوطاً في وجه النصف الآخر. المشكلة الأكبر هي ليست حتى في تكفيرية السلفية الجهادية أو في رجعيتها، بل في أنها ـــــ بطبيعتها ـــــ تعجز عن تقديم مشروع قابل للحياة خارج اطار الحرب الأهلية، وبناء نظام سياسي وسلم اجتماعي واقتصاد وطني. المكان الوحيد الذي نجحت فيه هذه الايديولوجيا بانشاء مشروع سياسي مهيمن أعطانا نموذج «طالبان» (وهو أيضاً لم يستو الا بثمن تقسيم أفغانستان، بين البشتون وغيرهم).

الحرب الأهلية في سوريا

الحرب في سوريا ستحدد هوية جيلنا بأكمله، وسيخرج المشرق العربي منها مختلفاً عما كان عليه قبلها. السرديات القديمة في المشرق (بما فيها الهويات الوطنية والقومية) تتحلل ويُعاد تشكيلها واستبدالها مع تصدّع المجتمع في سوريا، وقبلها في العراق. أوّل سرديّة أسقطتها الحرب هي السردية القطرية و«لبنانسورياالعراقالأردن أولاً»، صار واضحاً للجميع أن حدودنا متداخلة، وأنّ مصائرنا متداخلة، وأنّ خيار النأي بالنفس و«الانعزال» عن المنطقة ومشاكلها هو كلام غير واقعي وغير قابل للتحقيق.
من حيث المبدأ، حين يبدأ الاحتراب الأهلي والقتل على الهوية (وهو ما ابتدأ في سوريا منذ أشهر طويلة) يصير أقل واجبنا، كغير سوريين، ألّا نصفّق لسوريّ وهو يقتل سوريّاً آخراً، تحت أي مسمّى. هذا بالطبع ما لم يلتزم به «أصدقاء سوريا» الكثر في لبنان، الذين، كلما زاد الوضع في الشام تعقيداً ودموية، زادوا حماسةً وسعاراً، وتيقّناً من اقتراب «النصر» الذي سيحلّ كل مشاكلهم. لا يماثلهم في ذلك الا عرب الخليج، اذ تبعثر الحروب والاجتياحات كلّ مجتمعات المشرق - الّا الخليج، تبقى حدوده مصانة والأمن فيه مقدّساً والسياسة ممنوعة، ثم يواكبون حروبنا الأهلية بالإمداد وبالتحميس وبالتشجيع، تماماً كمن يشاهد مباراة في كرة القدم.
بعيداً عن البروباغاندا والأوهام: فإنّ «الحسم العسكري» في سوريا مستحيلٌ في أي زمن قريب، الا اذا حصل غزوٌ أجنبيّ مباشر (جوّاً أو برّاً أو الاثنان معاً) أو اذا قرّرت تركيا ومن هم وراءها قطع المدد عن المعارضة. الوضع في سوريا يشبه أي حرب أهلية أخرى: من العسير على جيش النظام أن يسيطر على المناطق التي توالي المعارضة، وأن يحكمها، ويصعب على المعارضة أن تخترق المناطق التي يهيمن فيها الموالون. وبين هذا الحدّ وذاك، تجد السواد الأعظم من الشعب السوري، وتجد استهتاراً لا يصدّق ـــــ من قبل الطرفين ـــــ بأرواح المدنيين وبظروف حياتهم. من يُرد الدفاع عن المسلك العسكري لأي من الطرفين المتحاربين في سوريا (وأنا هنا أتكلّم عن السلوكيات الروتينية في الميدان والقرارات الاستراتيجية، لا عن «الانحرافات» و«الاستثناءات») فهو قادر على فعل ذلك، لكن بغير استعمال معايير حقوق الانسان وقوانين الحرب والحجج الليبرالية والإنسانوية.
من العسير لأي طرف أن يحكم سيطرته على مناطق الطرف الآخر وأن يطبّع العلاقة مع أهلها، ولو أحال المدن الى ركام: الرستن وتلبيسة وأجزاء من حمص يحاصرها الجيش السوري منذ أشهر وهي لم تسقط بعد، وعلى المقلب الآخر نجد أن «الجيش السوري الحر» قد تكبّد مئات القتلى للسيطرة على بلدة نائية في ريف ادلب الشمالي اسمها حارم، تقع في عمق اقليم نفوذ المعارضة («المنطقة العازلة») ولا تبعد الا كيلومترات قليلة عن مركز قيادة «الجيش الحر» في مخيم أطمة. الى اليوم، يتحصّن مقاتلون موالون للنظام في قلعة حارم التاريخية، يحاصرهم مقاتلو المعارضة الذين يشنون بين الفينة والأخرى هجوماً على مداخل القلعة، أو يحاولون تسلّق أسوارها، في مشهد سوريالي يذكّر بمعارك القرون الوسطى (والعديد من القلاع التاريخية في سوريا، من المرقب الى الحصن الى حلب، صارت مواقع عسكرية وساحات معارك). والمقاتلون في حارم يقاتلون لنفس السبب الذي يحارب من أجله المحاصَرون في الرستن وحمص: دفاعاً عن حياتهم. المشهد في حارم، كمشهد المعارك في حلب وحقول الموت حول دمشق والقرى التي تشن الغزوات بعضها على بعض في الغاب، ما هو الا وجه من الأوجه المتعددة للفجيعة التي اسمها سوريا.
الحرب في سوريا ليست حربأً أهلية فحسب، بل هي تقترب من ولوج المرحلة الأصعب في الحروب الأهلية: حين لا يعود هناك شيء للدفاع عنه. تدمّر المدن والبنى التحتية والطاقات الانتاجية، تزول أوهام السيطرة على الوضع والعودة الى حال الطبيعة، ويسيطر هوس البقاء وتدمير الخصم على المتقاتلين. يصير البلد، ساعتها، ميداناً عسكرياً لا أكثر ولا أقلّ، ويبدأ المتحاربون – وداعموهم الخارجيون – بالنظر الى خريطة البلد والمجتمع كمن ينظر الى خريطة عسكرية. لهذا السبب، الحرب في سوريا لم تعد سياسية ولا هي متعلقة بشكل النظام، وهي لن تنتهي، مثلاً، برحيل بشار الأسد، تماماً كما لم ينه الحرب الأهلية اللبنانية مقتل بشير أو هزيمة أمين أو رحيل عرفات.
ما يجعل الحرب أكثر تعقيداً هو وجهها الخارجي: الطرفان صارا في حالة اعتماد كاملة على حلفائهم الخارجيين. المسألة بالنسبة إلى النظام، مثلاً، لم تعد مسألة خيارات. اذا خسر النظام دعم اصدقائه في الخارج، فهو سيخسر مباشرةً أي حصانة في المؤسسات الدولية، وسيُفتح الباب أمام سلسلة طويلة من الاجراءات والعقوبات (صار الغرب خبيراً في تصميمها). سيخسر النظام أسواق تصديره وقنوات بيع النفط وشراء المواد الأساسية. سيخسر تمويله ولن يعود قادراً على دفع رواتب موظفيه وجنوده أو ادارة الدولة. الوضع مشابه لدى المعارضة المسلّحة، فلو أغلقت تركيا حدودها، لانهارت المعارضة العسكرية المنظمة خلال أسابيع. لا يغرنّكم الحديث الاعلامي عن «غنائم الجيش» وبيع حلى النساء. انّ حجم ووتيرة الحرب القائمة في سوريا – على جبهات متعددة وبأعداد ضخمة من المقاتلين وعلى مدى شهور طويلة - يحتاجان الى خطوط امداد على مستوى دول وأجهزة استخبارات حتّى يجري تذخيرها وتمويلها واطعام حجر الرحى.
لهذا السبب، سلّم البعض في سوريا باستحالة الحلّ وبحتمية الخراب، معلّقين آمالهم على «تفاهم روسي ـــــ أميركي» منتظر، واتفاق كهذا هو على الأرجح أسوأ ما يمكن أن يحصل لسوريا، وقد يدخل البلد في متاهة لبننة ونزاعات وحروب لن تنتهي في مئة سنة.

سوريا والعدميات الثلاث

في تقرير أخير لـ «مجموعة الأزمات الدولية» حول سوريا، قال الباحثون إنّ في حلب ثلاثة تشكيلات عسكرية رئيسية تقاتل ضدّ النظام: لواء التوحيد، وجبهة النصرة، ولواء أحرار الشام. ثم قال التقرير إن المجموعتين الثانية والثالثة يمكن تصنيفهما ضمن اطار «السلفية الجهادية» القريبة من فكر تنظيم «القاعدة». «جبهة النصرة» يتبناها «القاعدة» رسميا، فيما «لواء أحرار الشام» لا يدعي رابطة تنظيمية بذاك التنظيم، لكنه يتبنى فكره وخطابه، قال التقرير. المشكلة هنا لا تكمن في أن مجموعتين من ثلاث في حلب هي سلفية وهابية، المشكلة هي أنّك اذا نظرت إلى المجموعة الثالثة (لواء التوحيد) وإلى أدبياتها وخطابها وسلوكها في الميدان، فإنّك ستجهد لفهم الفرق بينها وبين «المجموعات السلفية» في ما يتعلّق بالخيارات الوطنية الأساسية والمسائل السياسية الجوهرية.
يصف بعض الكتاب العنف الذي يمارسه «القاعدة» والتنظيمات الشبيهة به بأنّه عنفٌ «عدمي»، غير منتج، لا يخدم مشروعاً قابلاً للتحقيق، بل ينفع كأداة للتخريب. ثم يضيفون إن هيمنة مثل هذه المجموعات التكفيرية على سوريا ستدخلها في نفق عدميّ بلا نهاية. في الحقيقة، فإنّ «القاعدة» ليس السيناريو العدميّ الوحيد في سوريا اليوم. البلد تحاصره ثلاث عدميات، كلّها تؤشّر الى استعصاء الحلّ وصعوبة تخيّل «سوريا ما بعد الحرب».
اضافة الى سيناريو «جبهة النصرة» وأخواتها، فإنّ سيناريو انتصار النّظام، بشكله الحالي، هو عدميّ بنفس الدرجة. ماذا يعني أن يخرج النظام منتصراً، على ركام سوريا، وهو لم يعد حزباً ولا ايديولوجيا ولا تنظيماً شعبياً، بل مجرّد جيش وجنود، و«حلف ضرورة» في المجتمع لا يربط مكوناته بالنظام الا خوفها ممّا هو أسوأ؟ ماذا سيحصل للمعارضين المدنيين ولملايين السوريين الذين يعادون النظام، ولا يتخيّلون امكانية للتطبيع معه؟ كيف ستعيد سوريا بناء نفسها، وهي لا تملك موارد ولا نفطاً غزيراً، وهي قد تبقى محاصرة من محيطها العربي ومن الغرب، فيما كان البلد – قبل الأزمة – يحبو بصعوبة على طريق التنمية ويعاني الضائقة والفقر والمصاعب الاقتصادية؟
العدميّة الثالثة تتمثّل في «السيناريو الليبي»، وهو ما كانت فصائل «المجلس الوطني»، كجماعة «الاخوان»، تصبو اليه بلهفة منذ بدء الأزمة. أن ينهار النّظام تحت الضغط العسكري الغربي وأن تتسلّم النسخ السورية من أحمد الجلبي الحكم في البلاد ـــــ تحت رعاية غربية وخليجية. في حالة كهذه، اذا افترضنا حصول سلام واستقرار (وهو أملٌ بعيد المنال، كما تثبت تجربة ليبيا)، فانّ المعارضة سترث سوريا مدمّرة وسلطةً تدين بها لمشغّليها الخارجيين. سيجري تقييد سوريا، فوراً، بعشرات المليارات من الدولارات ديوناً وقروضاً تسلّفها المؤسسات الدولية، وسيرتهن قرار البلد السياسي والاقتصادي. سيجيء موظّفو البنك الدولي ويتشاركون مع السفارات وأجهزة الاستخبارات في ادارة سوريا، وسيفعلون بها أكثر مما فعلوا بمصر. أتظنّون أن الدول التي تموّل الحرب في سوريا اليوم ستلتزم اعادة اعمار البلد ودفع مئات المليارات لاصلاح ما دُمّر ؟ ما أن يسقط النظام في دمشق حتّى تفقد الدول الراعية اهتمامها بسوريا. هذه الأنظمة مستعدّة لدفع مليارات الدولارات لتمويل حرب طائفية أو لشراء انتخابات، لكنها لن تفتح خزائنها لإنقاذ سوريا من الغرق في الفقر أو لمنع صوملتها. صرف عرب الخليج عشرات المليارات في الثمانينيات لتمويل الجهاد في افغانستان وحرب العراق مع ايران. ماذا فعلوا لشعبي أفغانستان والعراق بعد انتهاء الحرب؟ في أفضل الحالات، ستتبرّع السعودية ببناء مسجد كبير في قلب دمشق.

الخروج الى المستقبل: اتّحاد مع العراق

قال لي الباحث حسن نعمان الخلف انّه، كعراقي، يرى في ما يجري في سوريا اليوم امتداداً طبيعياً للكوارث التي حلّت ببلده. نحن، كمشرقيين، ندفع ثمن تجاهلنا لما جرى في العراق في السنوات الماضية، وقلة اكتراثنا بالقتل المجاني للمدنيين في بلاد الرافدين ـــــ ورفضنا لاستخلاص العبر. اعتقدنا واهمين انّنا، اذا تجاهلنا العراق وأحداثه، فانّ تلك المجازر المرعبة ستبقى في بغداد ولن تنتقل الى دمشق وبيروت وحلب. حصلت الاف التفجيرات في البلد خلال العقد الماضي، أكثرها استهدف المدنيين على نحو عشوائي وبنيّة طائفية، وقُتل بسببها عشرات الالاف من الأبرياء. هذه الجرائم لم تزل مستمرّة (والجميع يعرف الأجهزة التي تقف وراءها) وهي تحصد العشرات اسبوعيا، ولا تثير في الساحة العربية الا التجاهل واللامبالاة.
لم تنتج هذه الأحداث نقاشاً حقيقيّاً في الوسط الفكري العربي، بعيدا عن الديباجات الجاهزة في رفض الطائفية وانكارها. لم يهزّنا أنّ هناك قوىً تروّج علناً للقتل الطائفي وتكوّن نظرة تكفيريّة احتقاريّة تجاه الآخر، ثم تحاول تطبيقها في المجال السياسي. غضضنا الطرف عن ظاهرة الزرقاوي وعن بروز تيّار سلفيّ واسع في الخليج احتضن قضيّة العراق كقضيّة طائفية. هنا، لا يجوز أن ننسى أن النظام السوري كان من بين القوى التي رعت هذه التنظيمات التكفيرية، واشتركت (مع استخبارات تركية وخليجية) في ارسال الموت والانتحاريين الى العراق، ودعمت اياد علّاوي – المشروع السعودي في بلاد الرافدين.
المشرق العربي يتخلخل اليوم، والاستجابة لتحديات بهذا الحجم لا تكون بالتراجع والاستكانة وبالدفاع عن الموجود أو الحنين الى القديم، بل بخطوات جريئة وافكار جديدة، وبأن نكون مستعدين للقفز الى الأمام. إنّ اتحاداً بين سوريا والعراق قد يكون المخرج الوحيد للبلدين من أزماتهما واستعصائهما.
العراق اليوم بدأ يأخذ أنفاسه للمرة الأولى منذ ثلاثين عاماً. على الرغم من التفجيرات التي لا تنتهي، يشعر العراقيون بحالة مقبولة من الاستقرار الأمني، عائدات النفط الكبيرة تؤمّن رواتب معقولة للموظفين وحركة تجارية ناشطة، فيما البلد بدأ يبني، ببطء، بناه التحتية والأساسية. مشاريع الكهرباء الكبرى في العراق ستبدأ بالدخول على الشبكة عام 2013، وبحلول عام 2015، سيكون البلد مكتفياً ذاتياً في انتاج الطاقة. اذا صحّت التقارير النفطية عن العراق، وآخرها تقرير مفصّل لمنظّمة الطاقة الدولية يقول إن انتاج العراق من النفط سيرتفع الى ما بين 6 و8 ملايين برميل يومياً عام 2020، فالعراق قادر – مالياً – على تبنّي بلدين بحجم سوريا.
مشكلة العراق اليوم ليست مالية، بل هي سياسية وتنموية وهي مسائل قد يعالجها اتّحاد مع سوريا. العراق يعاني – وسيعاني أكثر – لأنه صار بلداً غير منتج، عماد اقتصاده تحويل عائدات النفط الى استهلاك (عبر وظائف الدولة ومشاريعها وغير ذلك). وصلت ميزانية الدولة العراقية الى ما يفوق الثمانين مليار دولار، لكنّ ثلثيها يذهب رواتب للموظفين (تصرف على الاستهلاك والاستيراد) بينما لا ينتج البلد وقواه العاملة قيمةً مضافة بالمعنى الاقتصادي الحقيقي. نوري المالكي يكرّر نفس الرهان الذي لعبه الشاه قبله وصدام (والاثنان فشلا): المراهنة على زيادة سريعة في انتاج النفط ومداخيله تحلّ كل مشاكل الدولة، وتسمح للنظام بتمويل كل القطاعات في آن واحد، من غير الاضطرار الى أخذ خيارات صعبة والعمل بجدّ لانشاء بنية مؤسسية وبيئة تنافسيّة. اذا استمرّ العراق على نموذجه الاستهلاكي الحالي، فهو سينتج نسخة جديدة من السعودية، ولن يغيّر مستوى انتاج النفط العراقي شيئاً في الأمر حينها، لأن استهلاكاً غير محسوب لا يوازيه انتاجٌ وصناعة كفيلٌ بحرق كلّ العائدات النفطية مهما عظمت.
أمّا سوريا، فهي تملك برجوازية صناعية وقاعدة انتاجية وقدرات بشرية وخبرات، وهو ما يحتاج إليه العراق. اذا اتّحد البلدان (بغض النظر عن شكل الوحدة)، فسيصبح لديك بلدٌ من خمسين مليون نسمة، بلدٌ حقيقي، وسوق داخلية كبيرة يمكن لها أن ترفد خططاً صناعية ونموذجاً تنمويا. بلدٌ له موارد ولا يمكن شراء نخبه واعلامه ومثقفيه. اتّحاد كهذا هو خير علاج لخطر الطائفية، اذ انّه سيضمّ اغلب المشرقيين في اطار لا اغلبية مذهبية فيه ولا اقلية خائفة، وفيه تنوّع وتعدّد بشريّ لا يسمحان بنشوء الأقطاب الطائفية الانعزالية، ولا بالتقوقع المذهبي. اذا انفتح العراق على المتوسّط، وانفتحت بغداد على دمشق، يتغيّر كل شيء في المشرق، وتعود المنطقة معبراً للتجارة وللنقل وللاختلاط البشري. اتحاد كهذا سيكون قادراً على الوقوف في وجه تركيا (وايران)، ولن يكون تابعاً أو ميداناً لأطراف خارجية.
قد يرى البعض ان هذا الكلام ضربٌ من الخيال، الا أنّ هذه اللحظة التاريخية بالذات، والعراق يبدأ بالاعمار وسوريا مدمرة وبحاجة إلى البناء، هي الأكثر ملاءمة، وهي فرصة لن تتكرّر. خطوة من هذا النوع ستنقذ العراق وسوريا معاً. هناك اسباب كثيرة تقف في وجه مشروع كهذا، يكفي تأثيره على ميزان الصراع مع اسرائيل، وعلى الوضع في فلسطين، حتّى تعمل اميركا (وحلفاؤها) ضدّه بكل ما أوتوا من عزم، لكن هنا، بالضبط، نستطيع أن نفهم مركزية مسألة الاستقلال والخيار الوطني، وأهمية أن تأخذ خياراً بصنع مصيرك بيدك ولو وقف ضدّك نصف العالم. المسألة هي في أن لا تنتظر موافقة القوى العظمى، أو اتفاقا بين روسيا واميركا، حتى تخطّ مستقبلك وتصنعه. هذا هو جوهر المسألة الوطنية التي فهمها عبد الناصر وشريعتي، وحتى أتاتورك. المشرق العربي يتخلخل اليوم، والبقاء هو لمن يتمكّن من فرض نفسه، ومن يحسن التمييز بين العدوّ والصديق، ومن يؤمن بقدرته على صناعة التاريخ.


توقيع : nad-ali



من مواضيع : nad-ali 0 تصاميم لشهر محرم الحرام
0 تصميم شهادة الامام الباقر عليه السلام
0 تصميم لمولد الامام الرضا عليه السلام
0 تصميم لذكرى استشهاد الامام جعفر الصادق عليه السلام
0 تصاميم لشهادة امير المؤمنين علي ع

الصورة الرمزية kumait
kumait
عضو برونزي
رقم العضوية : 65773
الإنتساب : May 2011
المشاركات : 452
بمعدل : 0.10 يوميا

kumait غير متصل

 عرض البوم صور kumait

  مشاركة رقم : 28  
كاتب الموضوع : nad-ali المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي الأوربي: مستمر بالضغط على الاسد لبدء مرحلة انتقالية
قديم بتاريخ : 28-12-2012 الساعة : 10:41 PM


الأوربي: مستمر بالضغط على الاسد لبدء مرحلة انتقالية
ــ وواشنطن تدعم المعارضة سياسيا ، وطهران تحذر

اكد مصدر مطلع في المجلس الوزاري الأوروبي في تصريح لوكالة "آكي" الإيطالية للأنباء أن التكتل الموحد سيستمر في مواصلة الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد حيال البدء في المرحلة الانتقالية. واشار المصدر الى ان "المجلس سيستمر في ممارسة هذا الضغط، طالما استمر الأسد في تجاهل النداءات الدولية الداعية إلى البدء بالمرحلة الإنتقالية في سوريا"، وأوضح أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في التكتل الموحد سيناقشون تطورات الأزمة السورية خلال إجتماعاتهم القادمة نهاية الشهر الجاري. وأعتبر أن الوزراء سيبحثون الخطوات اللاحقة اللازمة من أجل "دفع" السلطات السورية للتحرك نحو الحل السياسي وخلق أجواء تسمح بتشكيل حكومة إنتقالية، دون أن يعطي أي تفاصيل عما سيتم إتخاذه من إجراءات"، مشيرا الى وجود إتصالات "مستمرة" بين الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، والعديد من المسؤولين الدوليين والإقليميين، موضحاً أن آشتون تحدثت الأسبوع الماضي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.

عبد العظيم: اذا حصل توافق اميركي-روسي سيكون واجبا تشكيل حكومة انتقالية

اعلن المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية المعارضة في سوريا حسن عبد العظيم في حديث تلفزيوني ان المبعوث العربي والدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي "يتابع جهوده مع الولايات المتحدة وروسيا للوصول الى توافق مشترك حول الوضع السوري". ولفت الى انه "بحال حصل توافق دولي بين الولايات المتحدة وروسيا سيحسم الامر، ووجوب تشكيل حكومة انتقالية سيكون ملزما للنظام والمعارضة"، مشيرا الى "وجود خلاف بين المعارضة الداخلية والخارجية حول القبول بحكومة انتقالية".

كراولي:أميركا لاتزال تعمل على مساعدة المعارضة بسوريا على التقدم سياسيا
رأى مساعد وزير الخارجية الأميركية السابق فيليب كراولي، أن "التحدي الرئيسي أمام المجتمع الدولي يكمن في إيجاد الطريقة الملائمة للانتقال السياسي في سوريا"، لافتا إلى أن "أميركا عملت ولا تزال تعمل على مساعدة المعارضة على إحراز التقدم سياسيا ولم شملها بشكل يمكنها من تسلم الحكومة الانتقالية في حال رحيل الرئيس السوري بشار الأسد والمشكلة في سوريا ليست مشكلة سلاح".

ولفت في حديث إذاعي إلى أن "السياسة الأميركية كانت تقوم على عدم إمداد المعارضة بالسلاح ولا أظن أن هذه السياسة ستتغير"، معتبرا أن "الوضع في سوريا سيكون من بين القضايا الحرجة التي ستواجه إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في ولايته الثانية ومن الواضح أن وزير الخارجية الجديد جون كيري سيكون مشغولا جدا في العمل مع مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي لإزاحة الأسد عن السلطة". ورأى أن "تعيين كيري لا يعني أن هناك مقاربة جديدة للملف السوري والتطورات الميدانية هي التي ستقرر"، مشيرا إلى أن "المعارضة تواصل انتصاراتها وسيطرتها على المزيد من المواقع وهذا يشكل توترا أكبر على السلطة في سوريا"، لافتا إلى أن "روسيا لا تبدو متعاونة حتى الآن، لكن الموقف الروسي بدأ بالتحول، وهناك احتمال أن تلعب روسيا دورا بناء وتفاوض على رحيل الاسد".

صالحي: طهران لن تسمح بفرض قرارات وحلول أجنبية على دمشق

أعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن بلاده "لن تسمح بفرض قرارات وحلول أجنبية على دمشق"، لافتا الى ان "مبادرة طهران لحل الأزمة السورية هي الحل الوحيد والأكثر شمولا لإنهاء الوضع المأساوي في سوريا". وأكد في حديث له على هامش اجتماع للحكومة الإيرانية حسب وكالة انباء "فارس" الايرانية ان "الحوار السوري الداخلي هو الحل الوحيد للصراع الدامي الذي تشهده البلاد"، مشيرا إلى أنه "سيبحث مع السفراء الأجانب لدى طهران تبادل وجهات النظر بشأن المبادرة الإيرانية لحل الأزمة السورية".

الخارجية الروسية: لا توجد أية خطة روسية أمريكية
لتسوية الوضع في سورية .... وفرص الحل باتت تقل!!

أعلن ألكسندر لوكاشيفيتش المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية أنه لا توجد أية خطة روسية أمريكية لتسوية الوضع في سورية، مضيفا أن موسكو تعتمد فقط على اتفاقات جنيف. وقال لوكاشيفيتش في مؤتمر صحفي يوم الخميس 27 ديسمبر/ كانون الأول: "لا توجد مثل هذه الخطة ولا يجري بحثها"، مشيرا إلى أن الجانب الروسي يناقش مع الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي والعربي إلى سورية وكذلك مع واشنطن "خطة عمل عامة تم اعتمادها في جنيف في 30 يونيو/حزيران الماضي".

وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية إن موسكو تعتبر بيان جنيف أساسا لا بديل له لتسوية الوضع في سورية. وأضاف أن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيجري يوم السبت 29 ديسمبر/كانون الأول مباحثات مع الأخضر الإبراهيمي لمناقشة كافة المسائل المتعلقة بالتسوية السياسية الدبلوماسية في سورية وكذلك جهود الإبراهيمي الأخيرة الرامية إلى وقف العنف وإطلاق حوار وطني شامل بين الحكومة والمعارضة على أساس اتفاقات جنيف. وقال لوكاشيفيتش إن زيارة فيصل المقداد النائب الأول لوزير الخارجية السوري إلى موسكو تأتي في إطار جهود روسيا الدبلوماسية الرامية إلى تطوير الحوار مع الحكومة والقوى المعارضة من أجل وقف إراقة الدماء في سورية. وأضاف: "هناك الآن حاجة إلى إجراءات نشطة وحاسمة لوضع حد لإراقة الدماء"، مشيرا إلى أن موسكو، بطبيعة الحال، كثيرا ما تجري اتصالات مع الحكومة السورية بهذا الشأن.

لافروف: فرص الحل السلمي للأزمة السورية تقل باستمرار لكنها لا تزال موجودة

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن فرص حل الأزمة السورية على أساس بيان جنيف لمجموعة العمل حول سورية لا تزال موجودة، لكنها تقل باستمرار. وقال في حديث لوكالة الأنباء "إنترفاكس" الروسية نشر يوم 27 ديسمبر/ كانون الأول: "مع أخذ كل ما يحدث في سورية في عين الاعتبار، فإن فرص تحقيق الحل الذي يتحدث عنه بيان جنيف لمجموعة العمل حول سورية الذي جرى تبنيه يوم 30 يونيو/حزيران، تقل، لكنها لا تزال موجودة، وينبغي تعزيزها". وواصل: "إن البديل للحل السلمي هو الفوضى الدموية. إن استمرارها وتوسيع نطاقها سينعكس سلبيا على الجميع".

وتابع: "إن الاتصالات الثلاثية الأخيرة في جنيف التي شارك فيها كل من روسيا والولايات المتحدة والمبعوث العربي الأممي الأخضر الإبراهيمي أكدت أن إمكانيات إيجاد النقاط المشتركة فيما يخص تنفيذ اتفاقيات جنيف لا تزال موجودة، شرط أننا لا نحاول تغيير هذه الاتفاقيات". ووأردف قائلا: "نحن عازمون على المضي في هذا الطريق. إن الكرة الآن في ملعب شركائنا الذين يؤيدون الحل السياسي شفهيا، وفي الواقع يحرضون على مواصلة الحرب حتى إسقاط بشار الأسد".

وحذر من أن "اللعبة المزدوجة خطيرة للغاية في الظروف الراهنة في سورية، ولن تؤدي إلا إلى مواصلة عسكرة هذا النزاع وتصعيده وزيادة التشدد والخطر الإرهابي والعنف الطائفي". وشدد الوزير على أن حل الأزمة السورية على أساس اتفاقيات جنيف يتطلب "تنسيق جهود جميع الأطراف الخارجية، التي ينبغي عليها أن تتحدث بصوت واحد وتعمل من أجل إجلاس الحكومة السورية والمعارضة إلى طاولة التفاوض". ودعا الوزير الروسي إلى وقف المواجهة العسكرية والعمل من أجل الإطلاق الفوري للحوار الداخلي في سورية بهدف تحديد معايير الإصلاح السياسي كي يستجيب لمصالح جميع السوريين

لوكاشيفيتش: ما نشر حول استخدام الأسلحة الكميائية في سورية أمر استفزازي

وفيما يتعلق بالأنباء حول استخدام الأسلحة الكميائية في سورية قال لوكاشيفيتش إن نشر هذه المعلومات تحريض على التدخل الخارجي في الأزمة السورية. وأكد في المؤتمر الصحفي يوم الخميس أن هدف هذا التحريض يتمثل في إثارة الفوضى بين السوريين والأجانب المقيمين في سورية. وأضاف أن "استخدام أسلحة الدمار الشامل من أي نوع غير مقبول ويرفضه المجتمع الدولي بشكل قاطع. لقد تلقينا التأكيدات بهذا الشأن من الحكومة السورية، كما تلقاها زملاؤنا في الغرب والأمم المتحدة". وقال لوكاشيفيتش إن موسكو تأمل في أن كافة القوى المعارضة هي الأخرى ستتمسك بمثل هذه الالتزامات.
وأكد من جديد أن روسيا ترفض الحل العسكري للأزمة السورية وتدعو إلى إطلاق الحوار والمفاوضات.

لوكاشيفيتش: المطالبة برحيل بشار الأسد خرق لاتفاقات جنيف

أعلن لوكاشيفيتش أن المطالبة برحيل بشار الأسد تعتبر خرقا لاتفاقات جنيف وقال:" لا يوجد هذا الشرط في بيان جنيف المتفق عليه، وهناك شروط أخرى تعد هامة لإطلاق الحوار السوري العام، بينها التوصل إلى اتفاق بين السوريين أنفسهم، أي السلطة والمعارضة على استحداث هيئة انتقالية تتولى المسؤولية عن الإعداد لانتخابات جديدة والعمل على وضع الدستور والتنسيق حول مواصفات التغييرات والإصلاحات". وأعاد لوكاشيفيتش إلى الأذهان أنه ليس هناك أية شروط مسبقة تقضي برحيل أو عدم رحيل الأسد. ولذلك فإن طرح مطلب تنحي الرئيس المنتخب شرعيا كشرط لإطلاق أي حوار وتسوية يعتبر خرقا لاتفاقات جنيف كلها.

كما نقل لوكاشيفيتش عن سيرغي لافروف قوله:" إذا كانت هناك مهمة الحصول على رأس الرئيس فيعد ذلك استمرارا لإراقة الدم ، وسيتحمل من يقصد ذلك إنطلاقا من أهدافه الجيوسياسية أحيانا مسؤولية كبيرة". وقال لوكاشيفيتش أن السوريين يحق لهم تقريرحق الأسد بالترشح لتولي منصب رئيس الدولة. وأضاف قائلا:" لسنا محامين للنظام ، لكننا نريد أن يقرر السوريون أنفسهم مستقبل دولتهم. وبحسب قوله فإن تلك المسألة تعود إلى السوريين وليس إلى الروس".

موسكو لا ترفض الحوار مع الائتلاف الوطني السوري المعارض

أعلن ألكسندر لوكاشيفيتش أن موسكو لا تستبعد إجراء اتصالات بالائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة. وقال مجيبا على سؤال عما إذا كانت روسيا تنوي إجراء اتصالات بممثلين عن الائتلاف: "لا نرفض هذا الحوار، علما أننا نجريه بنشاط مع كل فصائل المعارضة التي يهمها استيضاح الموقف الروسي". ومضى قائلا:" لذلك فإننا لا نستثني بالطبع إجراء مثل هذه الاتصالات. أما موعدها ومستواها فإن هذا الأمر خارج ما نتحدث عنه الآن". يذكر أن الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة تم تأسيسه في مؤتمر المعارضة السورية الذي عقد في قطر. واعترف لحد الآن ما يزيد عن 100 دولة، بما فيها الولايات المتحدة بهذا الائتلاف باعتباره هيئة شرعية تمثل الشعب السوري.

الخارجية الروسية: لدينا خطط لإجلاء الرعايا الروس من سورية.. ونحن مستعدون لجميع السيناريوهات

أكد لوكاشيفيتش أن روسيا أعدت خططا لإجلاء رعاياها من سورية إذا اقتضت الضرورة ذلك. ورفض الدبلوماسي الكشف عن مزيد من التفاصيل، مشيرا الى أن هذه المسألة "حساسة جدا لاسباب مفهومة". وقال لوكاشيفيتش: "طبعا، لدينا خطط، والوضع يزداد تعقيدا، ويجب أن نكون مستعدين لأية سيناريوهات". وأضاف أن أمن المواطنين الروس هو الأولوية المطلقة بالنسبة للدولة الروسية. ونفى الدبلوماسي الأنباء التي تحدثت عن احتمال إجلاء المواطنين الروس من سورية على متن سفينتي إنزال روسيتين أرسلتهما موسكو الى سواحل سورية مؤخرا. وقال لوكاشيفيتش: "لن أعلق، طبعا، على موضوع السفن والخ"، واصفا هذه الأنباء بالاختراعات الصحفية.

الإبراهيمي للأسد والمعارضة: ( أتفقوا على حكومة أنتقالية كاملة) وإلا سوف يكون الحل القادم من ( مجلس الأمن)

دعا الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي في مؤتمر صحافي في دمشق الخميس الى تغيير "حقيقي" في سوريا وتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة الى حين اجراء انتخابات جديدة. وقال الابراهيمي الذي يزور دمشق بحثا عن حل للازمة السورية ان "التغيير المطلوب ليس ترميميا ولا تجميليا. الشعب السوري يحتاج ويريد ويتطلع الى تغيير حقيقي، وهذا معناه مفهوم للجميع". ودعا الموفد الدولي خلال المؤتمر الصحافي في مقر اقامته في فندق شيراتون، الى تشكيل حكومة "كاملة الصلاحيات"، موضحا ان "كاملة الصلاحية هي عبارة مفهومة تعني ان كل صلاحيات الدولة يجب ان تكون موجودة في هذه الحكومة". واشار الى ان هذه الحكومة يجب ان "تتولى السلطة اثناء المرحلة الانتقالية" التي يجب ان تنتهي بانتخابات. واوضح ان الانتخابات "اما ان تكون رئاسية ان اتفق ان النظام سيبقى رئاسيا كما هو الحال، او انتخابا برلمانيا ان تم الاتفاق ان النظام في سوريا يتغير الى نظام برلماني". واكد اهمية الا تسبب المرحلة الانتقالية "بانهيار الدولة ومؤسسات الدولة".

ومن المقرر ان تنتهي الولاية الحالية للرئيس بشار الاسد في 2014، بينما تستمر ولاية مجلس الشعب الذي اجريت انتخاباته في ايار/مايو الماضي، في 2016. لكن الابراهيمي قال انه لم يقدم مشروعا متكاملا "في الوقت الحالي"، مؤكدا انه يفضل ان يقدم مشروعا كهذا في وقت "تكون الاطراف وافقت عليه كي يكون تنفيذه سهلا". وتابع موفد الامم المتحدة والجامعة العربية انه في حال عدم التمكن من ذلك "قد يكون الحل الآخر هو الذهاب الى مجلس الامن واستصدار قرار ملزم للجميع.

وفشل مجلس الامن في استصدار اي قرار متعلق بالازمة السورية منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة باسقاط الرئيس الاسد منتصف آذار/مارس 2011 نظرا لاستخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) للحؤول دون اي قرار يدين حليفهما النظام السوري. ونفى الابراهيمي، كما وزارة الخارجية الروسية، ان يكون حمل مقترحا اميركيا روسيا للحل، وذلك بعد ترجيحات صحافية باتفاق مماثل اثر اجتماع الابراهيمي ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيرته الاميركية هيلاري كلينتون في دبلن. واضاف "قال البعض في سوريا وخارج سوريا انني اتيت لتسويق مشروع اميركي روسي. يا ريت هناك مشروعا اميركيا روسيا".

واوضح ان الاجتماع الذي عقد في السادس من كانون الاول/ديسبمر في دبلن كان بمبادرة منه "لان هاتين الدولتين لهما من التأثير ومن المسؤولية العالمية ما يؤهلهما ان يساعدا في البحث عن الحلول" في سوريا. وتحدث عن اجتماعه ايضا في وقت سابق من هذا الشهر مع نائبي لافروف وكلينتون، ميخائيل بوغدانوف ووليام بيرنز، وان ثمة اجتماعات مقبلة مع الطرفين. وتابع "انا لم آت هنا للتسوية. قدمت (الى) هنا للمرة الثالثة عما يمكن ان يعمل من اجل الخروج من هذه الازمة التي تتخبط فيها سوريا"، والتي حصدت اكثر من 45 الف قتيل. واعتبر ان الحل "يتم عن طريق تقارب في وجهات النظر بين السوريين"، وان كانوا غير قادرين على ذلك بمفردهم "يجب على المجتمع الدولي وعلى جيرانهم مساعدتهم على الخير وليس على الشر". وذكر بان مؤتمر جنيف الذي عقد في حزيران/يونيو الماضي "فيه ما يكفي من العناصر لوضع مخطط يمكن ان ينهي هذه الازمة خلال الاشهر القليلة المقبلة"، متحدثا عن امكان ادخال "بعض التعديلات" على عدد من بنوده. وكانت مجموعة العمل حول سوريا "الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي وتركيا ودول تمثل الجامعة العربية" اتفقت في 30 حزيران/يونيو على مبادىء انتقال سياسي في سوريا لا تتضمن اي دعوة لتنحي الرئيس الاسد.

وتزامن المؤتمر الصحافي للابراهيمي مع بدء زيارة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الى موسكو التي تستقبل الموفد الدولي السبت. واعتبر الابراهيمي ان الدبلوماسي السوري "ذهب الى موسكو وقيل انه ذهب ليشرح كلامي. لا، كلامي انا سأشرحه، هو ذهب ليشرح كلامه". وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، أعلن في وقت سابق أنه لا توجد أية خطة روسية - أميركية لتسوية الوضع في سوريا، مضيفا أن موسكو تعتمد فقط على اتفاقات جنيف. وتداولت وسائل إعلام عربية وغربية ما قالت إنه خطة تحظى بتأييد روسي أميركي لتسوية الأزمة في سوريا تقوم على تشكيل حكومة يوافق عليها كافة الأطراف في سوريا على أن يبقى الرئيس بشار الأسد في منصبه حتى 2014 وأن يكون له صلاحيات محدودة، من دون أن يترشح مجدداً للانتخابات.

محاضر إسرائيلي: (الربيع العربي) حقق أهدافًا عجزنا عنها لعقود من أهمها تدمير سوريا
موشيه العاد، المحاضر الإسرائيلي الشهير في الكلية الأكاديمية للجليل الغربي،

قال موشيه العاد، المحاضر الإسرائيلي الشهير في الكلية الأكاديمية للجليل الغربي، إن ما أسماه بـ"فاتورة" الربيع العربي حققت إنجازات استراتيجية لإسرائيل عجزت عن تحقيقها على مدار عقود. وقال العاد إن هذه الانجازات تمثلت في تحقيق أهم هدف سعت إليه إسرائيل وهو تدمير سوريا التي تعد القوة العربية الأولى المعادية لها. وقال العاد نصا: "سوريا التي كانت دومًا عدو شرس لنا منذ عقود تنزف وتتفكك وتفقد قوتها العسكرية، وكل ذلك دون أن تضطر إسرائيل إلى إطلاق رصاصة واحدة عليها". وأضاف: "صحيح أننا لا نعلم ما هو النظام الذي سيحل محل نظام بشار الأسد الذي فقد شرعيته، لكن حتى لو كان النظام الجديد معاديًا لنا، فإن التهديد الاستراتيجي السوري المباشر ضدنا سيزول ولفترة طويلة، خصوصًا أن أي نظام سوري جديد يواجهة تحديات داخلية صعبة تمنعه من التفرغ لمعاداة إسرائيل".

المنظمات الاخطر على اسرائيل

وقال العاد إن إنجازات الربيع العربي لإسرائيل امتدت لتشمل كلا من حزب الله وحماس التي وصفهما بالمنظمتين الأكثر خطرًا على إسرائيل، واللتان تعرضتا لضربات قاسية منذ الربيع العربي. وقال: "حزب الله وزعيمه حسن نصر الله اللذان كانا بطلين في نظر العالم العربي، أصبحا اليوم يمثلان مصيبة بالنسبة إلى الشرق الأوسط برمته والقوى الثورية به، بسبب تأييد الحزب ودعمه للرئيس بشار الأسد ضد الثورة".

تأثير الربيع العربي على حركة حماس

وانتقل بعد ذلك للحديث عن حماس قائلا: "حركة حماس اضطرت إلى مغادرة دمشق التي شكلت معقلها السياسي واللوجيتس خلال العقدين الأخيرين، وهي ضربة قوية للحركة خاصة مع تفرق قادتها بين العواصم العربية وعدم تجمعهم في عاصمة عربية تحتضنهم كلهم مثلما كانت تفعل سوريا."

وانتقل العاد للحديث عن الوضع في مصر قائلا: نظام الرئيس محمد مرسي هو الأنسب من بين الأنظمة العربية حتى الآن بالنسبة إلى إسرائيل، حيث أنه يحترم اتفاقية السلام مع إسرائيل، إضافة إلى أنه يضغط على حماس ويتصدى لعمليات تهريبها للسلاح، وهو أمر يصب في الصالح الاستراتيجي الإسرائيلي تمامًا، خصوصًا أن إسرائيل طالما عانت من عمليات تهريب السلاح إلى حماس وبقية المنظمات الفلسطينية بقطاع غزة


توقيع : kumait


يحتاج الإنسان إلى سنتين ليتعلم الكلام وخمسين ليتعلم الصمت
إرنست همنغواي
من مواضيع : kumait 0 تأملات في فتوى جهاد النكاح
0 وجه واحد!
0 هل الهاتف المحمول كان موجودا عام 1938؟
0 الاعلام العربي و أشكالية الضمير..
0 الأرض تستعد لمواجهة «عاصفة شمسية مدمرة»

الصورة الرمزية kumait
kumait
عضو برونزي
رقم العضوية : 65773
الإنتساب : May 2011
المشاركات : 452
بمعدل : 0.10 يوميا

kumait غير متصل

 عرض البوم صور kumait

  مشاركة رقم : 29  
كاتب الموضوع : nad-ali المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي عـن «فـتـنـة الشـام» في سـياسـة «الـولـي الفـقـيـه»
قديم بتاريخ : 29-12-2012 الساعة : 03:13 PM



عـن «فـتـنـة الشـام» في سـياسـة «الـولـي الفـقـيـه»
علي شهاب

يمتلك صاحب القرار الأول في طهران رؤية واضحة وحاسمة إزاء موقع سوريا الجيو - استراتيجي ومعالم وضعها على المديين المتوسط والبعيد. ولطالما فوجئ أنصار المرشد الأعلى السيد علي خامنئي بقدرته على الاستشراف السياسي من خلال تحليلاته ومواقفه إبّان أحداث كثيرة وقعت في العقدين الأخيرين: مسار عملية السلام قبل اغتيال إسحاق رابين، تحرير جنوب لبنان في العام 2000، غزو العراق ومن ثم الانسحاب منه، حرب تموز في العام 2006، الأحداث الداخلية التي تلت الانتخابات الرئاسية الإيرانية الماضية... واليوم أيضاً، يضع المرشد حنكته السياسية على طاولة الرهان حول الملف السوري.

تتناقل كوادر إيرانية من الجيلين الأول والثاني للثورة رواية عن أن الأسابيع الأولى لـ«ربيع» سوريا المزعوم، حملت معها تقديرات سوداوية في طهران. وواجه العديد من صُنّاع القرار المرشد بتحليلات واستنتاجات تشير إلى عدم قدرة النظام السوري على الصمود لأكثر من أشهر قليلة، لكن الأخير رفض الركون إلى هذه النتيجة.

اللافت أن الموروثات الدينية والثقافية التي واكبت «فتنة الشام» منذ بدايتها وضعت الأحداث في سياق القضاء المُبرم، بالاستناد إلى جُملة أخبار وروايات مذكورة في العديد من كتب المذهبين الشيعي والسني، من دون أن تعير أي اهتمام لدور العقل والتدبر. وحده المرشد سار بعكس التيار. والحق يُقال إن لقراره خوض معركة سوريا حتى النهاية كل الفضل في التوصل إلى حالة المراوحة الإستراتيجية التي تعيشها المنطقة؛ ذلك أن أي خيار آخر كان سيعني انتقال الجبهة إلى مشارف طهران وداخل أزقة الضاحية الجنوبية لبيروت.

وحتى لا يكون الدفاع عن سوريا ذريعة لدى الخصوم للتحذير من «هلال شيعي»، رسم المرشد معالم الصراع ضمن دائرة أكبر، فصارت روسيا والصين معنيتين مباشرة ببقاء النظام السوري. ولمن يظن أن الموقف الصيني والروسي نابع حصراً من أسباب ذاتية متأثرة بتراجع الدور الأميركي، أحيله إلى تقديرات ورؤى مراكز الأبحاث في هاتين الدولتين؛ فالسياسة الصينية لم تكن لتأخذ حجمها الحالي قبل العام 2020 لاعتبارات موضوعية متعلقة بالنمو الاقتصادي وأبعاد لها علاقة بالداخل الصيني. أما روسيا فكانت تسير رويداً رويداً نحو إعادة الاعتبار لدور الاتحاد السوفياتي ضمن جملة خطوات على أكثر من صعيد، قبل أن يباغتها «الربيع العربي» ويدفعها للتصدي.

لم يكن قرار المرشد حيال دعم سوريا مبنياً على عواطف أو مصالح فئوية ضيقة، علماً أن الباحث في القواسم المشتركة بين الطائفتين الشيعية والعلوية لن يجد الكثير في المضمون بما ينفي تماماً ادعاء البعض بأن سبب الحلف مذهبي.

انطلق خامنئي من مصلحة سياسية إستراتيجية: استهداف سوريا هو استهداف مباشر لإيران لما تمثّل دمشق من عمق سياسي وأمني وعسكري.

لا يناقش أحد في أن كسر حلقة الحلف الممتد من طهران إلى دمشق فبيروت هو أولى الأولويات منذ غزو العراق في العام 2003. تنتقل الدائرة مرة بعد مرة ما بين أطراف هذا المثلث، فتارة تكون في إيران عبر معارضة خضراء، وتارة في لبنان عبر حرب ناعمة متقدمة جداً على الصعيدين الأمني والإعلامي، وتارة في سوريا عبر ربيع دموي.

والجدير ذكره أن رؤية المرشد إزاء ما يجري في سوريا لا تعني أبدا القبول بالأخطاء التي ارتكبها النظام منذ عقود من الزمن، لكن العقلانية تستلزم معالجة ملفات دولة بحجم وموقع سوريا بتأنٍ وهدوء وبأسلوب مغاير لما يعهده العرب عموماً في أنظمة الحكم. في أروقة القرار في طهران، هناك تنظير ورؤية واقعية لمستقبل سوريا امنياً وسياسياً واقتصادياً.

تتقاطع جميع الشهادات في عالِم الدين غير التقليدي على كونه موسوعة معلوماتية قادرة على مواكبة تفاصيل غير متجانسة في اهتمامات شتّى: هو خبير عسكري واستراتيجي من الطراز الرفيع، رجل سياسي عالِم بموازين القوى الدولية، وقادر في آن على إمساك خيوط اللعبة الداخلية بكل تعقيداتها (ما جرى عقب الانتخابات الرئاسية الإيرانية يشهد على حنكته)، متذوق للشعر (وله العديد من القصائد العرفانية العالية المضامين)، يُجيد العزف على آلة موسيقية تراثية فارسية (على الرغم من عدم استساغة رجال الدين التقليديين تداول هذا الأمر، غير أن فتاويه في الموسيقى تؤكد انفتاحه الكبير في هذا المجال)، ناقد للسينما والفنون عموماً، ناهيك عن المواصفات الإدارية والقيادية التي يفرضها عليه واقع تصديه لولاية الفقيه، إذ إن الدستور الإيراني يشترط على أن «ولاية الأمر وإمامة الأمة في الجمهورية الإسلامية في زمن غيبة الإمام المهدي، الإمام الثاني عشر عند الشيعة الإمامية، تكون بيد الفقيه العادل التقي العالم بأمور زمانه، الشجاع والكفؤ في الإدارة والتدبير».

الدمج بين الأصالة والحداثة

لن يمر وقت طويل قبل أن تثبت صحة أو خطأ نظرية المرشد الجديدة ازاء «الربيع العربي » (واعتباره لها «صحوة إسلامية»)، وكذلك في ما يخص الأحداث في سوريا (وقوله إن دمشق ستتخطى أزمتها)، ولكن حتى ذلك الحين، يُسَجّل للمرشد انه الوحيد الذي يضع بشكل عملي أسس نظرية المواجهة التي تجمع ما بين الحداثة والأصالة.

لم ييأس خصوم طهران بعد:

أعرب وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، في مقابلة إعلامية قبل سنة تقريباً، عن اعتقاده بأن يمتد «الربيع العربي» إلى إيران مجدداً، مشيراً إلى أنها «مسألة وقت قبل أن تحدث الثورة في إيران أيضاً».

موقف منطقي ومتوقع، لكنه قد يكون متأخراً بعض الشيء؛ ذلك أن المعطيات الواردة من طهران تشير إلى تقدم كبير في «مأسسة» آليات مواجهة «الحرب الناعمة» بناءً على رؤية المرشد، الذي يكاد يكون وحيدا، مع شخص الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، اللذين يميّزان ما بين «الحرب الناعمة» وتلك الثقافية أو الإعلامية أو النفسية وغيرها من حروب تقليدية، باعتبار أن مجال «الحرب الناعمة» أوسع وأعم وأشمل وأخطر وأشد تأثيراً وأسرع انتشاراً.

يولي السيد خامنئي شريحة «التعبئة» (الشباب) أهمية خاصة في خطاباته في العقد الأخير. وهو يتوجه إلى هذه الفئة، باعتبارها القوة المحركة في أي مجتمع، بالدعوة إلى الاستفادة، في مجالات عملية حساسة، إضافة إلى الاستفادة من خبرات «المحاربين القدامى»، متخطياً بذلك إحدى أبرز الإشكاليات التي تواجه أي ثورة مع مرور الزمن. (لناحية الصراع المنطقي الذي ينشأ بين الأجيال نتيجة اختلاف عوامل الواقع). المتابع لحضور ونوعية جمهور «القائد» في إيران يلحظ بوضوح ارتفاعاً لافتاً في أوساط الشباب الذين يشكون عادة أنماط الجيل السابق في القيادة.

وفي الرابع من شهر آذار الماضي، توجه خامنئي إلى كوادر وزارة الأمن الإيرانية، في معرض كلمة له حول «الحرب الناعمة» (يكاد يكون الأمن المجال الأول من مجالات هذه الحرب)، فشدد على ضرورة «توطين الجهاز الأمني (توطين المعرفة) وعدم اقتباس نموذج من أي مجموعة أمنية أخرى في العالم»، مؤكداً على ضرورة «الالتزام بالحدود الشرعية والقانونية» باعتبار ذلك «هو التدين والتقوى والأمل بالمستقبل».

في الوقت نفسه، دعا المرشد إلى «الاستفادة من خبرات الكوادر (الأمنية) المتمرسة» على طريق إبداع نظريات وآليات وطنية في مواجهة «الحرب الناعمة».

تحاكي نصائح المرشد أجيالاً مختلفة، وتتيح للجميع المشاركة في صياغة مشاريع على تماس مع أحداث الداخل والخارج. الزائر لإيران بعد الربيع العربي يلحظ الطفرة في الجمعيات الشبابية العاملة ضمن ساحات جغرافية تتخطى إيران إلى شرق آسيا وشمال أفريقيا.

ولا يحصر المرشد قراءاته الفكرية في بُعد واحد، كونه معنيا، بحسب الدستور، بمواكبة المجالات شتى؛ فتراه يُنظّر للـ«جهاد» الاقتصادي، ويشارك الشعراء والأدباء ندواتهم بشكل دوري في مجلسه، ويستقبل كُتّاب السيناريو ليناقش في تفاصيل تقنية تثير الدهشة.(رعاية الدولة للسينما الإيرانية أحد أسباب انتشارها عالمياً).

الربيع العربي و«الصحوة الإسلامية»

أخيراً، نقل وفد تجمع العلماء المسلمين في لبنان بعد زيارته إلى طهران عن المرشد قوله، في معرض تعليقه على أحداث سوريا: «إننا على قناعة راسخة بأن هذه محنة ستزول وستتجاوزها شعوب المنطقة، ولا شك أن الطرف الذي سيخسر هو جبهة الكفر والاستكبار، ونعتقد أنه بالإمكان تجاوز هذه المشاكل بالصمود والاستقامة والإصرار».

لم يُخفِ المرشد، في اللقاء نفسه، خشيته على لبنان في مواجهة «الدولارات النفطية الكثيرة التي تصرف من أجل بث الفتنة»، محذراً من أن «الأعداء سيأخذون لبنان إلى الأسوأ حتى لا يتنفس، ويضيقون عليه بحيث يصعب الاستمرار والبقاء».

التدقيق في موقف السيد خامنئي من أحداث سوريا ولبنان يعكس رؤيته الإستراتيجية: تضع إيران كل ثقلها في دعم حليفها في دمشق. أما في لبنان فهي تعتمد على اللعبة السياسية الداخلية نظراً لخصوصية فسيفساء التركيبة المحلية.

باختصار، تنطلق الثقة الإيرانية من أحداث «بلاد الشام» من عوامل ثابتة:

- نظام عالمي جديد يتشكل حالياً، وسوريا معيار نجاحه أو فشله.
- أوراق قوة كثيرة لم تبادر إيران إلى لعبها حتى الساعة.
- قدرة الجيش السوري على الحسم ميدانياً.
- التعامل مع ملفات المنطقة (وفي طليعتها سوريا) من منظور إيراني ضمن سلة واحدة.

من هنا، الأداة الوحيدة (إذا ما استثنينا «حماقة» إسرائيلية ما بشن حرب مباغتة) الموجودة بيد محور «الاعتدال» هي بث الفتنة عبر لبنان، بعد فشل الرهان على تحقيق تغييرات جذرية في سوريا.

أما في ما يخص «الربيع العربي»، يُصر المرشد على إطلاق مصطلح «صحوة إسلامية» على الثورات في مصر وليبيا واليمن وتونس، بالرغم من الاختلاف بين ما يمثّل موقعه السياسي والديني على رأس النظام الإسلامي في إيران وما يحمله أصحاب المشروع المتقدم في الدول الوارد ذكرها أعلاه من فكر عقائدي ومشاريع سياسية (إن صحّ وجود مشروع سياسي حقيقي لدى هؤلاء).

نظرية المرشد حول الصحوة لم تحظَ بتحليل أو قراءة متريثة، خصوصاً ان مواكبة حراكه ومواقفه بموضوعية تشير إلى أنه، حتى الساعة، الزعيم الوحيد في الشرق الأوسط، سواء اختلفنا أم اتفقنا معه، الذي استطاع مواجهة أدوات «الحرب الناعمة »؛ مصطلحه الرديف للنظرية الأميركية «القوة الناعمة»، بفضل مجموعة إجراءات وتوجيهات أدار بها الأحداث التي تلت الانتخابات الرئاسية الأخيرة في إيران، ثم ما تلاها من أحداث محلية وإقليمية.

وقبل الخوض في الرؤية التي بنى عليها السيد خامنئي مواقفه (مع ما تحمل من دلالات بالنسبة لملفات المنطقة)، لا بد من تحديد معالم خطابه حول نظرية «الصحوة الإسلامية».

يمكن استخراج العناصر التالية من خطابه حول «الصحوة»:

ـ القصد بمصطلح الصحوة في فكر المرشد هو «حالة النهوض والوعي في الأمة الإسلامية، التي أدت إلى تحوّل كبير بين شعوب المنطقة، والى انتفاضات و ثورات» لم تكن في حسبان الغرب.

ـ التطورات الاجتماعية الكبرى، ومنها الثورات، تستند إلى خلفية تاريخية وحضارية وهي حصيلة تراكم معرفي وتجارب طويلة كان أبرزها «ميل غالبية أنظمة البلدان في منتصف الخمسينيات والستينيات إلى مدارس فكرية مادية، وتورطها بمقتضى طبيعتها، بعد أمد، في شراك القوى الاستكبارية و الاستعمارية الغربية»... ومن ثم لاحقاً، فشل هذه المدارس الفكرية، كما توحي التجارب على صُعُد مختلفة.

ـ الثورة الإسلامية في إيران كنموذج للحُكم يستحق الدراسة بغض النظر عن الموقف الأيديولوجي منها.

انطلاقا من هذه العناصر، أرسى خامنئي دعائم مواقف طهران مما جرى في مصر، غير أن البعض لم ير سوى النصف الفارغ من الكوب. صحيح أن الرئيس محمد مرسي أبدى، عن عمد، في كلمته في مؤتمر حركة عدم الانحياز، معارضته الشديدة للنظام السوري، لكن الصحيح أيضاً، انه من بين خمس نقاط جوهرية في خطابه، تقاطعت رؤيته في أربع نقاط مع الإيرانيين في ملفات أخرى في المنطقة.

مع الإشارة إلى أن الفرصة الذهبية التي قدمها له الإيرانيون باستعادة دور مصر من البوابة السورية، هي جزء من لعبة شد الحبال الدولية، وتلمس الصين وروسيا وإيران لأهمية موقع القاهرة في المشهد الإقليمي استراتيجياً. ومع أن المؤشرات الراهنة الصادرة عن «الإخوان المسلمين» لا توحي بأنهم اتخذوا قراراً بالتموضع في النظام العالمي الجديد، إلا أنهم بالتأكيد ليسوا قريبين كفاية أيضاً من محور «الاعتدال» الأميركي.

في الوقت الراهن، تشهد المنطقة حالة غليان استثنائية، ودفعاً مسعوراً باتجاه عنف لا تقدر حتى الولايات المتحدة وروسيا على إدارة مفاصله. وسط هذا المشهد، يقف خامنئي بحزم وثقة مؤكداً «انتصار جبهة الإيمان والمقاومة في مواجهة جبهة الاستكبار». فهل يصيب هذه المرة أيضاً في رؤيته، باعتبار معركة سوريا «آخر معارك أميركا في المنطقة»؟

حتى الساعة ربما يكون قد حجز موقع إيران في عملية «هندسة النظام العالمي الجديد»، وستجيب الأيام على تفصيل سوريا ضمن سياق حراك أوسع يواكب المزيد من التراجع في النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط.


توقيع : kumait


يحتاج الإنسان إلى سنتين ليتعلم الكلام وخمسين ليتعلم الصمت
إرنست همنغواي
من مواضيع : kumait 0 تأملات في فتوى جهاد النكاح
0 وجه واحد!
0 هل الهاتف المحمول كان موجودا عام 1938؟
0 الاعلام العربي و أشكالية الضمير..
0 الأرض تستعد لمواجهة «عاصفة شمسية مدمرة»

الصورة الرمزية kumait
kumait
عضو برونزي
رقم العضوية : 65773
الإنتساب : May 2011
المشاركات : 452
بمعدل : 0.10 يوميا

kumait غير متصل

 عرض البوم صور kumait

  مشاركة رقم : 30  
كاتب الموضوع : nad-ali المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي أميركا تخسر في سورية وأجندة جديدة بعد قمّة شباط
قديم بتاريخ : 30-12-2012 الساعة : 01:52 PM


أميركا تخسر في سورية وأجندة جديدة بعد قمّة شباط
هتاف دهام

مرّ العام 2012 ولم تسقط الدولة في سورية. نحو 22 شهراً مضت وكلّ الرهانات الخليجية والتركية والغربية على سقوط النظام وتنحّي الرئيس بشار الأسد فشلت، وذهبت في مهبّ الريح.

في العام 2012 طرحت مبادرات عدّة لحلّ الأزمة السورية، من المبادرة العربية، إلى مؤتمر جنيف، إلى المبادرة المصرية، الى المبادرة الإيرانية.. إلا أنّ أياً من هذه المبادرات لم يدخل حيّز التنفيذ حتى الساعة، بسبب الاعتقاد الخاطئ لدى الجهات الدولية التي تشنّ الحرب ضدّ سورية أنها تستطيع إخضاع سورية بالضغط والتصعيد، ودفع ما يسمّى اليوم «الائتلاف السوري المعارض» إلى رفض الحوار السوري الداخلي، ودعم المجموعات المسلحة بالمال والسلاح.

وبحسب مصادر إيرانية فإنّ نحو 1300 تنظيم مسلح يوجدون في سورية، غالبيّتهم من المجموعات الإرهابية المتطرفة، ما يشكل خطراً كبيراً على سورية وعلى كلّ دول الجوار، وهذا ما كانت حذرت منه منذ بداية الأزمة كلّ من طهران وموسكو وبكين، وكذلك المبعوثان الأمميان السابق كوفي أنان والحالي الأخضر الابراهيمي.

ليس ما تتعرّض له سورية يستهدفها فحسب، بل يستهدف كلّ دول وقوى الممانعة والمقاومة، خصوصاً أنّ الأميركيين طلبوا من الرئيس بشار الأسد مراراً أن يفك تحالفه مع إيران ليأخد بعدها «ما يدهش العالم». وبحسب ما كان يقول الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، فإنّ «المثلث السني» (القاهرة – أنقرة والرياض) يجب أن يقف في وجه التمدّد الشيعي، وهنا يأتي اختراق دمشق، فالفرنسيون والأميركيون حاولوا كثيراً عبر إغراءات مذهلة لعب دور لإقناع الرئيس بشار الأسد بقطع العلاقة مع طهران والحدّ من العلاقة مع الروس، لكن كلّ هذه الدعوات مع كلّ ما رافقها من عروض وإغراءات لم تلقَ في سورية آذاناً صاغية، ولم يكن لها أي صدى على الإطلاق، لأنّ السياسة في سورية أرسيت على المبادئ والثوابت الوطنية والقومية، التي بيّنت كلّ التجارب والأحداث منذ نحو نصف قرن أنها سياسة لا يمكن أن تتغيّر، لا تحت الضغط والترهيب ولا بالعروض والإغراءات.

وأمام ذلك، فإنّ إيران ووفق مصادر دبلوماسية، لن تألوَ جهداً لإيجاد حلّ للأزمة في سورية، ولن تسمح بفرض حلول أجنبية، وتؤكد على مبادرتها التي تقوم على الحوار بمشاركة كلّ الأطراف من المعارضة والموالاة وممثلي الحكومة (باستثناء المتورّطين بالإرهاب وبسفك الدم السوري) وبالتنسيق مع المبعوث الأممي الأخضر الابراهيمي في كلّ المراحل، سواء في الحوار الذي يعقبه تأليف لجنة مصالحة وطنية وتمهيد الأرض من أجل إجراء انتخابات برلمانية، على ان يعقب الانتخابات تأليف حكومة انتقالية يكون من أولى وظائفها التمهيد لإجراء تعديلات دستورية يتفق عليها المتحاورون، والتحضير لإتمام الانتخابات الرئاسية في موعدها سنة 2014.

وإذا كانت الولايات المتحدة تبعث برسائل سرية إلى إيران، للمساعدة في إيجاد حلّ للوضع السوري، فإن طهران تؤكد ما مفاده أنّ على أميركا أن تطلب ذلك في العلن، خصوصاً أنها تصرّح في الإعلام عبر خارجيّتها أنّ التحالف السوري ـ الإيراني هو أحد أبرز المسبّبات للأزمة في سورية.

لقد شاركت إيران في محادثات لم تكن ثنائية مع الأميركيين للبحث في الوضع العراقي في العام 2010، إلا انها لم ولن تجلس ثنائياً إلى الأميركي الذي يطلب منها ذلك، فهي لا تثق بالنوايا الأميركية التفاوضية، فإيران اليوم قوية وتقف عثرة أمام النفوذ الأميركي الذي يبدأ من الشرق الأوسط ويمتدّ إلى حدود الصين، وتعتبر واشنطن أنّ العلاقة المتينة بين طهران وبكين والآخذة بالتصاعد والتنامي على كلّ المستويات السياسية والاقتصادية، تسمح بتوسّع النفوذ الصيني في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يُمثل تهديداً للمصالح الأميركية.

اليوم، وعلى رغم المحاولات والمساعي الأميركية الحثيثة، وعلى رغم تأليبها مجموعة كبيرة من الدول الأوروبية والإقليمية والعربية ضدّ سورية، فإنّ الولايات المتحدة بدأت تتراجع عن شروطها التفاوضية لحلّ الأزمة السورية، وها هي تتخلى أولاً عن فكرة تنحّي الرئيس بشار الأسد، لأنّ مشروعها لم ينجح كما كان مخططاً له، ولأنّ سورية الدولة والقيادة والجيش والشعب استطاعت الصمود في وجه المؤامرة رغم هذا الحجم الكبير من التضحيات والخسائر.

ويبقى الأكيد أنّ القمة الروسية ـ الأميركية المرتقبة بين الرئيسين فلاديمير بوتين وباراك أوباما في شباط المقبل، ستكون المحطة المفصلية في إعادة ترتيب الأجندة، رغم الخشية المتزايدة من تصاعد الحركات الأصولية المتطرفة في سورية وفي المنطقة، وهو ما لا تريده الدول الكبرى، لا سيما أميركا التي عانت كثيراً من تجربتها السابقة مع تنظيم «القاعدة» الذي دعمته وقوّته ثمّ انقلب عليها وحاربها في عقر دارها.

أما الروسي فهو لن يتخلى عن هذه المنطقة، وإذا كان انهيار الاتحاد السوفياتي قد أعاد روسيا 300 سنة الى الوراء، إلى عهد بطرس الأكبر، فإنّ سقوط سورية سيُعيد روسيا 1000 سنة الى الوراء، وهذا ما لن تسمح به روسيا إطلاقاً.


توقيع : kumait


يحتاج الإنسان إلى سنتين ليتعلم الكلام وخمسين ليتعلم الصمت
إرنست همنغواي
من مواضيع : kumait 0 تأملات في فتوى جهاد النكاح
0 وجه واحد!
0 هل الهاتف المحمول كان موجودا عام 1938؟
0 الاعلام العربي و أشكالية الضمير..
0 الأرض تستعد لمواجهة «عاصفة شمسية مدمرة»
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 07:13 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية