العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الثقافي

المنتدى الثقافي المنتدى مخصص للكتاب والقصة والشعر والنثر

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

romantic
عضو برونزي
رقم العضوية : 78803
الإنتساب : Jul 2013
المشاركات : 638
بمعدل : 0.16 يوميا

romantic غير متصل

 عرض البوم صور romantic

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي **انشــــــودة المطــــــر**
قديم بتاريخ : 28-09-2013 الساعة : 02:45 PM


مماراق لي نقله أأمل ان يحوز على ذوقكم الرفيع
انشودة المطر للشاعر العراقي "بدر شاكر السيّاب"


انشودة المطر
عَيْنَاكِ غَابَتَا نَخِيلٍ سَاعَةَ السَّحَرْ ،

أو شُرْفَتَانِ رَاحَ يَنْأَى عَنْهُمَا القَمَرْ .


عَيْنَاكِ حِينَ تَبْسُمَانِ تُورِقُ الكُرُومْ


وَتَرْقُصُ الأَضْوَاءُ ...كَالأَقْمَارِ في نَهَرْ


يَرُجُّهُ المِجْدَافُ وَهْنَاً سَاعَةَ السَّحَرْ


كَأَنَّمَا تَنْبُضُ في غَوْرَيْهِمَا ، النُّجُومْ ...




وَتَغْرَقَانِ في ضَبَابٍ مِنْ أَسَىً شَفِيفْ


كَالبَحْرِ سَرَّحَ اليَدَيْنِ فَوْقَـهُ المَسَاء ،


دِفءُ الشِّتَاءِ فِيـهِ وَارْتِعَاشَةُ الخَرِيف ،


وَالمَوْتُ ، وَالميلادُ ، والظلامُ ، وَالضِّيَاء ؛


فَتَسْتَفِيق مِلء رُوحِي ، رَعْشَةُ البُكَاء


كنشوةِ الطفلِ إذا خَافَ مِنَ القَمَر !


كَأَنَّ أَقْوَاسَ السَّحَابِ تَشْرَبُ الغُيُومْ


وَقَطْرَةً فَقَطْرَةً تَذُوبُ في المَطَر ...


وَكَرْكَرَ الأَطْفَالُ في عَرَائِشِ الكُرُوم ،


وَدَغْدَغَتْ صَمْتَ العَصَافِيرِ عَلَى الشَّجَر


أُنْشُودَةُ المَطَر ...


مَطَر ...


مَطَر...


مَطَر...


تَثَاءَبَ الْمَسَاءُ ، وَالغُيُومُ مَا تَزَال


تَسِحُّ مَا تَسِحّ من دُمُوعِهَا الثِّقَالْ .


كَأَنَّ طِفَلاً بَاتَ يَهْذِي قَبْلَ أنْ يَنَام :


بِأنَّ أمَّـهُ - التي أَفَاقَ مُنْذُ عَامْ


فَلَمْ يَجِدْهَا ، ثُمَّ حِينَ لَجَّ في السُّؤَال


قَالوا لَهُ : " بَعْدَ غَدٍ تَعُودْ .. " -


لا بدَّ أنْ تَعُودْ


وَإنْ تَهَامَسَ الرِّفَاقُ أنَّـها هُنَاكْ


في جَانِبِ التَّلِّ تَنَامُ نَوْمَةَ اللُّحُودْ


تَسفُّ مِنْ تُرَابِـهَا وَتَشْرَبُ المَطَر ؛


كَأنَّ صَيَّادَاً حَزِينَاً يَجْمَعُ الشِّبَاك


وَيَنْثُرُ الغِنَاءَ حَيْثُ يَأْفلُ القَمَرْ .


مَطَر ...


مَطَر ...


أتعلمينَ أيَّ حُزْنٍ يبعثُ المَطَر ؟


وَكَيْفَ تَنْشج المزاريبُ إذا انْهَمَر ؟


وكيفَ يَشْعُرُ الوَحِيدُ فِيهِ بِالضّيَاعِ ؟


بِلا انْتِهَاءٍ - كَالدَّمِ الْمُرَاقِ ، كَالْجِياع ،


كَالْحُبِّ ، كَالأطْفَالِ ، كَالْمَوْتَى - هُوَ الْمَطَر !


وَمُقْلَتَاكِ بِي تُطِيفَانِ مَعِ الْمَطَر


وَعَبْرَ أَمْوَاجِ الخَلِيج تَمْسَحُ البُرُوقْ


سَوَاحِلَ العِرَاقِ بِالنُّجُومِ وَالْمَحَار ،


كَأَنَّهَا تَهمُّ بِالشُّرُوق


فَيَسْحَب الليلُ عليها مِنْ دَمٍ دِثَارْ .


أصيح بالخليج : " يا خليجْ


يا واهبَ اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "


فيرجعُ الصَّدَى


كأنَّـه النشيجْ :


" يَا خَلِيجْ


يَا وَاهِبَ المَحَارِ وَالرَّدَى ... "




أَكَادُ أَسْمَعُ العِرَاقَ يذْخرُ الرعودْ


ويخزن البروق في السهولِ والجبالْ ،


حتى إذا ما فَضَّ عنها ختمَها الرِّجالْ


لم تترك الرياحُ من ثمودْ


في الوادِ من أثرْ .


أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر


وأسمع القرى تَئِنُّ ، والمهاجرين


يُصَارِعُون بِالمجاذيف وبالقُلُوع ،


عَوَاصِفَ الخليج ، والرُّعُودَ ، منشدين :


" مَطَر ...


مَطَر ...


مَطَر ...


وفي العِرَاقِ جُوعْ


وينثر الغلالَ فيه مَوْسِمُ الحصادْ


لتشبعَ الغِرْبَان والجراد


وتطحن الشّوان والحَجَر


رِحَىً تَدُورُ في الحقول … حولها بَشَرْ


مَطَر ...


مَطَر ...


مَطَر ...


وَكَمْ ذَرَفْنَا لَيْلَةَ الرَّحِيلِ ، مِنْ دُمُوعْ


ثُمَّ اعْتَلَلْنَا - خَوْفَ أَنْ نُلامَ – بِالمَطَر ...


مَطَر ...


مَطَر ...


وَمُنْذُ أَنْ كُنَّا صِغَارَاً ، كَانَتِ السَّمَاء


تَغِيمُ في الشِّتَاء


وَيَهْطُل المَطَر ،


وَكُلَّ عَامٍ - حِينَ يُعْشُب الثَّرَى- نَجُوعْ


مَا مَرَّ عَامٌ وَالعِرَاقُ لَيْسَ فِيهِ جُوعْ .


مَطَر ...


مَطَر ...


مَطَر ...


في كُلِّ قَطْرَةٍ مِنَ المَطَر


حَمْرَاءُ أَوْ صَفْرَاءُ مِنْ أَجِنَّـةِ الزَّهَـرْ .


وَكُلّ دَمْعَةٍ مِنَ الجيَاعِ وَالعُرَاة


وَكُلّ قَطْرَةٍ تُرَاقُ مِنْ دَمِ العَبِيدْ


فَهيَ ابْتِسَامٌ في انْتِظَارِ مَبْسَمٍ جَدِيد


أوْ حُلْمَةٌ تَوَرَّدَتْ عَلَى فَمِ الوَلِيــدْ


في عَالَمِ الغَدِ الفَتِيِّ ، وَاهِب الحَيَاة !


مَطَر ...


مَطَر ...


مَطَر ...


سيُعْشِبُ العِرَاقُ بِالمَطَر ... "




أصِيحُ بالخليج : " يا خَلِيجْ ...


يا واهبَ اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "


فيرجعُ الصَّدَى


كأنَّـهُ النشيجْ :


" يا خليجْ


يا واهبَ المحارِ والردى . "


وينثر الخليجُ من هِبَاتِـهِ الكِثَارْ ،


عَلَى الرِّمَالِ ، : رغوه الأُجَاجَ ، والمحار


وما تبقَّى من عظام بائسٍ غريق


من المهاجرين ظلّ يشرب الردى


من لُجَّـة الخليج والقرار ،


وفي العراق ألف أفعى تشرب الرحيقْ


من زهرة يربُّها الرفاتُ بالندى .


وأسمعُ الصَّدَى


يرنُّ في الخليج


" مطر .


مطر ..


مطر ...


في كلِّ قطرةٍ من المطرْ


حمراءُ أو صفراءُ من أَجِنَّـةِ الزَّهَـرْ .


وكلّ دمعة من الجياع والعراة


وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ


فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسمٍ جديد


أو حُلْمَةٌ تورَّدتْ على فمِ الوليدْ


في عالَمِ الغَدِ الفَتِيِّ ، واهب الحياة . "




وَيَهْطُلُ المَطَرْ ..

مماراق لي نقله..
آمل ان يحيز على رضاكم

تحياتي
رومانتك


توقيع : romantic
اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد وعجّل فرجهم
من مواضيع : romantic 0 **انشــــــودة المطــــــر**
0 *** ابدأ بالصلاة على محمد وآل محمد عند دخولك وبالدعاء لوالديك عند خروجك***
0 آدم في استضافة "حواء"
0 معلومات عامة عن "الكـــــبد"
0 اي العبارات التالية تؤلمك اكثر؟
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 11:11 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية