العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الفقهي

المنتدى الفقهي المنتدى مخصص للحوزة العلمية والمسائل الفقهية

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية الحوزويه الصغيره
الحوزويه الصغيره
عضو فضي
رقم العضوية : 34252
الإنتساب : Apr 2009
المشاركات : 1,863
بمعدل : 0.34 يوميا

الحوزويه الصغيره غير متصل

 عرض البوم صور الحوزويه الصغيره

  مشاركة رقم : 1  
كاتب الموضوع : الحوزويه الصغيره المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي العفاف والحجاب
قديم بتاريخ : 11-12-2012 الساعة : 11:59 PM





اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام


العفاف والحجاب


تتحقّق الكرامة الإنسانيّة للمرأة في ظلّ عفافها، والحجاب أيضاً أحد الأحكام الدينيّة التي شرّعت من أجل أن تستعفف النساء وتطهر حجورهنّ، ومن أجل حفظ المجتمع من التلوّث بالرذائل والمفاسد.

ولقد قامت النهضة الحسينيّة من أجل إحياء القيم الدينيّة، وكان حجاب المرأة المسلمة وعفافها قد أخذ مكانته النفيسة في ظلّ هذه النهضة المقدّسة، وكان الإمام الحسين عليه السلام وزينب الكبرى عليها السلام وبقيّة أهل بيت الرسالة وحرم النبوّة يذكّرون بمنزلة هذه الجوهرة الأخلاقيّة سواء في أقوالهم أو في أسلوب تحرّكاتهم.

لقد كانت زينب الكبرى عليها السلام وباقي حرم الرسالة من أهل بيت الحسين عليه السلام قدوات للمرأة المسلمة في الحجاب والعفاف، إذ لم يغفلن عليهن السلام عن مراعاة كمال الحجاب ومتانة العفاف أثناء مشاركتهنّ في الملحمة العظيمة وأدائهنّ لدورهنّ الاجتماعيّ والتبليغيّ الحسّاس الخطير، فكنّ لذلك حقّاً أسوة لجميع النساء المسلمات.

لقد أوصى الإمام الحسين عليه السلام أختيه زينب وأمّ كلثوم وابنته فاطمة وزوجته الرباب قائلاً: "يا أختاه يا أمّ كلثوم، وأنت يا زينب، وأنت يا فاطمة، وأنت يا رباب، إذا أنا قتلت فلا تشققن عليَّ جيباً، ولا تخمشن عليَّ وجهاً، ولا تقلن هجراً".

خصوصاً وأنهنّ كنّ بمحضر أعين الأعداء التي كانت ترقب وترصد ما يصدر عنهن من قول وفعل.

ولمّا سمع الإمام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء بكاء النسوة في الخيم، أرسل إليهنّ أخاه العبّاس وابنه عليّ الأكبر عليهما السلام ليسكّتاهنّ ويصبّراهن.

كان سلوك وتصرّف زينب الكبرى وأخواتها وأزواج وبنات الحسين وبقيّة نساء المعسكر الحسينيّ المقترن برعاية الحجاب وحفظ العفاف مثلاً عمليّاً أعلى لمتانة شخصيّة المرأة المسلمة.

ولم يألُ الإمام السجّاد عليه السلام جهده أيضاً في الحفاظ على حجاب مخدّرات بيت الرسالة ورعاية شؤونهنّ ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، بل لم يغفل عن هذا الأمر المهمّ حتّى في اللحظة التي رأى ابن زياد يهمُّ بقتله! إذ قال عليه السلام له: "يا ابن زياد! إنْ كانت بينك وبينهم قرابة فابعث معهنّ رجلاً تقيّاً يصحبهنَّ بصحبة الإسلام".

وينقل السيّد ابن طاووس (رضوان الله عليه) أنّ الإمام الحسين عليه السلام ليلة عاشوراء قد أوصى عائلته برعاية الحجاب والعفاف وصون النفس.

ولمّا سمعت زينب الكبرى أخاها الإمام الحسين عليه السلام ينعى نفسه بعد ما رأى رؤيا في غفوته، فقدت صبرها ولم تتمالك نفسها، فلطمت وجهها وصاحت وبكت، فقال لها الحسين عليه السلام:"مهلاً! لا تشمتي القوم بنا!".

وروي أنّ امرأة من بني بكر بن وائل كانت مع زوجها في أصحاب عمر بن سعد، فلمّا رأت القوم قد اقتحموا على نساء الحسين عليه السلام فسطاطهنّ وهم يسلبونهنّ أخذت سيفاً وأقبلت نحو الفسطاط وقالت: يا آل بكر بن وائل! أتسلبُ بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم !.

وفي الطريق من الكوفة إلى الشام كان غاية حرص نساء بيت النبوّة في حال السبي أن يصان حجابهنّ وعفافهنّ "فلمّا قربوا من دمشق دنت أمّ كلثوم من شمر- وكان من جملتهم- فقالت له: لي إليك حاجة! فقال: ما حاجتك؟! قالت: إذا دخلتَ بنا البلد فاحملنا في درب قليل النظّارة، وتقدّم إليهم أن يخرجوا هذه الرؤوس من بين المحامل، وينحّونا عنها، فقد خزينا من كثرة النظر إلينا ونحن في هذه الحال!".

وكان من الاعتراضات الشديدة التي وبّخت زينب الكبرى عليها السلام يزيد بن معاوية عليها في خطبتها أن قالت: "أمِنَ العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإماءك وسوقك بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبايا قد هتكت ستورهنّ، وأبديت وجوههنّ، تحدو بهنّ الأعداء من بلد إلى بلد، ويستشرفهنّ أهل المناهل والمناقل، ويتصفّح وجوههنّ القريب والبعيد والدنيّ والشريف...".

إنّ الغاية من نقل هذه الأمثلة والشواهد هي الإشارة إلى هذه الحقيقة وهي أنّ عائلة الإمام الحسين عليه السلام ومخدّرات بيت النبوّة وبقيّة نساء شهداء الطفّ كما كنّ يحرصن أشدّ الحرص على حجابهنّ وعفافهن، كنّ أيضاً ينكرن على الأعداء إنكاراً شديداً ويوبّخنهم بقوّة على معاملتهم المشينة مع حرم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وهتكهم لحرمة عترته وعرضهنّ على أنظار النّاس.

ومع أنّ حرم النبوّة والرسالة كانت بيد الأعداء، يسوقونهنّ من منزل إلى منزل، ومن مدينة إلى أخرى، ومن سوق إلى بلاط، مفجوعات قد أحرقت قلوبهنّ نار المصيبة والرزيّة، إلّا أنهنَّ كنّ في غاية الحرص وشدّة المراقبة على حفظ شأن وكرامة ومقام المرأة التقيّة الطاهرة، وبرغم تلك الحال الشديدة التي لا توصف كنّ قد حرصن أيضاً على أداء تكليفهنّ في التبليغ بأهداف النهضة الحسينيّة المقدّسة والدفاع عن غاياتها وأهدافها من خلال الخطب البليغة المؤثّرة التي كشفت حقيقة الأعداء وفضحتهم.

إنّها الحركة الاجتماعيّة السياسيّة للمرأة المسلمة في ذات الوقت الذي تصون حجابها وعفافها، وهذا درس لجميع النساء المسلمات في كلّ الظروف وجميع العصور.


نسألكم الدعاء



من مواضيع : الحوزويه الصغيره 0 التمسكم الدعاء ..
0 في مسألة الخاتمة ..
0 مشكلة عند فرمتة الجهاز
0 هلال الشهر بين الفتوى و الإخبار
0 حرمة التظليل - للـــــنقاش

الصورة الرمزية مولى أبي تراب
مولى أبي تراب
عضو برونزي
رقم العضوية : 53658
الإنتساب : Aug 2010
المشاركات : 592
بمعدل : 0.12 يوميا

مولى أبي تراب غير متصل

 عرض البوم صور مولى أبي تراب

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : الحوزويه الصغيره المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-12-2012 الساعة : 06:14 PM


بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ ... وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِيْنَ
السَّلامُ عَلى الحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ وَعَلى أوْلادِ الحُسَيْنِ وَعَلى أصْحَابِ الحُسَيْنِ
---------------------------
إن في حياة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين بجميع تفاصيلها دروس وعِبَر لذا أُمرنا بالتأسي بهم واتخاذهم منهاجاً
للسير والسلوك والاقتداء والتأسي ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ ) ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ
حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) ( إنَّما مَثلُ أهل بيتي مَثَلُ سَفينة نُوح من ركِبَ فيها نجا ومن تَخلِّفَ
عنها غرق ) فحياة كل واحد من المعصومين عليهم السلام هي مدرسة قائمة بحد ذاتها وما يصدر عنه من فعل أو قول الا
وفيه العِبرة ، بل كان سكونهم وسكوتهم تقريراً وإمضاءً ، فإذا كانوا كذلك في أدق تفاصيل حياتهم المباركة فكيف بقيامهم
وتحركهم وثورتهم وحربهم ومشاريعهم الكبرى فلا شك أن في طيات ذلك التحرك الكثير من العِبر والدروس والمصالح العظيمة
لأنهم مؤيدون بتأييد الله تعالى ومسدّدون بتسديده ومشاريعهم إلهية ومخططاتهم سماوية ، ومن كان الله تعالى مؤيدَه
ومسدّدَه والمخطّطَ له فحريّ بأن تكون لنا فيه الأسوة والاتعاظ والاعتبار وأن يكون مصباحاً يهتدي به المهتدون ويستنير به
السائرون ، وهذا من الواضحات التي لا كلام فيها وإنما الكلام والشأن كل الشأن في أننا كيف يمكن لنا أن نغوص في
أعماق هذه المدارس ونستخرج المكنون من لآلئها ودررها وكيف لنا استلهام تلك الدروس وفهمها وتطبيقها فهذه هي
مهمتنا وتكليفنا تجاه أئمتنا سلام الله عليهم
وفي مقدمة تلك المشاريع الإلهية والمخططات السماوية ثورة سيدنا ومولانا الإمام الحسين صلوات الله عليه كما يدل على
ذلك الحشد الهائل والاهتمام البالغ بهذه الثورة المباركة من قبل المعصومين عليهم السلام وتأكيدهم على ضرورة الإبقاء
عليها حيّة في جميع الأزمنة والأعصار وإن كلّف ذلك التضحيات
فثورة الإمام الحسين عليه السلام مدرسة إلهية كبرى دُعينا الى التربية والتعليم والتلّمذة فيها والانتساب اليها كي نستلهم
عِبرها ونستوعب دروسها ونجني ثمارتها ، وهذا ما يحتاج منا الى إعمال الفكر وشحذ الهمة ودراسة هذه الثورة المباركة
دراسة واعية دقيقة للوقوف على بركاتها ودروسها وحِكمها وعِبرها
الأخت الفاضلة جزاكم الله خيراً وشكر سعيكم لهذه الإلتفاتة الواعية
متابعون لكم وإن شاء الله يكون لنا شرف الحضور والمشاركة
وفقكم الله تعالى


من مواضيع : مولى أبي تراب 0 حكم الصوم في السفر
0 نيّة القطع والقاطع
0 حكم المسافر إذا خالف وظيفته من حيث القصر والتمام
0 مطهرية الشمس
0 إذا أحدث بالأصغر أثناء الغسل

الصورة الرمزية الحوزويه الصغيره
الحوزويه الصغيره
عضو فضي
رقم العضوية : 34252
الإنتساب : Apr 2009
المشاركات : 1,863
بمعدل : 0.34 يوميا

الحوزويه الصغيره غير متصل

 عرض البوم صور الحوزويه الصغيره

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : الحوزويه الصغيره المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي الإختيار
قديم بتاريخ : 13-12-2012 الساعة : 03:06 AM






اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام


عاشوراء مجلى "عمق الحياة وجوهرها"، فالحياة ليست صعود الأنفاس ونزولها فحسب، والحياة لا تنحصر في عالم هذه الدنيا...
إنّ معرفة الجوهرة الخالصة للحياة الإنسانية تتجلّى في ظلّ عاشوراء، ذلك لأنّ بلاغ عاشوراء هو أنّ الحياة العزيزة الكريمة في الدنيا والفوز بالحياة الأفضل في الآخرة إنّما يتحققان في ظلّ الجهاد والشهادة في سبيل الله والحقّ والعقيدة الإلهيّة، ذلك المسار الذي تنجو به الحياة الإنسانيّة من أن تكون جوفاء بلا معنى.


الإختيار


مزجت طينة الإنسان بالقدرة على الاختيار، ذلك من فطرة الله التي فطر النّاس عليها ولا تبديل لخلق الله، فالإنسان مسؤول عن اختياره طريق الحقّ أو طريق الباطل، سبيل الخير أو سبيل الشرّ، نجْد السعادة أو نجْد الشقاء، الإنسان مسؤول أمام الله تعالى عن هذه القدرة على الاختيار الّتي هي "أمانة إلهيّة" عنده.

إنّ البعد الفردي والبعد الاجتماعي في شخصية كلّ إنسان، وسعادته وشقوته، وجنّته وجهنّمه، رهن نوع اختياره في هذه الحياة، والإنسان في كلّ لحظة من لحظات حياته عرضة لأحد الاختبارات الإلهيّة، يمتحنه الله ليعلم أيّ سبيل يختار من السبل المختلفة؟ ولأيّ نداء يستجيب؟ لنداء "العقل" و"الآخرة" ؟ أم لنداء "النفس" و"إغراءات الدنيا" ؟ لنداء "الأعمال الصالحة" أم لنداء "المصالح الذاتيّة" ؟

والنّاس إزاء دعوة الأنبياء عليهم السلام أيضاً لا بدّ أن يختاروا أحد طريقين إمّا طريق "التصديق والإيمان" أو طريق "التكذيب والكفر"، والارتباط بخطّ الأنبياء عليهم السلام معناه الاستجابة إلى دعوة العقل والمنطق، أمّا رفض دعوة الأنبياء عليهم السلام فمعناه غلبة الأهواء والمصالح الذاتيّة على نداء العقل.

لقد اختار إبليس العصيان "الاختيار السيّء" قبال الأمر الإلهيّ بالسجود لآدم عليه السلام فطُرِدَ من رحمة الله فهو رجيم.

وكان المؤمنون والكافرون أيضاً ولم يزالوا على الدوام عرضة لاختبار "الاختيار الحسن" و"الاختيار السيّء".

لنَطْوِ الآن سجلّاً مديداً لاختيارات تأريخيّة كثيرة، ولنقرأ في سجلّ نهضة عاشوراء، سجلّ الاختيارات العجيبة!

إنّ جميع تفاصيل ومشاهد حركة أحداث هذه النهضة الخالدة كانت قائمة على الاختيار، سواء في معسكر الحقّ معسكر الإمام الحسين عليه السلام، أو في معسكر الباطل معسكر ابن زياد وقوّاده وجنوده، إذ كان أهل الكوفة أنفسهم أيضاً عرضة لامتحان كبير، فأمّا اختيار نصرة الحسين عليه السلام وإنْ كانت عاقبة هذا الاختيار الشهادة، أو اختيار الحياة الدنيا والعافية والمناصب في حكومة الجور والظلم حتّى وإنْ أدّى هذا الاختيار إلى قتل ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيّد الشهداء عليه السلام، لقد كان بإمكان الإمام الحسين عليه السلام أن يختار مبايعة يزيد، وما كانت عاشوراء لتقع، ولكنّه اختار الشهادة عطشانا، روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "سمعتُ أبي يقول: لمّا التقى الحسين عليه السلام وعمر بن سعد لعنه الله وقامت الحرب، أنزل الله تعالى النصر حتّى رفرف على رأس الحسين عليه السلام، ثمّ خيّر بين النصر على أعدائه وبين لقاء الله، فاختار لقاء الله!".

في الطريق من مكّة إلى العراق، لمّا وصل إلى الإمام عليه السلام خبر مقتل مسلم بن عقيل عليه السلام وهاني بن عروة وعبد الله بن يقطر، أخرج الإمام عليه السلام للناس كتاباً: "ونادى: بسم الله الرحمن الرحيم، أمّا بعد: فقد أتانا خبر فظيع! قُتل مسلم بن عقيل، وهانيء بن عروة، وعبد الله بن يقطر، وقد خذلتنا شيعتنا، فمن أحبّ منكم الانصراف فلينصرف، ليس عليه منّا ذمام. فتفّرق النّاس عنه تفّرقاً، فأخذوا يميناً وشمالاً، حتّى بقي في أصحابه الذين جاءوا معه من المدينة!".

ولمّا خرج عليه السلام من مكّة تبعه رسلٌ من والي مكّة يحملون إليه رسالة من الوالي يتعهّد فيها للإمام عليه السلام بالأمان والصلة إذا رجع عن سفره إلى العراق، فكان ممّا أجابه الإمام عليه السلام:"... وقد دعوت إلى الأمان والبرّ والصلة، فخير الأمان أمان الله".

في كربلاء أيضاً كان شمر بن ذي الجوشن قد جاء بأمان من عند ابن زياد لأبي الفضل العبّاس وإخوته من أمّه عليهم السلام، لكنّهم رفضوا ذلك الأمان واختاروا البقاء مع الإمام عليه السلام والشهادة بين يديه، وقالوا: "لا حاجة لنا في أمانكم، أمان الله خير من أمان ابن سميّة".

والمشهور أنّ زهير بن القين (رضوان الله عليه) كان عثمانيَّ الهوى ولم يكن مائلاً إلى أهل البيت عليهم السلام، ولكنّه بعد لقائه بالإمام الحسين عليه السلام في الطريق من مكّة إلى الكوفة اختار لنفسه طريقاً جديداً، هو الالتحاق بالإمام عليه السلام والانضمام إلى الركب الحسينيّ، وجاهد في صفّ الحقّ حتّى استشهد (رضي الله عنه)، ولمّا سئل عن سبب تحوّله قال: "... الطريق جمع بين وبينه، فلمّا رأيته ذكرتُ به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومكانه منه، وعرفتُ ما يقدم عليه من عدوّه وحزبكم، فرأيت أن أنصره وأن أكون في حزبه، وأن أجعل نفسي دون نفسه، حفظاً لما ضيّعتم من حقّ الله وحقّ رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ".

وفي ليلة عاشوراء، حينما صاv الأنصار (قدس سرهم) وجهاً لوجه أمام اقتراح سيّد الشهداء عليه السلام، حيث أذن لهم بالانصراف عنه وتركه لأنّ الأعداء لا يبتغون غيره إذا ظفروا به، كان جوابهم واحداً قاطعاً لا تذبذب فيه وهو اختيار "البقاء معه"، فلم ينصرف عنه تلك الليلة أحدٌ منهم.

ومن الاختيارات الخالدة في عظمتها وأهميّتها اختيار "الحرّ بن يزيد الرياحيّ" (رضي الله عنه)، لقد كان حتّى صباح عاشوراء في صفّ معسكر ابن زياد، وكان أحد القادة المهمّين المرموقين في جيش الأعداء، لكنّه خيّر نفسه بين الجنّة والنّار، فاختار الجنّة قائلاً: "إنّي والله أخيّر نفسي بين الجنّة والنّار، فوالله لا أختار على الجنّة شيئاً ولو قطّعت وأُحرقت!"، ثمّ ضرب فرسه مسرعاً به إلى معسكر الإمام عليه السلام ليقف بين يديه معلناً عن توبته واستعداده لنصرته، فقُبلت توبته، وجاهد بين يدي الإمام عليه السلام حتّى فاز بالشهادة والجنّة.

إنّ هذا الاختيار الفريد، والموقف الفذّ الذي اتّخذه الحرّ (رضي الله عنه) جعل منه أسوة خالدة للأحرار على مدى الأجيال، وفرقداً هادياً في سماء طلاّب الحقّ وأهل البصائر، وشهيداً من شهداء كربلاء العظام، فضلاً عن السعادة الأبديّة التي فاز بها.

إنّ التأمّل عند مفترق طريقين صعبين واختيار الأفضل منهما دليل على كمال عقل الإنسان وحرصه على مستقبله وسعادته.

ولكن هل عاش عمر بن سعد تجربة هذا التأمّل العقلائيّ حقّاً، وهل ذاق بصدق حقيقة هذا الاختبار المرير، حينما جاء إلى كربلاء لقتال الإمام الحسين عليه السلام مختاراً لنفسه أسوأ ما يختار إنسان لنفسه من مصير؟!

إنّه لم يمهل نفسه حتّى ليلة واحدة من أجل التأمّل والتفكّر في قبول ما أمره به ابن زياد أو رفضه! فلم يوفّق للفوز ب-"الاختيار الأحسن"، ذلك لأنّه كان مأخوذاً بطمعه في "ملك الريّ" إلى درجة عدم القدرة على مقاومة هذا الطمع أو الإعراض عنه! فكانت النتيجة أن فضّل الانقياد إلى اختيار وهم "ملك الريّ" حتّى وإنْ كان ثمن هذا الاختيار السيّء الذنب العظيم بقتل سيّد الشهداء عليه السلام !!

وهناك آخرون أيضاً كانوا قد التقوا الإمام الحسين عليه السلام في طريقه من مكّة إلى العراق، ودعاهم الإمام عليه السلام إلى نصرته، ولكن لحبّهم الدنيا وانشدادهم إليها، ومخافتهم من عواقب نصرة الإمام عليه السلام، لم يوفّقوا إلى "الاختيار الأحسن" في الالتحاق بركبه والانضمام إليه والاستشهاد بين يديه والفوز بالسعادة الأبديّة، وكان أوضح وأسوأ مثال لأولئك عبيد الله بن الحرّ الجعفيّ، الذي صارح الإمام عليه السلام بتعلّقه بالدنيا قائلاً: "... والله إنّي لأعلم أنّ من شايعك كان السعيد في الآخرة! ولكن ما عسى أن أغني عنك؟! ولم أخلّف لك بالكوفة ناصراً!! فأُنشدك الله أن تحملني على هذه الخطّة، فإنّ نفسي لم تسمح بعد بالموت!...".
أمّا أنصار الإمام عليه السلام فقد واجه كلٌّ منهم امتحان "الاختيار"، فاختاروا جميعاً الشهادة مع الإمام عليه السلام على البقاء في هذه الدنيا... وهذا هو الاختيار- عن وعيٍ- للموت في سبيل العقيدة والإيمان، إنه الموت المختار لا الموت المفروض على الإنسان.

في ليلة عاشوراء وقف مسلم بن عوسجة (رضي الله عنه) بين يدي الإمام عليه السلام وخاطبه قائلاً: "أنحن نخلّي عنك؟! وبما نعتذر إلى الله في أداء حقّك؟! لا والله! حتّى أطعن في صدورهم برمحي، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة. والله لا نخلّيك حتّى يعلم الله أنّا قد حفظنا غيبة رسول الله فيك، أما والله لو علمت أنّي أُقتل، ثمّ أُحيى، ثمّ أُحرق، ثمّ أُحيى، ثمّ أُذرى، يُفعل ذلك بي سبعين مرّة ما فارقتك حتّى ألقى حمامي دونك، فكيف لا أفعل ذلك وإنّما هي قتلة واحدة، ثمّ هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً؟!".

وخاطبه زهير بن القين (رضي الله عنه) قائلاً: "سمعنا يا ابن رسول الله مقالتك، ولو كانت الدنيا لنا باقية، وكنّا فيها مخلّدين، لآثرنا النهوض معك على الإقامة فيها!".

ورأى الإمام الحسين عليه السلام نفسه مخيّراً بين الذلّة والشهادة، فاختار السيف والشهادة وقال: "هيهات منّا الذلة!".

وكان من شعاراته التي أطلقها في الميدان يوم عاشوراء قوله عليه السلام في رجزه الحماسي:

القتل أولى من ركوب العار والعار أولى من دخول النار

إنّ السبب الرئيس في هذا "الاختيار الأحسن" هو النظرة الصحيحة التي يؤمن بها الإنسان إلى الربح والخسارة، وإلى الأبديّة والخلود، وإلى سبيل الفوز بالنعيم الدائم والسعادة الباقية.

وقيمة كلّ فرد أو أُمّة رهنٌ لنوع اختيار هذا الفرد أو تلك الأمّة ومن الطبيعي أنّ الأمم الصبورة المقاومة تثبت على اختيارها، ولا تنحني أو تنثني لكثرة من تفقدهم من شهدائها أو لعظم ما تتعرّض له من خسائر، ذلك لأنّها اختارت مسيرها عن وعي وإيمان.

يقول الإمام الخمينيّ بصدد شهداء كربلاء:
"كلمّا كان سيّد الشهداء عليه السلام في يوم عاشوراء يقترب من الشهادة كان وجهه يشرق أكثر! وكان شبّانه يتسابقون للفوز بالشهادة، لقد كانوا جميعاً يعلمون أنهم عمّا قليل سيستشهدون، لكنّهم تسابقوا لأنهم كانوا يعلمون إلى أين يذهبون، ويعلمون لماذا أتوا، كانوا على وعيٍ: أنّنا جئنا لأداء تكليفنا الإلهي، جئنا لحفظ الإسلام".



نسألكم الدعاء















من مواضيع : الحوزويه الصغيره 0 التمسكم الدعاء ..
0 في مسألة الخاتمة ..
0 مشكلة عند فرمتة الجهاز
0 هلال الشهر بين الفتوى و الإخبار
0 حرمة التظليل - للـــــنقاش

العراقي90
عضو متواجد
رقم العضوية : 76301
الإنتساب : Nov 2012
المشاركات : 113
بمعدل : 0.03 يوميا

العراقي90 غير متصل

 عرض البوم صور العراقي90

  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : الحوزويه الصغيره المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 13-12-2012 الساعة : 01:30 PM


بارك الله فيك .وجزاكم الف خير
تقبلي مروري المتواضع

من مواضيع : العراقي90 0 رسالة الأمام السجاد (ع) الى اصحابه
0 من هم الصادقون في التوبة ؟
0 طوبى لمن خدم زوجته و عياله
0 يحكى أن
0 و لكن الأجمل.

الصورة الرمزية الحوزويه الصغيره
الحوزويه الصغيره
عضو فضي
رقم العضوية : 34252
الإنتساب : Apr 2009
المشاركات : 1,863
بمعدل : 0.34 يوميا

الحوزويه الصغيره غير متصل

 عرض البوم صور الحوزويه الصغيره

  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : الحوزويه الصغيره المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي النصر والهزيمة
قديم بتاريخ : 13-12-2012 الساعة : 11:23 PM







اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام


النصر والهزيمة


من المفاهيم المؤثّرة تأثيراً كبيراً في حياة النّاس مفهوم ومعنى النصر والهزيمة ونوع النظرة التي يتبنّاها الإنسان بصددهما.

حينما تتحقّق الأهداف المنشودة في مواجهةٍ هادفةٍ فإنَّ نتيجتها تعتبر نصراً للطرف الذي خاض هذه المواجهة من أجل تحقيق هذه الأهداف، حتّى وإنْ لم يحقق هذا الطرف فتحاً عسكرياً فيها، بل لا يمنع من كون هذا النصر قد تحقّق فعلاً أنّ الأهداف المنشودة لا تتحقّق إلّا في زمن متأخّر عن زمان الواقعة ولو بعد أجيال عديدة. بل إنّ التكليف المُلقى على عاتق الإنسان في أيّ مقطع زمانيّ إذا قام به هذا الإنسان وأدّاه تمام الأداء فهو انتصار، لأنّ نفس "أداء التكليف" انتصار، وإنْ انتهى في الظاهر أحياناً إلى انكسار وهزيمة.

ولم يكن للإمام الحسين عليه السلام هدف غير إعلاء كلمة الحقّ، وبقاء الدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله، من أجل تحقيق العدل والعزّة والكرامة الإنسانيّة، وقد تحقّقت للإمام عليه السلام جميع هذه الأهداف، وإنْ كان عليه السلام وأنصاره قد استشهدوا في عاشوراء!

ففضح حقيقة الأمويين البشعة بكشف اللثام عن كفرهم، وتمزيق هويّتهم الإسلاميّة المزوّرة، وفصل الإسلام الأموي عن الإسلام المحمّديّ الخالص، وكسر حالة الرعب والخوف المهيمنة على الأمّة بالقيام والثورة على حكومة الجور، ونفخ روح الإحساس والالتزام والمسؤولية في الأمّة إزاء الإسلام وقضايا المسلمين، إحياء دوافع الجهاد والمقاومة في سبيل الحقّ، كلّ ذلك كان من الأهداف الحسينية التي تحقّقت في عاشوراء.

إذن فالإمام الحسين عليه السلام كان هو المنتصر في كربلاء، والنصر إذن لا يعني الغلبة العسكرية فقط، إذ إنّ انتصار الدّم على السيف من نفس نوع الانتصارات الحقيقيّة.

بعد عودة الركب الحسينيّ من الشام إلى المدينة، كان إبراهيم بن طلحة قد التقى الإمام زين العابدين عليه السلام في المدينة، فسأله عن الغالب والمنتصر في كربلاء يوم عاشوراء، فأجابه الإمام السجّاد عليه السلام قائلاً:
"إذا دخل وقتُ الصلاة فأذِّن وأقِم تعرِفُ مِن الغالب!".

وهذا هو النصر المتحقّق بتحقّق الأهداف، وإن كان الناظرون إليه بعين الظاهر لا يرونه نصراً!

ومن ناحية أخرى فإنّ الذين يعيشون الحياة على أساس عقيدة حقّة نقيّة طاهرة، ويضحّون أيضاً بأنفسهم في سبيل هذه العقيدة، منتصرون دائماً وعل كلّ حال، لأنّهم- حسب التعبير القرآنيّ- أصحاب "إحدى الحسنيين"، سواء غلبوا أو استشهدوا.

وشهداء هذا الطريق- في الرؤية العاشورائيّة- منتصرون، لأنّ الشهادة هي الفوز الأكبر والفلاح العظيم، أمّا المتخلّفون عن قافلة الشهادة فيعيشون حياة بلا فتح، ذلك لأنّهم قصّروا بقعودهم عن نصرة الحقّ، وهل ثمَّ حياة أمرُّ من هذه الحياة؟ لمّا فصل سيّد الشهداء عليه السلام بركبه عن المدينة بعد خروجه منها دعا بقرطاس، وكتب رسالة إلى بني هاشم هي: "بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن عليّ إلى بني هاشم، أمّا بعد، فإنّ من لحق بي منكم استشهد، ومن تخلّف لم يبلغ الفتح، والسلام".

لقد دوّن الإمام عليه السلام في هذه الرسالة المباركة عبارة واحدة، لكنّها كانت قد تضمّنت كلّ معنى العظمة، وحوت البلاغ السامي في أنّ الشهادة تحت رايته عليه السلام هي فتح مبين! لا يبلغه من تخلّف عن الركب الحسينيّ.


نسألكم الدعاء




من مواضيع : الحوزويه الصغيره 0 التمسكم الدعاء ..
0 في مسألة الخاتمة ..
0 مشكلة عند فرمتة الجهاز
0 هلال الشهر بين الفتوى و الإخبار
0 حرمة التظليل - للـــــنقاش

الصورة الرمزية أبواسد البغدادي
أبواسد البغدادي
شيعي حسيني
رقم العضوية : 49442
الإنتساب : Mar 2010
المشاركات : 6,198
بمعدل : 1.20 يوميا

أبواسد البغدادي غير متصل

 عرض البوم صور أبواسد البغدادي

  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : الحوزويه الصغيره المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 14-12-2012 الساعة : 12:54 AM


اللهم صل على محمد وآل محمد
عظم الله لكم الاجر بمصاب ريحانة الرسول وثمرة قلب البتول ..

قتل الحسين فيالها من نكبةٍ .... اضحى لها الاسلام منهدم الذرا
رزء تدارك منه نفس محمدٍ ..... كدراً وابكى قبره والمنبرا
اهدى السرور لقلب هندٍ وابنها ...واساء فاطمة واشجى حيدرا ..

نعمهذا الحزن العميق على فقد سيد الشهداء ومفجر الثورات الانسانية ضد الطغاة والفجرة العتاة ..
هي فتيل تفجير الارادة لدى المؤمن ... وتحرك حب المواجهة باليد والعمل والقلم والكلمة ضدهم ...
وقول كلمة الحق التي قالها روحي فداه......

جزيتم خيرا اختي الجليلة موضوع رائع
ممنون


توقيع : أبواسد البغدادي
من مواضيع : أبواسد البغدادي 0 زيد بن ثابت يقبل يد ابن عباس!! ونحن نقبل يد خير الناس (هدية)
0 من هنا يطلع قرن الشيطان ..من عراقنا ام من نجدهم ؟
0 الخلافة الاسلامية (شرعية واقعية!) من قالها ! .... بلغ السيل الزبى
0 ابن عمر وابو هريرة يقولان ... معاوية كاااااااااافر ....
0 فـــــــــفـــــــــــل صــــــــــيني...( تقليد)

الصورة الرمزية س البغدادي
س البغدادي
شيعي حسيني
رقم العضوية : 69152
الإنتساب : Nov 2011
المشاركات : 18,859
بمعدل : 4.13 يوميا

س البغدادي غير متصل

 عرض البوم صور س البغدادي

  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : الحوزويه الصغيره المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-12-2012 الساعة : 12:00 AM


الاخت العزيزة ...الحوزوية الصغيرة ..بارك الله بكم وبمجهودكم الكبير العالي الثمين القيم ..الذي اعتبره منبرا حرا حسينيا ..ابدعت في التكلم والخطابة فيه ..فالسلام على الحسين .....
عزيزتي ..اتفق في كل ما طرحتيه وتتطابق كل ماذهبت فيه في خطابك مع ما تجول فيه سطوري وكلامي ...
لكن ..وعذرا ..
ان لحركة الحسين ونهضته ..تاثيرا بالغا ..وكبيرا في كل تفاصيل حياتنا الصغيرة وبمحطاتها الكبيرة والكثيرة ..
لكن ما يدغدغ مشاعري ..ويوقفني ويستعبرني ويثنيني ...هي تلك الوقفات التي اعتبرها ابا عبد الله الحسين .في حركته وهي ..الموت اولى من ركوب العار ..والعار اولى من دخول النار ...
فهذا القصيد والماثرة والمحطة الكربلائية الحسينية علمتني ان لاانحني ولا استكين تجاه العدو ...حتى ان استهين به في هكذا مواقف ...
علمني الحسين ..ان الكرامة اثمن من رغيف الخبز ....
علمني الحسين ..ان عندما احب ربي احبه لانه ربي ...
علمني الحسين ..احترام الكلمة ....
علمني الحسين ..الصبر على الاذى .والمصيبة ..
علمني الحسين ..ان الاسلام اغلى من الدم والروح والاهل والناس ..
علمني الحسين ..ان احبه كيف ..
صدقوني ..ليست هذه كلمات اسردها هنا وهناك لاجل املاء هذا السطر او لاكتساب كلمة الثناء ..ما هذا شاني ...بل هي حقا ما تعلمته من الحسين ..من كربلاء ...من عاشوراء التضحية والاباء ..
فالسلام على الحسين ...

ودي ....

توقيع : س البغدادي
من مواضيع : س البغدادي 0 السلام عليكم
0 الظهور بين الان والمستقبل
0 الشعائر الحسينية علاقتها بالشيعة
0 الحسين شهيد الكلمة والحريّة
0 ام البنين

الصورة الرمزية الحوزويه الصغيره
الحوزويه الصغيره
عضو فضي
رقم العضوية : 34252
الإنتساب : Apr 2009
المشاركات : 1,863
بمعدل : 0.34 يوميا

الحوزويه الصغيره غير متصل

 عرض البوم صور الحوزويه الصغيره

  مشاركة رقم : 8  
كاتب الموضوع : الحوزويه الصغيره المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي الدنيا منام والآخرة هي اليقظة
قديم بتاريخ : 15-12-2012 الساعة : 02:46 AM




اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام


الدنيا منام والآخرة هي اليقظة


كما أنّ الدنيا في الحقيقة ليست سوى رؤيا منام، وأنّ عالم اليقظة هو عالم الآخرة، كذلك فإنّ أكثر النّاس في هذه الدنيا نيام، فإذا ماتوا انتبهوا!

ومعيار السعادة والفلاح في الآخرة حيث الحياة الواقعيّة الحقّة، وليس في الدنيا التي هي أشبه ما تكون برؤيا المنام.

يقول الإمام الحسين عليه السلام:"إنّ الدنيا حلوها ومرّها حلم، والانتباه في الآخرة، والفائز من فاز فيها، والشقيُّ من شقي فيها".

وعلى أساس هذه النظرة فإنّ من يتعلّق قلبه بسعة الآخرة يرى الدنيا ضيّقة محدودة وخانقة، ويرى الموت جسراً يعبر به من مضائق الدنيا إلى رحاب الآخرة، ويسعى بكلّ جهده وطاقته للنجاح والموفقيّة في مرحلة ما بعد الموت، مرحلة الحياة الحقّة واليقظة الدائمة.

يقول الإمام الحسين عليه السلام وهو يحثّ أصحابه على الصبر والصمود يوم عاشوراء: "صبراً بني الكرام! فما الموت إلّا قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضرّاء إلى الجنان الواسعة والنعيم الدائمة، فأيّكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر؟! وما هو لأعدائكم إلّا كمن ينتقل من قصر إلى سجن وعذاب. إنّ أبي حدّثني عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:أنّ الدنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر، والموت جسر هؤلاء إلى جنّاتهم، وجسر هؤلاء إلى جحيمهم، ما كذبتُ ولا كُذِبت".

إن الذين لا يعرفون الآخرة ولا يرونها يكون من أصعب الأمور عليهم الانتقال من الدنيا إلى الآخرة، أمّا إذا كان الإنسان من أهل الإيمان والبصيرة، وكان يشاهد الآخرة في نفس هذه الدنيا، فإنّ هذه الرؤية الإيمانيّة الشهوديّة تُهوِّنُ عليه بل تحبّب إليه الانتقال إلى الآخرة، إذ يتغلّب الشوق إلى الآخرة على الركون إلى الدنيا.

إنّ نوع نظرة الإنسان إلى الدنيا والآخرة وإلى الارتباط بينهما له تأثير كبير وأساس في تحديد نوع عمل الإنسان.

يقول الإمام الحسين عليه السلام في الرسالة التي بعث بها من كربلاء إلى أخيه محمّد بن الحنفيّة وبني هاشم: "... أمّا بعدُ، فكأنّ الدنيا لم تكن! وكأنّ الآخرة لم تزل! والسلام". إنّ معرفة بالدنيا والآخرة كهذه المعرفة التي تمتدّ فيها أنوار تجليّات الآخرة لتغمر حتّى هذه الدنيا، هي السبب الذي جعل الدنيا في نظر الإمام عليه السلام ليست بدار قرار، فلا يصحُّ الركون إليها والاطمئنان بها، فكان عليه السلام رغبة في الارتحال عنها يعدُّ العمر لحظة شوقٍ إلى دار الخلود والنعيم، دار لقاء الله تعالى.


نسألكم الدعاء


من مواضيع : الحوزويه الصغيره 0 التمسكم الدعاء ..
0 في مسألة الخاتمة ..
0 مشكلة عند فرمتة الجهاز
0 هلال الشهر بين الفتوى و الإخبار
0 حرمة التظليل - للـــــنقاش

لؤي زباري محمد
عضو جديد
رقم العضوية : 20734
الإنتساب : Jul 2008
المشاركات : 43
بمعدل : 0.01 يوميا

لؤي زباري محمد غير متصل

 عرض البوم صور لؤي زباري محمد

  مشاركة رقم : 9  
كاتب الموضوع : الحوزويه الصغيره المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-12-2012 الساعة : 11:22 AM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم صلي على سيدنا محمد وال سيدنا محمد الطيبين الطاهرين المعصومين المنتجبين
سأكون بفظل الله واهل بيته الطاهرين يوم عاشوراء في كربلاء المقدسه لزيارة الاربعين زيارة الامام الحسين عليه السلام
واخيه ابي الفظل العباس واولاده واصحابه النجباء وسازور نيابه عن جميع المشتركين ومن سألني الدعاء وقلدني الزياره نسأل من الله القبول والشكروالجزيل لكم جميعا

لؤي الفضلي

من مواضيع : لؤي زباري محمد

تميم التميمي
عضو جديد
رقم العضوية : 72283
الإنتساب : May 2012
المشاركات : 9
بمعدل : 0.00 يوميا

تميم التميمي غير متصل

 عرض البوم صور تميم التميمي

  مشاركة رقم : 10  
كاتب الموضوع : الحوزويه الصغيره المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-12-2012 الساعة : 01:24 PM


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتهبسم الله الرحمن الرحيماللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريفاللهم كن لوليك الحجة بن الحسن (صلواتك عليه وعلى آبائه)في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً وهب لنا رأفته ورحمته ودعائه وخير برحمتك يا أرحم الراحمين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
عبره من مدرسه عاشوراء

لقد علّمنا سيد الشهداء ما ينبغي فعله في مواجهة الظلم والجور والحكومات الجائرة. فمنذ البداية كان- سلام الله عليه- يعلم طبيعة الطريق الذي اختاره وانه ينبغي له التضحية بجميع أهل بيته وأصحابه من أجل الإسلام. وكان يعلم نهايته أيضاً. ولو لم تكن هذه النهضة، لو لم تكن نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) لتسنى ليزيد وأتباعه خداع الناس وتعريفهم بالإسلام بشكل مقلوب. إذ أنهم لم يكونوا يؤمنون بالإسلام منذ البداية وكانوا يضمرون الحقد على أئمة المسلمين ويحسدونهم.

إن تضحيات سيد الشهداء وأهل بيته وأصحابه، هزمت الحكم الأموي، إذ لم يمض وقت طويل حتى تنبه الناس إلى عظمة الفاجعة والمصيبة التي ارتكبت بحق آل بيت الرسول، وقد أدّى ذلك إلى قلب الأوضاع ضد بني أمية. كما أوضحت واقعة كربلاء للإنسانية على مرّ التاريخ، طريق العزة والكرامة، وعلّمت الاحرار كيف تنتصر قوة الإيمان على السيف والأعداء مهما كان عددهم وعدتهم.

من مواضيع : تميم التميمي
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 02:44 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية