فترة الخطبة -تلك المرحلة الوردية التي يعيشها الشاب والفتاة ويبني كلٌ فيها أمالا وأحلاما مع شريك عمره- ما زالت لا تلقى الاهتمام الكافي من قبل المجتمع، بل يساء استغلالها كثيراً.
ينظر إلي الخطبة على أنها إحدى مراحل النمو الاجتماعي وهي مرحلة لازمة تسبق الزواج كما أنها مرحلة تسبقها خطوات أساسية في اختيار شريك الحياة وفق معايير محددة.
وقبل الشروع في الخطبة هناك بعض التساؤلات التي يثيرها البعض حول ضرورة التعارف قبل الخطبة، و فإننا يجب أن نفرق بين استطلاع رأي الفتاة في الخطبة وبين التواصل مع الفتاة من أجل مزيد من التعارف قبل الخطبة. فالأول يمكن أن يتم بعدة طرق من خلال وسطاء ثقة، أما التواصل للتعارف فلا يتم إلا من خلال الأهل.
اللقاء الأول
أما التخوف الأكبر في مرحلة الشروع في الخطبة فيأتي من: كيفية التعرف على مفاتيح شخصية الطرف الثاني, وما الأسئلة التي يجب توجيهها؟ وما عدد المرات المناسبة للتعرف على هذا الشخص؟
والحقيقة أن الزواج والأسرة لا يتم بناء على مقابلة واحدة، فهناك معايير وأسس للاختيار، من توافق اجتماعي واقتصادي وديني وتعليمي وطباع شخصية وآمال وأهداف مشتركة، ولا توجد عادات محددة للزواج، فلكل فئة أو طبقة اجتماعية عاداتها الخاصة وتقاليدها التي تتبعها، وهي ليست دينا ولا فرضا بل أعرافا متوارثة.
والتعرف على شخصية الطرف الثاني يتم عن طريق السؤال المباشر وغير المباشر للشخص عن نفسه، أحلامه، رأيه في بعض الأمور، مع التحذير من الوقوع في فخ أن الطرف الثاني ربما يتغير فيما بعد, لأن التغيير لا ينبع بحق إلا من الشخص نفسه، كما أن هذا اللقاء ليس مقابلة شخصية، لوظيفة بل لقاء من أجل التعرف على شريك الحياة.. يجب ألا يبالغ الشخص في الحديث الرسمي المتأنق بل تجرى الأمور بعفوية وتلقائية.
لماذا الخطبة؟
تعتبر فترة الخطبة من أهم وأخطر الفترات التي يمر بها الشباب من الجنسين، فهي مهمة لكونها فرصة للتعارف والتفاهم واكتشاف الأخلاق والطباع، لا سيما أن الخطيبين من بيئتين مختلفتين، كل منهما خضع لتجارب وأساليب تربوية مختلفة لا يعرفها الآخر، فقد تكون بعض العادات والتصرفات عند البعض غير مقبولة نهائيا، ولكنها مقبولة عند الطرف الآخر بلا أي قيود. ولذلك نرى أن لكل منهما طريقة وأسلوبا في الحياة، بل إن هناك أيضا مرجعا فكريا وعقليا لكل منهما يتصرف من خلاله ويوجهه في مسيرة الحياة.
وتكمن خطورة هذه الفترة في كثرة المجاملات والتصرفات المصطنعة، مما يؤدي لبناء تصورات غير صحيحة عن شريك الحياة ثم يحدث الزواج فتتبخر هذه الصورة ويعود لسيرته الأولى, لذا لا يجب الاستغراق في هذه المرحلة في الإعدادات المادية لبيت الزوجية فحسب، بل يجب استغلال هذه الفترة في التخطيط للمستقبل بين الطرفين والتعرف الجدي على الاهتمامات المشتركة والأحلام والتطلعات للأسرة الناشئة.
بين الخطيبين
و الخطبة مجرد وعد بالزواج الذي قد يتم، وقد لا يتم, وبالتالي فإن الفتاة المخطوبة أجنبية بالنسبة لخطيبها، والخاطب في فترة الخطبة مثل الأجنبي سواء بسواء، فالخطبة لا يترتب عليها أي حقوق أو واجبات.
كما أن الزواج في الإسلام أيضا علاقة بين أسرتين وليس بين فردين مجردين من محيطهما العائلي لذا فإن من أولويات هذه المرحلة التعرف أكثر على أسرة شريك الحياة ومحاولة كسبها وإقامة جسور من المودة خاصة مع والدي شريك الحياة، مع إسقاط الصورة السلبية التي صورها لنا الإعلام عن ضرورة وجود عداء بين أهل الزوج وزوجة ابنهم، وبين أهل الزوجة وصهرهم، والأمر لا يحتاج إلا لبعض الذكاء الاجتماعي في كسب قلوب أهل شريك الحياة.
السؤال الذي يطرح نفسه: ما المدة الكافية للخطبة وهل للخطبة زمن محدد؟
إن الإسلام لم يحدد زمنا معينا لفترة الخطبة، ولكنه ترك هذا لتقديرات الناس كل على حسب مصلحته، وعلى حسب وضعه، فالخطبة ما هي إلا وسيلة للنكاح.
مع الإشارة إلى أن الأمر ليس متعلقا بمدة معينة ولكنه متعلق بما سيتم في خلال هذه المدة, لأن العبرة بديناميكية الخطبة لا بمدتها، حيث يتفاعل فيها الخطيبان في المواقف المختلفة من أجل حدوث التعارف الحقيقي و يكون الانتقال للخطوة التالية وهي عقد الزواج بعد أن تحقق الخطبة أهدافها.
في كثير من الأحيان تترتب على فسخ الخطبة آثار نفسية خاصة على الفتاة، حيث الخوف من تكرار التجربة، وينتج ذلك عن النظر لفسخ الخطبة على أنه فشل، بينما هو الحقيقة غير ذلك، أو لخشيتها من عدم تقدم شخص آخر إليها لخطبتها السابقة.
إلا أن هذه المخاوف لا أساس لها من الصحة كما أن الرجال ليسوا متشابهين، ولكن المهم ألا تتعامل الفتاة مع نفسها كضحية للخطيب السابق، أو كمتهمة لفشل خطبتها، ولتعلم أن ترك الطرف الثاني لها أو رفضه ليس انتقاصا من شأنها إطلاقا، ولا يعد تقليلا من أنوثتها بأي صورة كما ينبغي ألا تسارع بقبول أي خطبة من باب رد الاعتبار لنفسها حتى لا تخسر وتعرض نفسها للمشاكل أو لخطبة فاشلة أو زواج غير ناجح، وعليها التمهل قبل الموافقة أو الرفض على أي خطبة أخرى، ولتحذر من المقارنة بين خطيبها السابق وبين أي خطيب قادم.
الهم صلي علي محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عاشق الزهراء
شكرااا جزيلا علي مشاركتك الرائعة
وفقك الله ورحم الله والديك ورزقك الله الزوجة الصالحة مع الذرية
الطيبة
مودتي
0 1خطوات لحفظ شباب الاسلام من الانحراف
من أهم ما يلزم على الدول الإسلامية والتيارات الإسلاميه فيها الاهتمام بالشباب، فانهم ـ على ما ذكره بعض علماء الاجتماع ـ ثلث المجتمع غالباً، ونشاطهم أكثر من الثلث، لحيويتهم واندفاعهم المتزايد، ولما يمتلكونه من طاقات جبارة وافكار خطيرة سلبا وايجابا ، فالمهم من العاشرة تقريباً إلى فوق الثلاثين بل إلى ما يقارب الأربعين ، وترك هؤلاء يؤدي إلى الكوارث المتعددة.
الأول: ضياع هذه الطاقة الهائلة بنفسها، وفي الحديث: » لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن اربع: عن عمره فيم أفناه، وشبابه فيم أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن حبّنا أهل البيت« بحار الأنوار: ج7 ص258 ومحل الشاهد هنا يسال الانسان عن شبابه فيما ابلاه
الثاني: عدم استفادة المجتمع من مواهبهم وطاقاتهم الكامنة فيهم.
الثالث: انحرافهم إلى الهدم، إما بالفساد بسبب الأعمال اللا أخلاقية ونحوها مما يعقب الأعراض والأمراض، واستعمال المواد المخّدرة، والانجذاب إلى الأحزاب الشرقية والغربية، بما فيها من الأديان المزيّفة التي صنعها المستعمرون في بلاد الإسلام، وبالنتيجة تكون آلة هدم الإسلام والمسلمين وبلاد الإسلام في سبيل المستعمر الشرقي أو الغربي.
ولذا فمن الواجب الاهتمام بشأن الشباب ـ من البنين والبنات ـ اهتماماً متزايداً بإعطاء حاجاتهم، وتوجيه طاقاتهم إلى حيث صلاح أنفسهم، وصلاح بلادهم، وصلاح مجتمعهم ، وذلك ليس بالشيء اليسير، بل بحاجة إلى عشرات المناهج البنّاءة، وانعقاد المؤتمرات الاستشارية، وما إلى ذلك، وذلك ممكن باتباع الأمور التالية:
مقومات الأمر
أولاّ: تكوين الأحزاب الإسلامية التابعة للمراجع، فيكون لكل مرجع حزب من شباب مقلّديه ومريديه، ويكون لدى المراجع جماعة من المثقفين الدينيين الزمنيين الثقاة النزيهين ليأخذوا زمام أولئك الشباب الذين ينخرطون في منظمة المرجع، ويكون شأن أولئك الثقاة إدارة أمور الشباب وإدارة هذه الجهة الخاصة، وهذا شيء غير سائر شؤون المرجع، حيث لكلّ مرجع جماعات يحفّون به لإدارة شؤون المسلمين، بعضهم لأجل إدارة الحوزة العلمية، وبعضهم لأجل إدارة شؤون الوكلاء، وبعضهم لأجل جواب المسائل الواردة، وبعضهم لأجل أمور المؤسسات الدينية كالمساجد والمدارس وما أشبه، وبعضهم لأجل الأمور المالية وهكذا، فيكون هذا البعض المقترح، لأجل إدارة أمور الشباب، ويتعاون بعض هذه الجماعات مع بعض، ومن الواضح أن الشاب إذا رأى طعاماً طيباً لا يجنح إلى الطعام الآسن الذي تهّيئه له شبكات الغرب والشرق من الفساد، شأنه شأن كل جائع حيث يتناول الفاسد إذا لم يجد الطيب من الطعام والشراب، وهذا الأمر الأول يكون عماداً للأمور التالية التي نذكرها.
ثانياً: تهيئة المكتبات والكتب اللائقة بشأن الشباب حسب مختلف مستوياتهم العمرية والثقافية والاجتماعية وهكذا، وكذلك بالنسبة إلى سائر أنواع الثقافة من المنابر، والإذاعات، والتلفزيونات، والجرائد، والمجلات، والأشرطة، والفيديوهات وما أشبه ذلك.
ثالثاً: إعطاؤهم الحاجات الثقافية من الروضة إلى الجامعة في مختلف شؤونها وخصوصياتها.
رابعاً: إعطاء رأس المال المناسب لمن يريد العمل منهم ولا مال له.. ليقوم بالاكتساب والاتجار والامتهان.
خامساً: إعطاؤهم حاجاتهم الجسدية من الزوج أو الزوجة بالنسبة إلى البنين والبنات ودار السكنى ومحل الكسب وما أشبه ذلك.
سادساً: عقد التنظيمات لهم من قبيل اتحاد الطلبة في المدارس، واتحاد المحامين، والأطباء، والحقوقيين، والنقابات العمالية وما أشبه ذلك.
سابعاً: توفير مكانات العبادة والنشاط الديني لهم من قبيل المساجد والحسينيات ونحوها.
ثامناً: إعطاؤهم الحاجات الصحية من قبيل المستوصفات والمستشفيات والصيدليات، وهكذا إعطائهم دور الرضاعة والحضانة ودور الولادة، وما أشبه هذه الأمور.
تاسعاً: جعل أفراد لحل مشاكلهم العائلية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها.
عاشراً: تعليمهم الكتاب والحكمة، وتزكيتهم من المهد إلى اللحد كما في الحديث، فان الإشراف على الشباب يستلزم ذلك.وماقراته مع اضافة منا هو من افكار المرجع الديني السيد الشيرازي قدس سره