إن البعض قد يستشكل، ويقول: إن الإنسان قد يكون من الصالحين، ويدعو بمعرفة واستكانة ومحبة في مواطن الإجابة: كقبة الحسين (ع)، أو عند الحطيم... أي هو يجمع كل شرائط استجابة الدعاء، ولكن لا تستجاب دعوته.. فلماذا؟..
الجواب: إن الله عزوجل قال: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، أي ما وعد بإعطاء الحاجة.. بل قال {أَسْتَجِبْ لَكُمْ}: أي أن الملف صار مقبولاً عند رب العالمين، ثم الأمر بعد ذلك له عزوجل، فإنه تعالى الأعلم بالمصالح.. فقد يرى بحكمته أن يعجل الاستجابة، أو يؤخرها إلى حين، أو يدخرها له لتلك الساعة في عرصات القيامة، حيث يكون العبد فيها أحوج ما يكون إلى الاستجابة.. ولهذا ورد في مضمون بعض الروايات: أن العبد عندما يرى سعة رحمة الله تعالى، وعظيم جزائه وتعويضاته، يتمنى أنه لو لم تستجب له دعوة واحدة في الدنيا.. فمثلاً: هناك إنسان في الدنيا يكون في ضائقة مالية، مديون بألف دينار مثلاً، فسأل الله عزوجل، فاستجاب له وفك ضائقته.. ولكن في يوم القيامة فإن هذا الإنسان عندما يقال له: إن ثواب صبرك على الضائقة المالية هو ألف قصر، وفي كل قصر فيه ألف حورية، كل ذلك كان سيعطى لك، لو
لم تعطَ الألف دينار في الدنيا.. فيقول: يا رب، ليتك لم تعطني هذا المال، وأعطيتني هذا النعيم!.. فيتحسر على ذلك.