العملية التفجيرية في شرق الجزائر تحصد 84 قتيلاً وجريحاً
أعلنت مصادر طبية وأمنية ان حصيلة انفجار السيارة المفخخة الذي استهدف السبت، ثكنة عسكرية شرق العاصمة الجزائر ارتفعت الى 37 قتيلاً و 47 جريحاً أغلبهم عناصر من خفر السواحل. وقبل ذلك أعلنت وزارة الداخلية في بيان، ان الهجوم الذي نفذ صباح السبت في دليس (ولاية بومرداس) مستهدفا ثکنة عسکرية، اوقع 30 قتيلا بينهم 3 مدنيين و47 جريحا. ولفتت الى ان بين الجرحى 3 مدنيين ايضا وان المهاجمين الاثنين اللذين نفذا الهجوم قضيا في موقع الحادث.
ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الان.
وکان منفذ الهجوم يستهدف ثکنة لخفر السواحل تابعة لسلاح البحرية الجزائرية. وقد قام باختراق مدخل الثکنة الخلفي وتوغل نحو 20 مترا داخلها قبل ان يفجر شاحنته بحسب ما افاد شهود.
وتبين ان الشاحنة المسجلة في العاصمة کانت تقوم بنقل المؤن الى الثکنة، وقد خطف سائقها الحقيقي قبل وصوله الى الثکنة واستبدل بشخص مجهول بعد نقل المتفجرات الى الشاحنة، کما اشارت العناصر الاولى للتحقيق.
وانفجرت الشاحنة داخل الثکنة المؤلفة من شاليهات جاهزة وقد تفجرت غالبيتها بسبب قوة الانفجار. وانتشر الحطام وبقايا الاخشاب والاسمنت على بعد مئات الامتار من مکان الانفجار. ووصلت قطع الثياب والحقائب الى اعمدة شبکة الکهرباء والسياج المحيط بالمرفأ.
وشوهدت سيارات الاسعاف والمروحيات تروح وتجيء الى مکان الانفجار.
وقد تم تطويق المرفأ وانتشر رجال شرطة مکافحة الارهاب في المکان. واتخذت قوى الامن مواقع لها في المدينة في حين کان السکان المذهولون يحاولون الاستعلام من رجال الشرطة الغاضبين.
وکانت دليس الواقعة في منطقة القبائل مسرحا لعدد من الهجمات في السنوات الاخيرة. وتعتبر هذه المنطقة التي تقع على سفح جبل سيدي علي بوناب المعروف بغاباته الکثيفة، بمثابة معقل للمسلحين منذ بداية اعمال العنف في الجزائر في1990.
ويأتي هذا الهجوم بالسيارة المفخخة غداة عملية اخرى استهدفت الخميس موکب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في باتنة (شرق الجزائر) واوقعت 22 قتيلا واکثر من 100 جريح.
ودان الاتحاد الاوروبي السبت باشد التعابير الهجوم التفجيري في دليس. وقالت الرئاسة البرتغالية للاتحاد في بيان، ان المسؤولين عن هذا الاعتداء الجبان ينبغي احالتهم امام القضاء، مشيرة الى ان ما أسمته بالارهاب بکل اشکاله يشکل احد اکبر التهديدات للسلام في العالم.
بدورها، نددت الحکومة الاسبانية بالهجوم واكدت التزامها دعم الجزائر في مکافحة الارهاب.
کما دانت وزارة الخارجية الفرنسية السبت الهجوم وقالت في بيان، ان فرنسا تدين الاعتداء الجديد الذي وقع صباح السبت في مدينة دليس.
وفي الامم المتحدة، دان مجلس الامن الدولي من جديد کل الاعمال الارهابية وباشد التعابير هذا الاعتداء الشنيع.
ووقعت هجمات تفجيرية عدة منذ الحادي عشر من نيسان/ابريل في الجزائر عندما استهدف هجومان متزامنان بسيارة مفخخة القصر الحکومي (وسط العاصمة) ومفوضية للشرطة ما اسفر عن 30 قتيلا على الاقل واکثر من 200 جريح، بحسب حصيلة رسمية.
وفي الاخضرية (70 کلم شرق العاصمة الجزائرية)، تعرضت ثکنة للجيش في 11 من تموز/يوليو لتفجير بسيارة مفخخة. وادى الهجوم الى مقتل 10 اشخاص على الاقل وجرح 35 اخرين في صفوف العسکريين.
وقالت تقارير اخبارية أن ما يسمى بفرع القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي بقيادة ابو مصعب عبد الودود الذي تبنى هجمات العاصمة والاخضرية، تبنى هجومي السبت في دليس والخميس في باتنة.
واعتبر رئيس الحکومة عبد العزيز بلخادم ان ما وصفه بالارهاب بدأ ينحسر في الجزائر، وان المسلحين لن ينجحوا في افشال سياسة المصالحة الوطنية التي اطلقها الرئيس الجزائري.