في الليلة الثالثة عشر من شهر مُحرم الحرام
وبعد أن ظلت الأجساد الطاهرة لسيد الشهداء
وأصحابه وأهل بيته في العراء ثلاثة أيام دون دفن
أتى الإمام زين العابدين ليدفن الحسين وأنصاره وقد كان معه قبيلة بني أسد
بنو أسد اسم قبيلة من قبائل العرب، من أبناء أسد بن خزيمة بن مدركة. كان لهذه القبيلة شرف دفن الجسد الشريف لسيد الشهداء وأنصاره بعد واقعة الطف عام61 للهجرة. وظهر من هذه القبيلة بعض أصحاب الأئمة، إضافة بعض الشعراء والعلماء وزعماء الامامية. وكانت بعض نساء النبي من هذه القبيلة أيضا. نزحت قبيلة بني أسد في عام 19 للهجرة من الحجاز إلى العراق وسكنت الكوفة والغاضرية من أعمال كربلاء، وتعد هذه القبيلة من قبائل العرب الشجاعة. عند بناء الكوفة اتخذت هذه القبيلة لنفسها حيا خاصا بها إلى الجنوب من مسجد الكوفة. وفي عام 36 بايعوا عليّاً ووقفوا إلى جانبه في معركة الجمل. و في واقعة الطف عام61 انقسموا إلى ثلاث فصائل: فصيل ناصر الحسين، وآخر ناوءه وفصيل ثالث وقف على الحياد. وكان من جملة زعمائهم الذين ناصروه: حبيب بن مظاهر، وأنس بن الحرث، ومسلم بن عوسجة، وقيس بن مسهر، وموقع بن ثمامة، وعمرو بن خالد الصيداوي. أما المناوئين له فكان من جملة زعمائهم حرملة بن كاهل الاسدي قاتل الطفل الرضيع. أما الطائفة الثالثة (المحايدة) فقد مرّت نساؤهم بأرض المعركة وشاهدن أجساد القتلى فذهبن إلى ديارهم وطلبن من الرجال الذهاب لدفن تلك الأجساد. ولأنهم لم يكونوا يعرفوا الأجساد فقد بقوا متحيرين في الأمر، وفي تلك الأثناء جاء الإمام السجاد وعرفهم بأجساد أهل البيت والأنصار فردا فردا، وساعدوه في دفن أجساد الشهداء، فكان في ذلك منقبة لهم.