|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 77832
|
الإنتساب : Mar 2013
|
المشاركات : 722
|
بمعدل : 0.17 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
هوايات يزيد (لعنه الله) الشاذة واستهتاره
بتاريخ : 04-08-2013 الساعة : 07:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
هوايات يزيد (لعنه الله) الشاذة واستهتاره
يقول العالم الأزهري الشيخ عبدالله العلايلي في كتابه عن الإمام الحسين عليه السلام : سمو المعنى في سمو الذات/59: ( إذا كان يقيناً أو يشبه اليقين أن تربية يزيد لم تكن إسلامية خالصة أو بعبارة أخرى: كانت مسيحية خالصة ، فلم يبق ما يستغرب معه أن يكون متجاوزاً مستهتراً مستخفاً بما عليه الجماعة الإسلامية ، لايحسب لتقاليدهما واعتقاداتها أي حساب ولا يقيم لها وزناً ). انتهى.
ويؤيد ذلك أن ندماءه وخاصته نصارى ، فكان سرجون النصراني صاحب أمره كما كان صاحب سر أبيه(تاريخ دمشق:20/161).قال الشيخ باقر القرشي في حياة الإمام الحسين عليه السلام :2/184: (واصطفى يزيد جماعة من الخلعاء والماجنين فكان يقضي معهم لياليه الحمراء بين الشراب والغناء ، وفي طليعة ندمائه الأخطل الشاعر المسيحي الخليع فكانا يشربان ويسمعان الغناء وإذا أراد السفر صحبه معه . ولما هلك يزيد وآل أمر الخلافة إلى عبد الملك بن مروان قرَّبه فكان يدخل عليه بغير استئذان وعليه جبة خز وفي عنقه سلسلة من ذهب والخمر يقطر من لحيته). (الأغاني:7/170).
وقال العالم الأزهري الشيخ محمود أبو رية في كتابه شيخ المضيرة أبو هريرة/177:
(كان يزيد هذا صاحب لهو وعبث مسرفاً في اللذات مستهتراً ، وكانت أمه ميسون نصرانية كنائلة زوج عثمان... وانغمس في اللذات وأخذ منها ما شاء له هواه وفسقه ، وقد كانوا يسمونه: يزيد القرود ويزيد الخمور ). انتهى.
وقال ابن الطقطقي في الآداب السلطانية/34: (وكان يزيد بن معاوية أشد الناس كلفاً بالصيد لايزال لاهياً به ، وكان يُلبس كلاب الصيد الأساور من الذهب والجلال المنسوجة منه ، ويهب لكل كلب عبداً يخدمه).انتهى.
ولا بد أن نضيف الى خمره وقروده وصيده: هوايته مهارشة الكلاب ، وصراع الديكة ، والأتن الوحشية ، والدباب ، والمعازف ، والرقص .
وأسوأ منه أنه كان لايسمع بامرأة جميلة إلا وأرادها ! ومن أمثلة ذلك سلامة المغنية ، وأرينب زوجة ابن سلام القريشي والي البصرة.
وأسوأ منه أنه كان مفرطاً في هواياته مشغولاً بها ! فلايكاد يفيق من سكرةٍ حتى يدخل في سكرة ! وقد شهدوا بأنه كان يتباهى بهواياته كأمه ميسون التي تباهت بعشيقها البدوي وفضلته على معاوية ، وكان يتجاهر بسلوكه مستهتراً بالدين والأخلاق ، ويعمل لنشره في الأمة ويردد:
معشر الندمان قوموا واسمعوا صوت الأغاني
واشربوا كأس مدام واتركوا ذكر المثاني
شغلتني نغمة العيدان عن صوت الأذان
وتعوضت من الحور عجوزاً في الدنان
(فتوح ابن الأعثم:4/332)
لكن مُحبيه كابن كثير يزعمون أن ذلك كان في حداثته ، وأن أباه نصحه فانتصح
قال في النهاية:8/248: (أمير المؤمنين أبو خالد الأموي... توفي في الرابع عشر من ربيع الأول سنة أربع وستين... وكان كثير اللحم عظيم الجسم كثير الشعر جميلاً طويلاً ضخم الهامة محدد الأصابع غليظها مجدراً ، وكان أبوه قد طلق أمه وهي حامل به....كان يزيد في حداثته صاحب شراب يأخذ مأخذ الأحداث فأحس معاوية بذلك فأحب أن يعظه في رفق فقال: يا بني ما أقدرك على أن تصل إلى حاجتك من غير تهتك يذهب بمروءتك وقدرك ويشمت بك عدوك ويسئ بك صديقك.. قلت: وهذا كما جاء في الحديث: من ابتلي بشئ من هذه القاذورات فليستتر بستر الله عز وجل). انتهى.
أقول: يريد ابن كثير أن يُدافع عن إمامه يزيد بأنه كان يرتكب القاذورات في أول شبابه فقط ! لكن ماذا يصنع بالنصوص المتواترة بأن إمامه كان مدمناً لمنكراته وتهتكه ، وقد نص على بعضها الإمام الحسين عليه السلام وكذلك ابن عمر وابن أبي بكر وغيرهم في مناقشاتهم لمعاوية ! بل روى ثقاتهم أن يزيداً لم يستطع ترك الخمر يوماً واحداً في الحج ! وقصته مع الإمام الحسين عليه السلام مشهورة رواها في تاريخ دمشق:65/406 وغيره وقد تقدمت في محاولة معاوية تلميع يزيد للخلافة ، وغرساله أميراً للحج
وبسبب حبه ليزيد نسي ابن كثير هنا ما كتبه في المجلد السادس/262، قال: (قلتُ: وكان سبب وقعة الحرة أن وفداً من أهل المدينة قدموا على يزيد بن معاوية بدمشق فأكرمهم وأحسن جائزتهم ، وأطلق لأميرهم وهو عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر قريباً من مائة ألف ، فلما رجعوا ذكروا لأهليهم عن يزيد ما كان يقع منه من القبائح في شربه الخمر ، وما يتبع ذلك من الفواحش التي من أكبرها ترك الصلاة عن وقتها بسبب السكر ! فأجتمعوا على خلعه ، فخلعوه عند المنبر النبوي ) ! انتهى. فقد نص هو على استمرار يزيد خمره وقبائحه الى سنة الحرة وهي آخر سنة من عمره. وروى الطبري:4/421 قول الشاعر أنه مات سكراناً:
أبني أمية إن آخر ملككم جسدٌ بحُوَّارين ثَمَّ مُقيمُ
طرقت منيته وعند وسادِهِ كوبٌ وزقٌّ راعفٌ مرثوم
ومُرِنَّةٌ تبكي على نشوانةٍ بالصنج تقعد تارة وتقوم).
بل نقل البلاذري في أنساب الأشراف/1277شهادة جماعة من علماء السنة على أنه تبنى سياسة إشاعة هواياته السيئة في المسلمين ! قال: (حدثني العمري عن الهيثم بن عدي عن ابن عياش ، وعوانة ، وعن هشام ابن الكلبي عن أبيه ، وأبي مخنف وغيرهما قالوا:كان يزيد بن معاوية أول من أظهر شرب الشراب والإستهتار بالغناء ، والصيد واتخاذ القيان والغلمان ، والتفكه بما يضحك منه المترفون من القرود والمعاقرة بالكلاب والديكة).انتهى.
وقال المسعودي في مروج الذهب:3/67 ، وطبعة/717: (وكان يزيد صاحب طرب وجوارح وكلاب وقرود وفهود ومنادمة على الشراب ، وجلس ذات يوم على شرابه وعن يمينه ابن زياد ، وذلك بعد قتل الحسين فأقبل على ساقيه فقال:
إسقني شربة تُرَوِّي مِشاشي ثم مِلْ فاسق مثلها ابن زياد
صاحب السر والأمانة عندي ولتسديد مغنمي وجهادي
ثم أمر المغنين فغنوا به ! وغلب على أصحاب يزيد وعماله ما كان يفعله من الفسوق ، وفي أيامه ظهر الغناء بمكة والمدينة واستعملت الملاهي وأظهر الناس شرب الشراب ! وكان له قرد يكنى بأبي قيس يُحضره مجلس منادمته ويطرح له متكأ ، وكان قرداً خبيثاً وكان يحمله على أتان وحشية قد رِيضت وذُلِّلت لذلك بسرج ولجام ، ويسابق بها الخيل يوم الحلبة فجاء في بعض الأيام سابقاً فتناول القصبة ودخل الحجرة قبل الخيل ! وعلى أبي قيس قباء من الحرير الأحمر والأصفر مشمر ، وعلى رأسه قلنسوة من الحرير ذات ألوان بشقائق ، وعلى الأتان سرج من الحرير الأحمر منقوش ملمع بأنواع من الألوان ! فقال في ذلك بعض شعراء الشام في ذلك اليوم:
تمسك أبا قيس بفضل عنانها فليس عليها إن سقطتَّ ضمانُ
ألا من رأى القرد الذي سبقت به جيادُ أمير المؤمنين أتان.
ومع السلامة.
|
|
|
|
|