العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الشيخ عباس محمد
عضو برونزي
رقم العضوية : 81994
الإنتساب : Apr 2015
المشاركات : 1,288
بمعدل : 0.39 يوميا

الشيخ عباس محمد غير متصل

 عرض البوم صور الشيخ عباس محمد

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي الإمام علي ( عليه السلام ) في رأي عمر بن الخطاب مصادر سنية
قديم بتاريخ : 09-01-2018 الساعة : 08:20 PM


الإمام علي ( عليه السلام ) في رأي عمر بن الخطاب
1 - عمر يعترف : علي هو الولي وأخو النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
أخرج الحافظ العلاّمة جمال الدين الموصلي الحنفي المشهور بابن حسنويه ـ 680 هـ‍ ـ بسنده عن أنس بن مالك ، قال : لمّا كان يوم المؤاخاة ، وآخى النبي ( صلى الله عليه وآله ) بين المهاجرين والأنصار ، وعلي ( عليه السلام ) واقف يراه ويعلم مكانه ، لم يؤاخِ بينه وبين أحد ، فانصرف علي ( عليه السلام ) باكي العين .
قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( يا بلال ، اذهب فائتني به . فمضى بلال وأتى علياً ، وقد دخل منزله فرأته فاطمة ( عليها السلام ) فقالت : ما يبكيك لا أبكى الله عينيك ؟ قال ( عليه السلام ) : يا فاطمة ، آخى النبي ( صلى الله عليه وآله ) بين المهاجرين والأنصار ، وأنا واقف يراني ويعلم مكاني ، لم يؤاخِ بيني وبين أحد . قالت ( عليها السلام ) : لا يحزنك ، لعلّك إنّما أخّرك لنفسه ، فطرق بلال الباب وقال : يا علي ، أجب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . فأتى علي إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) . فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ما يبكيك ، يا أمير المؤمنين ؟ فقال علي ( عليه السلام ) : آخيت بين المهاجرين والأنصار ، وأنا واقف تعرف مكاني لم تؤاخِ بيني وبين أحد ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي ، إنّما أخّرتك لنفسي كما أمرني ربّي ، قم ، يا أبا الحسن ، فأخذ بيده ورقى المنبر وقال : اللهم إنّ هذا مني وأنا منه ، أَلا إنّه بمنزلة هارون من موسى ، أيّها الناس ، أَلست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : بلى . قال ( صلى الله عليه وآله ) : مَن كنت مولاه فعلي مولاه ، ومَن كنت وليه فعلي وليه ، اللهم ، إنّي
قد بلّغت ما أمرتني به ) ، ثمّ نزل ، وقد سُرّ علي ( عليه السلام ) ، فجعل الناس يبايعونه ، وعمر بن الخطاب يقول : بخ بخ لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولانا ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، امرأة مَن يعاديك طالق طلقةً (1) . ..
أقول : هلاّ أخرج عمر رأسه من تحت الثرى ، ورأى أنواع العداء والبغضاء والتنكيل ، التي حيكت على الإمام علي ( عليه السلام ) ، منذ وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) حتى شهادته ، وبعد شهادته إلى يومنا هذا ، حيث مرّ على ذلك ألف وأربعمِئة عام من الزمن ، وكلّما سبر عليه الدهر ازداد وضوحاً ، ثمّ يجيب عن هذه التساؤلات : مَن هو المسبّب الأوّل الذي قام بهذه الأعمال الشنيعة بحق علي ( عليه السلام ) ؟ مَن هو أوّل مَن أنكر مولوية الإمام علي ( عليه السلام ) وأولويته ، وتعدى على حدود المولوية العلوية ، حتى أن صيّر علياً ( عليه السلام ) جليس الدار فترة تربو على خمس وعشرين سنة ؟
2 - عمر يعترف : خلق الله ملائكةً من نور وجه علي (عليه السلام ) .
روى العلاّمة الخطيب الخوارزمي بسنده عن عثمان بن عفان قال : سمعت عمر بن الخطاب قال : سمعت أبا بكر بن أبي قحافة قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( إنّ الله تعالى خلق من نور وجه علي بن أبي طالب ملائكةً يسبّحون الله ، ويقدّسون الله ، ويكتبون ثواب ذلك لمحبيه ومحبي وُلده ) (2) .
ــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) إحقاق الحق 6 : 468 نقلاً عن ابن حسنويه في در بحر المناقب : 43 ، أرجح المطالب : 425 ، الرياض النضرة 3 : 126.
( 2 ) مقتل الحسين ( عليه السلام ) : 97، المناقب للخوارزمي : 329 فصل ( 19 ) ح 348 ولكنّه أسقط من الحديث جملة : يسبّحون ويقدّسون . ..
3 - عمر يعترف : علي أخو النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
روى محدّث أهل السُنة الإمام أحمد بن حنبل ، بسنده عن عمر بن الخطاب قال : إنّ النبي آخى بين الناس وترك علياً ، حتى بقي آخرهم لا يرى له أخاً ، فقال ( عليه السلام ) : ( آخيت بين الناس وتركتني ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : ولِمَ تراني تركتك ؟ إنّي تركتك لنفسي ، أنت أخي وأنا أخوك ، فإن ذاكرك ـ ناقشك ـ أحد فقل : أنا عبد الله ، وأخو رسوله ، لا يدّعيها بعدي إلاّ كذّاب ) (1) .
4 - عمر يعترف : علي وآله في ظل العرش الإلهي .
روى العلاّمة الخطيب الخوارزمي وغيره ، بإسنادهم عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( إنّ علياً وفاطمة والحسن والحسين في حظيرة القدس ، في قبة بيضاء ، سقفها عرش الرحمن عزّ وجلّ ) (2) .
5 - عمر يعترف : لعلي خصال انفرد بها .
روى العلاّمة الحافظ المتقي الهندي ، بسنده عن الخليفة العباسي المأمون عن
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) فضائل الصحابة 2 : 617 ح 1055 ، الرياض النضرة 3 : 125 ، المناقب لأحمد بن حنبل : 120 ح 177.
أقول : ومَن يراجع التاريخ ، يلاحظ بأنّ عمر بن الخطاب هو أَوّل مَن أنكر أخوة النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعلي ( عليه السلام ) ؛ وذلك عندما أراد القوم أخذ البيعة زوراً وقهراً من علي ( عليه السلام ) . راجع الإمامة والسياسة : 19 - 22 ( المعرّب )
( 2 ) المناقب للخوارزمي : 302 فصل ( 19 ) ح 298 ، فرائد السمطين 1 : 49 ح 14 ، وفيه : أنا وعلي وفاطمة . . . ، كنز العمال 12 : 100 ح 34177 ، تاريخ مدينة دمشق 13 : 229 ، خرّجه عن الدار قطني ، مناقب سيدنا علي : 20 ح 65 ، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد 5 : 92 ، القول الفصل : 29 عن ابن عساكر والدار قطني والطبراني ، أهل البيت لتوفيق أبو علم : 125 ح 8، أرجع المطالب : 311 .
الرشيد ، حدثني المهدي ، حدثني المنصور ، حدثني أبي ، حدثني عبد الله بن عباس ، قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : كفّوا عن ذكر علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فقد رأيت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيه خصالاً ، لأن تكون لي واحدة منهنّ في آل الخطاب ، أحب إلي ممّا طلعت عليه الشمس ، كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة في نفر من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فانتهيت إلى باب أمّ سلمة وعلي قائم على الباب فقلنا : أردنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال ( عليه السلام ) : ( يخرج إليكم ، فخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فسرنا إليه فاتكأ على علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ثمّ ضرب بيده منكبه ثمّ قال : إنّك مخاصَم تخاصم ، أنت أوّل المؤمنين إيماناً ، وأعلمهم بأيام الله ، وأوفاهم بعهده ، وأقسمهم بالسوية ، وأرأفهم بالرعية ، وأعظمهم رزيةً ، وأنت عاضدي وغاسلي ودافني ، والمتقدّم إلى كل شديدة وكريهة ، ولن ترجع بعدي كافراً ، وأنت تتقدّمني بلواء الحمد ، وتذود عن حوضي ) (1) .
ورواه غير واحد من أعلام الحديث والتاريخ ، كالإسكافي (2) وابن عساكر ، (3) وابن أبي الحديد (4) ، والسيوطي (5) ، وزادوا : أبشر ـ يا علي بن أبي طالب ـ إنّك مخاصم ، وإنك تخصم الناس بسبع لا يجاريك أحد في واحدة منهنّ .
وزاد خطيب خوارزم (6) ومحب الدين الطبري (7) ما لفظه : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي ) .
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) كنز العمال 13 : 117 ح 36378.
( 2 ) نقض العثمانية : 292.
( 3 ) تاريخ مدينة دمشق 42 : 58 ترجمة الإمام علي ( عليه السلام) .
( 4 ) شرح نهج البلاغة 13 : 230 أخرجه عن نقض العثمانية .
( 5 ) اللآلئ المصنوعة 1 : 323 .
( 6 ) المناقب للخوارزمي : 54 فصل ( 4 ) ح 19 .
( 7 ) الرياض النضرة 3 : 109 و 118 وقال : أخرجه ابن السمان في الموافقة .
وزاد الأمر تسري (1) ما لفظه : ( يا علي ، مَن أحبك فقد أحبني ، ومَن أحبني فقد أحب الله ، ومَن أحب الله تعالى أدخله الجنة ، ومَن أبغضك فقد أبغضني ، ومَن أبغضني فقد أبغضه الله تعالى وأدخله النار ) .
6 - عمر يعترف بحديث المنزلة .
أخرج الحفّاظ والمؤرّخون منهم العلاّمة الخطيب البغدادي ، بسندهم عن سويد بن غفلة ، عن عمر بن الخطاب : أنّه رأى رجلاً يسب علياً ( عليه السلام ) فقال عمر : إنّي أظنّك منافقاً ، سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( إنّما علي مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي ) (2) .
7 - عمر يؤذي النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعلي ( عليه السلام ) .
روى العلاّمة الشيخ بهاء الدين أبو القاسم القفطي الشافعي ، بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : قال عمر بن الخطاب : كنت أجفو علياً ( عليه السلام) ، فلقيني النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : ( آذيتني يا عمر ! فقلت : بأي شيء ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : تجفو علياً ! من آذى علياً فقد آذاني ) .
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) أرجح المطالب : 518.
( 2 ) تاريخ بغداد 7 : 453 ، الرياض النضرة 3 : 118 ، وقال : أخرجه ابن السمان في الموافقة ، تاريخ مدينة دمشق 42 : 166 ـ 167 ترجمة الإمام علي بثلاث طرق ، الكامل في الجرح والتعديل 1 : 301 ، فتح الباري في شرح صحيح البخاري 7 : 60 رواه عن عمر ، وتابعه عن ثلاثة عشر طريقاً آخر ، كنز العمال 11 : 607 ح 32934 ، فرائد السمطين 1 : 360 ـ 361 أخرجه بثلاث طرق عن عمر بن الخطاب ، إحقاق الحق 16 : 24 أخرجه عن مفتاح النجاة للبدخشي ـ 1126 هـ‍ ـ ومناقب العشرة للاسكواري النقشبندي ، الروض الأزهر : 98.
فقلت : والله لا أجفو علياً أبداً (1) .
نعم ، فإنّ إحراق باب دار علي من قِبل الخليفة عمر ، الذي عاهد النبي وحلف قسماً بالله عزّ وجل ، وأعطى النبي ( صلى الله عليه وآله ) عهداً بأن لا يجفو علياً أبداً ، ليس من الجفاء ! وإن كان عمر قد أشعله ! إلاّ أنّه لم يحرق علياً نفسه ، وذلك وفاءً لعهده ويمينه بأن لا يجفو علياً !! (2) .

8 - عمر يعترف : حب علي ( عليه السلام ) براءة من النار .
أخرج العلاّمة المحدّث ابن شيرويه الديلمي الهمداني ، بسنده عن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( حب علي ( عليه السلام ) براءة من النار ) (3) .
9 - عمر يعترف : كلّ الأنساب مقطوعة في القيامة إلاّ نسب علي ( عليه السلام ) .
روى أهل الحديث والسير وأرباب الصحاح والسُنن ، بإسنادهم عن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( كلّ سبب ونسب يوم القيامة منقطع إلاّ سببي ونسبي ) (4) .
ـــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الأنباء المستطابة : 64 ، التدوين في أخبار قزوين للرافعي القزويني 3 : 390 ، ملحقات إحقاق الحق 16 : 592 و 21 : 542.
أقول : طبقاً لهذه الرواية فإنّ أذى علي أذى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وجفاءه جفاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) . وقال الألباني في معنى الجفاء : إنّ جفاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) من الذنوب الكبائر إن لم يكن كفراً . الأحاديث الضعيفة 1 : 61. ( المعرّب ) .
( 2 ) راجع مصادر هذا الأمر في ص 41 - 42 .
( 3 ) فردوس الأخبار 2 : 142 ح 2723 ، كنز الحقائق للمناوي : 67 ، مودة القربى : 180 ، إحقاق الحق 7 : 148 أخرجه عن نُزل السائرين للتفريشي .
( 4 ) فضائل الصحابة 2 : 625 ح 1069 - 1070 ، مناقب أمير المؤمنين لأحمد بن حنبل : 129 ح 191 و 192، المعجم الكبير 3 : 37 ح 2634، المصنّف للصنعاني 6 : 163 ح 10354 ،
ومن الواضح أنّ دوام سبب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وعدم انقطاع نسبه إلى هذا الزمان ـ بل إلى يوم القيامة ـ حيث يمر على ذلك أربع عشرة قرناً ونيف ، إنّما يكون بفضل مصاهرة الإمام علي ( عليه السلام ) إيّاه ، وتزوّجه بفاطمة بنت النبي ( صلى الله عليه وآله ) لا غير ، بينما نرى أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد تزوج عِدة نساء ، ورُزق من بعضهنّ بنين وبنات ـ في حين بعض زوجاته كنّ عقيمات ـ إلاّ أنّه لم يبقَ له منهنّ ولد ، وانقطع نسب النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن طريقهم ، إلاّ عن طريق ابنته فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) وصهره علي ( عليه السلام ) ؛ حيث إنّ الله عزّ وجل رزقه عن طريقها أولاداً وبناتاً وأحفاداً ، يُعدّون اليوم بالملايين ، ومنهم الأئمة الأحد عشر من وُلديهما ( عليهم السلام ) .
10 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) قاتل مرحب وفاتح خيبر .
أخرج العلاّمة الخطيب الخوارزمي وغيره من المحدّثين والمؤرّخين ، بسندهم عن عمر بن الخطاب ، قال : رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم خيبر : ( لأعطينّ الراية غداً رجلاً ، يحب اللهَ ورسوله ، ويحبه اللهُ ورسوله ، كرّاراً غير فرّار ، يفتح الله عليه ، جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ، فبات المسلمون كلهم يستشرفون لذلك ، فلمّا أصبح قال ( صلى الله عليه وآله ) : أين علي بن أبي طالب ؟
ــــــــــــــــــــ
تاريخ أصفهان 1 : 199 ، ذخائر العقبى : 168 رواه عن مناقب أحمد ، تاريخ بغداد 6 : 182 رواه محرّفاً ومزوّراً ، حلية الأولياء 26 : 34، و 7 : 314 ، المستدرك على الصحيحين 3 : 142، الطبقات الكبرى 8 : 463 ترجمة أمّ كلثوم ، فيض القدير 5 : 20 شرح ح 6309 ، المناقب لابن المغازلي : 108 رواه بثلاث طرق ح 150 - 152 - 153 ، الجامع الصغير 2 : 280 ح 6309 وص 288 ح 6361 ، السُنن الكبرى 7 : 63 كتاب النكاح باب الأنساب كلها منقطعة . . . ، تاريخ اليعقوبي 2 : 49 ، السراج المنير شرح الجامع الصغير للعزيزي 3 : 89 ، شرح نهج البلاغة 12 : 106 ، تذكرة الحفّاظ 3 : 910 ترجمة أبي إسحاق بن حمزة رقم 873 ، إزالة الخفاء 2 : 68 ، مجمع الزوائد 4 : 271 - و 9 : 173 ، تلخيص المستدرك 3 : 142.
قالوا : أَرمد العين ، قال ( صلى الله عليه وآله ) : آتوني به . فلمّا أتاه ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ادن مني ) ، فدنا منه ، فتفل في عينيه ومسحهما بيده ، فقام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بين يديه ، وكأنّه لم يرمد وأعطاه الراية ، فقتل مرحب وأخذ مدينة خيبر (1) .
11 - عمر يعترف : لو أحب الناس علياً ( عليه السلام ) لَما خلق الله النار .
أخرج العلاّمة السيد علي بن شهاب الدين الهمداني ، بسنده عن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( لو اجتمع الناس على حب علي بن أبي طالب لَما خلق الله النار ) (2) .
12 - عمر يعترف : إيمان علي ( عليه السلام ) أرجح من السماوات والأرض .
أخرج العلاّمة الحافظ ابن عساكر الدمشقي عن طريقين ، وروى غيره بطرق
ــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) المناقب للخوارزمي : 170 فصل ( 16 ) ح 203 ، كنز العمال 13 : 123 ح 36393 أخرجه عن الدار قطني والخطيب البغدادي وابن عساكر ، وفي ص 116 ح 36377 خرّجه مختصراً عن تاريخ إصبهان لابن مندة ، بريقة المحمودية لأبي سعيد الخادمي 1 : 311.
أقول : وقد ورد حديث الراية في خيبر ، ودور الإمام علي ( عليه السلام ) في قتل مرحب زعيم اليهود ، وفتح قلاع خيبر ، في كثير من المصادر الحديثية والتاريخية المعتبرة عند الفريقين السُنة والشيعة ، بأسانيد مختلفة ومتون متواترة .
وقد خصّ العلاّمة مير حامد حسين ، أحد أجزاء كتابه عبقات الأنوار - الجزء التاسع - للبحث والتحقيق في هذا الحديث ، وأثبت أسانيده ودلالته على خلافة الإمام علي ( عليه السلام ) للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وجمع في كتابه ما بلغه من الحديث المستخرج في مجاميع أهل السنة فيما يمت بهذه الواقعة التاريخية .
وكذلك جمع العلاّمة المحقّق القاضي التستري في موسوعته إحقاق الحق وملحقاته طرق هذا الحديث ، فعدّدها فكانت العشرات من الصحابة وأكثر من مِئة مصدر حديثي وتاريخي . فليراجعهما من أراد الإيقان .
( 2 ) ينابيع المودة : 251، الكوكب الدري للكشفي الترمذي : 122.
مختلفة : أتى عمر بن الخطاب ـ في عهده ـ رجلان سألاه عن طلاق الأَمَة ـ كم عدده للبينونة ـ ؟ فقام معهما فمشى حتى أتى حلقةً في المسجد فيها رجل أصلع ، فقال عمر : أيّها الأصلع ما ترى في طلاق الأَمَة ، فرفع رأسه إليه ثمّ أومأ إليه بالسبابة والوسطى ، فقال له عمر : تطليقان ، فقال أحدهما : سبحان الله ، جئناك وأنت أمير المؤمنين ، فمشيت معنا حتى وقفت على هذا الرجل فسألته ، فرضيت منه أن أومأ إليك !! فقال لهما عمر : ما تدريان مَن هذا ؟ قالا : لا ، قال عمر : هذا علي بن أبي طالب ، أشهد على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لسمعته وهو يقول : ( لو أنّ السموات السبع والأرضين السبع وضعنَ في كفة ميزان ، ووضع إيمان علي في كفة ميزان ، لرجح إيمان علي ( عليه السلام ) ) (1) .
وقد أسقط بعض المحدّثين وحفّاظ أهل السنة ، الحوار الذي دار بين عمر وبين الأعرابيين ، وجواب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، واكتفى برواية حديث النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن عمر بن الخطاب : لو أنّ السماوات. .. (2) .
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) تاريخ مدينة دمشق : 42 : 340 ـ 341 ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) ، المناقب للخوارزمي : 130 - 131 ح 145 ـ 146 عن ابن السمان والدار قطني ، المناقب لابن المغازلي : 289 ح 330 ، كفاية الطالب : 258 باب ( 62 ) نقله عن الدار قطني ، ينابيع المودة : 254 باب ( 56 ) ، سعد الشموس والأقمار : 211، شرح وصايا أبي حنيفة لأبي سعيد الخادمي : 177 ، أرجح المطالب : 476 أخرجه ، عن ابن السمان والسلفي والفضائلي والديلمي والخوارزمي ، جامع الأحاديث لعباس أحمد صقر ، وأحمد عبد الجواد 5 : 411 .
( 2 ) الفردوس الأعلى : 3 : 363 ح 51 ، شرح نهج البلاغة 12 : 259 ، ميزان الاعتدال 3 : 494 ترجمة محمد بن تسنيم الورّاق رقم 7288 رواه عن الدار قطني ، ذخائر العقبى : 100 .
13 - عمر يعترف : فضائل علي ( عليه السلام ) لا تعد .
أخرج العلاّمة الحافظ السيد علي بن شهاب الدين الهمداني ـ 786 ه‍ـ ـ بسنده عن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول لعلي : ( لو كان البحر مداداً ، والرياض أقلاماً ، والإنس كتّاباً، والجن حسّاباً ، ما أحصوا فضائلك ، يا أبا الحسن ) (1) .
14 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) صاحب الفضائل الهادية .
روى العلاّمة محب الدين الطبري وغيره من أرباب الحديث والسُنن ، عن العلاّمة الطبراني ـ صاحب المعاجم الثلاثة ـ بسنده عن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( ما اكتسب مكتسب مثل فضل علي ، يهدي صاحبه إلى الهدى ، ويردّه عن الردى ) (2) .
ــــــــــــــــــــــــــ
الرياض النضرة 3 : 206 رواه عن أرجح المطالب ، كنز العمال 11 : 617 ح 32993 ، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد 5 : 34 ، لسان الميزان 5 : 97 ترجمة محمد بن تسنيم الورّاق رقم 328 أخرجه عن الدار قطني ، المناقب المرتضوية : 118، فتح المبين بهامش السيرة النبوية لزيني دحلان 2 : 166 رواه عن الحافظ السلفي وابن السمان ، مناقب سيدنا علي ( عليه السلام ) : 46 أخرجه عن الديلمي والخوارزمي وابن السمان ، بريقة المحمودية 1 : 211.
ومَن أراد الاطلاع أكثر على مصادر الحديث ، فليراجع مضانّه في موسوعة ملحقات إحقاق الحق 21 : 575 .
( 1 ) ينابيع المودة : 249.
( 2 ) ينابيع المودة : 203 ، أرجح المطالب : 98، مناقب سيدنا علي ( عليه السلام ) : 40 و 47 ، ذخائر العقبى : 61، الرياض النضرة 3 : 189.
أقول : وما يجدر ذكره أنّ محقّق كتاب المعجم الصغير للطبراني حرّف كلمة علي إلى علم ، وذلك حسب ما أورده ابن حجر في مجمعه ، خلافاً لِما أجمع عليه أهل العلم والفضل عندهم . المعجم الصغير : 241 ترجمة عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، مجمع الزوائد 1 : 121 باب فضل العلم .
15 - عمر يعترف : ثمرة حب علي ( عليه السلام ) الجنة .
أخرج العلاّمة الحافظ ابن عساكر الدمشقي ، بسنده عن ابن عباس ، قال : مشيت وعمر بن الخطاب في بعض أزقة المدينة فقال لي : يا بن عباس ، أظن أنّ القوم استصغروا صاحبكم ؛ إذ لم يولّوه أموركم !!
فقلت : والله ، ما استصغره الله إذ اختاره لسورة براءة ـ مع عزل أبي بكر ـ يبلغها أهل مكة . فقال لي : الصواب تقول !! والله لسمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول لعلي بن أبي طالب : ( مَن أحبك أحبني ، ومَن أحبني أحب الله ، ومَن أحب الله أدخله الجنة مدلاًّ ) (1) .
وأخرج بعض الحفّاظ ـ منهم ابن عساكر الدمشقي ـ هذا الحديث في موضع آخر مسقطاً منه قوله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي بن أبي طالب : مَن أحبك. .. وقد سمّى العلاّمة المحقّق المحمودي ، في تعليقه على ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) ، من تاريخ مدينة دمشق ، بعض الحفّاظ الباترين للحديث ، فراجع (2) .
16 - عمر يعترف : مَن مات وهو يبغض علياً مات يهودياً .
أخرج العلاّمة الحافظ السيد محمد صالح الكشفي الترمذي ، بسنده عن عمر
ـــــــــــــــــــــــ
( 1 ) تاريخ مدينة دمشق 14 : 4 ترجمة عيسى بن أزهر ، راجع النسخة المصوّرة على نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق ، ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) لابن عساكر 2 : 388 في الهامش ، كنز العمال 13 : 109 ح 36357 .
( 2 ) تاريخ اليعقوبي 2 : 158 ، أخبار شعراء الشيعة للمرزباني : 34، المحاضرات للراغب الأصفهاني 4 : 478 ، فرائد السمطين 1 : 334 باب ( 62 ) ح 258 ، شرح نهج البلاغة 6 : 45 وقريب منه ص 50 ، الرياض النضرة 2 : 329 ، اليقين لابن طاووس : 523 ، غاية المرام للبحراني : 462 باب ( 7 ) ح 15 ، الغدير للأميني 1 : 389 ، ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) من تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 2 : 387 ح 893 لاحظ الهامش لمعرفة أسماء الذين بتروا الحديث .
بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : ( مَن أحبك يا علي ، كان مع النبيين في درجتهم يوم القيامة ، ومَن مات يبغضك ، فلا يبالي مات يهودياً أو نصرانياً ) (1) .

17 - عمر يعترف بحديث الغدير .
أشرنا فيما سبق في الفصل الأوّل من مرويات أبي بكر حول حديث الغدير وروايته ، لقول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ) ، ممّا أخرجه حفّاظ أهل السُنة في مجاميعهم ، التي ذكرناها في الهامش هناك ، ولمّا كان عمر بن الخطاب ممّن حضر المؤتمر العالمي ذلك اليوم ، فلا جَرم أنّه قد سمع خطبة النبي ( صلى الله عليه وآله ) بكاملها .
ونشير هنا أيضاً إلى بعض المصادر التي أخرجت حديث الغدير برواية عمر (2) .
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الكوكب الدري : 125، المناقب المرتضوية : 117.
( 2 ) فضائل الصحابة 2 : 610 ح 1042 ، مناقب أمير المؤمنين لأحمد بن حنبل : 144 ح 164 ، الولاية لابن جرير روى عن 75 صحابياً منهم عمر بن الخطاب روى عنه ابن كثير .
الولاية لابن عقدة روى عن 105 صحابياً منهم عمر بن الخطاب ، وذكره ثاني الرواة ، روى عنه السيد ابن طاووس في الطرائف : 140، نخب المناقب لأبي بكر الجعابي روى عن 125 صحابياً رووا حديث الغدير منهم عمر بن الخطاب .
الغدير لمنصور آبي الرازي ـ أو اللائي الرازي ـ نقل عنه في الغدير 1 : 155، فضائل الصحابة للسمعاني نقل عنه الأميني في الغدير 1 : 65 وإحقاق الحق 6 : 250 ، مقتل الحسين للخوارزمي : 47 روى عن 30 صحابياً أولهم عمر .
المناقب للخوارزمي : 162 ، الرياض النضرة 3 : 128 رواه عن ابن السمان وأحمد ، ذخائر العقبى : 67 ، تاريخ مدينة دمشق 42 : 234 ، البداية والنهاية 5 : 213 ، و 7 : 349 ، ينابيع المودة : 249 ، فصل الخطاب روى عنه الأميني في الغدير 1 : 56 ، أسنى المطالب : 43 في ذيل ح 5 ، المناقب المرتضوية : 125، أرجح المطالب : 425 و 565 ، اللآلئ المنتثرة في الأحاديث المنتشرة للغماري : 77 روى عن 54 راوٍ لحديث الغدير وعدّد منهم عمر بن الخطاب .
18 - عمر يعترف : لا يحلّ عقد ولاية علي إلاّ منافق .
أخرج العلاّمة السيد علي بن شهاب الدين الهمداني ، والعلاّمة الحافظ محمد صالح الكشفي الترمذي ، حديث الغدير بعدة طرق وإضافات عن عمر بن الخطاب قال : نصّب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) علياً ( عليه السلام ) عَلَماً فقال : ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ مَن والاه ، وعادِ مَن عاداه ، واخذل مَن خذله ، وانصر مَن نصره ، اللهم أنت شهيدي عليهم ) . قال عمر بن الخطاب : يا رسول الله ، وكان في جنبي شاب حسن الوجه طيب الريح ، قال لي : يا عمر ، لقد عقد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عقداً لا يحلّه إلاّ منافق ، فأخذ رسول الله بيدي فقال : ( يا عمر ، إنّه ليس من وُلد آدم ، لكنّه جبرائيل يؤكّد عليكم ما قلته في علي ) (1) .
أقول : لمّا انتهى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من مراسم الغدير ـ الخطبة الغرّاء ، ونصب علي ( عليه السلام ) عَلَماً للخلافة والإمامة من بعده ، وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : مَن كنت مولاه فعلي مولاه ، وسائر فقرات الخطبة ، ودعائه لعلي ( عليه السلام ) ـ أمر الحاضرين رجالاً ونساءً ، أن يبايعوا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بالإمرة والخلافة من بعده ، فكان الحاضرون يتهافتون على الإمام علي ( عليه السلام ) ويبايعونه على ذلك ، حسب ما أمرهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، حتى النساء بايعنَه ؛ حيث وُضع لهنّ طست فيه ماء ـ كما أمر بذلك النبي ( صلى الله عليه وآله ) فكنّ يدخلنَ أيديهنّ فيه ، وكان علي ( عليه السلام ) واضعاً يده أيضاً في الطست ، وهو جالس في الخيمة ـ احترازاً من ملامسة الأجنبيات ، والتسليم عليهنّ مصافحةً .
وهكذا تمّت البيعة لعلي ( عليه السلام ) ، وأذعن الجميع بأنّه ( عليه السلام ) مولاهم ، وأقرّوا له بالاتّباع والطاعة ، والتزام أوامره ونواهيه .
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) ينابيع المودة : 249 ، الكوكب الدري للكشفي : 131 المنقبة رقم 154 .
والجدير بالذكر ـ أيّها القارئ الخبير ـ أنّ هذا الحديث المتواتر رواه أكثر من أربعين حافظاً ومؤرّخاً ، بسندهم عن أبي بكر وعمر ، وأنّهما قالا لعلي ( عليه السلام ) بعد خطبة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وأمره بالبيعة لعلي ( عليه السلام ) : بخ بخ. .. أو هنيئاً لك . .. وأمثال هذه العبارات الدالة على التهنئة والتبريك ، وتعظيم منصب الولاية العظمى ، والخلافة الكبرى لعلي ( عليه السلام ) .
تهنئة أبي بكر وعمر لعلي ( عليه السلام ) .
وإليك - أيّها القارئ الممجّد ـ بعض النماذج من تلكم العبارات التهنوية ، التي رويت عن أبي بكر وعمر معاً ، أو انفرد به أحدهما ، ممّا روي في مصادر أهل السُنة المعتمد عليها عندهم :
1 - ما اشترك فيه أبو بكر وعمر :
1 - أمسيت يا بن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة .
أخرجه : 1 - الحافظ أحمد بن عقدة الكوفي ـ 333 ه‍ـ ـ في كتابه الولاية ، وذكر إقرارهما عن مِئة وخمس طرق كلهم من الصحابة (1) .
2 - الحافظ علي بن عمر الدار قطني البغدادي ـ 385 هـ ـ (2) .‍
3 - الحافظ أبو عبد الله الگنجي الشافعي ـ 658 هـ‍ ـ في كتابه كفاية الطالب : 62 الباب الأوّل .
4 - الحافظ ابن حجر الهيثمي ـ 932 ه‍ـ ـ في كتابه الصواعق المحرقة : 44 أخرجه عن الدار قطني .
5 - العلاّمة الحافظ شمس الدين المناوي الشافعي ـ 1031 ه‍ـ ـ في كتابه
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) تهذيب التهذيب 7 : 288 ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) رقم 4925 ، الغدير 1 : 153 وذكر مصادر عديدة أُخرجت عن ابن عقدة .
( 2 ) الصواعق المحرقة : 44.
فيض الغدير 6 : 218 شرح ح 9000 أخرجه عن الدار قطني .
6 - العلاّمة أبو عبد الله الزرقاني المالكي ـ 1122 هـ‍ ـ في كتابه شرح المواهب 7 : 13 أخرجه عن الدار قطني . 7 ـ العلاّمة السيد أحمد زيني دحلان المالكي الشافعي ـ 1304 هـ‍ ـ في كتابه الفتوحات الإسلامية 2 : 306 .
2 - العبارات التي قالها عمر لعلي ( عليه السلام ) منفرداً
1 - أصبحت مولى كل مؤمن .
2 - بخ بخ لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .
3 - بخ بخ لك يا علي ، أصبحت وأمسيت .
4 - بخ بخ لك يا أبا الحسن ، لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .
5 - بخ بخ يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ومسلمة .
6 - بخ بخ يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .
7 - طوبى لك يا أبا الحسن ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
8 - طوبى لك يا علي ، أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة .
9 - هنيئاً لك أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة .
10 - هنيئاً لك أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.
11 - هنيئاً لك يا أبا الحسن ، أصبحت مولى كل مسلم.
12 - هنيئاً لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة.
13 - هنيئاً لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى جميع المؤمنين والمؤمنات .
14 - هنيئاً لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
15 - هنيئاً لك يا بن أبي طالب ، أصبحت اليوم ولي كل مؤمن .
16 - هنيئاً لك يا بن أبي طالب ، أصبحت اليوم ولي كل مؤمن ومؤمنة .
17 - يا بن أبي طالب ، أصبحت اليوم ولي كل مؤمن .
3 - وأمّا المصادر والمراجع التي أُخرجت فيها هذه الاعترافات ، على لسان عمر بن الخطاب فهي كما يلي :
1 - المصنّف ، للحافظ أبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ـ 235 ه‍ـ ـ أخرج التعبير رقم 12 (1) .
2 - المعيار والموازنة ، لأبي جعفر الاسكافي ـ 240 ه‍ـ ـ أخرج التعبير رقم 6 (2) .
3 - مسند الإمام أحمد بن حنبل ـ 241 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 12 (3) .
4 - المسند الكبير ، للحافظ أبي يعلى أحمد بن علي الموصلي ـ 307 هـ‍ ـ أخرج الحديث من طريق السيد محمود الشيخاني القادري المدني ، في كتابه الصراط السوي في مناقب آل النبي . أخرج التعبير رقم 10 .
5 - تفسير محمد بن جرير الطبري ـ310 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 14 (4) .
6 - شرف المصطفى ، للحافظ أبي سعيد الخرگوشي البغدادي ـ 407 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 7 (5) .
7 - تفسير الكشف والبيان ، لأبي إسحاق الثعلبي ـ 427 ه‍ـ ـ أخرج التعبير
ــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) المصنّف 12 : 78 ح 12167 عن البراء ، وفيه : هنيئاً لك يا بن أبي طالب ، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة .
( 2 ) المعيار والموازنة : 212 .
( 3 ) مسند أحمد 4 : 281 ، وج 5 : 355 ح 18011 من الطبعة الحديثة . وفيه : هنيئاً يا بن أبي طالب ، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة .
( 4 ) تفسير الطبري 3 : 428 .
( 5 ) شرف المصطفى روى عنه الغدير 1 : 274 .
رقم 12 (1) .
8 - تاريخ بغداد ، للحافظ أبي بكر الخطيب البغدادي ـ 463 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 5 (2) .
9 - مناقب علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، لأبي الحسن علي بن محمد الجلابي ، المعروف بابن المغازلي الشافعي ـ 483 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 5 (3) .
10 - شواهد التنزيل ، للحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد الحسكاني الحنفي ـ 490 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 2 (4) .
11 - زين الفتى في شرح سورة هل أتى ، للحافظ أبي محمد العاصمي ـ 378 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 5 (5) .
12 - سرّ العالمين ، لحجة الإسلام أبي حامد الغزالي ـ 505 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 4 (6) .
13 - الملل والنحل ، للعلاّمة أبي الفتح الأشعري الشهرستاني ـ 548 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 8 (7) .
14 - المناقب ، لأخطب الخطباء الموفّق بن أحمد بن محمد المكي
ــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الكشف والبيان ( مخطوط ) الورقة : 181 آية 67 من سورة المائدة ، نقل عنه الغدير 1 : 274.
( 2 ) تاريخ بغداد 8 : 290.
( 3 ) مناقب ابن المغازلي : 18 ح 24، وفيه : بخ بخ لك يا علي بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن .
( 4 ) شواهد التنزيل 1 : 200 ح 210 وص 203 ح 213 ، وفيه : بخ بخ لك يا بن أبي طالب.
( 5 ) زين الفتى في شرح سورة هل أتى 2 : 265 ح 474 ، وفيه : بخ بخ يا علي ، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم .
( 6 ) سرّ العالمين : 21.
( 7 ) الملل والنحل 1 : 145.
الخوارزمي ـ 568 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 5 و 12 (1) .
15 - تاريخ مدينة دمشق ، للحافظ أبي القاسم علي بن الحسين بن هبة الله الدمشقي الشهير بابن عساكر ـ 157 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 5 (2) .
16 - مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير ، للإمام أبي عبد الله فخر الدين الرازي الشافعي ـ 606 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 14 (3) .
17 - النهاية ، لأبي السعادات مجد الدين بن الأثير الشيباني ـ 606 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 17 (4) .
18 - أسد الغابة ، لأبي الحسن عز الدين بن الأثير الشيباني ـ 630 ه‍ـ ـ أخرج التعبير قم 17 (5) .
19 - تذكرة الخواص ، للحافظ أبي المظفر شمس الدين سبط بن الجوزي الحنفي ـ 654 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 6 و 13 (6) .
20 - الرياض النضرة ، للحافظ أبي جعفر محب الدين الطبري الشافعي ـ 694 ه‍ـ ـ أخرج التعبير رقم 10 (7) .
21 - ذخائر العقبى ، له أيضاً أخرج التعبير 12 (8) .
22 - فرائد السمطين ، لشيخ الإسلام أبي إسحاق إبراهيم بن سعد الدين
ــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) المناقب للخوارزمي : 155 و 156 باب ( 14 ) ح 183 و 184.
( 2 ) ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) من تاريخ مدينة دمشق 2 : 76 - 78 ح 577 و 579 و 580.
( 3 ) التفسير الكبير 12 : 49 تفسير آية ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ . .. ) .
( 4 ) النهاية في غريب الحديث والأثر 5 : 228 مادة ( ولّى ) .
( 5 ) أسد الغابة 4 : 28 ترجمة عبد الرحمن بن أبي ليلى .
( 6 ) تذكرة الخواص : 29.
( 7 ) الرياض النضرة 3 : 127.
( 8 ) ذخائر العقبى : 67.
محمد بن المؤيّد الحموئي الجويني ـ 722 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 5 (1) .
23 - تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان ، للإمام نظام الدين القمي النيسابوري ـ 728 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 14 (2) .
24 - مشكاة المصابيح ، للحافظ ولي الله الخطيب ـ 737 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 6 و 13 (3) .
25 - نظر درر السمطين ، للحافظ جمال الدين الزرندي المدني ـ 750 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 3 (4) .
26 - البداية والنهاية ، للمؤرّخ أبي الفداء إسماعيل بن كثير الشامي الشافعي ـ 744 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 4 (5) .
27 - مودة القربى ، للحافظ السيد علي بن شهاب بن محمد الهمداني ـ 786 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 5 (6) .
28 - بديع المعاني ، للقاضي نجم الدين الأذرعي المعروف بابن عجلون الشافعي ـ 876 ه‍ـ ـ أخرج التعبير رقم 9 (7) .
29 - جامع الأحاديث ، للإمام الحافظ جلال الدين السيوطي ـ 911 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 12 (8) .
ـــــــــــــــ
( 1 ) فرائد السمطين 1 : 77 ح 44.
( 2 ) غرائب القرآن ورغائب الفرقان ، أو تفسير النيسابوري 2 : 616.
( 3 ) مشكاة المصابيح : 1723 ح 6094.
( 4 ) نظم درر السمطين : 109 ، البداية والنهاية 5 : 210 حوادث سنة 10 ه‍ـ ، مودة القربى : المودة الخامسة المطبوع في ذيل ينابيع المودة : 249.
( 5 ) البداية والنهاية 5 : 210 حوادث سنة 10 هـ ‍.
( 6 ) ينابيع المودة : 249.
( 7 ) بديع المعاني : 75.
( 8 ) جامع الأحاديث 4 : 397 ح 7844 وروى عنه المتقي في كنز العمال 13 : 133 ح 36420.
30 - وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ، للحافظ نور الدين السمهودي المدني الشافعي ـ 911 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 1 (1) .
31 - المواهب اللدنية ، للحافظ أبي العباس شهاب الدين ابن حجر القسطلاني ـ 923 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 1 (2) .
32 - ما نزل من القرآن في علي ( عليه السلام ) ، أو تفسير الحافظ السيد عبد الوهاب البخاري ـ 932 هـ‍ ـ ذيل تفسير قوله تعالى : ( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) (3) أخرج التعبير رقم 12 (4) .
33 - كنز العمال ، للحافظ علاء الدين علي المتقي الهندي ـ 975 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 12 (5) .
34 - روضة الصفاء ، للعلاّمة ابن خاوند شاه ـ 903 هـ ـ (6) .
35 - حبيب السير ، للعلاّمة غياث الدين خاندمير ـ 942 ه‍ـ ـ أخرج التعبير رقم 6 (7) .
36 - الصراط السوي في مناقب آل النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، للعلاّمة السيد محمود الشيخاني القادري المدني ـ القرن 11 ه‍ـ ـ أخرج التعبير رقم 10 (8) .
37 - مرافض الروافض ، للعلاّمة حسام الدين بن محمد بايزيد السهارنپوري ـ
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) وفاء الوفاء 3 : 1018.
( 2 ) المواهب اللدنية 3 : 365.
( 3 ) الشورى : 23.
( 4 ) ما نزل من القرآن في علي ( عليه السلام ) : 86.
( 5 ) كنز العمال 13 : 134 ح 36420.
( 6 ) روضة الصفاء 2 : 541 بلفظ : بخ بخ يا علي ، أصبحت مولاي ومولى جميع المؤمنين والمؤمنات .
( 7 ) حبيب السير المجلد الأوّل 3 : 411.
( 8 ) عنه العلاّمة الأميني في كتابه الغدير 1 : 281.
القرن 12 ه‍ـ ـ أخرج التعبير رقم 12 (1) .
38 - مرآة المؤمنين في مناقب سيد المرسلين ، للمولوي ولي الله اللكهنوي ـ القرن 13 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 3 (2) .
39 - مجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل ، لمحمد طاهر الفتني الهندي ـ 986 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 4 (3) .
40 - ذخائر المواريث ، لعبد الغني النابلسي ـ 1143 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 2 و 5 (4) .
لفتة نظر :
فلو تمعّنت ـ أيّها الباحث عن الحق ـ فيما بيّناه بالاختصار في موضوع الخلافة ، وتأسيسها في ( غدير خم ) ، وما ورد من تفصيل ذلك ، في مئات الكتب الحديثية والتفسيرية ، والتاريخية والعقائدية والأدبية ، ممّا ألّفه علماء أهل السنة ، والتي جمعها المحقّق العلاّمة السيد مير حامد حسين اللكهنوي ، في كتابه ( عبقات الأنوار ) قسم الغدير ، الذي بلغ عشر مجلدات ، وكذا في الأحد عشر مجلداً من ( كتاب الغدير ) تأليف العلاّمة المحقّق الشيخ الأميني ، وسائر الكتب المختصة بموضوع الغدير البالغة 184 كتاباً بمختلف اللغات والأحجام ، والتي ذكر أسماءها العلاّمة السيد عبد العزيز الطباطبائي في كتابه ( الغدير في التراث الإسلامي ) ، لابدّ أنّه يتبادر إلى ذهنك هذا السؤال الهام : فلو لم تكن كلمة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في غدير خم ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ) ـ مع كل ما احتوته من الميزات الظرفية والوقائع ، مثل الظروف المحلية
ــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) عنه الأميني في الغدير 1 : 142 - 143.
( 2 ) مرآة المؤمنين : 41 ، عنه الغدير 1 : 282.
( 3 ) مجمع بحار الأنوار 3 : 465.
( 4 ) ذخائر المواريث 1 : 57.
والتاريخية ، واجتماع الحجاج وإبلاغهم أمر الخلافة ، وأخذ البيعة منهم رجالاً ونساءً ـ دالةً على أهمية مسألة الإمامة والخلافة ، المتصلة بالنبوة المحمدية ، وأهميتها في مصير الأمّة الإسلامية ، وقلنا إنّها موضوع عادي مثل أكثر المسائل التي تفقد الأهمية الدينية ، فكيف تفسّر تهنئة الشيخين أبي بكر وعمر علياً ( عليه السلام ) بتلك العبارات مثل قولهما له : بخ بخ لك يا علي ، أو : طوبى لك يا أبا الحسن ، أو : هنيئاً لك يا بن أبي طالب ؟ هذا هو السؤال المطروح ، الذي يحتاج إلى جواب صريح من دون اللف والنشر والتزوير والتهرب والتخرّص ، بأنّ المسالة ليست ذات أهمية .
وممّا يؤيّد ويرجّح الغاية السامية في تشكيل ذلك الاجتماع الكبير في غدير خم ، هي بيان خلافة الإمام علي ( عليه السلام ) ، وإبلاغها إلى الناس فقط لا شيء سواه ، ما ذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني عن ابن الجوزي فقال : إنّه حضر مجلسه بالكوفة فقال : لمّا قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ) ، تغيّر وجه أبي بكر وعمر فنزلت ( فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ) (1) ، (2) .
وذكر العلاّمة المناوي في فيض القدير في شرح الحديث ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ) ، كلاماً لابن حجر في تغيير وجهي أبي بكر وعمر ، ثمّ تطرّق إلى سرد مصادر وإسناد حديث الغدير فقال : ذكره الحافظ في اللسان بنصه ، ولم أذكره إلاّ للتعجب من هذا الضلال واستغفر الله . ثمّ قال : خرّجه الدار قطني عن سعد بن أبي وقاص عنهما قالا : ( أمسيت يا بن أبي طالب ، مولى كل مؤمن ومؤمنة ) (3) .
وعندئذ يختلج السؤال في الذهن : إنّه لو كانت الغاية من قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( مَن
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الملك : 27.
( 2 ) لسان الميزان 1 : 387 ترجمة اسفنديار بن موفّق رقم 1215.
( 3 ) فيض القدير 6 : 217 - 218 شرح حديث 9000.
كنت مولاه . .. ) ، هي مجرد إبلاغ الناس ، وأمرهم بالمودة والمحبة لعلي ( عليه السلام ) فقط ، ولم تكن تتعلّق بما هو أهم من ذلك مسألة الخلافة والإمامة ، فلماذا تغيّر وجه أبي بكر وعمر ، بمجرد سماعهما ذلك من النبي ( صلى الله عليه وآله ) ؟!!
19 - عمر يعترف : تزويج علي بفاطمة ( عليها السلام ) كان أمراً إلهياً .
روى العلاّمة محب الدين الطبري ، بإسناده عن عمر بن الخطاب ، وقد ذُكر عنده علي ( عليه السلام ) قال : ذلك صهر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نزل جبرئيل فقال : ( يا محمد ، إنّ الله يأمرك أن تزوّج فاطمة ابنتك من علي ) . أخرجه ابن السمان في الموافقة (1) .
أقول : لا يخفى أنّ قول عمر بن الخطاب : ( نزل جبرئيل ) هو قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ولكنّك ترى إرسال عمر في الكلام من دون أن ينسبه إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
20 - عمر يعترف : النظر إلى وجه علي ( عليه السلام ) عبادة .
أخرج العلاّمة المؤرّخ أبو الفداء ابن كثير ، بسنده عن عدة من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، منهم عمر بن الخطاب أنّه قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( النظر إلى وجه علي عبادة ) (2) .
21 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) سيف النبي ( صلى الله عليه وآله ) على الكفار .
أخرج الإمام أحمد بن حنبل بإسناده ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لوفد ثقيف حين جاءوا : ( والله لَتسلُمُنّ أو لأبعثنّ إليكم رجلاً مني ـ أو قال مثل نفسي ـ
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الرياض النضرة 3 : 146، ذخائر العقبى : 31.
( 2 ) البداية والنهاية 7 : 357 ، كفاية الطالب 161 باب ( 34 ) ، أخرجه عن ابن عساكر ، لسان الميزان 1 : 243 وفيه : عن عائشة أنّها قالت : النظر إلى علي ( عليه السلام ) عبادة . ترجمة أحمد بن عيسى بن محمد بن عبد الله بن عشامة بن فرج أبو العباس الكندي الليثي الصوفي ، المعروف بابن الوشاء التنيسي رقم 760 .
فليضربَنّ أعناقكم ، ولَيسبيَنّ ذراريكم ، وليأخذَنّ أموالكم ) . قال عمر : فوالله ما اشتهيت - تمنيت - الإمارة إلاّ يومئذ ، جعلت انصب صدري له رجاء أن يقول : هذا . فالتفت ( صلى الله عليه وآله ) إلى علي ( عليه السلام ) فأخذ بيده ثمّ قال : ( هو هذا ، هو هذا ) ـ مرتين ـ يعني أنّ الذي يقاتلكم ويسبي ذراريكم هو علي ( عليه السلام ) (1) .
وقد روى ابن أبي الحديد هذه القصة ، ونسبها إلى قبيلة بني وليعة اليمانية بدلاً عن بني ثقيف (2) .
ولعلّه القصة وقعت مرتين ، وفيها أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : ( والله لَتسلُمُنّ ) لكلا الوفدينِ .



يتبع

من مواضيع : الشيخ عباس محمد 0 دراسة بريطانية: تعدد الزوجات يطيل العمر ويجلب الرزق
0 كيف أجعل زوجي يهتم بي
0 أكثر ما تحبه المرأة في الرجل
0 هل حب المخالف لعلي (عليه السلام) ينجيه يوم القيامة ؟
0 عنى حديث الاجتماع على حب علي (عليه السلام)

الشيخ عباس محمد
عضو برونزي
رقم العضوية : 81994
الإنتساب : Apr 2015
المشاركات : 1,288
بمعدل : 0.39 يوميا

الشيخ عباس محمد غير متصل

 عرض البوم صور الشيخ عباس محمد

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : الشيخ عباس محمد المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-01-2018 الساعة : 08:21 PM


22 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) هو وصي النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
أخرج العلاّمة الحافظ محمد صالح الكشفي الترمذي الحنفي ، بسنده عن عمر بن الخطاب ، عن سلمان قال : دخلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في غمرات الموت فقلت : يا رسول الله ، هل أوصيت ؟ قال : ( يا سلمان ، أتدري من الأوصياء ؟ قلت : الله ورسوله أعلم .
ـــــــــــــــــــ
( 1 ) فضائل الصحابة 2 : 593 ح 1008 ، المصنّف ، لعبد الرزاق الصنعاني 11 : 226 ح 20389 ، مناقب علي بن أبي طالب ، لابن أخي تبوك ، ذيل مناقب ابن المغازلي الشافعي : 428 ح 4 ، المناقب للخوارزمي : 136 باب ( 14 ) ح 153 ، شرح نهج البلاغة 9 : 167 ، مجمع الزوائد 9 : 134 أخرجه عن أبي يعلى ، ذخائر العقبى : 64 أخرجه عن عبد الرزاق وأبي عمر الثمري وابن السمان ، الرياض النضرة 3 : 233 أخرجه عن عبد الرزاق وأبي عمر وابن عبد البر وابن إسحاق ، المطالب العالية 4 : 57 عن ابن أبي شيبة ، عن عبد الرحمن بن عوف ، أنساب الأشراف 2 : 866 ، الاستيعاب 3 : 1110 ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) رقم 1855.
( 2 ) شرح نهج البلاغة 1 : 294.
قال ( صلى الله عليه وآله ) : آدم ( عليه السلام ) وكان وصية شيث ، وكان أفضل مَن تركه بعده ، وكان من وُلده ، وكان وصي نوح ( عليه السلام ) سام ، وكان أفضل مَن تركه بعده ، وكان وصي موسى ( عليه السلام ) يوشع ، وكان أفضل مَن تركه بعده ، وكان وصي سليمان ( عليه السلام ) آصف بن برخيا ، وكان أفضل مَن تركه بعده ، وكان وصي عيسى ( عليه السلام ) شمعون بن نرخيا ، وكان أفضل مَن تركه بعده ، وإنّي أوصيت إلى علي ( عليه السلام ) ، وهو أفضل مَن أتركه بعدي ) (1) .
ويستفاد من هذه الرواية : أنّ المراد بالوصي مَن يكون خليفةً لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو الذي طاعته واجبة ، وشخصيته مرموقة ، والذي به تقام الشريعة ، ويدوم الدين ـ الذي جاء به النبي ( صلى الله عليه وآله ) من عند الله عزّ وجل ـ به .
ويستفاد منها أيضاً : أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) هو الذي يعيّن الوصي والخليفة من بعده ، بأمر من الله جلّ شأنه ، وليس تعيينه منوطاً باختيار غيره .
23 - عمر يعترف : الخلافة والوصية كانت لعلي ( عليه السلام ) .
أخرج العلاّمة السيد علي بن شهاب الدين الهمداني ، وغيره من الحفّاظ والمحدّثين ، بإسنادهم عن عمر بن الخطاب ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لمّا عقد المؤاخاة بين أصحابه : ( هذا علي أخي في الدنيا والآخرة ، وخليفتي في أهلي ، ووصيي في أمّتي ، ووارث علمي ، وقاضي دَيني ، له مني ما لي منه ، نفعه نفعي ، وضره ضري ، مَن أحبه فقد أحبني ، ومَن أبغضه فقد أبغضني ) (2) .
24 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) أوّل مَن آمن .
أخرج العلاّمة الحافظ ابن عساكر الدمشقي ، وآخرون من أعلام الحديث
ــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الكوكب الدري : 133 المنقبة 158 ، المناقب المرتضوية : 128، ينابيع المودة : 253 أخرجه عن ابن عمر ، عن سلمان .
( 2 ) المناقب المرتضوية : 129 ، الكوكب الدري : 134.
والتاريخ ، بإسنادهم عن إبراهيم بن سعيد الجوهري وصي المأمون قال : حدثني أمير المؤمنين المأمون ـ الخليفة العباسي السابع 218 هـ‍ ـ قال : حدثني أمير المؤمنين الرشيد ـ خامس الخلفاء العباسيين 195 هـ‍ ـ قال : حدثني أمير المؤمنين المهدي ـ ثالث الخلفاء العباسيين 173 ه‍ـ ـ قال : حدثني أمير المؤمنين المنصور ـ ثاني الخلفاء العباسيين 166 هـ‍ ـ ، عن أبيه ، عن جده ، عن عبد الله بن العباس ، قال : سمعت عمر بن الخطاب وعنده جماعة ، فتذاكروا السابقين إلى الإسلام فقال عمر : أمّا علي فسمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول فيه ثلاث خصال ، لوددت (1) أنّ لي واحدة منهنّ فكان أحب إلي ممّا طلعت عليه الشمس : كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من الصحابة ، إذ ضرب النبي ( صلى الله عليه وآله ) بيده على منكب علي فقال له : ( يا علي ، أنت أَوّل المؤمنين إيماناً ، وأَوّل المسلمين إسلاماً ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى ) (2) .
وزاد ابن الصبّاغ المالكي ، بعد أن نقل الحديث عن الخصائص العلوية على سائر البرية لأبي الفتح محمد النطنزي ، أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال لعلي ( عليه السلام ) : ( كذب مَن زعم أنّه يحبني وهو مبغضك ، يا علي مَن أحبك فقد أحبني ، ومَن أحبني أحبه الله ، ـ
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) جملة لوددت وما بعدها من الكلمات هي من تمنيات عمر بن الخطاب ، وليس من كلام النبي ( صلى الله عليه وآله ) كما توهمه البعض . ( المعرّب ) .
( 2 ) تاريخ مدينة دمشق 42 : 167 ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) ، الفردوس الأعلى 5 : 315 باب الياء ح 8299 أخرجه من دون أن يذكر السند وهم خلفاء بني العباس ، المناقب للخوارزمي : 54 فصل ( 4 ) ح 19 ، الرياض النضرة 3 : 109 أخرجه عن الحافظ ابن السمان ، ذخائر العقبى : 58 ، كنز العمال 13 : 124 ح 36395 أخرجه عن تاريخ بغداد ، وص 122 ح 36392 أخرجه عن الحسن بن بدر والحاكم والشيرازي وابن النجّار ، وفيه إضافة ، إنّه قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( وكذب عليّ مَن زعم أنّه يحبني ويبغضك ) كما في ذيل تاريخ بغداد لابن النجّار ، سمط النجوم العوالي 2 : 276 ح 6 عن ابن السمان ، المناقب الثلاثة ليوسف حسين عبد الله المصري : 107.
ومَن أحبه الله أدخله الجنة ، ومَن أبغضك فقد أبغضني ، ومَن أبغضني أبغضه الله تعالى وأدخله النار ) (1) .
الخلاصة : إنّ حب علي هو حب الله ورسوله ، وعداء علي وبغضه هو عداء الله ورسوله وبغضهما ، وإنّ المحبين لعلي ( عليه السلام ) مأواهم الجنة ، ومصير مبغضيه النار .
25 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) كالكعبة يُزار ولا يزور .
أخرج العلاّمة السيد محمد بن محمد الدرگزيني في كتابه ، نُزل السائرين في أحاديث سيد المرسلين (2) ، بإسناده عن عمر بن الخطاب قال : كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من أصحابه ، إذ ضرب بيده على منكب علي ( عليه السلام ) فقال : ( يا علي ، أنت أَوّل المؤمنين إيماناً ، وأَوّل المسلمين إسلاماً ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى ، يا علي ، إنما أنت بمنزلة الكعبة تؤتى ولا تأتي ، فإذا أتاك هؤلاء القوم فسلّموا إليك هذا الأمر فاقبله منهم ، فإن لم يأتوك فلا تأتِهم ) (3) .
26 - عمر يعترف : علي خاتم الأولياء .
أخرج العلاّمة العيني بسنده عن عمر بن الخطاب ، قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله )
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الفصول المهمة : 126.
( 2 ) ذكر الزركلي في أعلامه 7 : 183 في ترجمة العلاّمة السيد محمود بن محمد بن محمود الدرگزيني ـ المتوفى عام 743 هـ ـ‍ في درگزين في همدان ونسب هذا الكتاب إليه ، ونسخته الخطية موجودة في مكتبة البلدية بمصر رقم ( ن 2771 ج ) . وقد نقلنا هذا الحديث عنه من كتاب إحقاق الحق 17 : 79.
وقد روي هذا الحديث عن طريق الصحابة ـ غير عمر ـ في مصادر أخرى ، وللاستزادة على معرفة ذلك راجع إحقاق الحق وملحقاته 4 : 164، و 17 : 79.
( 3 ) إحقاق الحق 17 : 79 ، وج 4 : 164 أخرجه عن رواية درر المناقب .
لعلي ( عليه السلام ) : ( أنا خاتم الأنبياء ، وأنت خاتم الأولياء ) . أخرجه عن ابن عساكر (1) .
27 - عمر يعترف : النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعلي ( عليه السلام ) يداً بيد يدخلان الجنة .
أخرج العلاّمة الحافظ ابن عساكر الدمشقي ، وغيره من الحفّاظ والمحدّثين ، بإسنادهم عن ابن عمر قال : لمّا طُعن عمر وأمر بالشورى فقال : ما عسى أن يقولوا في علي ( عليه السلام ) ؟ سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( يا علي ، يدك في يدي تدخل معي الجنة يوم القيامة حيث أدخل ) (2) .
وقال الگنجي في ذيل الحديث : هذا حديث حسن عالٍ ، وفيه فضيلة سامية ، ورتبة عالية لعلي (3) .
ـــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) مناقب سيدنا علي ( عليه السلام ) : 26 ح 126.
( 2 ) تاريخ مدينة دمشق 42 : 328 ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) ، الرياض النضرة : 3 : 182 ، ذخائر العقبى : 89 ، المطالب العالية 4 : 82 ، كنز العمال 11 : 627 ح 33056 ، منتخب كنز العمال المطبوع بهامش مسند أحمد 5 : 35 أخرجه عن الغيلانيات لأبي بكر الشافعي ، وفضائل الصحابة لأبي نعيم وابن عساكر ، إحقاق الحق 17 : 40 أخرجه عن وسيلة المال : 131 ، القول الفصل 2 : 30 ، الروض الأزهر : 98 ، مناقب سيدنا علي ( عليه السلام ) : 60.
( 3 ) كفاية الطالب : 182 باب 42.
اعترافات عمر العلمية وغير العلمية ، بشأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام )
28 - عمر يعترف : النبي ( صلى الله عليه وآله ) نصّ بالخلافة لعلي ( عليه السلام ) .
روى العلاّمة ابن أبي الحديد حواراً دار بين ابن عباس وبين عمر بن الخطاب ، بما يمت بأمر الخلافة والإمامة بعد النبي. ..
وملخّص الحوار : إنّه قال ابن عباس : دخلت على عمر في أوّل خلافته . .. فقال عمر : من أين جئت ، يا عبد الله ؟
قلت : من المسجد ، قال : كيف خلّفت ابن عمك . .. إنّما عنيت عظيمكم أهل البيت علياً ؟ قلت : خلّفته يمتح بالغرب على نخيلات من فلان ، وهو يقرأ القرآن .
قال : يا عبد الله ، عليك دماء البُدن إن كتمتنيها !! هل بقي في نفسه شيء من أمر الخلافة ؟ .
قلت : نعم .
قال : أَيزعم أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نصّ عليه ؟ .
قلت : نعم ، وأزيدك : سألت أبي عمّا يدعيه . فقال : صدق .
قال عمر : لقد كان من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذرو من قول ـ في إعلان خلافة علي ( عليه السلام ) ـ لا يثبت حجة ، ولا يقطع عذراً ، ولقد كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) يربع في أمره وقتاً ما ـ أي كان يترقّب الفرصة لذلك ـ ولقد أراد أن يصرّح باسمه ـ علي ( عليه السلام ) ـ فمنعته من
ذلك إشفاقاً وحيطةً على الإسلام ـ وذلك بقوله : إنّ الرجل ليهجر ـ لا وربِّ هذه البنية ـ أي خلافة علي ـ لا تجتمع عليه قريش أبداً ، ولو وليها ـ علي ـ لانتقضت عليه العرب من أقطارها ، فعلم رسول الله أنّي علمت ما في نفسه فأمسك ، وأبى الله إلاّ إمضاء ما حتم (1) .
وأضاف ابن أبي الحديد : ذكر هذا الخبر أحمد بن أبي طاهر طيفور الخراساني ـ 280 هـ‍ ـ في كتابه تاريخ بغداد مسنداً (2) .
وقال ابن أبي الحديد في موضع آخر : وقد روي معنى هذا الخبر بغير هذا اللفظ ـ وهو قول عمر ـ : إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أراد أن يذكره للأمر ـ الخلافة ـ في مرضه فصددته عنه ؛ خوفاً من الفتنة ، وانتشار أمر الإسلام ، فعلم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما في نفسي وأمسك ، وأبى الله إلاّ إمضاء ما حتم (3) .
أقول : مع غض النظر عن الدلائل والبراهين الحديثية والتاريخية ، التي فيها الدلالة الواضحة على أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، نصّب علياً ( عليه السلام ) عَلَماً للخلافة والإمامة من بعده ، كما مرّ علينا نماذج منها في موضوع حديث غدير خم ، فإنّنا لو تمسّكنا فقط بما اعترف به عمر بن الخطاب هنا ، لكفى في إثبات خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وأنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) أراد التصريح باسمه ، وهذا إن دلّ على شيء فإنّه يدل على أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، كان على علم بأفضلية أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، وأولويته لمقام الخلافة .
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) شرح نهج البلاغة 12 : 20 - 21.
( 2 ) أحمد بن أبي طاهر ، هو من أعاظم العلماء ، وكبار أعلام التاريخ ، وله 50 مصنّفاً ، أهمها : تاريخ بغداد . راجع : الأعلام للزركلي 1 : 141، شرح نهج البلاغة 12 : 79.
( 3 ) شرح نهج البلاغة 12 : 79.
ولكن عمر بن الخطاب وتقوّله بكلمته الخالدة : إنّ الرجل ليهجر (1) ، أو قوله : إنّ نبيكم يهجر (2) ، أو : غلبه الوجع (3) ، خالف النص القرآني الذي يصف رسول الله بأنّه ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى ) (4) .
والمقولة العمرية هذه ، أوجدت الاختلاف والانشقاق بين صفوف المسلمين ، وخاصةً الحاضرين عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فمنهم مَن كان مؤيّداً لقول عمر ، ونعته النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالهذيان والهجران ، ويمنع من إتيان وإحضار الكتف والدواة إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ومنهم مَن كان يصر على تحضير ما أراده النبي ( صلى الله عليه وآله ) من الكتف والدواة ، وعندئذ علم النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنّه لو أصرّ على تحضير الكتف ، وكتب ما كان يريد أن يكتبه ، لَما تورّع عمر وأتباعه من التأكيد والإصرار على كون النبي يهذي ويهجر ؛ لأنّ قولهم هذا في حياته ( صلى الله عليه وآله ) ، وفي مجلسه هو بداية تلصيق الافتراءات عليه ، وإنّها فرية تتلوها تُهم وافتراءات أخرى ؛ ولذلك رأى أنّ من الصلاح أن يدع كتابة ذلك ، ولكنّه زجرهم وأمرهم بالخروج من الدار ، وقال لهم : ( قوموا عني ) (5) .
29 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) حلاّل المشكلات والمعضلات .
روى العديد من الحفّاظ والفقهاء والمتكلمين والأدباء من العامة ، في كتبهم وجوامعهم التي يعتمدون عليها : أنّ الخلفاء الثلاثة : أبا بكر وعمر وعثمان كانوا يراجعون أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ؛ ليحلّ لهم المعضلات والشدائد ، التي
ـــــــــــــــــــ
( 1 - 3 ) صحيح البخاري 1 : 38 - 39 كتاب العلم باب كتابة العلم ، و 6 : 11 كتاب المغازي باب مرض النبي ، و 7 : 155 كتاب المرض باب قول المريض : قوموا عني ، و 9 : 137 كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة باب كراهية الخلاف ، صحيح مسلم 3 : 1257 كتاب الوصية باب ترك الوصية ح 20.
( 4 ) النجم : 3 - 4.
( 5 ) تقدمت تخريجاته .
كانوا يواجهونها ، في أبواب الفقه والقضاء ، والتفسير والأمور السياسية ، وغيرها من المسائل التي ترتبط بالدين ارتباطاً وثيقاً ، وكان أكثرهم رجوعاً عمر بن الخطاب ، وكانوا يأتون إليه بأنفسهم ويراجعونه ، أو يرسلون إليه مَن يسأله ، أو يبعثون إليه نفس السائل الذي تورّط في مشكلة ، فكان الإمام علي ( عليه السلام ) يجيب على مسائلهم من دون مقدمة ، وكانت أجوبته في غاية الدقة ، بحيث كانوا يتعجبون منها ، ويحسون بعدها بالطمأنينة والارتياح ، بل كانوا يدركون خطأ أنفسهم وأجوبتهم ، التي كانت مخالفةً للواقع ، ويقرون بعدها بأنّ أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) هو الحلاّل للمعضلات ، والكاشف للكربات ، وما عساهم أن يكتموا الحقائق إلاّ أن يعترفوا بالحق فيقولون : لولا علي لهلك أبو بكر ، لولا علي لهلك عمر ، لولا علي لهلك عثمان ، أو عبارات وجملات أخرى يبدونها ، ممّا تدل على إقرارهم وإذعانهم بسمو رتبة الإمام علي ( عليه السلام ) العلمية ، وكونه ( عليه السلام ) سنداً وملجأً لحل المعضلات .
وليس بخفي على القارئ اللبيب أنّ قول عمر بن الخطاب : لولا علي لهلك عمر ، لم يرد مرةً واحدة فحسب ، بل كرّره عمر عشرات المرات ؛ وذلك لمّا كان تواجهه الشدائد كثيراً على مختلف الأصعدة ، ولم يكن هذا الاعتراف العمري في الخفاء ، بل إنّ عمر كان يعترف ويقر بذلك علانيةً وصراحةً ، وبحضور الناس والأشهاد .
ورعايةً للإيجاز والاقتصار على الخلاصة ، ارتأينا أن نكتفي فقط بذكر التصريحات ، التي أدلى بها عمر بن الخطاب من دون أن نذكر القصة والخبر بتمامه ـ ويمكن للقارئ مراجعة المصادر المذكورة ذيل الاعترافات إن أراد تيقّناً ـ .
ومن ثمَّ نستدرك هذه الاعترافات بنبذة من تلك الموارد ؛ ليطلع القارئ على الحقائق .
وإليك تلك التصريحات والاعترافات نوردها حسب حروف الهجاء :
1 - قال عمر : أبا حسن ، لا أبقاني الله لشدة لست لها ، ولا في بلد لست فيه .
أخرجه : 1 - المتقي الهندي في كنز العمال 5 : 832 ح 14508 (1) .
2 - الجرداني في مصباح الظلام 2 : 56 نقل عنه الأميني في الغدير 6 : 173.
2 - قال عمر : أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم ، يا أبا حسن .
أخرجه : 1 - الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين 1 : 457 عن أبي سعيد الخدري .
2 - الأزرقي في أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار 1 : 323 عن أبي سعيد .
3 - محب الدين الطبري في القِرى لقاصد أمّ القُرى : 246.
4 - له في ذخائر العقبى : 82 .
ـــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) عن ابن عباس قال : وردت على عمر بن الخطاب واردة قام منها وقعد وتغيّر وتربّد ، وجمع لها أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) فعرضها عليهم وقال : أشيروا علي .
فقالوا جميعاً : يا أمير المؤمنين ، أنت المفزع وأنت المنزع . فغضب عمر وقال : اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم . فقالوا : يا أمير المؤمنين ، ما عندنا ممّا تسأل عنه شيء .
فقال : أَما والله ، إنّي لأعرف أبا بَجدَتها ، وابن بَجدَتها ، وأين مفزعها ، وأين منزعها .
فقالوا : كأنّك تعني ابن أبي طالب ؟ فقال عمر : لله هو ، وهل طفحت حرة بمثله وأبرعته ، انهضوا بنا إليه .
فقالوا : يا أمير المؤمنين ، أتصير إليه يأتيك ؟ فقال : هيهات هناك شجنة من بني هاشم ، وشجنة من الرسول ، وأثرة من علم يؤتى لها ولا تأتي ، في بيته يؤتي الحكم . .. فسألوه . .. فأخذ علي تبنةً من الأرض فرفعها ، فقال : ( إنّ القضاء في هذا ـ ممّا تعسر على عمر وغيره كل العسر ـ أيسر من هذه ) ـ أي رفع التبنة ـ . ..
5 - له في الرياض النضرة 3 : 166 عن أبي سعيد .
6 - ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 42 : 405 عن أبي سعيد ، بلفظ : نعوذ بالله .
7 - الذهبي في تلخيص المستدرك 1 : 457 عن أبي سعيد .
8 - الزيلعي في تبيين الحقائق 2 : 16 عن عمر .
9 - المتقي الهندي في كنز العمال 5 : 177 ح 12521 عن أبي سعيد .
10 - المناوي في فيض القدير 4 : 357 عن أبي سعيد ذيل ح 5594 ( علي مع القرآن ، والقرآن مع علي ، لن ( يفترقا ) حتى يردا علي الحوض ) . عن طريق الدار قطني .
11 - القلندر الهندي في الروض الأزهر : 266.
12 - الأمر تسري في أرجح المطالب : 122 رواه عن خمس طرق.
3 - قال عمر : أعوذ بالله أن أعيش في قوم ليس فيهم أبو الحسن .
أخرجه : المناوي في فيض القدير 4 : 357 ح 5594 ذيل قوله ( صلى الله عليه وآله ) : ( علي مع القرآن ، والقرآن مع علي ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) ، عن طريق الدار قطني .
4 - قال عمر : أعوذ بالله من معضلة لا علي لها .
أخرجه : 1 - الخوارزمي في المناقب : 96 فصل ( 7 ) ح 97 عن ابن عباس .
2 - الشبلنجي في نور الأبصار : 161.
3 - ابن الصبّاغ في الفصول المهمة : 35 ، وفيه : أعوذ من معضلة لا علي لها .
5 - قال عمر : أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن .
أخرجه : 1 - أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة 2 : 647 ح 1100.
2 - أحمد بن حنبل في فضائل أمير المؤمنين : 155 ح 222.
3 - ابن الجوزي في تذكرة الخواص : 144.
4 - ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 42 : 406 عن سعيد بن مسيب ، وفيه بلفظ : . .. ليس لها أبو الحسن علي بن أبي طالب .
6 - قال عمر : أعوذ بالله من معضلة ولا أبو حسن لها .
أخرجه : 1 - ابن كثير في تاريخه البداية والنهاية 7 : 359 .
2 - زيني دحلان في الفتوحات الإسلامية 2 : 453 .
3 - الگنجي الشافعي في كفاية الطالب : 217 باب ( 57 ) ح 726 .
7 - قال عمر : الله أعلم حيث يجعل رسالته .
أخرجه : 1 - ابن قيم الجوزية في الطرق الحكمية : 46 .
2 - الأميني في الغدير 6 : 105 .
8 - قال عمر : اللهم ، لا تبقني لمعضلة ليس لها ابن أبي طالب حياً .
أخرجه : 1 - أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة 2 : 647 ح 1100.
2 - الخوارزمي في مقتل الحسين ( عليه السلام ) : 45 .
3 - وأخرجه في المناقب : 97 فصل ( 7 ) ح 98.
4 - سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : 148 ، وليس فيه ( حياً ) .
5 - الشيخ أبو طالب المكي في قوت القلوب 2 : 246.
6 - القندوزي في ينابيع المودة : 75 .
7 - التستري في إحقاق الحق 8 : 211 أخرجه عن البلخي والگنجي ،
والحمويني والزرندي ، وابن الصبّاغ والمتقي الهندي والشبلنجي (1) .
9 - قال عمر : اللهم ، لا تنزل بي شديدةً إلاّ وأبو الحسن إلى جنبي .
أخرجه : 1 - محب الدين الطبري في ذخائر العقبى : 82 عن محمد بن الزبير .
2 - وأخرجه أيضاً في الرياض النضرة 3 : 162.
3 - المتقي الهندي في كنز العمال 5 : 257 ح 12805.
4 - الجويني في فرائد السمطين 1 : 343 ح 264.
5 - الزرندي في نظم درر السمطين : 130 ، وفيه بلفظ : اللهم لا تراني شدة . ..
6 - الشنقيطي في الكفاية : 57.
10 - قال عمر : أنت ـ يا علي ـ خيرهم فتوى .
أخرجه : 1 - الدار قطني في السُنن 2 : 181 كتاب الصيام باب القبلة للصائم ح 4 عن سعيد بن المسيب .
2 - ابن سعد في الطبقات الكبرى 2 : 339 .
11 - قال عمر لعلي ( عليه السلام ) : بأبي أنتم ، بكم هدانا الله ، وبكم أخرجنا من الظلمات إلى النور .
أخرجه : 1 - الزمخشري في ربيع الأبرار 3 : 595.
2 - الخوارزمي في المناقب : 97 ( 7 ) ح 99.
3 - الجويني في فرائد السمطين 1 : 349 ح 273.
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) وروى ابن الصبّاغ في الفصول المهمة : 35 والشبلنجي في نور الأبصار : 89 أنّ عمر قال : اللهم ، لا تبقني لمعضلة ليس لها أبو الحسن . ( المعرّب ) .
4 - ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 7 : 65.
5 - الأبشيهي في المستطرف 1 : 220. 6 - الصفوري في نزهة المجالس 2 : 211. 7 ـ محمد مبين الهندي في وسيلة النجاة : 139. 8 ـ ولي الله اللكهنوي في مرآة المؤمنين : 87.
12 - قال عمر : ثلاث كنت في طلبهنّ ، فالحمد لله الذي أصبتهنّ قبل الموت ـ وذلك بفضل علي ( عليه السلام ) ـ .
أخرجه : 1 - المتقي الهندي في كنز العمال 13 : 169 ح 36512 عن الديلمي والطبراني .
2 - المتقي في منتخب كنز العمال المطبوع بهامش مسند أحمد بن حنبل 5 : 45.
13 - قال عمر : ردّوا الجهالات إلى السُنة ، وردّوا قول عمر إلى علي .
أخرجه : 1 - الجصّاص في أحكام القرآن 1 : 504.
2 - البيهقي في السُنن الكبرى 7 : 441 - 442.
3 - الخوارزمي في المناقب : 95 فصل ( 7 ) ح 95.
4 - ابن عبد البر الأندلسي في جامع بيان العلم وفضله 2 : 187.
5 - السبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : 78.
6 - محب الدين الطبري في الرياض النضرة 3 : 164.
14 - قال عمر : ردّوا قول عمر إلى علي ، لولا علي لهلك عمر .
أخرجه : 1 - السبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : 147.
2 - الجويني في فرائد السمطين 1 : 347 ح 270.
15 - قال عمر لعلي ( عليه السلام ) : صدقت أطال الله بقائك .
أخرجه : السلامي البغدادي في جامع العلم والحكم 1 : 106.
16 - قال عمر : عجزت النساء أن تلدنَ مثل علي بن أبي طالب ، ولولا علي لهلك عمر .
أخرجه : 1 - فخر الدين الرازي في الأربعين : 466 .
2 - الخوارزمي في المناقب : 80 فصل ( 7 ) ح 65.
3 - الجويني في فرائد السمطين 1 : 351 ح 276.
4 - ابن طلحة الشافعي في مطالب السؤول : 130.
5 - القندوزي في ينابيع المودة : 75 و 373 عن كتاب فصل الخطاب للخواجة بارساي .
17 - قال عمر : علي أعلم الناس بما أنزل الله على محمد ( صلى الله عليه وآله ) .
أخرجه : الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل 1 : 39 ح 29.
18 - قال عمر لعلي ( عليه السلام ) : فرّج الله عنك ، لقد كدت أهلك في جلدها .
أخرجه : ابن شهر آشوب في المناقب 2 : 366 رواه عن ستة من أعلام أهل السُنة والجماعة .
19 - قال عمر : كاد يهلك ابن الخطاب لولا علي بن أبي طالب .
أخرجه : 1 - ابن قيم الجوزية في الطرق الحكمية : 46.
2 - الگنجي الشافعي في كفاية الطالب : 219 باب ( 57 ) .
20 - كان عمر يتعوّذ من معضلة ليس لها أبو الحسن .
أخرجه : 1 - القرطبي في الاستيعاب 3 : 1102 - 1103 ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) رقم 1855.
2 - ابن الأثير في أسد الغابة 4 : 22.
3 - ابن حجر في الإصابة 4 : 467 ترجمة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) رقم 5608.
4 - ابن قيم الجوزية في أعلام الموقعين 1 : 16.
5 - الذهبي في تاريخ الإسلام 3 : 638.
6 - السيوطي في تاريخ الخلفاء : 171.
7 - ابن قتيبة الدينوري في تأويل مختلف الحديث : 162.
8 - السبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : 144.
9 - العسقلاني في تهذيب التهذيب 7 : 287 ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) رقم 4925.
10 - محب الدين الطبري في ذخائر العقبى : 82.
11 - وأخرجه أيضاً في الرياض النضرة 3 : 161 عن أحمد والاستيعاب .
12 - ابن الجوزي في صفة الصفوة 1 : 314.
13 - ابن حجر في الصواعق المحرقة : 127.
14 - ابن سعد في الطبقات الكبرى 2 : 339.
15 - أبو زرعة العراقي في طرح التثريب 1 : 86.
16 - الغماري في علي بن أبي طالب إمام العارفين : 70.
17 - ابن حجر في فتح الباري شرح صحيح البخاري 13 : 343.
18 - الجويني في فرائد السمطين 1 : 345 ح 267.
19 - أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة 2 : 647 ح 1100.
20 - المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير 4 : 357 ذيل حديث ( علي مع القرآن ، والقرآن مع علي ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) ح 5594.
21 - المالقي في قضاة الأندلس : 23.
22 - الگنجي الشافعي في كفاية الطالب : 217 باب 57.
23 - الصدّيقي الفتوني في مجمع بحار الأنوار 2 : 396.
24 - الشبلنجي في نور الأبصار : 164.
25 - ابن عساكر الدمشقي في تاريخ مدينة دمشق 42 : 406.
21 - قال عمر : لا أبقاني الله إلى أن أدرك قوماً ليس فيهم أبو الحسن .
أخرجه : 1 - العزيزي في حاشية الحفني على شرح الجامع الصغير 2 : 458.
2 - الجرداني في مصباح الظلام 2 : 136.
3 - الأميني في الغدير 3 : 98 عن المصدرين المذكورين .
22 - قال عمر : لا أبقاني الله بأرض ليس فيها أبا الحسن .
أخرجه : القسطلاني في إرشاد الساري 3 : 195.
23 - قال عمر : لا أبقاني الله بعد ابن أبي طالب .
أخرجه : 1 - ابن الجوزي في أخبار الظِّراف : 19.
2 - وأخرجه أيضاً في الأذكياء : 18.
3 - السبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : 148.
4 - الخوارزمي في المناقب : 101 فصل ( 7 ) ح 104.
5 - ابن قيم الجوزية في الطرق الحكمية : 36.
6 - محب الدين الطبري في ذخائر العقبى : 82.
7 - وأخرجه أيضاً في الرياض النضرة 3 : 166.
8 - اللكهنوي في وسيلة النجاة : 150.
9 - الأميني في الغدير 6 : 126 أخرجه عن ابن الجوزي .
24 - قال عمر : لا أبقاني الله بعدك ، يا علي .
أخرجه : 1 - الخوارزمي في المناقب : 101 فصل ( 7 ) ح 104.
2 - الجويني في فرائد السمطين 1 : 349 ح 274.
3 - المناوي في فيض القدير 4 : 357 شرح ح 5594.
4 - محب الدين الطبري في ذخائر العقبى : 82.
5 - وأخرجه أيضاً في الرياض النضرة 3 : 166.
6 - الأمر تسري في أرجح المطالب : 122.
25 - قال عمر : لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو حسن .
أخرجه : البلاذري في أنساب الأشراف 2 : 853.
26 - قال عمر : لا أحياني الله لمعضلة لا يكون فيها ابن أبي طالب حياً.
أخرجه : محمد جار الله القرشي في الجامع اللطيف : 23.
27 - قال عمر : لا بقيت في قوم لست فيهم ، يا أبا الحسن .
أخرجه : 1 - ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 42 : 407.
2 - الفخر الرازي في التفسير الكبير 32 : 10 ذيل تفسير سورة التين .
28 - قال عمر : لا بقيت لمعضلة ليس لها أبو الحسن .
أخرجه : 1 - الأميني في الغدير 3 : 98 عن ترجمة علي بن أبي طالب عليه السلام : 79.
29 - قال عمر : لا خير في عيش قوم لست فيهم ، يا أبا الحسن .
أخرجه : محمد جار الله القرشي في الجامع اللطيف : 23.
30 - قال عمر : لا عشت في قوم لست فيهم ، يا أبا الحسن .
أخرجه : ابن عساكر في تاريخ مدينة عشق 42 : 407.
31 - قال عمر : لولا علي لضلّ عمر .
أخرجه : 1 - الباقلاني في التمهيد : 199.
2 - الأميني في الغدير 6 : 327 عن الباقلاني .
32 - قال عمر : لولا علي لهلك عمر .
أشرنا فيما سبق أنّ الخليفة عمر بن الخطاب ردّد وكرّر قوله : ( لولا علي لهلك عمر ) في الكثير من الأحيان ، التي كانت تتعسّر عليه المعضلات ، ويلتمس حلّها من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
وقلنا أيضاً : إنّنا نحترز عن سرد القضايا والأحاديث ؛ تجنّباً عن الإطالة ، ورعايةً للإيجاز ، نذكر المراجع التي أخرجت تلك الأحاديث ، وهي كما يلي : 1 - ابن الجوزي في أخبار الظِّراف : 19.
2 - وأخرجه أيضاً في الأذكياء : 18.
3 - فخر الدين الرازي في الأربعين : 466.
4 - الأمر تسري في أرجح المطالب : 123.
5 - القرطبي في الاستيعاب 3 : 1103 ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) .
6 - القسطلاني في إرشاد الساري شرح صحيح البخاري 10 : 9 عن البغوي وأبي داود والنسائي وابن حبان ، رواه بدون التصريح .
7 - ابن حجر في الإصابة 8 : 157.
8 - توفيق أبو علم في أهل البيت : 207.
9 - الخادمي في بريقة المحمودية 1 : 211.
10 - محمد بهجت أفندي في تاريخ آل محمد : 125.
11 - ابن قتيبة الدينوري في تأويل مختلف الحديث : 202.
12 - السبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : 147 أخرجه عن أحمد في مسنده ، وفضائل الصحابة ، ضمن قصتين وقعتا لعمر .
13 - العزيزي في حاشية الحفني على شرح الجامع الصغير 2 : 459. 14
- القرشي في تفريح الأحباب في مناقب الآل والأصحاب : 325 .
15 - أحمد بن حنبل في مسنده 1 : 154 - 158 ، والطبعة الحديثة 1 : 249 ح 1330 و 1364 - 1366.
16 - فخر الدين الرازي في التفسير الكبير 7 : 484.
17 - النيسابوري في تفسيره 6 : 120 تفسير سورة الاحقاف آية 15.
18 - ابن حسنويه الحنفي في در بحر المناقب : 23.
19 - محب الدين الطبري في ذخائر العقبى : 82.
20 - وأخرجه أيضاً في الرياض النضرة 3 : 161 عن العقيلي وابن السمان.
21 - أبو داود في سُننه 4 : 139 ح 4399 - 4402.
22 - القاضي الفرغاني في شرح تائية ابن فارض نقل عنه إحقاق الحق 8 : 184.
23 - القوشجي في شرح تجريد الاعتقاد : 373.
24 - الحفني في شرح الجامع الصغير المطبوع بهامش السراج المنير 2 : 458.
25 - ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 1 : 18، و 12 : 205.
26 - العيني في عمدة القاري شرح صحيح البخاري 11 : 151.
27 - الغماري في علي بن أبي طالب إمام العارفين : 71.
28 - العظيم آبادي في عون المعبود شرح سُنن أبي داود 12 : 76.
29 - العسقلاني في فتح الباري شرح صحيح البخاري 12 : 101.
30 - الغماري في فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي : 42.
31 - الجويني في فرائد السمطين 1 : 351 ح 276.
32 - ابن الصبّاغ في الفصول المهمة : 35.
33 - أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة 2 : 707 ح 1209.
34 - المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير 4 : 357 شرح ح 5594 ( علي مع القرآن ، والقرآن مع علي ، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ) .
35 - ولي الله الدهلوي في قرة العينين في تفضيل الشيخين : 182.
36 - المالقي في قضاة الأندلس : 73.
37 - الگنجي في كفاية الطالب : 227 باب ( 59 ) .
38 - الطوسي سراج الشافعي في اللُّمع في التصوّف : 181.
39 - المنذري في مختصر سُنن أبي داود 6 : 230 ح 4237.
40 - اللكهنوي في مرآة المؤمنين : 67.
41 - الجرداني في مصباح الظلام 2 : 56.
42 - ابن طلحة الشافعي في مطالب السؤول : 13.
43 - التفتازاني في المطوّل : 136 مبحث ( لو ) .
44 - الجشتي الحنفي الهندي في الملفوظات والأمالي العرفانية ، نقل عنه إحقاق الحق 8 : 158.
45 - الخوارزمي في المناقب : 81 فصل ( 7 ) ح 65.
46 - العيني الحنفي في مناقب سيدنا علي : 46.
47 - الأيجي الشيرازي في المواقف 8 : 370 مع شرح الجرجاني : مبحث الإمامة.
48 - الزرندي في نظم درر السمطين : 129 و 132.
49 - باكثير الحضرمي في وسيلة المال : 127.
50 - محمد مبين الهندي في وسيلة النجاة : 139.
51 - القندوزي في ينابيع المودة : 70 و 75 و 448 عن فصل الخطاب لخواجة بارساي.
52 - الأميني في الغدير 6 : 102 عن العزيزي والجرداني .
53 - التستري المرعشي في إحقاق الحق 8 : 158 و 184 و 198 و 17 : 444 عن الجشتي الحنفي ، والفرغاني ، وابن حسنويه ، وباكثير الحضرمي.
33 - قال عمر لعلي عليه السلام : لولاك لافتضحنا .
أخرجه : 1 - البلاذري في فتوح البلدان : 55.
2 - الزمخشري في ربيع الأبرار 4 : 26.
3 - ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 19 : 158.

4 - محب الدين الطبري في الرياض النضرة 2 : 339.
5 - المتقي في كنز العمال 14 : 100 ح 38052 عن أبي بن كتب وص 108 ح 38082.
6 - الأزرقي في أخبار مكّة 1 : 245 - 247.
34 - قال عمر لرجل : ما أجد لك إلاّ ما قال ابن أبي طالب (1) .
أخرجه : 1 - ابن حزم في المحلّى 7 : 76 - 77.
2 - القرطبي في الاستيعاب 3 : 1106 ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) رقم 1855.
3 - محب الدين الطبري في الرياض النضرة 3 : 162.
35 - قال عمر لعلي ( عليه السلام ) : ما زلت كاشفَ كل كرب ، وموضحَ كل حكم .
أخرجه : المتقي الهندي في كنز العمال 5 : 834 ح 14509.
36 - قال عمر : نعوذ بالله من أن أعيش في قوم لست فيهم ، يا أبا حسن .
أخرجه : ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 42 : 405.
37 - قال عمر مشيراً إلى علي ( عليه السلام ) : هذا أعلم بنبينا وبكتاب نبينا .
أخرجه : العاصمي في زين الفتى في تفسير سورة هل أتى 1 : 304 ح 218.
38 - قال عمر : هيهات ، هناك شجنة من بني هاشم ، وشجنة من الرسول ، وأثرة من
ــــــــــــــــــ
( 1 ) الظاهر أنّ السائل بعد ما عرف جواب الإمام علي ( عليه السلام ) رجع إلى عمر وقال له : أريد جوابك ، فعندئذ قال له عمر : ما أجد لك - جواباً - إلاّ ما قال لك علي بن أبي طالب . ( المعرّب ) .
علم يؤتى لها ، ولا يأتي ، في بيته يؤتي الحكم .
أخرجه : المتقي الهندي في كنز العمال 5 : 830 ح 14508 عن علي بن كاتب .
39 - قال عمر : يا أبا الحسن ، أنت لكل معضلة وشدة تدعى .
أخرجه : 1 - الثعالبي في قصص الأنبياء : 232 في ذيل قوله تعالى : ( إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ ) (1) .
2 - الفيروز آبادي في فضائل الخمسة 21 : 326.
3 - الأميني في الغدير 6 : 148 - 155.
40 - قال عمر : يا بن أبي طالب ، فما زلت كاشف كل شبهة ، وموضح كل حكم ( علم ) .
أخرجه : المتقي الهندي في كنز العمال 5 : 834 ح 14509.


يتبع

من مواضيع : الشيخ عباس محمد 0 دراسة بريطانية: تعدد الزوجات يطيل العمر ويجلب الرزق
0 كيف أجعل زوجي يهتم بي
0 أكثر ما تحبه المرأة في الرجل
0 هل حب المخالف لعلي (عليه السلام) ينجيه يوم القيامة ؟
0 عنى حديث الاجتماع على حب علي (عليه السلام)

الشيخ عباس محمد
عضو برونزي
رقم العضوية : 81994
الإنتساب : Apr 2015
المشاركات : 1,288
بمعدل : 0.39 يوميا

الشيخ عباس محمد غير متصل

 عرض البوم صور الشيخ عباس محمد

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : الشيخ عباس محمد المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-01-2018 الساعة : 08:22 PM


30 - التصريحات العمرية دالة على أولوية الإمام علي ( عليه السلام ) للخلافة .
أشرنا في مقدمة الكتاب بأنّنا لو أغمضنا الطرف ، عن جميع الأدلة والبراهين القرآنية والحديثية والتاريخية ، التي فيها الدلالة التامة على أولوية الإمام علي ( عليه السلام ) للخلافة ، وولاية الأمر بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أو أنّنا افترضنا عدم صلاحية تلك الأدلة للاستدلال بها على ذلك ، لكانت هذه الاعترافات والتصريحات ، ومرويات الخلفاء ـ سواءً الذين تقدّموا على الإمام علي ( عليه السلام ) ، أو أولئك الذين حكموا بعد أن استشهد
ــــــــــــــــ
( 1 ) الكهف : 10.
علي عليه السلام ـ التي رووها بحق علي ( عليه السلام ) ، وأقرّوا بها ، كافيةً في إثبات الخلافة لعلي ( عليه السلام ) دون غيره ، وأنّه الخليفة الحق ، والجامع لجميع المواصفات الضرورية واللازمة ، لخلافة النبي ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؛ وذلك لأنّ هذه الأخبار ، التي تروي لنا اعترافات أبي بكر وعمر وعثمان وتصريحاتهم ـ سواء كانوا أصحاباً لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أو خلفاء لأتباعهم ـ فإنّها حجة قاطعة ودليل قوي وبرهان جلي ، يمكن لأي مسلم ومؤمن أن يستدل بها على معرفة الإمام الحق ، والخليفة الواقعي لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ يعني أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ـ .
وأضف على ما مرّ عليك ـ أيّها الطالب للحق ـ أنّ هذه التصريحات والاعترافات ـ التي وردت على لسان عمر بن الخطاب ، بما تتناسب وموضوع أفضلية الإمام علي ( عليه السلام ) ، وأولويته لأمر الخلافة ـ كاشفة عن نقاط الضعف ، والحالة السلبية التي كانت موجودة في سائر أعضاء الشورى العمري .
ونذكر لك ـ أيّها الخبير ـ نماذج من ذلك ، وندع الحكم والقضاء إليك :
روى العلاّمة ابن أبي الحديد : أنّ عمر قال لأصحاب الشورى ـ الذين عيّنهم هو بنفسه لانتخاب الخليفة من بعده ـ : روحوا إلي ، فلمّا نظر إليهم : قد جاءني كل واحد منهم يهزّ عفريته ، يرجو أن يكون الخليفة ـ ثمّ خاطبهم واحداً واحداً كاشفاً عن سلبياتهم ـ .
فقال : أمّا أنت ـ يا طلحة ـ ، أفلست القائل إن قُبض النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنكح أزواجه من بعده ، فما جعل الله محمداً ( صلى الله عليه وآله ) أحق ببنات أعمامنا منا ، فأنزل الله تعالى فيك : ( وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا. .. ) (1) .
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الأحزاب : 53.
وأمّا أنت ـ يا زبير ـ فوالله ، ما لانَ قلبك يوماً ولا ليلة ، وما زلت جِلفاً جافياً !! .
وأمّا أنت ـ يا عثمان ـ فوالله لروثة خير منك (1) !!! .
وأمّا أنت ـ يا عبد الرحمن ـ فإنّك رجل عاجز تحب قومك جميعاً !! .
وأمّا أنت ـ يا سعد ـ فصاحب عصبية وفتنة !! .
وأمّا أنت ـ يا علي ـ فوالله لو وُزن إيمانك بإيمان أهل الأرض لرجحهم !!! .
فقام الإمام علي ( عليه السلام ) مولّياً يخرج ـ وذلك اعتراضاً واستنكاراً على عمر ـ لأنّه قُرن عليه السلام ، وهو الجامع للإيمان كله ، بأناس ليس فيهم من الفضيلة شيء يذكر ، ولكن عمر رسم مخطّطاً لاستخلاف مَن هو أخس وأردأ من الروثة رتبةً كما وصفه عمر ؛ حتى لا تصل الخلافة إلى صاحبها الأحق بها .
فقال عمر : والله ، إنّي لأعلم مكان رجل لو وليتموه أمركم ، لحملكم على المحجّة البيضاء .
قالوا : مَن هو ؟ قال : هذا المولّي من بينكم .
قالوا : فما يمنعك من ذلك ؟ .
قال : ليس إلى ذلك من سبيل .
وفي خبر ثانٍ رواه البلاذري في تاريخه : أنّ عمر لمّا خرج أهل الشورى من عنده . قال : إن ولّوها الأجلح سلك بهم الطريق . قال عبد الله بن عمر : فما يمنعك منه ، يا أمير المؤمنين ؟
ـــــــــــــــــــ
( 1 ) الروثة واحدة الروث ، وهو سرجين الفرس .
قال : أكره أن أتحمّلها حياً وميتاً (1) .
وروى هذا الخبر أيضاً ابن حجر عن البخاري (2) .
وفي خبر آخر رواه ابن أبي الحديد وقع حوار بين ابن عباس وبين عمر بن الخطاب : فوصف عمر علياً ( عليه السلام ) بأنّ فيه دعابة ، ووصف طلحة بالتكبّر والتفاخر ، وعبد الرحمن بأنّه ضعيف ، لو صار الأمر إليه لوضع خاتمه في يد امرأته ، والزبير بأنّه شَكِس لَقِس ـ أي سيّئ الخلق ـ وسعداً بأنّه صاحب سلاح ومِقنَب .
وعندما سأل ابن عباس عمراً عن عثمان أوّه عمر ـ ثلاثاً ـ ثمّ قال : والله لئن وليها ليحملنّ بني أبي معيط على رقاب الناس ، ثمّ لتنهض العرب إليه ، ثمّ بعد أن سكت هنيئة قال : أجرؤهم والله إن وليها ، أن يحملهم على كتاب ربّهم وسنة نبيهم لصاحبك ـ يعني علي ( عليه السلام ) ـ أَما إن ولي أمرهم حملهم على المحجّة البيضاء والصراط المستقيم (3) .
31 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) يهدي إلى الكتاب والسنة .
روى ابن أبي الحديد عن العلاّمة أبي العباس أحمد بن يحيى الثعلب في أماليه ، حوار عمر بن الخطاب وابن عباس فقال : وبعد أن ذكر عمر ، المثالب والمطاعن ، والسلبيات الخُلقية ، والاجتماعية والقيادية ، لكل واحد من أعضاء الشورى ، الذي رتّبه هو بنفسه ، ولمّا وصل عمر إلى ذكر علي ( عليه السلام ) قال : إنّ أحراهم أن يحملهم على كتاب ربّهم وسنة نبيهم لصاحبك ـ يعني علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ـ والله لئن وليها
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) شرح نهج البلاغة 12 : 259 - 260 ، الفتح المبين 2 : 180، الاستيعاب 3 : 1154 ترجمة عمر بن الخطاب ، الطبقات الكبرى 3 : 342 ترجمة عمر بن الخطاب .
( 2 ) المطالب العالية 4 : 46.
( 3 ) شرح نهج البلاغة 12 : 51 - 52.
ليحملنهم على المحجّة البيضاء والصراط المستقيم (1) .
وحقيق بنا في هذا المقام أن نتساءل : ما هو السبب الباعث إلى أن يشكّل الخليفة عمر بن الخطاب تلك الشورى السداسية ، بينما هو بنفسه يسطّر مثالب وسلبيات كل واحد منهم ، عدا علي ( عليه السلام ) ، فإنّه قد أطراه وذكره مادحاً إيّاه بالخير والهداية ؟ ومن ثمَّ ما هو الدافع الذي دفع عمر إلى رسم ذلك المخطّط ، حتى يؤول أمر الخلافة بعده إلى عثمان ، وقد وصفه بتلك الأوصاف التي قرأتها ؟
قال عبد الله : ولمّا طعن قال عمر لأهل الشورى : لله دَرّهم ، إنّ ولّوها الأصيلع !! كيف يحملهم على الحق ولو كان السيف على عنقه . فقلت : أتعلم ذلك منه ولا تولّيه ؟ قال : إن لم أستخلف فأتركهم ، فقد تركهم مَن هو خير مني (2) .
وهكذا روى ابن عبد البر عن ابن عباس قال : بينا أنا أمشي مع عمر يوماً ، إذ تنفّس نفساً ، فظننت أنّه قد قُضبت أضلاعه ـ تقطّعت ـ فقلت : سبحان الله ! والله ما أخرج منك هذا إلا أمر عظيم .
فقال : ويحك ـ يا بن عباس ـ ما أدري ما أصنع بأمّة محمد ( صلى الله عليه وآله ) .
قلت : ولِمَ وأنت بحمد الله قادر على أن تصنع ذلك مكان الثقة ؟
قال : إنّي أراك تقول : إنّ صاحبك أولى الناس بها ـ يعني علياً ( عليه السلام ) ـ .
قلت : أجل ، والله إنّي لأقول ذلك في سابقته وعلمه وقرابته وصهره .
قال : إنّه كما ذكرت ، ولكنّه كثير الدعابة . .. (3) .
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) شرح نهج البلاغة 6 : 326 - 327.
( 2 ) الاستيعاب 3 : 1130 ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) رقم 1855.
( 3 ) الاستيعاب 3 : 1119 ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) رقم 1855.
لاحظ ـ أيّها الخبير ـ إنّ قول عمر : إنّه كما ذكرت ، يعني أنّ علياً حائز على جميع المواصفات التي تُقدّمه على الآخرين ، وتبيّن أولويته عليهم في مسالة الخلافة ، وعمر بقوله هذا يعترف ويقر لعلي ( عليه السلام ) بذلك .
وأمّا قوله : ( كثير الدعابة ) هذه فرية ألصقها عمر بعلي ( عليه السلام ) ، ولا أصل لها ولا أساس، وهي في الوقت نفسه لم تكن مانعةً للخلافة ، فترى أنّ عمر بفريته هذه ينوّه عن الصدّ عن استخلاف الإمام علي ( عليه السلام ) ، ولو سلّمنا بأنّه ( عليه السلام ) كثير الدعابة ، فهل هذه الصفة - فرضاً - تكون سبباً لصدّه عن الخلافة ؟ (1) ، هذا سؤال بحاجة إلى جواب من عمر وأتباعه .
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) أقول : فرية عمر واتّهامه الإمام علي ( عليه السلام ) ، بأنّه كان كثير الدعابة صارت ذريعةً في أيدي أتباعه الطلقاء وأبنائهم ، أولئك الذين لعنوا على لسان النبي ( صلى الله عليه وآله ) أمثال عمر وبن العاص .
وقد ردّ عليه الإمام في خطبة بليغة ، ذكر فيها أنّ هذه الصفة وغيرها تنطبق على ابن النابغة وغيره ـ ممّن يتهمون الإمام علي ( عليه السلام ) ـ أكثر من انطباقها على علي ( عليه السلام ) .
ومَن راجع التاريخ الصحيح ، الذي لم تُمد إليه الأيدي الغاشمة ، والبواعث السياسية والاعتقادية ، ويراجع أيضاً فتوة الإمام علي ، شجاعته ، زهده ، ورعه ، علمه ، حكمته ، وسائر أوصافه النبيلة ، عرف أنّ تلك الفرية هي من مصاديق المَثَل السائر ( كل يرى الناس بعين طبعه ) ، و ( رمتني بدائها وانسلت ) .
وإليك النص العلوي في ردّ زعم المفترين عليه بكثرة الدعابة :
( عَجَباً لابْنِ النَّابِغَةِ ، يَزْعُمُ لأَهْلِ الشَّامِ ـ والمسلمين ـ أَنَّ فِيَّ دُعَابَةً ، وَأَنِّي امْرُؤٌ تِلْعَابَةٌ أُعَافِسُ وَأُمَارِسُ ـ والله ـ لَقَدْ قَالَ بَاطِلاً ، وَنَطَقَ آثِماً ، أَمَا وَ شَرُّ الْقَوْلِ الْكَذِبُ ، إِنَّهُ لَيَقُولُ فَيَكْذِبُ ، وَيَعِدُ فَيُخْلِفُ ، وَيُسْأَلُ فَيَبْخَلُ ، وَيَسْأَلُ فَيُلْحِفُ ، وَيَخُونُ الْعَهْدَ ، وَيَقْطَعُ الإِلَّ ، فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الْحَرْبِ فَأَيُّ زَاجِرٍ وَآمِرٍ هُوَ ، مَا لَمْ تَأْخُذِ السُّيُوفُ مَآخِذَهَا ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَانَ أَكْبَرُ مَكِيدَتِهِ أَنْ يَمْنَحَ الْقَرْمَ سَبَّتَهُ ، أَمَا وَاللَّهِ ، إِنِّي لَيَمْنَعُنِي مِنَ اللَّعِبِ ذِكْرُ الْمَوْتِ ، وَإِنَّهُ لَيَمْنَعُهُ مِنْ قَوْلِ الْحَقِّ نِسْيَانُ الآخِرَةِ ، إِنَّهُ لَمْ يُبَايِعْ مُعَاوِيَةَ ـ وغيره غيره ـ حَتَّى شَرَطَ أَنْ يُؤْتِيَهُ أَتِيَّةً ـ واحلب حلبك ـ ، وَيَرْضَخَ لَهُ عَلَى تَرْكِ الدِّينِ رَضِيخَةً ) ، فتأمل يا خبير . ( المعرّب ) .
32 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) أَولى مني ومن أبي بكر .
روى العلاّمة الراغب الأصفهاني عن ابن عباس قال : كنت أسير مع عمر بن الخطاب في ليلة ، وعمر على بغلة وأنا على فرس ، فقرأ آيةً فيها ذكر علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
فقال : أَما والله يا بني عبد المطلب ، لقد كان علي فيكم أَولى بهذا الأمر مني ومن أبي بكر !!
فقلت في نفسي : لا أقالني الله إن أقلته .
فقلت : أنت تقول ذلك ، وأنت وصاحبك وثبتما وانتزعتما الأمر منا دون الناس ؟
فقال : إليكم يا بني عبد المطلب ـ أي هوّن عليك ـ أَما إنّكم أصحاب عمر بن الخطاب ؟ فتأخّرت وتقدّم هنيهة .
فقال : سر لا سرت !
وقال : أعد عليّ كلامك .
فقلت : إنّما ذكرت شيئاً فرددت عليك جوابه ، ولو سكت ـ أنت يا عمر ـ سكتنا.
فقال : إنّا والله ما فعلنا الذي فعلنا عن عداوة !! ولكن استصغرناه !! وخشينا أن لا يجتمع عليه العرب وقريش لمّا قد وترها (1) .
قال ابن عباس : فأردت أن أقول : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يبعثه فينطح كبشها فلم يستصغره ، أفتستصغره أنت وصاحبك (2) ؟! .
ــــــــــــــــــ
( 1 ) في هذه العبارة حقيقة لابدّ من كشفها وهي : أنّ الإمام علي ( عليه السلام ) هو الذي أخضع جبابرة العرب وشيوخ قريش للتسليم ، وأنّ سيفه كان أسن السيوف وأَحدها وأقواها على الكفّار والضالين . فكيف يُسمّى غيره بسيف الله ، أو يروون حديثاً مختلقاً ويقولون : أعز الله الدين بإسلام فلان وفلان ؟ فتدبّر . ( المعرّب ) .
( 2 ) أقول : كما وقع ذلك في كثير من مواقف النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، حيث نرى أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعثه ونصّبه أميراً ولم يستصغره قط ، بل إنّه استصغر غير علي فلم يبعثه ، وإذا بعثه عزله ، أو إذا بعثه لم يكن في بعثه ( صلى الله عليه وآله ) إيّاهم خيراً وفتحاً للدين ، كما وقع في واقعة خيبر ، وقراءة براءة على أهل مكّة ، ولم يأمر عليه شاباً كأسامة قط ، فهل ترى ـ يا طالب الحق ـ في هذه الأمور تصغيراً
فقال : لا جرم ، فكيف ترى والله ما نقطع أمراً دونه ولا نعمل شيئاً حتى نستأذنه ؟ (1) .
33 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) أقضى الناس .
علي أقضانا ، أو : أقضانا علي ، وغيرها من الكلمات ، التي كان عمر بن الخطاب يصرّح بها دائماً بشأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وخاصةً عندما كانت المعضلات والمسائل تخيّم على عمر ، ولم يدرِ حلّها وكشفها ، فكان يلوذ في ذلك بعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فيكشف عنه ما تعسّر عليه بأسلوب دقيق ومثير للإعجاب والحيرة .
وهذه الكلمات ومثيلاتها تكرّرت على لسان عمر ، ولمّا كان نقل هذه الاعترافات العمرية بأعلمية الإمام علي ( عليه السلام ) ، يخرجنا عن الإيجاز والاختصار اكتفينا بذكر مصادرها ، فليراجعها القارئ في مظانّها :
1 - صحيح البخاري 6 : 23 كتاب التفسير في تفسير ( مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا ) (2) ، بلفظ : أقضانا علي .
2 - مسند أحمد بن حنبل 5 : 113 ، وفي الطبعة الحديثة 6 : 131 ح 20582 - 20583 ، بلفظ : علي أقضانا.
3 - الطبقات الكبرى لابن سعد 2 : 339 - 340 ، بلفظي : علي أقضانا ، وأقضانا علي.
4 - الاستيعاب 3 : 1102 ترجمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) رقم 1855.
ــــــــــــــــــــــ
لعلي ( عليه السلام ) أم لغيره ؟ فلو راجعت التاريخ الصحيح والسليم من الدس والأهواء لازددت إيماناً ويقيناً . ( المعرّب )
( 1 ) محاضرات الأدباء 2 : 478.
( 2 ) البقرة : 10.
5 - أنساب الأشراف 2 : 852 ، بلفظ : علي أقضانا .
6 - أخبار القضاة 1 : 88. 7 - حلية الأولياء 1 : 65.
8 - الفتوحات الإسلامية 2 : 454.
9 - المستدرك على الصحيحين 3 : 305.
10 - المناقب للخوارزمي : 92 فصل ( 7 ) ح 86 .
11 - تاريخ مدينة دمشق 42 : 402.
12 - تلخيص المستدرك 3 : 305.
13 - شرح نهج البلاغة 12 : 82 ، بلفظ : أقضى الأمّة. ..
14 - ذخائر العقبى : 83.
15 - الرياض النضرة 3 : 167 ، بلفظ : أقضانا علي بن أبي طالب .
16 - كفاية الطالب : 259 ، فيه : أخذت ذلك من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فلا أتركه أبداً .
17 - تاريخ الإسلام ، عهد الخلفاء الراشدين 3 : 638.
18 - فتح الباري شرح صحيح البخاري 7 : 60.
19 - البداية والنهاية 7 : 359.
20 - أسنى المطالب : 8 ح 27.
21 - تاريخ الخلفاء : 170 و 233، بلفظي : علي أقضانا ، وأقضانا علي ( عليه السلام ) .
22 - مطالب السؤول : 85.
23 - الدر المنثور 1 : 104 ذيل ( مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ ) رواه عن البخاري والنسائي ، وابن الأنباري والحاكم والبيهقي ، بلفظ : أقضانا علي .
24 - الصواعق المحرقة : 127، بلفظ : علي أقضانا ، وأفرض أهل المدينة وأقضاها علي .
25 - ينابيع المودة : 286 باب ( 59 ) .
34 - عمر يعترف : عيادة أهل البيت ( عليهم السلام ) فريضة .
أخرج محب الدين الطبري ، بإسناده عن عمر بن الخطاب أنّه قال للزبير بن العوام : هل لك في أن نعود الحسن بن علي ( عليه السلام ) ، فإنّه مريض ؟ فكان الزبير تلكّأ عليه - أي توقف وتبطّأ - فقال له عمر : أَما علمت أنّ عيادة بني هاشم فريضة ، وزيارتهم نافلة ؟ وفى رواية : أنّ عيادة بني هاشم سُنة ، وزيارتهم نافلة ؟ أخرجه ابن السمان في الموافقة (1) .
لا يخفى أنّ كلام عمر هذا سواء كان قد أخذه عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أو قاله على قناعة واعتقاد ، فإنّ المصداق البارز لبني هاشم بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، هو مَن يكون كنفس النبي ( صلى الله عليه وآله ) يعني ـ الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ـ ولهذه المصداقية ذكرنا هذا الحديث هنا ، وإن لم يصرّح فيه اسم علي ( عليه السلام ) .
35 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) خير الناس فتوىً .
روى المؤرّخ الشهير العلاّمة ابن سعد ، بإسناده عن سعيد بن المسيب قال : خرج عمر بن الخطاب على أصحابه يوماً
فقال : أفتوني في شيء صنعته اليوم ؟
فقالوا : ما هو ، يا أمير المؤمنين ؟
قال : مرّت بي جارية لي فأعجبتني فوقعت عليها وأنا صائم !!
فعظّم عليه القوم ، وعلي ( عليه السلام ) ساكت
فقال : ما تقول ، يا بن أبي طالب ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( جئت حلالاً ويوماً مكان يوم ) ( بناءً على كون الصوم غير واجب ) .
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) ذخائر العقبى : 14 أخرجه عن ابن السمان في الموافقة ، علل الحديث للرازي 2 : 368 ح 3618 ، غالية المواعظ ومصباح المتعظ والواعظ 2 : 95 ، ملحقات إحقاق الحق 17 : 474 أخرجه عن الإشراف على فضل الأشراف .
فقال عمر : أنت خيرهم فتوىً (1) .
36 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) مولاي .
أخرج العلاّمة الخوارزمي وغيره من أعلام الحديث ، عن الحافظ الدار قطني أنّه قيل لعمر بن الخطاب : إنّك تصنعه بعلي شيئاً لا تصنع مع أحد من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : إنّه مولاي (2) .
ولا يخفى أنّنا لو تمعّنا في قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ) عرفنا أنّه لم يكن لكلمة المولى معنى ومفهوم ، سوى صاحب الخيار والأَولى بالتصرّف .
37 - عمر يعترف : القول ما قال علي ( عليه السلام ) .
أخرج ابن حزم الأندلسي وغيره ، بإسنادهم عن ابن أذينة العبدي قال : أتيت عمر بن الخطاب بمكة فقلت له : إنّي ركبت الإبل والخيل حتى أتيتك فمن أين أعتمر ؟ قال : ائتِ علي بن أبي طالب فسله ، فأتيت فسألته فقال لي علي ( عليه السلام ) : ( من حيث أبدأت ) ـ يعني من ميقات أرضك ـ . قال : فأتيت عمر فذكرت له ذلك .
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) الطبقات الكبرى 2 : 339 ، أنساب الأشراف 1 : 167، سُنن الدار قطني 2 : 181 كتاب الصيام باب القبلة للصائم ح 4.
( 2 ) المناقب للخوارزمي : 160 باب ( 14 ) ح 190 ، الرياض النضرة 3 : 128 ، الصواعق المحرقة : 44 ، شرح المواهب اللدنية : 13، الروض الأزهر : 366 ، فتح المبين هامش السيرة النبوية لزيني دحلان 1 : 171 - 178 و 2 : 162.
فقال لي : ما أجد لك ـ قولاً ـ إلاّ ما قال ابن أبي طالب (1) .
38 - عمر يعترف : بفضل علي ( عليه السلام ) أخرجنا الله من الظلمات .
أخرج العلاّمة الزمخشري وآخرون من حفّاظ أهل السنة ومحدثيهم ، بإسنادهم عن ابن عباس قال : استعدى رجل عمر على علي ( عليه السلام ) ، وعلي جالس فالتفت عمر إليه فقال : يا أبا الحسن ، قم فاجلس مع خصمك ، فقام فجلس مع خصمه فتناظرا ، وانصرف الرجل فرجع علي ( عليه السلام ) إلى مجلسه ، فتبيّن عمر التغيّر في وجهه ، فقال : يا أبا الحسن ، مالي أراك متغيراً ؟
قال ( عليه السلام ) : ( كنّيتني بحضرة خصمي فأَلا قلت : يا علي ، قم فاجلس مع خصمك ؟ ) ، فأخذ عمر برأس علي ( عليه السلام ) فقبّل بين عينيه ، ثمّ قال : بأبي أنتم وأمّي ، بكم هدانا الله ، وبكم أخرجنا الله من الظلمات إلى النور (2) .
39 - عمر يعترف : لا يتم الشرف إلاّ بولاية علي ( عليه السلام ) .
أخرج العلاّمة المحدّث ابن حجر الهيثمي عن الدار قطني بسنده عن ابن المسيب قال : قال عمر رضي الله عنه : تحبّبوا إلى الأشراف وتودّدوا ، واتقوا على أعراضكم من السَفلة ، واعلموا أنّه لا يتم شرف إلاّ بولاية علي ( عليه السلام ) (3) .
40 - عمر يعترف : مات النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو راضٍ عن علي ( عليه السلام ) .
أخرج شيخ أهل السُنة البخاري بسنده عن عمر بن الخطاب قال : توفي
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) المحلّى 7 : 75 ، الاستيعاب 3 : 1103 و 1106 ترجمة الإمام علي بن أبي طالب رقم 1855 ، الرياض النضرة 3 : 162 خرّجه ناقصاً ومبتوراً ، ذخائر العقبى : 79، تاج العروس 7 : 125 مادة خَرِك كعلم ، أرجح المطالب : 121.
( 2 ) ربيع الأبرار 3 : 595 ، المناقب للخوارزمي : 97 فصل ( 7 ) ح 99 ، شرح نهج البلاغة 17 : 65 ، فرائد السمطين 1 : 349 ح 273، المستطرف 1 : 97.
( 3 ) الصواعق المحرقة : 178.
رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو عنه ـ أي عن علي ( عليه السلام ) ـ راضٍ (1) .


يتبع

من مواضيع : الشيخ عباس محمد 0 دراسة بريطانية: تعدد الزوجات يطيل العمر ويجلب الرزق
0 كيف أجعل زوجي يهتم بي
0 أكثر ما تحبه المرأة في الرجل
0 هل حب المخالف لعلي (عليه السلام) ينجيه يوم القيامة ؟
0 عنى حديث الاجتماع على حب علي (عليه السلام)

الشيخ عباس محمد
عضو برونزي
رقم العضوية : 81994
الإنتساب : Apr 2015
المشاركات : 1,288
بمعدل : 0.39 يوميا

الشيخ عباس محمد غير متصل

 عرض البوم صور الشيخ عباس محمد

  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : الشيخ عباس محمد المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-01-2018 الساعة : 08:22 PM


41 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) أعلم بالواقع .
روى العلاّمة الشيخ زين الدين عبد الرحمن بن أحمد السلامي البغدادي ، بسنده عن رفاعة بن رافع قال : جلس إلى عمر ، علي والزبير وسعد ، ونفر من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فتذاكروا العزل فقالوا : لا بأس به . فقال رجل : إنّهم يزعمون أنّها الموعودة الصغرى ، فقال علي ( عليه السلام ) : ( لا تكون موعودةً حتى تمر على النارات السبع ، تكون سلالة من طين ، ثمّ تكون نطفةً ، ثمّ تكون علقةً ، ثمّ تكون مضغةً ، ثمّ تكون عظاماً ، ثمّ تكون لحماً ، ثمّ تكون خَلقاً آخر ) .
فقال عمر : صدقت أطال الله بقاءك (2) .
أقول : جواب الإمام علي ( عليه السلام ) حول المراحل السبعة في خلق الإنسان ، مستلهَم من القرآن الكريم في قوله تعالى : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) (3) تشير الآية إلى تطور الإنسان ، وتكامله في رحم الأمّ حتى الولادة .
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) صحيح البخاري 5 : 22 كتاب فضائل الصحابة باب مناقب علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فتح الباري شرح صحيح البخاري 7 : 57.
( 2 ) إحقاق الحق وملحقاته 17 : 434 رواه عن جامع العلوم والحكم 1 : 46 ح 4، مشكل الآثار 2 : 373، وفيه : أنّ اليهود تزعم أنّها الموءودة الصغرى ـ بدلاً عن الموعودة الصغرى ـ وبعد جواب الإمام علي تعجب عمر من قوله : وقال : جزاك الله خيراً . وجاء في محاضرات الأدباء 1 : 96 : أَوّل مَن خاطب بـ‍ ( أطال الله بقاءك ) عمر بن الخطاب ، قاله لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
( 3 ) المؤمنون : 11 - 14.
42 - عمر يعترف : علي أعلم الناس بالقرآن .
أخرج العلاّمة الحافظ الحسكاني ، بسنده عن عمر بن الخطاب قال : علي ( عليه السلام ) أعلم الناس بما أنزل الله على محمد ( صلى الله عليه وآله ) (1) .
43 - عمر يعترف : علي مولى مَن كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) مولاه .
روى العلاّمة الحافظ المحب الطبري ، بسنده عن عمر بن الخطاب قال : علي ( عليه السلام ) مولى مَن كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مولاه (2) .

44 - عمر يعترف : لولا علي لهلك عمر .
أخرج العلاّمة الحافظ الگنجي الشافعي ، بسنده عن حذيفة بن اليمان ، أنّه لقى عمر بن الخطاب .
فقال له عمر : كيف أصبحت يا بن اليمان ؟
فقال : كيف تريدني أصبح ؟ أصبحت والله أكره الحق ، وأحب الفتنة ، وأشهد بما لم أرَه ، وأحفظ غير المخلوق ، وأصلّي على غير وضوء ، ولي في الأرض ما ليس لله في السماء .
فغضب عمر لقوله وانصرف من فوره ، وقد أعجله أمر وعزم على أذى حذيفة لقوله ذلك ، فبينا هو في الطريق إذ مرّ علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فرأى الغضب في وجهه .
فقال : ( ما أغضبك يا عمر ؟
فقال : لقيت حذيفة بن اليمان فسألته ، كيف أصبحت ؟ فقال : أصحبت أكره الحق .
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) شواهد التنزيل 1 : 39 ح 29، وفي نسخة أخرى عن ابن عمر .
( 2 ) الرياض النضرة 3 : 128 و 233.
فقال علي ( عليه السلام ) : صدق ، يكره الموت وهو حق .
فقال عمر : يقول : وأحب الفتنة .
قال علي ( عليه السلام ) : صدق ، يحب المال والولد ، وقد قال الله تعالى : ( أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ) (1) .
فقال عمر : يا علي ، يقول : وأشهد بما لم أرّه .
فقال ( عليه السلام ) : صدق ، يشهد بالوحدانية ، والموت والبعث ، والقيامة والجنة ، والنار والصراط ، ولم يرَ ذلك كله . فقال عمر : يا علي ، وقد قال : إنّني أحفظ غير المخلوق .
قال ( عليه السلام ) : صدق ، يحفظ كتاب الله تعالى القرآن ، وهو غير مخلوق .
قال عمر : ويقول : أصلي على غير وضوء .
فقال ( عليه السلام ) : صدق ، يصلي على ابن عمي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على غير وضوء ، والصلاة عليه جائزة .
فقال : يا أبا الحسن ، قد قال أكبر من ذلك .
فقال ( عليه السلام ) : وما هو ؟
قال عمر : قال : إنّ لي في الأرض ما ليس لله في السماء .
قال ( عليه السلام ) : صدق ، له زوجة ، وتعالى الله عن الزوجة والولد ) .
فقال عمر : كاد يهلك ابن الخطاب لولا علي بن أبي طالب .
قال الگنجي : هذا ثابت عند أهل النقل ، ذكره غير واحد من أهل السير (2) .
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) الأنفال : 28.
( 2 ) كفاية الطالب : 218 باب 57 ، نظم درر السمطين : 129 - 130، نور الأبصار : 161 ، فرائد السمطين 1 : 337 ح 259 ، وفيه : لولا علي لهلك عمر ، الفصول المهمة لابن الصباغ : 35
45 - عمر يعترف : اختصاص علي ( عليه السلام ) بثلاث عشرة منقبة .
أخرج العلاّمة الخطيب الخوارزمي وغيره من أعلام السُنة ، بإسنادهم عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : قال عمر بن الخطاب : كانت في أصحاب محمد ( صلى الله عليه وآله ) ثماني عشرة سابقة ، خصّ منها علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بثلاث عشرة ، وشاركنا في خمس (1) .
أقول : وقد أخرج السيوطي وغيره من أعلام أهل السُنة ، هذا الحديث بلفظ آخر ، قال الطبراني : عن ابن عباس ، قال : كانت لعلي ( عليه السلام ) ثماني عشرة منقبة ، ما كانت لأحد من هذه الأمّة (2) .
فعلى هذا فلا تستحيل أن تكون جملة ( فخصّ علي منها بثلاث عشرة ، وشركنا في خمس ) في رواية عمر موضوعة وزائدة ، وكذلك جملة ( كانت لأصحاب محمد ( صلى الله عليه وآله ) ) ؛ فإنّها وُضعت بديلاً عن جملة ( كانت لعلي ( عليه السلام ) ) ، التي وردت في رواية السيوطي .
46 - عمر يعترف : مَن أهان علياً ( عليه السلام ) ، فقد أهان النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
أخرج الإمام أحمد بن حنبل بسنده عن عروة بن الزبير قال : إنّ رجلاً وقع
ــــــــــــــــــــ
فصل في ذكر شيء من علومه ، ولم يذكر اسم حذيفة بن اليمان .
وفيه أيضاً : قال عمر : إنّه يصدّق اليهود والنصارى قال الله تعالى : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ ) .
وفي آخر الحديث فقال عمر : أعوذ بالله من معضلة لا علي لها .
أقول : ولعلّ هذه القصة قد تكرّرت أكثر من مرة . ( المعرّب ) .
( 1 ) المناقب للخوارزمي : 99 فصل ( 7 ) ح 101 وص 331 فصل ( 19 ) ح 352 ، مقتل الحسين ( عليه السلام ) : 45 فصل ( 4 ) ، فرائد السمطين 1 : 344 ح 265 ، نظم درر السمطين : 129.
( 2 ) الصواعق المحرقة : 76 ، تاريخ الخلفاء : 172 ، ينابيع المودة : 286 عن الطبراني، تفريح الأحباب : 351.

في علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
فقال عمر : تعرف صاحب هذا القبر ؟ هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، وعلي بن أبي طالب بن عبد المطلب ، فلا تذكر علياً إلاّ بخير فإنّك إن نقصته آذيت صاحب هذا القبر .
وأخرج المناوي بسنده أنّ عمر بن الخطاب قال : ويحك أتعرف علياً ؟ هذا ابن عمه ـ وأشار إلى قبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ ، والله ما آذيت إلاّ هذا في قبره (1) .
47 - عمر يعترف : مَن آذى علياً فقد آذى النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
روى العلاّمة العيني بسنده عن عمر بن الخطاب قال : إذا آذيت عليا آذيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) (2) .
48 - عمر يتمنّى إحدى فضائل علي ( عليه السلام ) .
أخرج الحافظ الحاكم النيسابوري وغيره ، من الحفّاظ والمؤرّخين ، من أهل السنة والجماعة ، بإسنادهم عن أبي هريرة ، قال : قال عمر بن الخطاب : لقد أعطي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ثلاث خصال ، لأن تكون لي خصلة منها أحب إلي من أن أُعطى حُمر النِعم .
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) فضائل الصحابة 2 : 641 ح 1089 ، فضائل أمير المؤمنين لأحمد بن حنبل : 145 ح 211 ، الصواعق المحرقة : 177، تاريخ مدينة دمشق 42 : 519 ترجمة علي بن أبي طالب ، الرياض النضرة 3 : 123 خرّجه أحمد في المناقب وابن السمان في الموافقة ، تذكرة الخواص : 44 ، كنز العمال 13 : 123 ح 36394 خرّجه عن تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ، فيض القدير 6 : 18 ح 8266 خرّجه عن الدار قطني ، الجامع الصغير 3 : 547 ح 8266 ، أرجح المطالب : 515 ، شفاء السقام : 207، مرقاة المفاتيح 10 : 474 ح 6101 خرّجه عن أحمد ، التدوين في أخبار قزوين 1 : 293 ترجمة محمد بن زيد الجعفري .
( 2 ) مناقب سيدنا علي ( عليه السلام ) : 16 ح 17.
قيل : وما هنّ ، يا أمير المؤمنين ؟
قال : تزوّجه فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وسكناه المسجد مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يحل له فيه ما يحل له ، والراية يوم خيبر ، ففتح الله عليه وهزم اليهود ، فكان ذلك نصراً عزيزاً منح به الإسلام والمسلمون .
قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرّجاه (1) (2) .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) المستدرك على الصحيحين 3 : 125 ، فضائل الصحابة 2 : 659 ح 1123 ، وفيه : والثالثة نسيها سهيل ، فضائل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لأحمد : 173 ح 245 ، وفيه : أنّ سهيل نسي الثالثة ـ أي تزويجه الزهراء ( عليها السلام ) ـ ، البداية والنهاية 7 : 341 ، المناقب للخوارزمي : 232 باب ( 19 ) ح 354 ، تاريخ مدينة دمشق 42 : 120 ، الرياض النضرة 3 : 232 ، مجمع الزوائد 9 : 120 باب جامع في مناقبه ، خرّجه عن مسند أبي يعلى ، فرائد السمطين 1 : 354 ح 268 ، نظم درر السمطين : 129 ، أسنى المطالب : 68 ح 22 ، تاريخ الخلفاء : 173 خرّجه عن أبي يعلى ، الخصائص الكبرى 3 : 293 باب اختصاصه ( صلى الله عليه وآله ) بجواز المكث في المسجد جُنباً. . .، الصواعق المحرقة : 127 ، كنز العمال 13 : 110 ح 36359 وص 116 ح 36376 خرّجه عن مسند ابن أبي شيبة ، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد 5 : 44 ، ينابيع المودة 286 باب 59 ، مرآة المؤمنين : 86، تفريح الأحباب : 351، إزالة الخفاء عن خلافة الخلفاء 1 : 289، الروض الأزهر : 97 و 100 ، جواهر البحار 1 : 365، أرجح المطالب : 411 وسيلة النجاة : 106.
فإذا أردت الاطّلاع على الأحاديث المروية في هذا الباب ، وتعرف أسانيدها ونصوصها ، راجع موسوعة الغدير للعلاّمة الأميني 3 : 202 - 312.
( 2 ) وجملة عمر بن الخطاب : ( وسكناه المسجد مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يحل له فيه ما يحل له ) إشارة إلى الحديث المشهور بسد الأبواب ، وخلاصة الحديث : أنّه كان لنفر من الصحابة أبواب شارعة في المسجد ، كانوا يدخلون دورهم منها ، ومنهم الإمام علي ( عليه السلام ) حيث كان باب داره في المسجد ، فكان دخوله وخروجه من هذا الباب ، وكانت بيوت أزواج النبي ( صلى الله عليه وآله ) كذلك حول المسجد . .. فنزل الأمر الإلهي على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، بأن يعلن لأولئك النفر أن يسدوا أبوابهم الشارعة على المسجد ، عدا باب علي ( عليه السلام ) يجعله مفتوحاً . حتى العباس عم النبي كان يرجو أن يكون بابه شارعةً على المسجد ، فمنعه النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فكان الباب الوحيد المشرع على المسجد هو باب علي ( عليه السلام ) ، فكان يدخل ويخرج منه حتى ولو كان جُنباً .
49 - عمر يستشير علياً ( عليه السلام ) في حرب الفرس .
أخرج المؤرّخون والحفّاظ وآخرون غيرهم في كتبهم ، أنّه ورد على عمر بن الخطاب كتاب فيه ، إنّ الفرس قد قصدوا الهجوم على مركز الحكومة الإسلامية ، فجمع عمر بعض أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) منهم الإمام علي يستشيرهم في هذا الأمر ، فأبدى كل واحد منهم رأيه في قتال الفرس ، ورأى عمر أنّ آراء ونظريات هؤلاء وخططهم التي أبدوها لا تنفع وليست بصائبة ، بل أنّ ضررها أكثر من نفعها . فالتفت عمر إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وكان ساكتاً لا يتكلم .
فقال له عمر : يا أبا الحسن لِمَ لا تشير بشيء كما أشار غيرك ؟
فقال علي ( عليه السلام ) : كلاماً نقّص فيه آراء الحاضرين وفنّدها ، ثمّ أبدى رأياً وخطة كان فيها نفع كبير ، وكان في ضمن ما أبداه : إرسال ابنه الإمام الحسن ( عليه السلام ) مع الجند إلى أصفهان ، بأن يحوّل إليه إجراء جزئيات الخطة الإستراتيجية ، فكان من نتائج رأي الإمام علي ( عليه السلام ) وخطته ، انتصار جيوش المسلمين على يهود إيران والزرادشتيين ، وفرار يزدجرد عظيم الفرس ، وبزوغ شمس الإسلام في نصف بقاع الفرس وخاصةً في أصفهان .
ولكن قبل أن نتطرّق إلى قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، تجدر الإشارة هنا إلى واحد من أهل الرأي أبدى رأيه ، واستنكره عمر بن الخطاب ، أَلا وهو خليفة عمر عثمان بن عفان فقال : يا أمير المؤمنين ، اكتب إلى أهل الشام فيسيروا من شامهم ، وإلى أهل اليمن فيسيروا من يمنهم ، وإلى أهل البصرة فيسيروا من
ـــــــــــــــــــ
وقد روى هذه القصة العشرات من الصحابة ، ونقلها عشرات المحدّثين والمؤرّخين ، وهذه فضيلة عظيمة اختص بها أمير المؤمنين الإمام علي ( عليه السلام ) .
بصرتهم ، وسر أنت بأهل هذا الحرم حتى توافي الكوفة ، وقد وافاك المسلمون من أقطار أرضهم وآفاق بلادهم ، فإنّك إذا فعلت ذلك كنت أكثر منهم جمعاً وأعز نفراً .
وقال الطبري : قال علي ( عليه السلام ) في بادئ الأمر : ( أقم ، واكتب إلى أهل الكوفة أن يبعثوا ثلثي جندهم ، وليقم ثلث منهم ، واكتب إلى أهل البصرة أن يمدّوهم ببعض من عندهم ، ولم يعبّئ من الشام جيشاً ؛ لئلا يفتر جبهة الروم ) .
وإليك الآن رأي الإمام علي ( عليه السلام ) ، الذي استصوبه عمر لمّا استشاره ، فقال فيما قال ( عليه السلام ) : ( إِنَّ هَذَا الأَمْرَ لَمْ يَكُنْ نَصْرُهُ وَلا خِذْلانُهُ بِكَثْرَةٍ وَلا بِقِلَّةٍ ، وَهُوَ دِينُ اللَّهِ الَّذِي أَظْهَرَهُ ، وَجُنْدُهُ الَّذِي أَعَدَّهُ وَأَمَدَّهُ ، حَتَّى بَلَغَ مَا بَلَغَ وَطَلَعَ حَيْثُ طَلَعَ ، وَنَحْنُ عَلَى مَوْعُودٍ مِنَ اللَّهِ ، وَاللَّهُ مُنْجِزٌ وَعْدَهُ وَنَاصِرٌ جُنْدَهُ ، وَمَكَانُ الْقَيِّمِ بِالأَمْرِ مَكَانُ النِّظَامِ مِنَ الْخَرَزِ ، يَجْمَعُهُ وَيَضُمُّهُ ، فَإِنِ انْقَطَعَ النِّظَامُ تَفَرَّقَ الْخَرَزُ ، وَذَهَبَ ثُمَّ لَمْ يَجْتَمِعْ بِحَذَافِيرِهِ أَبَداً ، وَالْعَرَبُ الْيَوْمَ وَإِنْ كَانُوا قَلِيلاً ، فَهُمْ كَثِيرُونَ بِالإِسْلامِ ، عَزِيزُونَ بِالاجْتِمَاعِ ، فَكُنْ قُطْباً وَاسْتَدِرِ الرَّحَى بِالْعَرَبِ ، وَأَصْلِهِمْ دُونَكَ نَارَ الْحَرْبِ ، فَإِنَّكَ إِنْ شَخَصْتَ مِنْ هَذِهِ الأَرْضِ ، انْتَقَضَتْ عَلَيْكَ الْعَرَبُ مِنْ أَطْرَافِهَا وَأَقْطَارِهَا ، حَتَّى يَكُونَ مَا تَدَعُ وَرَاءَكَ مِنَ الْعَوْرَاتِ أَهَمَّ إِلَيْكَ مِمَّا بَيْنَ يَدَيْكَ ، إِنَّ الأَعَاجِمَ إِنْ يَنْظُرُوا إِلَيْكَ غَداً يَقُولُوا ، هَذَا أَصْلُ الْعَرَبِ ، فَإِذَا اقْتَطَعْتُمُوهُ اسْتَرَحْتُمْ ، فَيَكُونُ ذَلِكَ أَشَدَّ لِكَلَبِهِمْ عَلَيْكَ ، وَطَمَعِهِمْ فِيكَ ، فَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ مَسِيرِ الْقَوْمِ إِلَى قِتَالِ الْمُسْلِمِينَ ، فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ هُوَ أَكْرَهُ لِمَسِيرِهِمْ مِنْكَ ، وَهُوَ أَقْدَرُ عَلَى تَغْيِيرِ مَا يَكْرَهُ ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ عَدَدِهِمْ ، فَإِنَّا لَمْ نَكُنْ نُقَاتِلُ فِيمَا مَضَى بِالْكَثْرَةِ ، وَإِنَّمَا كُنَّا نُقَاتِلُ بِالنَّصْرِ وَالْمَعُونَةِ ) (1) .
ـــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) نهج البلاغة تحقيق صبحي الصالح خطبة رقم 146 ، الأخبار الطوال : 134، تاريخ الطبري 4 : 114 - 126 حوادث سنة 21 ، الفتوح 2 : 286 - 297 ، وفيه : قال : فلمّا سمع عمر مقالة علي ( عليه السلام ) ، ومشورته أقبل على الناس وقال : ويحكم ! أَعجزتم كلكم عن آخركم
50 - عمر يستفتي علياً ( عليه السلام ) عن حكم شارب الخمر .
أخرج السيوطي وغيره من الحفّاظ : أنّ أناساً من أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) شربوا الخمر بالشام ،
فقال لهم يزيد بن أبي سفيان ـ أخو معاوية ووالي الشام من قِبل عمر بن الخطاب ـ : شربتم الخمر ؟
فقالوا : نعم ، لقول الله : ( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا ) (1) حتى فرغوا . .. فكتب يزيد فيهم إلى عمر فكتب إليه : إن أتاك كتابي هذا نهاراً فلا تنتظر بهم الليل ، وإن أتاك ليلاً فلا تنتظر بهم النهار حتى تبعث بهم إليّ ، لا يفتنوا عباد الله ، فبعث بهم إلى عمر فلمّا قدموا على عمر
قال : شربتم الخمر ؟
قالوا : نعم ،
فتلا عليهم : ( إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ . .. ) (2) إلى آخر الآية .
قالوا : اقرأ التي بعدها ( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا ) .
قال : فشاور فيهم الناس ، فقال لعلي ( عليه السلام ) ـ وكان صامتاً ـ : ما ترى ؟
قال ( عليه السلام ) : ( أرى أنّهم شرّعوا في دين الله ما لم يأذن الله فيه ، فإن زعموا أنّها حلال فاقتلهم ؛ فقد أحلوا ما حرّم الله ، وإن زعموا أنّها حرام فاجلدهم ثمانين ثمانين ؛ فقد افتروا على الله الكذب ، وقد أخبرنا الله بحدِّ ما يفتري به بعضنا على بعض )
ـــــــــــــــــــ
أن تقولوا كما قال أبو الحسن ، والله لقد كان رأيه رأيي الذي أريته في نفسي . .. ( المعرّب )
( 1 ) المائدة : 93.
( 2 ) المائدة : 90 - 91.
: قال : فجلدهم عمر ثمانين ثمانين (1) .
وأخرجه أبو الفرج الأصفهاني بتفاوت يسير (2) .
51 - مراجعة أخرى لعمر في حد الخمر .
ذكر أعاظم العامة منهم أئمتهم الأربعة : أبو حنفية ، مالك ، أحمد بن حنبل ، والشافعي ـ أنّ أبا بكر وعمر لم يكونا يرون الحد الكامل ـ ثمانين جلدة ـ لشارب الخمر ، وإذا واجها هذه المسألة يوماً ما ، فكانا يكتفيان بإجراء أربعين جلدةً فقط .
روي أنّ خالد بن الوليد كان عاملاً لعمر على بعض المدن ، أبلغ عمر بأنّ الناس قد انهمكوا في الخمر ، وتحاقروا العقوبة . فقال عمر لعلي ( عليه السلام ) : ما ترى ؟ قال ( عليه السلام ) : ( نراه إذا سكر هذى ، وإذا هذى افترى ، وعلى المفتري ثمانون جلدةً ) (3) . واستنّ عمر بما قاله علي ( عليه السلام ) ، وبعد ذلك أصبح حدّ الخمر ثمانين جلدةً ، كما أفتى به الإمام علي ( عليه السلام ) .
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) شرح معاني الآثار 3 : 154 كتاب الحدود ، تفسير الدر المنثور 2 : 32 - 322 أخرجه عن ابن أبي شيبة وابن منذر ، فتح الباري 21 : 57 أخرجه عن ابن شيبة .
( 2 ) الأغاني 18 : 198.
( 3 ) الموطأ 2 : 842 كتاب الأشربة باب ( 1 ) ح 1 ، سنن البيهقي 8 : 320 كتاب الأطعمة والأشربة باب ما جاء في عدد حدّ الخمر ، مسند الشافعي : 286 كتاب الأشربة ، شرح معاني الآثار 3 : 153، سُنن الدار قطني 3 : 157 كتاب الحدود ح 223 ، فتح الباري 12 : 57 أخرجه عن الطبراني والطحاوي والبيهقي وص 58 عن عبد الرزاق ، تفسير الدر المنثور 2 : 316 ذيل آية 93 من سورة المائدة ، أخرجه عن أبي الشيخ وابن مردويه والحاكم صحّحه ، كنز العمال 5 : 474 ح 13660 وص 478 ح 13676 وص 479 ح 13680 المستدرك على الصحيحين 4 : 375.
52 - عمر يعترف : لولا سيف علي ( عليه السلام ) لَما قام عمود الإسلام .
قال ابن أبي الحديد : روى أبو بكر الأنباري في أماليه : أنّ علياً ( عليه السلام ) جلس إلى عمر في المسجد وعنده ناس ، فلمّا قام ( عليه السلام ) عرض واحد بذكره ونسبه إلى التيه والعجب .
فقال عمر : حق لمثله أن يتيه !! والله لولا سيفه لَما قام عمود الإسلام ، وهو بعد أقضى الأمّة وذو سابقتها وذو شرفها .
فقال له ذاك القائل : فما منعكم يا أمير المؤمنين عنه ؟
قال : كرهناه على حداثة السن ، وحبه لبني عبد المطلب (1) .
وقد روي كره عمر بن الخطاب لعلي ( عليه السلام ) في موارد عديدة ومواقف كثيرة .
خاصةً في قوله : لو ولّوها ـ يعني الخلافة ـ علياً لسلك بهم الطريق وحملهم على الحق (2) .
53 - عمر يعترف : عين علي ( عليه السلام ) عين الله عزّ وجل .
أخرج محب الدين الطبري بسنده : كان عمر يطوف بالبيت وعلي ( عليه السلام ) يطوف أمامه ، إذ عرض رجل لعمر فقال : يا أمير المؤمنين ، خذ حقي من علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
قال : وما باله ؟
قال : لطم عيني ، فوقف عمر حتى لحق به علي ( عليه السلام ) ، فقال : أَلطمت عين هذا ، يا أبا الحسن ؟
ـــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) شرح نهج البلاغة 12 : 82.
( 2 ) ترجمة الإمام علي من تاريخ مدينة دمشق 3 : 106 - 108 ح 1136 - 1137 أخرجه عن طريقين ، أنساب الأشراف 2 : 855 ، الاستيعاب 3 : 1130.
قال ( عليه السلام ) : نعم .
قال عمر : ولِمَ ؟
قال ( عليه السلام ) : لأنّي رأيته يتأمل حرم المؤمنين في الطواف .
فقال عمر : أحسنت ، يا أبا الحسن .
ثمّ أقبل على الرجل فقال : وقعت عليك عين من عيون الله عزّ وجل (1)
54 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) مولاي ومولى كل مسلم .
روى العلاّمة الخطيب الخوارزمي وغيره من الحفّاظ بإسنادهم : أنّ رجلاً نازع عمر في مسألة .
فقال عمر : بيني وبينك هذا الجالس ـ وأشار إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وكان جالساً في المسجد ـ .
فقال الرجل : هذا الأبطن !! ـ الظاهر أنّه لم يكن يعرف علياً ( عليه السلام ) ـ . فنهض عمر عن مجلسه وأخذ بتلبيبه حتى شاله من الأرض ، ثمّ قال : ويلك أتدري مَن صغّرت ؟! هذا علي بن أبي طالب مولاي ومولى كل مسلم (2) .
وجاء في رواية الحسكاني : أمر عمر علياً ( عليه السلام ) أن يقضي بين رجلين ، فقضى بينهما ، فقال الذي قضى عليه : هذا الذي يقضي بيننا ؟! وكأنّه ازدرى علياً ( عليه السلام ) ، فأخذ عمر بتلبيبه فقال : ويلك وما تدري مَن هذا ؟ هذا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، هذا مولاي ومولى كل مؤمن ، فمَن لم يكن مولاه فليس بمؤمن (3) .
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الرياض النضرة 3 : 165.
( 2 ) المناقب للخوارزمي : 161 فصل ( 14 ) ح 192 ، الرياض النضرة 3 : 128.
( 3 ) شواهد التنزيل 1 : 348 ح 362 ذيل آية ( أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمْ مَنْ لا يَهِدِّي إِلاّ أَنْ يُهْدَى. .. ) يونس : 35 وبهامشه خمسة أحاديث ممّا يتعلق بالباب ، الفتوحات الإسلامية : 417 - 418.
أقول : ولعلّ هذه القصة غير الأُولى ، وإنّ القصتين قد وقعتا في زمانين مختلفين .
55 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) مولى كل مؤمن ومؤمنة .
أخرج العلاّمة محب الدين الطبري وغيره من المحدّثين ، بإسنادهم عن عمر وقد جاءه أعرابيان يختصمان ، فقال لعلي ( عليه السلام ) : اقضِ بينهما ، يا أبا الحسن ، فقضى علي ( عليه السلام ) بينهما . فقال أحدهما : هذا يقضي بيننا ؟! فوثب عليه عمر وأخذ بتلبيبه ، وقال : ويحك ما تدري مَن هذا ؟ هذا مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، ومَن لم يكن مولاه فليس بمؤمن (1) .
56 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) أعلم الناس بالقرآن ، وبالنبي ( صلى الله عليه وآله ) (2) .
أخرج المحقّق العلاّمة العاصمي وغيره ، بإسنادهم عن أبي الطفيل ـ الصحابي العظيم ـ
قال : شهدت الصلاة على أبي بكر الصدّيق ، ثمّ اجتمعنا إلى عمر بن الخطاب فبايعناه ، وأقمنا أياماً نختلف إلى المسجد إليه ، حتى أَسموه ( أمير المؤمنين ) ،
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) الرياض النضرة 3 : 128 وقال : خرّجه ابن السمان ، المناقب للخوارزمي : 160 فصل ( 14 ) ح 191 ، ذخائر العقبى : 68 ، الصواعق المحرقة : 179 خرّجه عن الدار قطني ، شواهد التنزيل 1 : 348 ح 362 ذيل آية ( أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ . .. ) يونس 35 ، الفتوحات الإسلامية : 417 - 418، وسيلة المال ( مخطوط ) .
( 2 ) أورد المؤلّف حفظه الله هذه الرواية بشكل موجز ومختصر ، واكتفى بذكر اعتراف عمر بن الخطاب ، بكون الإمام علي ( عليه السلام ) أعلم الناس طراً بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) والقرآن العظيم ، ولمّا كانت الرواية حاويةً لبعض النقاط الكاشفة عن المناقب الجسمية للإمام علي ( عليه السلام ) ، وكذا تكشف عن جهل عمر بن الخطاب ، وعدم معرفته بالقرآن والنبي ( صلى الله عليه وآله ) ، رأيت أنّ نقل الحديث بتمامه أحجى وأتم للحجة ، لمَن أراد معرفة الحق وأتباعه . ( المعرّب )
فبينما نحن عنده جلوس ، إذ أتاه يهودي من يهود المدينة ، وهم يزعمون أنّه من وُلد هارون أخي موسى بن عمران ( عليه السلام ) ، حتى وقف على عمر فقال له : يا أمير المؤمنين ، أيّكم أعلم بنبيكم وبكتاب نبيكم حتى أساله عمّا أريد ؟
ـ قال أبو الطفيل ـ فطأطأ عمر رأسه .
فقال له اليهودي : إيّاك أعني ، وأعاد عليه القول .
فقال له عمر : وما ذاك ؟
قال : إنّي جئتك مرتاداً لنفسي شاكّاً في ديني .
فقال عمر : دونك هذا الشاب .
قال : ومَن هو هذا الشاب ؟ .
قال عمر : هذا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ابن عم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو أبو الحسن والحسين ، وزوج فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
ثمّ قال : هذا أعلم بنبينا وبكتاب نبينا.
قال اليهودي : أكذلك أنت يا علي ؟
قال ( عليه السلام ) : نعم ، سلْ عمّا تريد .
قال : إنّي مسائلك عن ثلاث وثلاث وواحدة .
فتبسّم علي ( عليه السلام ) ثمّ قال له : يا هاروني ، ولِمَ لا تقول : إنّي سائلك عن سبع ؟
فقال اليهودي : أسألك عن ثلاث فإن أصبت فيهنّ ، أسألك (1) عن الواحدة ، وإن أخطأت في الثلاث الأُوَل لم أسألك عن شيء .
وقال له علي ( عليه السلام ) : وما يدرك إذا سألتني فأجبتك أخطأت أم أصبت ؟
ـــــــــــــــــــــــ
( 1 ) كذا في زين الفتى ، والصحيح : أسألك عن ثلاث فإن أصبت فيهنّ سألت عمّا بعدهنّ ، فإن أصبت أسألك .
قال : فضرب بيده على كمه فاستخرج كتاباً عتيقاً
فقال : هذا كتاب ورثته عن آبائي وأجدادي ، بإملاء موسى ( عليه السلام ) وخط هارون ( عليه السلام ) ، وفيه هذه الخصال التي أريد أن أسالك عنها .
فقال علي ( عليه السلام ) : والله عليك إن أجبتك فيهنّ بالصواب أن تسلم ـ لتدعنّ دينك ولتدخلنّ في ديني ـ
قال له : والله ـ ما جئت إلاّ لذلك ـ لئن أجبتني فيهنّ بالصواب لأسلمنّ الساعة على يديك .
قال له علي ( عليه السلام ) : سلْ .
قال : أخبرني. .. عن محمد ( صلى الله عليه وآله ) كم بعده من إمام عادل ، وفي أي جنة يكون ، ومَن يساكنه في الجنة ؟ قال علي ( عليه السلام ) : يا هاروني ، إنّ لمحمد ( صلى الله عليه وآله ) من الخلفاء اثنا عشر إماماً عادلاً لا يضرهم مَن خذلهم ، ولا يستوحشون لخلاف مَن خالفهم ، وإنّهم أرسب في الدين من الجبال الرواسي في الأرض ، ويسكن محمد ( صلى الله عليه وآله ) في جنته مع أولئك الاثني عشر إماماً العدل .
قال : صدقت ، والله الذي لا إله إلاّ هو ، إنّي لأجده في كتب أبي هارون ، كتبه بيده وإملاء موسى عمي ( عليه السلام )
قال : فأخبرني عن الواحدة ، أخبرني عن وصي محمد كم يعيش من بعده ؟ وهل يموت أو يقتل ؟
قال ( عليه السلام ) : يا هاروني ، يعيش بعده ثلاثين سُنة ثمّ يضرب هاهنا - يعني قَرنه - فتُخضب هذه من هذا .
قال أبو الطفيل : فصاح الهاروني وقطع تسبيحه ، وهو يقول : أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمد رسول الله (1) .
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) زين الفتى 1 : 304 ح 218 ، فرائد السمطين 1 : 354 ح 280 ، الغدير 6 : 268 - 269.
57 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) أولى الناس بالخلافة .
روى العلاّمة ابن أبي الحديد المعتزلي ـ نقلاّ عن كتاب السقيفة لأبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري ـ بإسناده عن ابن عباس ، قال : مرّ عمر بعلي ( عليه السلام ) وأنا معه بفناء داره ، فسلّم عليه
فقال له علي ( عليه السلام ) : أين تريد ؟
قال : البقيع .
قال ( عليه السلام ) : أَفلا تصل صاحبك ويقوم معك ؟
قال عمر : بلى .
فقال لي علي ( عليه السلام ) : قم معه .
فقمت فمشيت إلى جانبه فشبك أصابعه في أصابعي ، ومشينا قليلاً حتى إذا خلّفنا البقيع قال لي عمر : يا بن عباس ، أَما والله ، إنّ صاحبك هذا ـ يعني علياً ( عليه السلام ) ـ لأَولى الناس بالأمر بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، إلاّ أنّا خفناه على اثنين .
قال ابن عباس : فجاء بكلام لم أجد بدّاً من مساءلته عنه ، فقلت : ما هما ؟ قال عمر : خفناه على حداثة سِنه ، وحبه بني عبد المطلب (1) .
58 - عمر يعترف : المنبر حق علي ( عليه السلام ) .
أخرج العلاّمة الخطيب البغدادي وغيره : أنّ الحسين ( عليه السلام ) جاء لعمر وهو على المنبر فقال : ( انزل عن منبر أبي ) . فقال له : منبر أبيك ولا منبر أبي . وزاد ابن سعد : أنّه أخذه فأقعده على جنبه ، وقال : وهل أنبت الشعر على
ـــــــــــــــــــــــ
( 1 ) شرح نهج البلاغة 6 : 50 - 51 ، السقيفة وفدك : 73.
رؤوسنا إلاّ أبوك ، أي أنّ الرفعة ما نلناها إلاّ به (1) .
59 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) أخو النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
أخرج العلاّمة ابن حجر عن الدار قطني : أنّ عمر سأل عن علي ( عليه السلام ) فقيل له : اذهب إلى أرضه .
فقال : اذهبوا بنا إليه ، فوجدوه يعمل فعملوا معه ساعةً ، ثمّ جلسوا يتحدثون
فقال له علي ( عليه السلام ) : أرأيت لو جاءك قوم من بني إسرائيل فقال لك أحدهم : أنا ابن عم موسى ( عليه السلام ) ، أكانت له عندك أثرة على أصحابه ؟
قال عمر : نعم .
قال علي ( عليه السلام ) : فأنا والله ، أخو رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وابن عمه .
قال : فنزع عمر رداءه فبسطه ، فقال : والله لا يكون لك مجلس غيره حتى نفترق (2) .
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) تاريخ بغداد 1 : 141، الطبقات الكبرى ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) : 31 ح 219 ، مقتل الحسين ( عليه السلام ) : 145 ، تاريخ مدينة دمشق 14 : 175 ، تاريخ الإسلام 3 : 5 ، كفاية الطالب : 424 ح 1116 ، كنز العمال 13 : 654 ح 37662 ، الإصابة 2 : 69 ترجمة الإمام الحسين بن علي ( عليه السلام ) رقم 1729 ، الصواعق المحرقة : 177، ينابيع المودة : 206 باب 59 ، وسيلة النجاة خرّجه عن ابن عساكر الدمشقي ، والسيوطي وابن حجر ، تاريخ الخلفاء : السيرة الحلبية 1 : 443 . وفيه تحريف بأنّ الإمام علي ( عليه السلام ) هدّد الحسين وشجب فعله ، سير أعلام النبلاء 3 : 285، الرياض النضرة 2 : 341.
( 2 ) الصواعق المحرقة : 179.

من مواضيع : الشيخ عباس محمد 0 دراسة بريطانية: تعدد الزوجات يطيل العمر ويجلب الرزق
0 كيف أجعل زوجي يهتم بي
0 أكثر ما تحبه المرأة في الرجل
0 هل حب المخالف لعلي (عليه السلام) ينجيه يوم القيامة ؟
0 عنى حديث الاجتماع على حب علي (عليه السلام)
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 03:50 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية