[ازهر السامر]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
تفسير قوله تعالى((يَمحَقُ اللَّهُ الرّبَا وَيُرِبي الصَّدَقَاتِ)) الايه276 سورة البقره
==========================================
مادة (محق)تأتي بمعنى نقصان الشيْ حالا بعد حال حتى يُفنى,,,ومحاق الشهر نقصانه وهو مدة ثلاث ليال من اخر الشهر لخفاء نور القمر ونقصانه فيها ((ايام المحاق))

وقد يُطلق المحاق على ذهاب اصل الشي وفنائه كما في الحديث الشريف ((الحلف منفقه للسلعه ممحقه للبركه))
ولم يرد هذا اللفظ في القرآن الكريم الا في موردين احدهما المقام,,,والثاني في قوله تعالى((وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذينَ ءَامَنُوا وَيَمحَقَ الكَافِرِينَ))141 ال عمران

الارباء::: التنميه والزياده وفي الحديث عن نبينا الاعظم صلى الله عليه واله وسلم((ان صدقة احدكم تقع في يد الله تعالى فيربيها كما يُربي احدكم فُلوَّه (اي المهر) أو فصيله حتى يجيْ يوم القيامه وان اللقمه على قدر جبل أُحد00

والمعنى::يذهب الله تعالى الربا ويفنيه ويمحو البركه منه وينمي الصدقات ويزيدها على خلاف مايتوهمه الناس فانهم ياخذون الربا طلبا لزيادة المال والله يمحقهُ0ولايتصدقون خوفا من نقصان المال والله يزيده وينميه000

والايه الشريفه تُرشد الى بعض المصالح والحكم التي من اجلها حرم الله تعالى الربا وأحل البيع واباح الصدقات ورغب اليها فيكون المحق من الاثار المترتبه على الربا,,كما ان الارباء من الاثار المترتبه واللازمه للصدقات,,وذلك لان الربا
والصدقات امران اجتماعيان يخصان الطبقه الفقيره والمحتاجه من المجتمع ,,وهم الكثره الكاثره يؤثر فيها كل مايزيد في عناءها ,,ويستفزها كل مايمس مشاعرها,,فتهب لنيل حقوقها والدفاع عن حياتها وان استلزم الفناء والافساد,,وأما اذا أُحسنَ اليهاهدأت وقابلتها بالاحسان وأثرت الاثر الجميل فيها وشاع الصلح والوئام وتبتعد عن مايثير الفساد والافساد وتكون كنفس واحده تنتشر فيها الرحمه والمحبه والتعاون ,,وتعيش حياة سعيده مطمئنه ويكون كل ذلك سببا لزيادة المال وانمائه اضعافا مضاعفه,,كما وعد الله تعالى الاجر الجزيل في الاخره,,ولذا حث سبحانه وتعالى على الانفاق والصدقات واكد على اشاعتها وافشائها00000

واعتبر القرآن الربا من أعظم أنواع الطغيان واشد انحاء العصيان ,ومن يرتكبه يكون محاربا لله ورسوله,,وهو يوجب شيوع الفساد وهدم النظام وفيه من الاثار السيئه التي تؤثر على الفرد والاجتماع وفيه ضياع حق النوع00
واعتبر الله تعالى الربا من الكبائر التي توجب دخول النار كما ورد في القران الكريم,,وهو من الموبقات التي تجلب الفساد والشقاء ,وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في الكتاب العزيز بعض الاثار المترتبه على الرباء ,,وشرحت السنه الشريفه شرحا وافيا هذا الموضوع وهذه بعض الروايات عن اهل البيت عليهم السلام عن آثار الربا::::::
:::: في الكافي عن هشام بن سالم عن ابي عبد الله الصادق عليه السلام قال:: درهم ربا عند الله أشد من سبعين زنيه كلها بذات محرم000

::::في الفقيه عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه واله وسلم في وصيه لامير المؤمنين عليه السلام قال::ياعلــــــــــــــي:- الربا سبعون جزءا فايسرها مثل أن ينكح الرجل امه في بيت الله الحرام,,,,ياعلـــــــــــــــي
درهم ربا أعظم عند الله من سبعين زنيه كلها بذات محرم في بيت الله الحرام000

:::: في الكافي عن ابي جعفر الباقر عليه السلام ((أخبث المكاسب كسب الربا))000

::::في الكافي عن ابن بكير قال:بلغ أبا عبد الله الصادق عليه السلام عن رجل انه كان يأكل الربا فقال )) لئن أمكنني الله لاضربن عنقه))000

::::وفي كنز العمال عن نبينا الاعظم صلى الله عليه واله وسلم ((ماظهر في قوم الربا والزنا الااحلوا بأنفسهم عقاب الله ))000

:::: عن أمير المؤمنين عليه السلام ((اذا اراد الله تعالى بقرية هلاكا أظهر فيهم الربا))000



المصدر::مواهب الرحمن في تفسير القران 00السيد عبد الاعلى السبزواري((قدس سره الشريف))
والحمد لله رب العالمين

::::