•°.. ياعلي حبك والله والله جنه ..°•
لو كنت ... ستبتسم (اللهم صل على محمد وآل محمد)
كتب معاوية إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه :.. بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أما بعد يا علي لأضربنك بشهاب قاطع لا يذكيه الريح و لا يطفيه الماء إذا اهتز وقع و إذا وقع نقب و السلام ..:
فلما قرأ علي (ع) كتابه دعا بدواة و قرطاس ثم كتب :.. بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. أما بعد يا معاوية فقد كذبت. أنا علي بن أبي طالب و أنا أبو الحسن و الحسين قاتل جدك و عمك و خالك و أبيك و أنا الذي أفنيت قومك في يوم بدر و يوم فتح و يوم أحد و ذلك السيف بيدي يحمله ساعدي بجرأة قلبي كما خلفه النبي ص بكف الوصي لم أستبدل بالله ربا و بمحمد نبيا و بالسيف بدلا و السلام على من اتبع الهدى:..
ثم طوى الكتاب و دعا الطرماح بن عدي الطائي و كان رجلا مفوها طوالا فقال له ..
خذ كتابي هذا فانطلق به إلى معاوية و رد جوابه فأخذ الطرماح الكتاب و دعا بعمامة فلبسها فوق قلنسوته ثم ركب جملا بازلا فتيقا مشرفا عاليا في الهواء فسار حتى نزل مدينة دمشق فسأل عن قواد معاوية فقيل له من تريد منهم فقال أريد جرولا و جهضما و صلادة و قلادة و سوادة و صاعقة و أبا المنايا و أبا الحتوف و أبا الأعور السلمي و عمرو بن العاص و شمر بن ذي الجوشن و الهدى بن محمد بن الأشعث الكندي .
فقيل : إنهم مجتمعون عند باب الخضراء .
فنزل و عقل بعيره و تركهم حتى اجتمعوا فركب إليهم فلما بصروا به قاموا إليه يهزءون به.
فقال واحد منهم يا أعرابي: عندك خبر من السماء .
قال : نعم جبرائيل في السماء و ملك الموت في الهواء و علي في القفاء .
فقال له : يا أعرابي من أين أقبلت . قال : من عند التقي النقي إلى المنافق الردي
قال له : يا أعرابي فما تنزل إلى الأرض حتى نشاورك .
قال : و الله ما في مشاورتكم بركة و لا مثلي يشاور أمثالكم .
قالوا : يا أعرابي فإنا نكتب إلى يزيد بخبرك .
و كان يزيد يومئذ ولي عهدهم فكتبوا إليه :.. أما بعد يا يزيد فقد قدم علينا من عند علي بن أبي طالب أعرابي له لسان يقول فما يمل و يكثر فلا يكل و السلام ..:
فلما قرأ يزيد الكتاب أمر أن يهول عليه و أن يقام له سماطان بالباب بأيديهم أعمدة الحديد فلما توسطهم الطرماح قال من هؤلاء كأنهم زبانية مالك في ضيق المسالك عند تلك الهوالك .
قالوا: أسكت هؤلاء أعدوا ليزيد فلم يلبث أن خرج يزيد فلما نظر إليه
قال :السلام عليك يا أعرابي.
قال : الله السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ على ولد أمير المؤمنين .
قال : إن أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام .
قال : سلامه معي من الكوفة .
قال : إنه يعرض عليك الحوائج .
قال : أما أول حاجتي إليه فنزع روحه من بين جنبيه و أن يقوم من مجلسه حتى يجلس فيه من هو أحق به و أولى منه .
قال له : يا أعرابي فإنا ندخل عليه فما فيك حيلة .
قال : لذلك قدمت.
فاستأذن له على أبيه فلما دخل على معاوية و نظر إلى معاوية و السرير
قال : السلام عليك أيها الملك .
قال : و ما منعك أن تقول يا أمير المؤمنين ؟!.
قال : نحن المؤمنون فمن أمرك علينا ؟
فقال : ناولني كتابك .
قال : إني لأكره أن أطأ بساطك .
قال : فناوله وزيري قال خان الوزير و ظلم الأمير .
قال : فناوله غلامي .
قال : غلام سوء اشتراه مولاه من غير حل و استخدمه في غير طاعة الله .
قال : فما الحيلة يا أعرابي؟!.
قال : ما يحتال مؤمن مثلي لمنافق مثلك قم صاغرا فخذه
فقام معاوية صاغرا فتناول منه ثم فضا و قرأه .
ثم قال : يا أعرابي كيف خلفت عليا ؟
قال : خلفته و الله جلدا حربا ضابطا كريما شجاعا جوادا لم يلق جيشا إلا هزمه و لا قرنا إلا أردأه و لا قصرا إلا هدمه
قال : فكيف خلفت الحسن و الحسين؟! .
قال : خلفتهما صلوات الله عليهما صحيحين فصيحين كريمين شجاعين جوادين شابين طريين يصلحان للدنيا و الآخرة .
قال : فكيف خلفت أصحاب علي ؟!
قال : خلفتهم و علي بينهم كالبدر و هم كالنجوم إن أمرهم ابتدروا و إن نهاهم ارتدعوا .
فقال له : يا أعرابي ما أظن بباب علي أحدا أعلم منك .
قال : ويلك استغفر ربك و صم سنة كفارة لما قلت كيف لو رأيت الفصحاء الأدباء النطقاء و وقعت في بحر علومهم غرقت يا شقي .
قال : الويل لأمك .
قال : بل طوبى لها ولدت مؤمنا يغمز منافقا مثلك .
قال له : يا أعرابي هل لك في جائزة ؟! .
قال : أرى استنقاص روحك فكيف لا أرى استنقاص مالك ؟!
فأمر له بمائة ألف درهم . فقال : أزيدك يا أعرابي؟!
قال: أسد يدا سد أبدا . فأمر له بمائة ألف أخرى .
فقال : ثلثها فإن الله فرد . ثم ثلثها فقال الآن ما تقول؟!
قال : أحمد الله و أذمك.
قال : و لمَ ويلك؟! .
قال : لأنه لم يكن لك و لا لأبيك ميراثا إنما هو من بيت مال المسلمين أعطيتنيه.
ثم أقبل معاوية على كاتبه فقال اكتب للأعرابي جوابا فلا طاقة لنا به فكتب ..: أما بعد يا علي فلأوجهن إليك بأربعين حملا من خردل مع كل خردلة ألف مقاتل يشربون الدجلة و يسقون الفرات :..
فلما نظر الطرماح إلى ما كتب به الكاتب أقبل على معاوية
فقال : سوأة لك يا معاوية فلا أدري أيكما أقل حياء أنت أم كاتبك ويلك لو جمعت الجن و الإنس و أهل الزبور و الفرقان كانوا لا يقولون بما قلت .
قال : ما كتبه عن أمري .
قال : إن لم يكن كتبه عن أمرك فقد استضعفك في سلطانك و إن كان كتبه بأمرك فقد استحييت لك من الكذب أمن أيهما تعتذر و من أيهما تعتبر ؟! أما إن لعلي صلوات الله عليه ديكا اشتر جيدا أخضر يلتقط الخردل بجيشه فيجمعه في حوصلته .
قال : و من ذلك يا أعرابي؟ قال ذلك مالك بن الحارث الأشتر.
ثم أخذ الكتاب و الجائزة و انطلق به إلى علي بن أبي طالب فأقبل معاوية على أصحابه
فقال : نرى لو وجهتكم بأجمعكم في كل ما وجه به صاحبه ما كنتم تؤدون عني عشر عشير ما أدى هذا عن صاحبه.
.. نسألكم الدعاء
تحياتي
ساهر الربيعي