|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 69554
|
الإنتساب : Dec 2011
|
المشاركات : 518
|
بمعدل : 0.11 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى القرآن الكريم
كيف تقضي على الشيطان في حياتك ؟
بتاريخ : 23-02-2012 الساعة : 01:29 PM
بسم الله الرحمن الرحیم
اللهمصلِ على محمد والِ محمدوعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة اللهوبركاتة إن مسألة مواجهة كيدالشيطان من أعقد مسائل المواجهة، وذلك لأن هذا العدو اللدود، يجمع بين (خاءات) ثلاث: الخفاء، والخبث، والخبرة.. فمن ناحية يرانا هو وقبيله من حيث لانراه، ولنتصور معركة، أحد طرفيها: جيش مدرب لا يمكن رؤيته، أ وهل يمكنللخصم أن يقاوم ذلك الجيش لحظة واحدة؟.. ومن ناحية أخرى يعيش حالة الحسدالمتأصل لبني آدم الذي كانت خلقة أبيهم آدم (ع) مصادفة لأول أيام شقاءه،ومن هنا أضمر الحقد الدفين لاستئصال الجنس البشري، وسوقه إلى الهاوية.. ومنناحية أخرى له تلك الخبرة العريقة في عملية الإغواء، والتي شملت محاولاتالتعرض لمسيرة الأنبياء والمرسلين (ع) وإن باءت بالفشل بالنسبة لهم.. ولكنما حالنا نحن الضعفاء والمساكين؟..
إن القرآن الكريم تناول في أكثر من 60 آية مسألةالشيطان بتأكيد وتحذير، قل نظيره في القرآن الكريم، فينقل تحديه لرب العالمين، إذ أقسم بعزتهعلى إغواء الخلق أجمعين، لا يستثني منهم أحدا إلا المخلَصين (بفتح اللام).. ولكن من هم المخلصون؟.. إنهم الذين اصطفاهم المولى لنفسه، وجعلهم في دائرةجذبه وحمايته.. وترى القرآن الكريم ينقل عنه التعبير بــ (لاحتنكن ذريته) المشعر بأنه يتخذ من الإنسان دابة، إذ يجعل اللجام في حنكه الأسفل، ليقودهقود البهائم!.. فيا له من تحقير عظيم لمن ركبه الشيطان، فاتخذه مطية يحركهبإشارة -لا بجهد جهيد- نحو اليمين ونحو الشمال.. أوَ هل هناك تحقير أعظم منذلك؟..
إن القرآن الكريم يحذر من خطوات الشيطان.. إذ أنه لخبرته ودهائه، لا يجرالإنسان إلى المعصية بضربه واحدة -لعلمه بعدم الانقياد له في المحرماتالكبيرة- ولكنها الخطوات المدروسة التي يتورط بها العبد، منتقلا من معصيةإلى معصية.. ومثاله التطبيقي في عالم هوى النساء: هو الابتداء بالنظرة، ثمالابتسامة، والسلام، والكلام، والموعد، واللقاء حيث الارتماء في أحضانالشيطان المنتقم، وإن كان ظاهره هو الارتماء في أحضان بنات الهوى!..
لا بد من التعرفعلى الأدوات التي يصطاد بهاالشيطان أعوانه.. فالقرآن الكريم يذكر الخمر والميسر مثالا لأداة الجريمة، كما فيقوله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُالْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ...).. ولكل عصر: خمره وميسره.. أو ليست بعض القنوات والمواقع الإباحية، من أدوات إيقاعالشيطان الضحية في شباكه!..
تلك الشباك التي من وقع فيها لا يخرج منها إلا بندامة -لو تاب- أو بخزي أبديفيما لو استغرق في التوغل في عالم المعصية.. إن الذي ينظر إلى المذكوراتعلى أنها مصائد إبليس، فإنه سيستوحش من عواقبها، بدلا من الالتذاذ الوقتي الذي لا دوام له سوى وخز الضمير، وعذاب الوجدان.
يذكرالقرآن الكريم عينة من أعلى درجات الانتكاس التي تجعل المؤمن المتفوق فيإيمانه، يعيش أعلى درجات الخوف والوجل، عندما يستحضر هذه العينة المخيفةالتي استحوذ عليها الشيطان، وذلك هو الذي آتاه الله تعالى آياته، والتيفسرت بـ (الكرامات الباطنية والفتوحات الأنفسية).. ولكنه خلد إلى الأرض،واتبع هواه، وانسلخ مما كان فيه، ليتحول إلى من يشبهه القرآن بالكلب، الذيإن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث.. أو ليس في ذلك منتهى التحذير لعدمالركون إلى ما عليه الإنسان من الصلاح والسداد، فإن الأيام هي التي تكشف عنثبات الجوهر، ومدى أصالته.
يذكرالقرآن الكريم (الربا) كوسيلة من وسائل التصرف الشيطاني في الإنسان،فيقلبه إلى مجنون لا عقل له!.. فتأل قوله تعالى: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَالرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُالشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ).. إن المرابي عندما يستلقيعلى قفاه -فرحا بما اكتسبه من المال الحرام- عليه أن يعلم أن ملكوت فعله هيهذه الصورة المقيتة، التي سيكشف الغطاء عنها يوما ما، حيث بصره حديد، ولكنبعد فوات الأوان!.. وقس عليه ملكوت كل فعل قبيح عند المولى الباقي، وإن كانجميلا عند العبد الفاني.
إن من المخيف حقا اصطلاح شركةالشيطان فى مال البعض وأولادهم، وقد فسر ذلك بطائفتين:
الأولى: أولاد الزنا الذين انعقدت نطفهم، فى جو شيطاني من الهوى والرذيلة..
والثاني: أولاد الحلال الذين لم يحسن الآباء تربيتهم، فكانوا كالطائفة الأولى ممن أصبحالشيطان له سهم فيهم!.. ومن الواضح أن الشريك يطالب بمال الشركة دائما، وخاصة إذا كان خبيثا حريصا، كالشيطان الرجيم.
إن للشياطينعلى الأرض مواطن يجول فيها ويصول، ومنها: الأسواق، وبلاد الكفر، ومواطن غلبةالمعاصي كاختلاط الجنسين.. وعليه، فعلى المؤمن أن يتدرع بأقوى الأسلحة قبلالنزول إلى تلك المواطن، لئلا تطمع فيه الشياطين.. وليعلم أن من تلكالمواطن: مجالس الغافلين المسترسلين في الباطل الذين قال عنهم القرآنالكريم: (.... وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَالذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).
إن الذي قلناه بمجموعة، لا ينبغي أن يوجب اليأس أبدا.. وإنما ذكرنا هذا الجوالموحش لأمور.. فإما أولا: ليسعى الإنسان أن يلقن نفسه عداوة هذا الموجودالذي لا يترك الإنسان بحال ولو تركه الإنسان.. وثانيا: ليستكشف مواطن الضعففي نفسه، إذ أن لكل إنسان نقطة ضعف ينفذ من خلالها الشيطان، ومن تلكالمنافذ: النساء، والغضب، والمال، والشهرة.. وثالثا: ليشتد التجاؤه إلى المولى الذي لم يخرجالشيطان من دائرة العبودية التكوينية له، إذ ناصيته بيدهعلى كفره وعناده، ولو شاء لأبعده عن وليه، كما أبعد الشياطين عن السماء التي(مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا) كما ذكره القرآن الكريم، فهل تعوذنا-مع صدق وتضرع- بالاستعاذات اليومية، كما كان يفعلها النبي الأعظم (ص)؟..
|
|
|
|
|