تفسير القمي - جزء 2- ص 309 - سورة الفتح -
(ناخذ الشاهد من الرواية لطولها)
حدثني أبي عن ابن ابي عمير عن ابن سنان عن ابي عبد الله (ع) قال: كان سبب نزول هذه السورة وهذا الفتح العظيم ان الله عزوجل أمر رسول الله صلى الله عليه وآله في النوم أن يدخل المسجد الحرام ويطوف ويحلق مع المحلقين، فأخبر اصحابه وامرهم بالخروج فخرجوا فلما نزل ذا الحليفة أحرموا بالعمرة وساقوا البدن وساق رسول الله صلى الله عليه وآله ستا وستين بدنة ...................... ورجع حفص بن الاحنف وسهيل بن عمرو إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقالا: يا محمد قد أجابت قريش إلى ما اشترطت عليهم من إظهار الاسلام وان لا يكره أحد على دينه فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله بالكتب ودعا أمير المؤمنين عليه السلام وقال له اكتب، فكتب أمير المؤمنين عليه السلام: " بسم الله الرحمن الرحيم " فقال سهيل بن عمرو: لا نعرف الرحمن اكتب كما كان يكتب آباؤك باسمك اللهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اكتب باسمك اللهم فانه اسم من اسماء الله، ثم كتب: " هذا ما تقاضى عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وآله والملا من قريش، فقال سهيل بن عمرو: لو علمنا أنك رسول الله ما حاربناك اكتب هذا ما تقاضى عليه محمد بن عبد الله أتأنف من نسبك يا محمد ! فقال رسول الله أنا رسول الله وان لم تقروا، ثم قال امح يا علي ! واكتب محمد بن عبد الله، فقال أمير المؤمنين عليه السلام، ما أمحو اسمك من النبوة ابدا، فمحاه رسول الله صلى الله عليه وآله بيده، ثم كتب: " هذا ما اصطلح عليه محمد بن عبد الله والملأ من قريش وسهيل بن عمرو واصطلحوا على وضع الحرب بينهم عشر سنين على ان يكف بعض عن بعض وعلى انه لا إسلال ولا إغلال وان بيننا وبينهم غيبة مكفوفة، وانه من احب ان يدخل في عهد محمد وعقده فعل، وان من أحب ان يدخل في عهد قريش وعقدها فعل، وانه من أتى من قريش إلى اصحاب محمد بغير إذن وليه يرده إليه وانه من اتى قريشا من اصحاب محمد لم يرده إليه، وان يكون الاسلام ظاهرا بمكة لا يكره احد على دينه، ولا يؤذى ولا يعير، وأن محمدا يرجع عنهم عامه هذا واصحابه ثم يدخل علينا في العام القابل مكة فيقيم فيها ثلاثة ايام، ولا يدخل عليها بسلاح إلا سلاح المسافر السيوف في القراب " وكتب علي بن ابي طالب وشهد على الكتاب المهاجرون والانصار. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي ! انك ابيت ان تمحو اسمي من النبوة فو الذي بعثني بالحق نبيا لنجيبن ابناءهم إلى مثلها وانت مضيض مضطهد..... الخ
- قد يقول القائل : ان الامر جاء من سهيل بن عمرو لعلي بن ابي طالب بان يمحو الكلمة.
الجواب :
1 - تسلسل الامر كان من سهيل ثم رسول الله يأمر علي بن ابي طالب وهذا واضح.
2 - رد علي بن ابي طالب للامر (امح يا علي) فقال علي (لا امحو اسمك من النبوة ابدا), فكيف يخاطب سهيل بن عمرو (اسمك من النبوة) لان سهيل ليس نبي , فهو يخاطب الذي امره, وليس سهيل.
3- معاتبت رسول الله له عندما قال (انك ابيت ان تمحوا اسمي) ولكنه في نفس الوقت سيطيع غيره في ذلك.
والان قد يقول قائل : ان علي بن ابي طالب فهم انه ليس امرا بل فيه تخيير.
والجواب :
1- ما هو الدليل على ذلك؟؟؟؟ لان الرواية فيها امر ومعاتبة ايضا وبيان المعارضة
2- لو كان الامر مخيرا فيه, لما اقدم رسول الله على العمل نفسه بعد ان تركه علي بن ابي طالب
3- وايضا لما عابته وقال له (انك ابيت ان تمحوا اسمي) لان الاباء هو الامتناع مع القدرة على الفعل. وجاء في لسان العرب (الاباء اشد الامتناع).
- والان ناتي الى مقارنة فعل علي بن ابي طالب بفعل عمر بن الخطاب:
في الصلح - امر رسول الله خاص لعلي بن ابي طالب
في البيت - امر رسول الله عام لكل الحاضرين
في الصلح - علي امتنع عن تنفيذ الامر
في البيت - ولا صحابي نفذ الامر
في الصلح - رسول الله قام بالفعل بعد ان امتنع علي بن ابي طالب وهذا يفيد الالزام بل وعاتب علي بن ابي طالب.
في البيت - الرسول ترك كتابة الكتاب وهذا يفيد التخيير في الامر وليس الالزام.
ونرجوا عدم الكيل بمكيالين هنا, لان الاعذار التي تردونها في فعل عمر بن الخطاب, لن نقبلها منكم هنا.
انظر الى قول علمائك و الكلام الانشائي لا عبرة له هنا :
الكثير من علماء السنة يرى عدم محو لفظ ( رسول الله او النبي ) من الصلح هو فضيلة لأمير المؤمنين علي عليه السلام منهم :
1- قال ابن بطال في شرح البخاري : وإباءة علىّ من محو ( رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) أدب منهوإيمان وليس بعصيان فيما أمره به ، والعصيان هاهنا أبر من الطاعة له وأجمل فى التأدب والإكرام.
2- قال القسلاني في إرشاد الساري بشرح صحيح البخاري 6/159 : ( قال علي رضي الله عنه ما أنا بالذي أمحاه ، ليس بمخالفة لأمره عليه الصلاة والسلام بل علم بالقرينة أن الأمر ليس للإيجاب ) .
3- العيني في عدة القارىء 13/275 : ( وقول علي رضي الله تعالى عنه ما أنا بالذي أمحاه ليس بمخالفة لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه علم بالقرينة أن الأمر ليس للإيجاب ) .
4- قال النووي في شرحه على صحيح مسلم 12/135 : ( وهذا الذي فعله علي رضي الله عنه من باب الأدب المستحب لأنه لم يفهم من النبي صلى الله عليه وسلم تحتيم محو علي بنفسه ، ولهذا لم ينكر ، ولو حتم محوه بنفسه لم يجز لعلي تركه ولما أقرّه النبي صلى الله عليه وسلم على المخالفة ) .
هل فهمت يا دمية ما يقوله علمائك : أدب منه و الايمان + و ليس مخالفة أمره + لأنه علم بالقرينة أن الامر ليس للايجاب
و أخيراً : هل النبي صلى الله عليه و آله غضب عليه كما غضب على عمر و بعض الصحابة ؟؟؟
ولا يوجد الكيل بالمكيالين يا ناصبي و قول علمائك أخرسوك :p
و انا قلت لك سابقا لاتقارن بين موقف الامام و موقف ابن صهاك فأبن صهاك اتهم النبي ص و الامام علي ع اثبت ايمانه و هو في اصعب الامور و لم يتخلى عن نبوة النبي ص
و امر النبي ص استحبابي و ليس ايجابي هل تفرق بين الاثنين يا دمية ؟
التعديل الأخير تم بواسطة كتاب بلا عنوان ; 19-10-2010 الساعة 02:05 AM.