ومن محاولات ابن عبد الوهاب اثبات شرعية خلافة ابي بكر والرد على الشيعة انكارهم لها انه ينقل هذا الحديث عن إبن عمر انه قال : " سمعت رسول الله يقول : يكون خلفي إثنا عشر خليفة ، أبو بكر لا يلبث إلا قليلا "
اقول هنا لاتباع الشيخ بن عبد الوهاب .. هل خطر ببال احدكم التحقيق فيما يرويه ويحتج به شيخكم هذا ؟ هل حاولتم ولو مرة واحدة التاكد من نقله ان كان صحيحا او موضوعا او محرفا ؟؟ ام انكم تقلدونه وتتبعونه وتوافقونه كمعصوم غير جائز عندكم رد قوله ؟ اليس الاجدر بكم ان تتحققوا مما يقوله هذا الشيخ وامثاله وغيرهم ممن تتبعون ومنهم تأخذون ؟ ام انها اطاعة عمياء وتبعية عشواء .
واقول :
ورد هذا الحديث في العديد من مصادر القوم والتي حاولت جمعها وذكرها هنا ، وبما انها تتحد في المتن موضوع البحث ساكتفي بذكر من اوردها في مؤلفه وهم كل من :
1- ابو القاسم بن بشران في كتابه امالي بن بشران
2- الحسن بن احمد بن ابراهيم بن شاذان في الحسن بن شاذان
3- ابو يعلى الفراء في امالي الفراء
4- ابن ابي عاصم في الاحاد والمثاني وكذلك في السنة
5- محمد بن طاهر بن القيسراني المقدسي في تذكرة الحفاظ
6- ابو حاتم بن حبان في المجروحين
7- الاجري في الشريعة
8- سليمان بن احمد الطبراني في المعجم الكبير والمعجم الاوسط
9- ابو احمد بن عدي الجرجاني في الكامل في ضعفاء الرجال
10- ابو نعيم الاصبهاني في معرفة الصحابة
11- البيهقي في دلائل النبوة
12- ابن عساكر في تاريخه
13- الذهبي في تاريخ الاسلام .
والان لنرى سند هذا الحديث الذي يحتج به الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، فقد اتفقت جميع روايات هذا الحديث بسنده عن عبد الله بن صالح عن ليث بن سعيد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن ابي هلال عن ربيعة بن سيف عن شفي الاصبحي .. وعن عبد الله بن صالح هذا ورد الحديث بطريقين او اكثر .. وبمراجعة بسيطة لتراجم من جاء بهذا السند وجدت :
.
1- عبد الله بن صالح :
قال فيه ابو احمد الحاكم : ذاهب الحديث
ابو الحسنبن القطان الفاسي : مختلف فيه
ابو حاتم بن حبان البستي : منكر الحديث جدا ، يروي عن الاثبات مالا يشبه حديث الثقاة ، وعنده المناكير الكثيرة عن اقوام مشاهير الائمة .
ابو سعيد بن يونس المصري : روى عن الليث المناكير
ابو يعلى الخليلي : لم يتفقوا عليه لاحاديث رواها يخالف فيها
احمد بن حنبل : ليس هو بشيء
احمد بن شعيب النسائي : ليس بثقة
احمد بن صالح المصري : متهم ليس بشيء
ابن حجر العسقلاني : كثير الغلط ، كانت فيه غفلة
الذهبي : فيه لين
صالح بن محمد جزرة : كان يكذب في الحديث
علي بن المديني : ضربت على حديثه ، وما اروي عنه شيء
2- ربيعة بن سيف
قال فيه :
ابو الفتح الازدي : ضعيف
ابو حاتم بن حبان البستي : يخطيء كثيرا
ابو سعيد بن يونس المصري : في حديثه مناكير
احمد بن شعيب النسائي : ضعيف
ابن حجر العسقلاني : له مناكير
محمد بن اسماعيل البخاري : عنده مناكير ، وقال ايضا روى احاديث لا يتابع عليها
وبهذه التراجم نكتفي ونستغني عن ترجمة من رواه عن عبد الله بن صالح وبه تمت فضيحة الشيخ ابن عبد الوهاب ونسال الله تعالى ان يهدي اتباعه للتحقق من كل ما يقوله هذا الكذّاب ، والحمد للهرب العالمين
وعن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إقتدوا بالذين بعدي أبي بكر وعمر رضي الله عنهما " رواه أحمد والترمذي وحسنه ابن ماجة والحاكم وصححه ورواه الطبراني عن أبي الدرداء والحاكم عن ابن مسعود 0
وعن حذيفة رضي الله عنه ( والقول لابن عبد الوهاب ) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لا أدري بقائي فيكم ، فاقتدوا بالذين بعدي أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، وتمسكوا بهدي عمار وما حدثكم إبن مسعود فصدقوه " رواه أحمد وغيره 0
اقول :
ان جميع طرق هذا الحديث المروي عن حذيفة تنتهي الى :
عبد الملك بن عمير .. وبتحقيق بسيط عن هذا الرجل تجد انه مدلس ، ضعيف جدا ، كثير الغلط ، مضطرب جدا في الحديث ، ناصبي ، ينصب العداء لال البيت عليهم السلام وسياتيك ذلك .
قال عنه احمد :
« مضطرب الحديث جداً مع قلّة روايته، ما أرى له خمسمائة حديث، وقد غلط في كثير منها » تهذيب التهذيب 6|411
وقال: إسحاق بن منصور : « ضعفه أحمد جداً » ( تهذيب التهذيب 6|412. ميزان الاعتدال 2|660).
وقال أحمد أيضاً : « ضعيف يغلط » ( ميزان الاعتدال 6|660 ).
وقال ابن معين : « مخلط » ( ميزان الاعتدال 6|660. المغني 2|407. تهذيب التهذبب 6|412).
وقال أبو حاتم : « ليس بحافظ، تغير حفظه » (ميزان الاعتدال 2|660 ).
وقال أيضاً : « لم يوصف بالحفظ » ( تهذيب التهذيب 6|412 ).
وقال ابن خراش : « كان شعبة لا يرضاه » ( ميزان الاعتدال 2|660 ).
وقال الذهبي : « وأمّا ابن الجوزي فذكره فحكى الجرح وما ذكر التوثيق » ( ميزان الاعتدال 2|660 ).
وقال السمعاني : « كان مدلّساً » ( الأنساب 10|50 في « القبطي » ).
وقال ابن حجر العسقلاني << كان مدلس >> (تقريب التهذيب 1|521 ).
وعبد الملك هذا هو الذي ذبح رسول الحسين عليه السلام إلى أهل الكوفة ، فإنه لما رمي بأمر ابن زياد من فوق القصر وبقي به رمق أتاه عبدالملك بن عمير فذبحه، فلمّا عيب ذلك عليه قال: إنما أردت أن اريحه »تلخيص الشافي 3|35، روضة الواعظين : 177، مقتل الحسين : 185.
وبه يكون ابن عبد الوهاب انما لا يعتبر العداء لال البيت عليهم السلام فسق بل الظاهر انه ياخذ مباني عقائده من النواصب . فعليه وعليهم لعائن الله وملائكته ورسله والمؤمنين .
كما نجد في سند هذا الحديث كل من :
1-سالم بن العلاء المرادي ، وقال فيه ابن حزم ( سالم ضعيف ) وفي ميزان الاعتدال الجزء الثاني ص 112 ( ضعفه ابن معين والنسائي ) . وفي الكاشف الجزء الاول ص 344 ( ضعّف ) . وفي تهذيب التهذيب الجزء الثالث ص 440 ( قال الدوري عن ابن معين : ضعيف الحديث ) . وفي لسان الميزان الجزء الثالث ص 7 ( ضعفه ابن الجارود ) .
2-عمرو بن هرم ففي جاء عنه في ميزان الاعتدال الجزء الثالث ص 291 ( ضعفه القطان )
3-وكيع بن الجراح وهو مقدوح كما جاء في كتاب ميزان الاعتدال الجزء الرابع ص 312 كما جاء في اغلب طرق هذا الحديث المروي عن حذيفة ( مولى ربعي بن حراش ) وهو مجهول لا يعرفه احد . واذا كان احدهم قد ادعى ان اسمه هلال ، فهلال هذا مجهول ايضا كما قال ابن حزم في كتاب الإحكام في اُصول الأحكام الجزء الثاني ص 243 ما نصه « وقد سمّى بعضهم المولى فقال: هلال مولى ربعي، وهو مجهول لا يعرف من هو أصلا ً»
وقال ابن عبد الوهاب ايضا راويا هذا الحديث نفسه :
وعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وإهتدوا بهدي عمار وتمسكوا بعهد إبن مسعود " رواه إبن عدي .
اقول :
ان جميع طرق سند هذا الحديث المروي عن انس ابن مالك تؤدي الى (مسلم بن صالح ، عن حمّاد بن دليل ، عن عمر بن نافع ، عن عمرو بن هرم )
وفيهم نقول :
1- عمر بن هرم وجاء عنه في ميزان الاعتدال الجزء الثالث ص 291 ( ضعفه القطان )
2- عمر بن نافع فعن يحيى بن معين في الكامل 5|1703 ( حديثه ليس بشيء ) وفي تهذيب التهذيب 7|499 عن ابن سعد ( لا يحتج بحديثه )
3- حماد بن دليل وهو قد ذكره بن عدي في ( الكامل في الضعفاء ) وكذلك الذهبي في ( المغني في الضعفاء 1|189 ) وفي ميزان الاعتدال 1|590 ( ضعفه ابو الفتح الازدي وغيره ) وذكره ابن الجوزي في الضعفاء كما جاء في هامش تهذيب الكمال 7|236.
4- مسلم بن صالح .. لم يقف المحققون على شيء عنه الى الان ولا باس ممن يعرف عنه ان يقول .
ولا ادري ايها القاريء الكريم ان كان لاتباع هذا الناصبي أي حجة بعد ذلك بالاقتداء بالشيخين . ناهيك عن تضارب وتقاطع بين هذا الحديث وبين حديث اصحابي كالنجوم بايهم اقتديتم اهتديتم ، واحاديث اخرى مكذوبة كذلك .
يروي ابن عبد الوهاب هذا الحديث عن انس :
( بعثني بنو المصطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أسأله إلى من ندفع صدقاتنا بعدك 0 فقال : إلى أبي بكر )
هذه هي حجتهم ، وبها يتبجح ابن عبد الوهاب خادعا اتباعه من بسطاء الناس والهمج الرعاع الذين لا يميزون بين الناقة والبعير ، محاولا اضفاء شرعية على الانقلاب البكري العمري على حملة الرسالة واغتصاب حقهم ، بل هي خيانة لله ورسوله وللمؤمنين ، بها استطاعوا ومن خلالها تمكنوا من تعطيل امكانيات الامة التي كانت لولاهم ولولا افعالهم هذه لملؤا الارض بنور الرسالة المحمدية
عجبي والله من هؤلاء القوم الذين تحجرت عقولهم وتصلبت افكارهم الى الحد الذي نراهم عليه اليوم .. الصدقات تدفع لابي بكر !!! فهل هذا يعني الخلافة ؟ وهل خازن أي دولة او مسؤلها المالي يكون خليفة الرئيس او الحاكم ؟ لم نرى هذا حتى في القوانين الوضعية التي يكتبها العقل القاصر فكيف يقول بها الرب الخالق جل جلاله ؟ وان النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم اذا قال قولا او حكم حكما انما هو حكم الله تعالى وقوله وامره . فهل كان ايداع الاموال لدى ابي بكر ( ان صح الحديث ) بامر الله تعالى ام انه شان دنيويا راى رايه فيه نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم وهو على زعمهم غير معصوم الا بامور التبليغ .
الا يدري من قال بهذا الحديث وانه يعني انما اراد النبي ذلك لامانة ابي بكر ، فانه يطعن بعشرات الالاف من الصحابة ويكون هذا العدد من العدول غير مؤتمنين عند النبي صلى الله عليه واله وسلم . وكان يخاف على اموال المسلمين منهم ولم يثق الا بابي بكر ، وهنا ستنهدم نظرية العدالة عند القوم .. فكيف يكون الخائن عادل ؟ لان هذا القول يجعل من الصحابة خونة غير أمينين ولا يثق بهم النبي ويودع عندهم الاموال . واذا قال قائل بل ان الامر لم يكن كذلك فكل الصحابة او اغلبهم او حتى مئة او عشرة منهم امناء ثقاة ، نقول اذن اين هي الفضيلة لابي بكر بهذا الحديث طالما غيره ممكن ان يؤتمن ؟ وكيف اذن يعتبرون الاموال المؤمنة لدى ابي بكر دليل منقبة اذا كان الحال نفسه لباقي الصحابة ؟ تعسا لعقول متحجرة .
عزيزي القاريء الكريم.. ايها المسلم الغيور ، المنصف ، العاقل ، اتوجه اليكم سادتي واضع بين يديكم هذه الجملة من الاحاديث التي وردت في مصادرهم ،، ووثقوها ، وما عليك الا المقارنة بين ما فيه من قول للنبي صلى الله عليه واله وسلم وقول النبي المزعوم بان يعطون بني المصطلق اموالهم لابي بكر .. لترى باي ميزان يحكم هؤلاء امثال ابن عبد الوهاب وغيره ، وسترى بعينك أي القولين احق ان يفسر بالتفسير الذي ذهب اليه هذا الشيخ ومن هم على شاكلته :
( عن ابن عباس عن بريدة الأسلمي رضي الله عنه قال : خرجت مع علي رضي الله عنه إلى اليمن فرأيت منه جفوة ، فقدمت على النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكرت عليا ، فتنقصته ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير وجهه ، فقال : " يا بريدة ! ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ " قلت : بلى يا رسول الله ، قال : " من كنت مولاه ، فعلي مولاه " )
أخرجه النسائي في (الكبرى) (8145 ، 8466 ، 8467 ) وأحمد (22945) والبزار (4352 ، 4353) والحاكم (4578) وصححه على شرط مسلم، وقال الألباني في (السلسلة الصحيحة) (تحت الحديث 1750) :"
وكذلك "..... إن عليا مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدي " . أخرجه الترمذي (3712) والنسائي في( الكبرى) (8474) وابن حبان (6929) والطيالسي (829) وابن أبي شيبة (32121) وأحمد في ( المسند) (19928) وفي (فضائل الصحابة) (1035 ، 1060) وأبو يعلى في (مسنده) (355 ) والروياني في (مسنده) (119) والطبراني في (الكبير) (18/ 128) وابن عدي في (الكامل145 / 146 / 2 )) والحاكم (4579) وأبو نعيم في (فضائل الخلفاء الراشدين) (13) وابن المغازلي في (مناقب علي) (270 ، 276) وابن عساكر في (تاريخ دمشق) (42/ 198) ، وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه"، وصححه الألباني في (السلسلة الصحيحة) (2223)
وعن وهب بن حمزة قال: "سافرت مع علي بن أبي طالب من المدينة إلى مكة فرأيت منه جفوة فقلت لئن رجعت فلقيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأنالن منه قال فرجعت فلقيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فذكرت عليا فنلت منه فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا تقولن هذا لعلي فإن عليا وليكم بعدي" رواه الطبراني في (الكبير) (22/ 135) وخيثمة بن سليمان الطرابلسي كما في (البداية والنهاية) (7/ 345 .
ثم ياتي البيهقي في (الإعتقاد) (ص 354) ويقول : ( وأما حديث الموالاة فليس فيه نصٌّ على ولاية علي بعده !! )
ويقولون كذلك مفسرين قول النبي بشان الامام علي :
ان كلمة بعدي في هذا الحديث هي من باب دفع التوهّم حتى لا يساوي أحدٌ عليًّا بالنبي
ويقولون في تفسير قول النبي صلى الله عليه واله وسلم : " ألا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ من مُوسَى إلا أَنَّهُ ليس نَبِيٌّ بَعْدِي " . ( دفَعَ النبي بقوله : " ليس نبي بعدي " توهّم أن عليًّا نبيٌّ من الأنبياء . وهنا واضح وضوح الشمس عندهم التدليس الخبيث ، فاين معنى بمنزلة هارون من موسى ؟ ويزيدون في القول ( ان من الضلال المشين قول كلمة بعدي تعني بعد موتي ) ولكنهم يفسرونها كذلك بشان ابي بكر !!
الله اكبر على القوم الظالمين .
وفي قول النبي صلى الله عليه واله وسلم ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) يقولون ان المراد هنا في قول مولاه يعني المحبة والموالاة والمودة ، بربك ايها العاقل فهل تختص هذه المولاة بعلي ؟ هل هذا يستوجب من النبي كل تلك الوقفة والخطاب الطويل ؟ اليس المودة والمحبة بين المؤمنين امر مطلوب ؟ فلماذا اختزله الرسول الكريم بالامام علي اذن ، ان كان هذا تفسيرها ؟
ثم فيهم من قال ان معنى قول النبي صلى الله عليه واله وسلم ( من كنت مولاه هذا علي مولاه ) يعني امرة الجيش الذي كان اميره علي بن ابي طالب في تلك الحملة التي كان يقودها امير المؤمنين عليه السلام واشتكى منه بعضهم لامر الغنائم وتقسيمها واخراج الخمس منها . فانا ( يعني النبي ) الامير الاول وعلي امير ثاني عليكم .
بربك ايها العاقل أي القولين يكون اولى بالامرة بعد النبي وان يفسر بان الخلافة لمن تكون بعده .. ( مع ملاحظة اني هنا لست بصدد اثبات الخلافة للامام علي عليه السلام - وهي عندنا ثابتة - وانما للمقارنة بين اقوالهم )
اعطوا الاموال لابي بكر بعدي
ان عليا وليكم بعدي
هو ولي كل مؤمن بعدي
هنا وقعت كلمة بعدي في الحديثين .. القوم وبكل صلافة وتعنت واصرار فسروا الاولى التي هي بشأن ابي بكر يعني الخلافة بعد الرسول الرسول صلى الله عليه واله وسلم .. وهي تعني بعدي زمنية .
وفسروا بعدي التي جاءت بحق الامام علي عليه السلام مرتبية .. يعني انا وليكم في المرتبة الاولى وفي المرتبة الثانية علي .. أي يجب موالاته وحبه ومودته بدرجة ثانية بعد موالاتي وحبي ومودتي .. أي حكم هذا واي تفسير ، ولي يعني مودة !! بعدي يعني انه ياتي في المرتبة الثانية بالمودة بعدي ، الا لعنة الله على الظالمين .
ثم فيهم من قال ان معنى قول النبي صلى الله عليه واله وسلم ( من كنت مولاه هذا علي مولاه ) يعني امرة الجيش الذي كان اميره علي بن ابي طالب في تلك الحملة التي كان يقودها امير المؤمنين عليه السلام واشتكى منه بعضهم لامر الغنائم وتقسيمها واخراج الخمس منها .
يقول بن عبد الوهاب محاولا دون جدوى اثبات خلافة لم يصح منها سوى كونها عملية انقلابية قذرة :
عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتاباً فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل : أنا أولى ، ويأبى الله إلا أبابكر0 رواه مسلم وأحمد0 وهذا الحديث يُخرج من يأبى خلافة الصديق عن المؤمنين )0
لنرى اذن من الذي سيخرج ومن هو على جادة الصواب وبهدي ربه اهتدى .
اقول : نقل هذا الحديث ابن عبد الوهاب عن صحيح مسلم ومسند احمد .. ولابد هنا من تفصيل الحديثين كل على جنب كي تسهل مهمة التحقيق والمراجعة وكذلك يكون فهم المقصد عن دراية وتدبر .
اولا رواية مسلم :
رقم الحديث: 4406
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ ، عَنْ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ : " ادْعِي لِي أَبَا بَكْرٍ أَبَاكِ ، وَأَخَاكِ ، حَتَّى أَكْتُبَ كِتَابًا ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ ، وَيَقُولُ قَائِلٌ أَنَا أَوْلَى ، وَيَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَّا أَبَا بَكْرٍ " .
وفي سنده :
ابراهيم بن سعد .. اقول : ان ابراهيم هذا كان يجيز الغناء ويقول بحليته وهذا وحده كاف لان يسقط الرجل ويرمي به في خانة الفسق والضلال ، قال عنه الذهبي ( كان يجوز سماع الملاهي ولا يجد دليلا على التحريم ... وكان يجيز الغناء ) وهنا اكتفي بخصوص اجازة اللهو والغناء عند هذا الراوي بنقل فتوى لاهل السنة كي تكون ردا على صحيح مسلم الذي يروي عن مثل هذا الفاسق :
إذا كان الغناء مشتملاً على آلة عزف ولهو (آلة موسيقى.) فهذا الغناء يحرم استماعه من الرجل والمرأة بالإجماع. وقد حكى الإجماع على تحريم استماع آلات العزف ـ سوى الدف ـ جماعة من العلماء، منهم الإمام القرطبي، وأبو الطيب الطبري، وابن الصلاح وابن رجب الحنبلي، وابن القيم، وابن حجر الهيتمي. قال الإمام القرطبي:
"أما المزامير والأوتار والكوبة (الطبل) فلا يختلف في تحريم استماعها، ولم أسمع عن أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك. وكيف لا يحرم! وهو شعار أهل الخمور والفسق ومهيج الشهوات والفساد والمجون، وما كان كذلك لم يشك في تحريمه، ولا تفسيق فاعله وتأثيمه". انتهى. نقله ابن حجر الهتيمي في الزواجر عن اقتراف الكبائر (الكبيرة السادسة والسابعة والثامنة والتاسعة والأربعون، والخمسون والحادية والخمسون بعد الأربعمائة: ضرب وتر واستماعه، وزمر بمزمار واستماعه وضرب بكوبة واستماعه).
وقد دل على ذلك الكتاب والسنة، فمن ذلك حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الخمر، والحر، والحرير، والمعازف" أخرجه البخاري تعليقاً بصيغة الجزم، فهو صحيح. ولفظ (المعازف) عام يشمل جميع آلات اللهو، فتحرم إلا ما ورد الدليل باستثنائه كالدف فهو مباح.
وقوله صلى الله عليه وسلم (يستحلون) من أقوى الأدلة على تحريم المعازف إذ لو كانت المعازف حلالاً فكيف يستحلونها!.
وأيضا: دلالة الاقتران في الحديث تفيد التحريم حيث قرن المعازف مع الخمر والحرير والحر: (الزنا) وهي محرمات قطعاً بالنص والإجماع.
ومن الأدلة على تحريم الغناء قوله تعالى: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين) [لقمان: 6]، قال الإمام ابن كثير في تفسير هذه الآية، قال ابن مسعود في قوله تعالى: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله) قال: هو والله الغناء. وهناك أدلة أخرى تركناها للاختصار يمكنك الاطلاع عليها في كتاب إغاثة اللهفان عن مصايد الشيطان، للإمام ابن القيم رحمه الله. والله أعلم.
رقم الفتوى 987 صادرة من مركز الفتوى بتاريخ 16 / 2 / 2004
وهذه فتوى اخرى :
فلا يجوز التعلم على العود ولا غيره من الآلات الموسيقية، كما لا يجوز العزف عليها، ولا الاستماع لها، ودليل ذلك حديث أبي مالك الأشعري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ليكونن من أمتي قوم يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف". رواه البخاري تعليقاً يصيغ الجزم، فهو حديث صحيح محتج به، والحر يقصد به الزنا، والحرير حرام على الرجال كما لا يخفى، والمعازف جمع معزف وهو اسم لما يعزف عليه.
كما روى البخاري وابن ماجه من حديث أبي مالك الأشعري أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات، يخسف الله بهم الأرض، ويجعل منهم قردة وخنازير" .
وقد علق الإمام ابن القيم على هذا الحديث في كتابه القيم (إغاثة اللهفان في مصائد الشيطان) فقال: وهذا إسناد صحيح، وقد توعد مستحلي المعازف فيه بأن يخسف الله بهم الأرض، ويمسخهم قردة وخنازير.
رقم الفتوى 17104 تاريخ 1/ 6 / 2002
اذن فكيف يوثق مسلم هذا الخنزير ويروي عنه ؟ والاعجب ان ابراهيم هذا كان كما يقول الذهبي ( لا يجد دليلا على تحريمه ) .. اقول هل كان هذا الرجل مسلم مؤمن بما جاء به النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم ؟ وهل كان له اطلاع بالسنة النبوية الشريفة ؟ وهل قرء القران ؟ وبمراجعة للفتاوى اعلاه تجدهم يقولون ان ليس من السلف من قال بجواز الاستماع للملاهي والغناء ، فهل يعتبر هذا الراوي من السلف ؟ اترك الحكم للقاريء الكريم .
لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " ادْعُ لِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ أَكْتُبْ لأَبِي بَكْرٍ كِتَابًا لا يُخْتَلَفُ عَلَيْهِ مَا حَيِيتُمْ " ، ثُمَّ قَالَ : " مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ يَخْتَلِفَ الْمُؤْمِنُونَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ " .
( وفي هذه الرواية وحدها ما ينفي صحة الاحاديث السابقة وينفي كذلك حجة المدعي حيث ان عائشة قالت – يأبى الله ذلك والمسلمون – وذلك لمن تعود في سياق الحديث ؟ انها تعود الى امر الكتابة )
وفي الحديث الرابع اعلاه ترى ان القول لعائشة وليس للنبي صلى الله عليه واله وسلم ( الا ان يكون ابي )
مراجعة السند لرواية احمد
الحديث الاول والرابع وفيه مؤمل وقال عنه الرازي كثير الخطأ ، وابو حاتم البستي قال عنه ربما اخطأ ، والنسائي قال كثير الخطا ، وقال العسقلاني سيء الحفظ ، والدارقطني قال كثير الخطا ، والذهبي قال حدث حفظل فغلط ، وقال زكريا بن يحيى الساجي كثير الخطا له اوهام ، وقال عبد الباقي البغدادي عنه يخطيء ، وقال البخاري محمد بن اسماعيل عن مؤمل : منكر الحديث ، وقال الواقدي كثير الغلط ، ومحمد بن نصر المروزي قال عنه : سيء الحفظ كثير الغلط ، وقال عنه يعقوب الفسوي : يجب التوقف عن حديث لانه يروي المناكير عن شيوخه .
وفي الحديث الثاني و الثالث عبد الرحمن ابن ابي بكر القرشي والذي قال فيه ابن عدي الجرجاني لا يتابع في حديثه ، وقال البزاز لين الحديث ، والبيهقي قال ليس بقوي ، وكذلك الرازي قال ليس بقوي في الحديث ، وابو حاتم بن حبان السبتي قال عنه منكر الحديث جدا ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الاثبات فلا ادري كثرة الوهم في اخباره منه او من ابنه على ان اكثر روايته ومدار حديثه يدور على ابنه وابنه فاحش الخطأ ، فمن هنا اشتبه امره ووجب تركه ، وقال عنه الترمذي ضعيف الحديث ، وقال عنه النسائي ليس بثقة متروك الحديث ، والعسقلاني قال عنه ضعيف ، وكذلك ضعفه الذهبي ، وقال عنه ابن خراش ضعيف الحديث ليس بشيء ، والبخاري قال عنه منكر الحديث ، وقال بن معين عنه ضعيف الحديث ، والواقدي قال له احاديث ضعيفة . والمصيبة العظمى لدى احمد مخرج هذا الحديث الذي يقول عن الراوي عبد الرحمن ( منكر الحديث ) فعجبي كيف يخرج عن منكر ؟
وفي الحديث الخامس جاء الطياليسي في السند وفيه قال ابو حاتم الرازي : كثير الخطا ، وقال بن سعيد الجوهري : اخطأ في الف حديث ، وقال عنه العسقلاني : غلط في احاديث ، وعبد الرحمن بن مهدي قال عنه : كان كثير الخطأ . وفي سنده ايضا محمد بن ابان الجعفي والذي قال عنه الجرجاني : في بعض ما يرويه نكره ... يكتب حديثه ولا يحتج به ، وقال عنه البستي بن حبان : كان ممن يقلب الاخبار ، والسجستاني قد ضعفه وكذلك النسائي ، وعنه قال احمد بن حنبل : كان رئيس من رؤساء المرجئة ... من دعاة المرجئة وكذلك قال الذهبي وزكريا بن حيى الساجي، والبخاري قال لا يعتمد عليه ، ويحيى بن معين قال عنه : ضعيف لا يكتب حديثه ... ليس حديثه بشيء .
عزيزي القاري الكريم .. وبعد ان ثبت بطلان سند رواية احمد وعلى فرض صحة المتن اقول :
الامر محصور بنقطتين : الاولى ان يكون النبي صلى الله عليه واله وسلم كتب الكتاب فاين الدليل واين الكتاب ولماذا لم يحتج به المتآمرون المؤتمرون تحت السقيفة ويتركوا الشورى المزعومة والجدال الذي حصل بين المهاجرين والانصار ؟ والثانية ان الحديث لم يكتب وامتنع النبي صلى الله عليه واله وسلم لسبب ما او لعلة ما فاين الشاهد على قوله ؟ والحديث لم يرويه الا عائشة فهل تصلح شهادتها ؟ هنا اقول :
القائل عائشة وهي فرع من اصل ولا يقبل شهادة الفرع لصالح الاصل وفق مباني السنة عند ابن عبد الوهاب وغيره ..وقد برر الإيجي في المواقف، ص 402 في موضع رد على الشيعة بقولهم ما يخص فدك ...( فإن قيل : ادعت فاطمة أنه نحلها ، وشهد علي والحسن والحسين وأم كلثوم ، فرد أبو بكر شهادتهم . قلنا أما الحسن والحسين فللفرعين ، ... ) اقول للايجي وغيره ، وعائشة ايضا فرع فهل تقبل دعواها هذه ؟
لماذا لم يقبل ادعاء الزهراء وهي سيدة نساء العالمين وبضعة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ومن الذين قالت عنهم عائشة انها لم ترى اصدق من منها بعد ابيها ، وبعد كل ذلك تم رفض ادعائها بان والدها النبي نحلها فدك وطلبوا منها الشهود .. فلماذا لم يطلب القوم شهود من عائشة بادعائها هذا برغم ان امر الخلافة اهم بكثير من امر فدك ؟ الانها بنت الخليفة ؟؟ ففاطمة بنت النبي .. ام انها ( أي عائشة ) لم تقل بهذا الامر ولم تدعيه ونسب لها هذا القول من له مصلحة فيه ؟؟ ولكن يبدو ان الحديث وضع لمّا راى القوم ظهور المعارضة ضد وثوب ابي بكر على كرسي السلطة واستحواذه على حق غيره .
ولا ادري ، هل نفذت عائشة امر النبي صلى الله عليه واله وسلم ونادت اباها واخاها ؟؟ وهل كتب النبي لهم كتاب بذلك ؟ اين الكتاب اذن ؟ لماذا لم يظهروه وتكون سنة نبوية وامر الهي الوصية بالحكم بدل الشورى والانقلاب ؟ ام ان عائشة عصت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وخالفته ولم تنادي الرجلين ، ؟؟ لهم الخيار في احلا ألأمرّين ، امّا انها فعلت وامّا انها لم تفعل !!! فان فعلت اين الكتاب ؟ وان لم تفعل فهي عاصية لامر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه واله وسلم .
ثم .. اذا كان النبي صلى الله عليه واله وسلم يريد ان يكتب لابي بكر بامر ما يخصه ، وعلى فرض انه الخلافة من بعده ، فلماذا طلب حضور ابن ابي بكر مع ابيه ؟ ولو اعترض احد على هذا الكتاب المزعوم لو تمت كتابته هل يكتفي القاضي بالامر بشهادة رجل ( وهو ابن ابي بكر ) وامراة ( وهي عائشة ) ؟ اذن لماذا لم تقبل شهادة الامام علي عليه السلام وام كلثوم ؟ ام عساهم يقولون ان النبي نسي شروط الشهادة وكم يفترض عدد الشهود ؟ فلا غرابه فهم قد اتهموه بابي هو وامي بالسهو والنسيان والغفلة .
احسنتم مولانا الجليل
حقيقة وقفت على ماكتبت والردكان علميا ... ليت احدهم تخذه الغيرة على الزنديق ابن عبد الوهاب ليرد !!
بلينا بقوم لايفقهون
يرررررررررررررررررررررررررفع ... لاحفاد الكذاب
احسن الله اليك يا ابن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
نعم سيدي الكريم فانا محتاج لمتابعتكم ومتابعة الاخرين من الاساتذة الكرام
احتاج لمتابعتكم كثيرا وارجو من الله تعالى ان يسدد رميتي فهي لله وبالله ومن الله .
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
كم اسعدني يا اخي الكريم ردك هذا
كم انا مسرور باطرائك الجميل
اخ عزيز .. واستاذ فاضل
بوركت سيدي الكريم
نعم انا احتاج متابعتكم لي وتقويمكم ونصائحكم وتصحيح اخطائي
احتاج دعائك ايها الطيب ابن الطيبين
تحياتي