السلام عليكم سيدنا الشرع // بوركتم
نعتقد ان انفصال بدر عن المجلس الاعلى الاسلامي كما وصفها سماحة السيد عمار الحكيم اعزه الله
انها خطوة في الاتجاه الصحيح وهي كلمة لها مداليلها العميقة لعلها بعض ماذهبتم اليه في موضوعكم القيم ولا اجد خير من هذه الاستعارة القرآنية الشريفة لهذا الانفصال الايجابي وليس السلبي كما فهمه بعض اصحاب العواطف السطحية :
تحية لك سيدي الكريم على ما اضفت و اشرت
لا خلاف في ان هذا الانفصال كان منسقا , و ان سماحة السيد الحكيم قال في عدة لقاءات ان بدر كالابن الكبير حينما يريد الاعتماد على استقلاليته و شق طريقه ..
نعم هي الامور هكذا
ولا اجد تعارضا في الامرين ...
في ان هناك خطة متكاملة و اهداف مرسومة من خلال الانفصال , و ان هناك تنسيقا في الامرعلى المدى البعيد ..
بغض النظر عن تدخل ايران ودعمها للمليشيات المسلحة وكلامك حول ( الحدود ) ورأيك بها ، وأنت تعرف أنني أختلف معك في هذا الموضوع اختلاف كبير ولا أعتقد بصحة نظرتك لهذه الامور ولهذا سأبقى في اطار الموضوع وحصراً بإنفصال منظمة بدر عن المجلس الاعلى . . .
وبإختصار شديد /
عندما أصبح لمنظمة بدر رأياً خارج عن رأي المجلس الاعلى نظرة مختلفة عن نظرة المجلس الاعلى وقرارات منفردة تصدر من أمينها العام الاستاذ هادي العامري ، كان من الافضل أن تكون هذه المنظمة منظمة مستقلة عن المجلس الاعلى تتخذ قراراتها بنفسها من دون الرجوع الى المجلس الاعلى حتى لا تؤثر على قرارات المجلس الاعلى . . .
وكما شاهدنا ورأينا أنه بعد أن قامت منظمة بدر بترشيح المالكي لرئاسة ثانية كان البعض يعتبر هذا ( ضحك ) على الذقون وأن المجلس الاعلى في الظاهر يرفض التصويت له بينما في الباطن منظمة بدر صوتت له وهذا يعتبر ( تشكيك ) في مصداقية المجلس الاعلى و في مصداقية اطروحاته ، وإذا كان هو منقسم قسمين فكيف يستطيع أن يثبت على رأي ( واحد ) في المرات القادمة . . .
هذه إحدى سلبيات تفرد منظمة بدر بقرارتها السابقة ، لهذا أجد أنه من الانسب للمجلس الاعلى أن يكون مستقلاً بقراراته وأن يكون لمنظمة بدر استقلاليتها في اتخاذ القرار على حسب نظرتها للامور أو على حسب اتباعها للمرجع وهذا ليس مهم بقدر الحفاظ على ( وحدة ) المجلس الاعلى . . .
لهذا أعتقد أنه قرار صائب جداً ولن يؤثر على مسيرة المجلس الاعلى وهو حل ينصف الجميع . . .
تحياتي للجميع .
العزيز محب شهيد المحراب
تحية لك ايها الحاج العزيز و الصديق الصدوق
نعم ما اشرت اليه و ما تفضلت من زاوية مهمة و صحيحة و اتفق بها معك تمام الاتفاق
و هي انه ما دام هناك رؤى مختلفة , و لم تعد النظرة للامور واحدة , كان لزاما اما الرجوع عن التصريحات المتخالفة , او اعلان استقلالية كل جهة عن الاخرى
و هذا الذي حصل ...
الا ان اصل اختلاف التوجهات و اعلان الانفصال بالنتيجة , مرده لامور و اسباب , اشرت الى ما اراه من وجهة نظري الشخصية ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العزيز الكبير السيد محمد الشرع ,,
اسمحي لي ان ادخل الى موضوعكم القيم بشيء من التوضيح وبشيء من الاستفهام وبشيء من التعليق الذي ان شاء الله سوف تكون به بعض الفائدة.
قبل كل شيء احببت ان ابين لكم ان كتائب حزب الله هي تشكيل ولائي بحت اي تتبع ولاية الفقيه في الجمهورية الاسلامية المتمثلة بالسيد على الخامنائي وليس في قمة هرمها ولا في رجالات تأسيسها ولا في مجلس شوراها اية قيادة منشقة عن التيار الصدري بل وليس على مستوى الكوادر الوسطية ,, الا اذا كانت بين الكوادر الوسطية بعض الشخصيات من هنا وهناك الذين يذوبون حتماً في توجه المجموع ,, واما بالنسبة للكوادر الميدانية فلربما انضم فيما بعد بعض الافراد في مختلف المحافظات العراقية الى التشكيل لكن ليس على مستوى قيادة ميدان ,, غير هذا فأن كتائب حزب الله تبقى تشكيلاً ولائياً لا يتبع اية مرجعية غير مرجعية السيد الخامنائي ,, ولم ترفع الكتائب اي شعار يبرز قيادة دينية وسياسية كبرى غير شخصيات معينة مثل الامام الخميني والسيد الخامنائي والسيد الشهيد عباس الموسوي والسيد الشهيد محمد باقر الصدر والسيد حسن نصر الله والشهيد عماد مغنية ,, وهذا ماكان واضحاً في احتفالية الكتائب بمناسبة خروج قوات الاحتلال الاميركي قبل اكثر من شهر والتي اقيمت قبل اكثر من شهر في منطقة البلديات في بغداد ..
كما ان العناصر القيادية التي اشتركت في التشكيل والتي كانت من قبل ضمن كوادر السيد الشهيد الحكيم فأنها من المرجح قد تركت المجلس الاعلى بعد استشهاد السيد الحكيم بعد ان قررت قيادة المجلس الاعلى التخلي عن ولاية الفقيه والتحول الى الخط التقليدي في المرجعية الدينية
الاخ العزيز الرجل الحر
حياك الله و بياك سيدي العزيز
و يسعدني ان افتح باب النقاش حول الامر على مصراعيه معك
مع الاذعان مقدما بفارق الخبرة و التجربة و الثقافة و التحليل و النظرة الثاقبة بيني و بينك ..
و ارجو ان اتعلم منك الكثير ..
سيدي العزيز ..
بالنسبة لكتائب حزب الله , فقد اشرت بمستهل كلامي في صدر الموضوع ان الكتائب تشكيل ولائي , و لكني اردت ان اجمع مختلف الاراء و التصورات عن الكتائب
فذكرت انه ( يعتقد ) انه تشكيل من منشقين من جيش المهدي , و جماعات من فيلق بدر ممن لم يلقوا سلاحهم و لم ينخرطوا بالعملية السياسية ..
و هؤلاء المنشقون من جيش المهدي , بحسب بعض الاخبار ايضا , هم من اوائل انضمامهم لجيش المهدي انضموا لهذا التشكيل ..
و قد لا تتوفر لدي معلومات كافية عن موقعهم في التشكيل , ان كان على مستوى القيادات او على المستوى الميداني في خط المواجهة المباشرة ( كجنود )
و بالمحصلة , فلا شك و لا ريب ان تشكيل كتائب حزب الله تشكيل ولائي مرتبط بصورة مباشرة بالقائد السيد الخامنائي حفظه الله تعالى .
اتصور ان جنابكم الكريم قد نسيتم امراً في غاية الاهمية والخطورة وانا موقن انه لربما غاب عن ذهنكم الكريم ساعة كتابة المقال وهو ان المجلس الاعلى للثورة الاسلامية كان تشكيلاً ولائياً بأمتياز وقائده السيد الشهيد محمد باقر الحكيم رضوان الله تعالى عليه هو احد الاقطاب الكبيرة والارقام الصعبة في المجموعة العلمائية التي تشير الى اعلمية السيد الخامنائي وهو احد الاركان القوية التي تؤيد ولاية الفقيه القائمة في الجمهورية الاسلامية ,, والشهيد الحكيم لم يتخلى عن هذا المبدأ الى لحظة استشهاده بل كان بحق يمثل مشروعاً عملاقأ لأمتداد ولاية الفقيه لربما يجعل من السيد الحكيم نصر الله العراق او لربما خميني العراق لولا استشهاده وحرمان الملايين من ضياء وجهه المحمدي الملامح ,, ولا يستطيع احد ان ينكر ان الشهيد الحكيم لما دخل العراق لم يتخلى عن اي مبدأ من مبادئ الولاء لولاية الفقيه بل انه لم يتردد عن طرح نفسه كمرجعية سياسية الى جانب كبار المرجعيات الدينية في النجف الاشرف وهذا واضح لكل باحث منصف .. وخلال وجود المجلس الاعلى كأمتداد للمشروع الاسلامي الكبير الذي تقوده ولاية الفقيه في ايران فقد كان القوة الاكثر سطوة والاعلى مهابة لدى الجميع وقد فرض المجلس الاعلى وجوده في جميع مؤسسات الدولة ودوائرها ,, حتى القرارات السياسية كان للمجلس الاعلى الدور الاوضح في رسمها ,, لدرجة ان اعداء العراق من بعثيين ونواصب واميركان (( وغيرهم )) كانوا يحسبون لذلك المارد القادم من الشرق الف حساب ولم يهدأ لهم بال حتى اشترك جميع الاعداء في اقذر عملية بحق شيعة العراق في عصرهم الحديث عندما اغتالوا السيد الشهيد الحكيم والذي بمقتله رضوان الله عليه فتحت ابواب الجحيم على مصراعيها امام العراقيين فأحترق الاخضر واليابس وكأن الشهيد الحكيم رضوان الله عليه هو باب رحمة من الله سبحانه فأغلق بأغتياله
(( اذكر ان السيد الحكيم لما قدم من ايران الى العراق هب اليه بعض الاخوة من حولي لأستقباله شأنهم شأن ملايين العراقيين وقد اقسموا بأغلظ الايمان ان المطر كان يتناثر على رؤوس الناس في مالا يقل عن ثلاث محافظات مر بها السيد الشهيد الحكيم وهم يرافقون مقدمه المبارك بسياراتهم من محافظة الى اخرى ,, ولا عجب فقد كان الحكيم غيثاً كالمطر ))
العزيز الرجل الحر ..
لم يفتني هذا مطلقا و لم يغب عن بالي طرفة عين ابدا
الا ان سياق كلامي و موضوعي لم يكن يحتاج بالاصل للتطرق لهذه النقطة بالذات
كوني اتحدث عن خطط مستقبلية , و انفصال حصل ..
و ربما من يقرأ كتاب الحكم الاسلامي بين النظرية و التطبيق لسماحة شهيد المحراب , يتعرف و خصوصا من مقدمة الكتاب على ما تعني الجمهورية الاسلامية لسماحة السيد الحكيم ..
بل ان هناك قولا منسوبا له رحمه الله _ و لم اتأكد من صحته _ باننا نسعى لقيام جمهورية اسلامية في العراق او في اي بلد اخر , و لكن لو خيرنا بين الدفاع عن الجمهورية الاسلامية القائمة ( ايران ) و بين اقامة جمهورية اخرى , فان الاولى بالتاكيد سيكون الدفاع عن تلك المقامة و التضحية في سبيل الحفاظ عليها ..
طبعا انقله بالمعنى لا بالنص
و هو ما اؤمن به شخصيا ,
و لهذا سيدي , لان موضوعي لم يحتج للتطرق لهذه الفقرة فاني لم اشر اليها ..
بقيت مسألة اختلف بها معك و هي نفوذ المجلس الاعلى داخل الدولة بعد 2003
اولا : لم يكن نفوذ المجلس الاعلى في الدولة لاجل ان خطه خط الولاية , و مستمد قوته منها , بل لان الشهيد الحكيم و قيادته للمجلس الاعلى كان هو الاقوى و هو الذي كانت الدول تعد اله الف حساب و حساب
و بالتالي فان شعبية الشهيد الحكيم كانت عظيمة داخل الشعب العراقي , حتى ان دخوله المبارك للعراق و بهذه الضخامة الشعبية و كذلك حين استشهاده رضوان الله تعالى عليه
كل ذلك كان قد اعطى الانطباع الذي لا يقبل الشك , بان المجلس الاعلى يملك شعبية جارفة , مستمدة من فكر الشهيد الحكيم و مواقفه و قيادته لفيلق بدر , الذي كانت اعين الناس متجهة له ..
فهو قد كان امل الامة ..
و اما ارتباط المجلس الاعلى بالجمهورية الاسلامية , فلم يكن ذلك من منظور الشعب بعد عام 2005 بمحط ترحيب و اقبال
بل على العكس , الكثير من الشعب , فقد الثقة بايران , و بالتالي لم يعد يؤيد كثيرا من تدعمه ايران او من يتفاخر بايران !!!
و هذا للاسف الشديد , قد انطلت على كثير من افراد الشعب , و راح ينظر لايران نظرة سيئة , و ارى ان المحتل نجح كثيرا بزعزعة النظرة هذه للجمهورية الاسلامية باعين اهل العراق !
و اختلافي الثاني , هو اعتبار السيد الحكيم نصر الله العراق
و اختلف معك , فاني ارى الصحيح , ان السيد نصر الله هو حكيم لبنان لا العكس ..
موضوع رائع ونقاش اروع استفدنا منه الكثير بوركتم حقا لهذا الابداع والمعلومات القيمه السيد محمد الشرع وباقي الاخوه المتداخلين وخاصتا استاذنا الرجل الحر
ونحن من المتابعين معكم انشاء الله
اما بعد استشهاد السيد الحكيم فقد اعلنت قيادة المجلس الاعلى الخروج من ولاية الولي الفقيه في الجمهورية الاسلامية والدخول في مرجعية النجف الاشرف اضافة الى تغيير اسم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية الى المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ,,
وبهذا تكون قيادة المجلس الاعلى قد اختارت تغيير المنهج الذي تأسست عليه واستشهد الالاف من قياداتها وافرادها على جانبيه والذي صنع لها ذلك المجد الذي كان فيه المجلس الاعلى هو الرقم الاصعب والقوة الارهب والامل الذي ينتظره الملايين ,,
وفات قيادة المجلس الاعلى انها انما تخرج من نظام وهيكلة و تجربة قيادة وواقع وجود وعملية حكم عمرها عقود من العمل والبناء الى حيث الفراغ من اي طرح سياسي او تجربة مدنية او عملية اجتماعية بل ولا محاولة طرح متكاملة في أي جانب من جوانب ادارة العمل السياسي ولو نظرياً ,,
ولم تحسب حسابات اقحام تجمع ديني سياسي مدني اجتماعي ثقافي امني عسكري ولربما اقتصادي ايضاً في اطار فقهي بحت ,, ومحاولة البدء من جديد ,, لذا فقد بدأ الانهيار يدب في اركان المجلس الاعلى والتراجع امام النهج السياسي المتشح بالبراكماتية الذي تبناه حزب الدعوة ورأسه المالكي ,, وامام تيارات صاعدة واحزاب وليدة بدأت تظهر على الساحة الشيعية و تقرض اطراف المجلس الاعلى و تضع اقدامها بدل خطاه المتراجعة بسرعة صاروخية ..
وهنا لا بد لنا من وقفة نبين فيها ان مفهوم ولاية الفقيه هو المفهوم الاصيل في ادبيات المجلس الاعلى وتراثه الجهادي والبنائي والثقافي ,,
اما الدخول في المرجعية التقليدية فهو الحالة الطارئة على سلوك المجلس الاعلى و اهدافه ,,
علماً ان المرجعية في النجف الاشرف لا تؤمن بولاية الفقيه اساساً فكيف يصح التصور انها ولاية فقيه اقليمية ..
وعليه فأن انقسام المجلس الاعلى على نفسه بهذا الشكل والذي جاء بعد مراحل من التراجع والانحسار والضعف لسوف يعتبر دليلاً على خطأ قيادات المجلس في تركها ولاية الفقيه وتخليها عن المشروع الاسلامي الكبير ,, الذي كان من الممكن ان يجعل منه نسخة ثانية من حزب الله الذي يعيش ظروف تحد وتنوع طائفي وعرقي وتحديات احتلال ومؤامرات داخلية وخارجية قد لا تختلف عن ظروف العراق كثيراً بل لربما تعد اقسى بكثير لبعد الموقع الجغرافي عن حدود الجمهورية الاسلامية و امكانية محاصرة حزب الله من جميع الجهات و قلة عدده وهو الواقع في مواجهة دائمة مع اسرائيل التي تمتلك اقوى تكنولوجيا عسكرية في العالم .
الاخ الفاضل الرجل الحر ..
عندي عدة اشكالات اوردها وابينها ..
اولا : عليك ان تثبت لي اولا تحول المجلس الاعلى من ولاية الفقيه الى مرجعية النجف الاشرف التي كما تقول انت انها لا تؤمن بولاية الفقيه مطلقا .
و ثانيا : علينا الدخول بتبيان نظرية الحسبة التي في احد بنودها ( وجوب طاعة المتصدي من عدول المؤمنين فيما يخص حفظ النظام ) , فضلا عن طاعة الفقيه المتصدي كالسيد الخامنائي حفظه الله مثلا ..
و ثالثا : علينا ان نبحث جيدا , في ان مسألة الولاية هي مسألة عقائدية بالنسبة للمجلس الاعلى لا يمكنه ان يتخلى عنها و لاي سبب من الاسباب مهما كان .
و رابعا : ما علاقة تغيير اسم المجلس الاعلى بمسألة التغيير في افكاره العقائدية مثلا ؟؟
خامسا : و لنا ملاحظات كثيرة حول انحسار المجلس الاعلى و تراجعه وسط صعود نجوم جديدة في الساحة العراقية , سنتعرض لها بحسب وجهة نظري .
سيدي الكريم ...
( أن البحث عن ولاية الفقيه بين فقهائنا ليس بحثاً عن أصل الولاية، فإن مسألة الولاية وضرورة تشكيل حكومة إسلامية مع القدرة عليها هما من المسلمات بين علمائنا، عدا شرذمة ممن ذهب إلى أن تكليف المسلمين في عصر الغيبة هو الجلوس في البيت مهما كان الحال حتى يظهر الإمام الحجة، فلا يجوز لهم السعي لاستلام الحكم وإن تمكنوا من ذلك. وهذه الشرذمة لم يعتن بها علماؤنا الكرام، واعتبروها من شواذ الطائفة، لأن مؤدى كلامهم سقوط كثير من آيات القرآن والأحاديث عن أي قيمة اجتماعية في عصر الغيبة وخصوصاً آيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا ما لا يمكن لمسلم ملتفت واع أن يقبل به، فكيف بعلمائنا الكرام.
فلا خلاف بين محققي علمائنا الأجلاء حول مبدأ الولاية وضرورة تشكيل حكومة إسلامية. ولو فرضنا وجود خلاف في هذه الضرورة فلن يكون هناك خلاف في جواز ومشروعية تشكيل حكومة إسلامية.
وإن عدم الخلاف المشار إليه ينتج أيضاً بالضرورة عدم الخلاف على كون الولي هو الفقيه الجامع للشرائط، ولن تجد أحداً يرجح غير الفقيه على الفقيه، لأن من لم تتم عنده الأدلة اللفظية فلابد أن يتم عنده الدليل العقلي أعني دليل الحسبة المعول عليه عند جميع العلماء الفقهاء المحققين، وقد طبقوه في موارد متعددة كمورد الأيتام والقصر والحدود والقضاء وكثير من مصالح المسلمين العامة، ولم يكن التطبيق على هذه الموارد من باب الحصر. ومن أهم موارد الحسبة تشكيل الحكومة الإسلامية لما فيه من نشر للعدل والمعروف ورفع للظلم والمنكر، وترسيخ للقيم والمفاهيم والعقائد الإسلامية الصحيحة.
كما أنهم اتفقت كلمتهم على أنه يجوز أن يتولى المؤمن والفقيه في حكومة الظالمين من أجل هذه العناوين، فهل يا ترى سيحرّمون على المؤمن والفقيه الدخول في حكومة المؤمنين أو تشكيلها، أم هل سينظرون إلى حكومة المؤمنين على أنها حكومة ظالمين؟! هذا ما لا يمكن افتراضه إلا عند الشرذمة التي أشرنا إليها سابقاً. )