|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 82629
|
الإنتساب : Apr 2016
|
المشاركات : 105
|
بمعدل : 0.03 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
اليمني الاول
المنتدى :
منتدى القرآن الكريم
بتاريخ : 20-06-2016 الساعة : 09:16 PM
العـلاقة بين آيـة الولايـة وآيـة آل حـاميم :
إنّه : إنّ للتوكيد . الهاء : حرف كناية.
" الّذين ءامنوا " عهد كنائي ، و ( الإيمان ) كنية الموصوف في
آية الولاية ، والموصوف بَشَرٌ .
في : حرف جر يفيد الظرفية .
أمّ الكتاب : آية الولاية ، لأنّها آية مُحْكَمة.
لدينا : جُملة اعتراضية ، وهو ظرف زماني ومكاني.
لَعلِيٌّ حكيم : اللّام للتوكيد ، و ( عليٌّ حكيمٌ ) عهد ذِكْري صريح ، تعريف بالعَلَميّة ، وهو بدل من العهد الذهني المعلوم لدى المخاطَب من آية الولاية، أي بدل من الجملة الحالية ، قوله تعالى :
( الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) .
" إنّما وليّكم الله ورسول الله محمد والّذين ءامنوا عليٌّ الحكيم "
" إنّما وليّكم الله ورسول الله محمد ولَهذا المؤمن عليٌّ الحكيم "
" إنّما وليّكم الله ورسول الله محمد ولَذو الإيمان عليٌّ الحكيم "
" إنّما وليّكم الله ورسول الله محمد ولَلإيمانُ عليٌّ الحكيم "
" إنّما وليّكم الله ورسول الله محمد ولَلإمامُ عليٌّ الحكيم " .
وأمّ الكتاب ، آية الولاية ، نَزَلَت في شأن أمير المؤمنين ).
قال نجـمُ الشعراء :
وجَدنـــا لـكـــم في آل حاميـــم آيــــةً
تـأوَّلَـها مِنّـا نـقِـيٌّ و مُعَــرَّبُ.
يقول الكميت : إن آية آل حاميم قد عرف معناها النقي، أي العربي القح الخالص، العربي الموطن واللسان؛ والمعرب، أي من تعلم اللسان العربي ولم يكن عربيا في الأصل.
................................
طربتُ وما شوقاً إلى البِيضِ أطربُ
ولا لعباً منّي وذو الشيب يلعبُ
ولــم يلهِني دارٌ ولا رســمُ مـنــزل
ولـــم يتطرّبني بنـانٌ مُخضَّـب
ولكن إلى أهلِ الفضائــل والعُــلَى
وخيرِ بني حوّاء والخيرُ يُطلَـبُ
بني هاشــمٍ رهــــط النّبــيّ فإنّنـي
بهم ولهم أرضَى مِراراً وأغضب
خفضتُ لهـم منّي الجناح مـــودّةً
على كَنَفٍ عطفـاهُ أهـلٌ ومَرحَـب
وما ليَ إلّا آلَ أحمـــــدَ شيــــعــةٌ
وما ليَ إلّا مَـذهبَ الحـقّ مَــذهَـب
بـأيّ كتــابٍ أم بأيّـــــةِ سُنَّــــــةٍ
يُــرَى حُبُّــهم عــاراً عَلَيَّ ويُحسَب .
..........................................
وقـفــة نقِـيّــة مع آيــة آل حاميم
قال عزوجل :
{ وإنّـــه في أمّ الكتاب لدينــا لعليٌّ حكــيم }.
ظ، - الآية الشريفة عبارة عن جُملة خَبَريّة .
ظ¢ - الآية مقترِنة بالعديد من شواهد التأكيد : القَسَم ، و ( إنّ )، واللّام المزحلَـقة ، والجملة الإسمية.
وهذا الضرب من الجُمَل الخبرية لا يؤتى به إلّا لِلجمِ المصابين بداء
العناد ، والإنكار للحقائق.
وتأكيد الآية بتلك المؤكِّدات يقيم الحُجّة على العالَمين ، فلم يعد هناك سبيل لإنكار ما جاء به النّصّ القرآني الشريف.
ظ£ - حشد كل تلك المؤكِّدات دلّ على أنّ الخطاب القرآني يتضمّنَ أمراً عظيماً وخبراً جليلاً، فيجب أن يأخذَه المخاطَب في الحسبان ويعرفَ ما جاء فيه.
ظ¤ - أهمّ ما جاء في الخطاب القرآني هو قوله تعالى : " لَعليٌّ حكيمٌ " .
ظ¥ - الهاء في قوله تعالى : " إنّـه " عبارة عن ضمير غيبة مُبهَم ، ليس مسبوقاً بما يدلّ عليه صراحةً.
وليس صحيحاً أن يكون ضمير الغيبة عائداً على القرآن الكريم ، كون المعنى يتعارض مع مقتضى الحال ، ومقام الخطاب ، فالآية مؤكَّدة أشدّ التوكيد، وهذا النّوع من الجُمَل الخبرية يسمّى ( الخبر الإنكاري ) ، وهذا دليلٌ واضحٌ على أنّ الآية تتضمّنُ خبراً يمكن أن يدفعَه المخاطَبُ وينكرَ صحّتَه.
فليس صحيحاً من النّاحية العلمية ، البلاغية واللّغوية ، والعقلية ، أن يكون معنى الآية : " وإنّ القرآن في أمّ الكتاب لدينا لَعليٌّ حكيم ".
إن كان المقصود به القرآن الكريم الّذي بين أيدينا ، المبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة النّاس ، فهذا المعنى غير وارد.
ثمّ إنّ " الكتاب " في قوله تعالى : " أمّ الكتاب " المقصود به القرآن الكريم، فيكون المعنى حينئذٍ : وإنّ القرآن في أمّ القرآن لدينا لَعليٌّ حكيم .
هذا المعنى الهَشّ لا يستلزمُ توكيداً ، وهو ساقط بلا شك ، والقرآن العظيم أجلُّ وأسمى من تلك الأقوال الهزيلة ، المبثوثة في كُتبِ التفسير .
إنّ معشر المفسّرين ، عندما يتعاطون مع مثل هذه الآيات ، يهرفون بما لا يعرفون ، ويأتون بكلّ عجيب ، وقد قيل : مَن تحدَّثَ بغير فنِّه أتى بالعجائب.
استجمعوا قواهم ، وأطلقوا العنان لأفكارهم ، وبعد جهد جهيد فسّروا "أمّ الكتاب" باللّوح المحفوظ ، وجعلوا المسألة غيبيّة ، لا مَن شاف ولا مَن دري !.
ذلك مبلغهم من العلم ؛ تمخّضَ الجبلُ فولّدَ فأراً.
إنّ الأمّة الإسلامية ، في الحقيقة ، ابتُلِيَت بكارثة كبرى ، أبطالها هم مشائخ التفسير؛ فالكثير من النّاس يأخذون أقوالهم على أنّها مسَلَّمات على الرغم أنّ معظم كتب التفسير المتواجدة في أيدي النّاس حُبلَى بالتناقضات ، والاجتهادات الفاسدة ، ويكفي شاهداً على بطلانها ، أنّها تفتقر إلى أبسط الأدلّة العلمية والعقلية والشرعية والتأريخية ؛ والمقام لا يتّسع لاستعراض الخزعبلات الموجودة في تراثنا الفكري المقدَّس.
إنّ الكلام حول المفسّرين ومفاسدهم له سبحٌ طويل ، ليس هاهنا محلّه.
أمّ الكتاب : أمّ الشيء : أصله الّذي يُرجَع إليه ، ويُعتمَد عليه ، وكلّ شيءٍ انضمّت إليه أشياء فهو أمٌّ لها.
الكتاب : كتاب الله ، اللّوح المحفوظ من التغيير والتبديل والتحريف، وهو القرآن الكريم ، القرآن المجيد،هذا هو الاسم الّذي سمّاه الله به.
القرآن الكريم : الكتاب السماوي ، واللّوح المحفوظ ، الموجود بين أيدينا، المُنزَل على سيّد المرسلين صلى الله عليه وآله ، هو خاتمة الشرائع السماوية ، فيه علم الأوّلين والآخرين ، وهو الأصل الأزلي الّذي تتولَّد منه المعارف والعلوم، يبدأ بسورة الفاتحة ، وينتهي بسورة النّاس، يتألّف من 6236 آية + البسملات 112 آية = 6348 آية.
أمّ الكتاب : كلّ آية مُحكَمَة في القرآن الكريم.
قال تعالى : ï´؟ هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ ï´¾.
الكتاب الّذي أنزله اللهُ على محمد رسول الله هو القرآن الكريم ، الموجود بين أيدينا ، وأمّ الكتاب هُنَّ الآيات المحكمات في القرآن الكريم.
معنى الآية في غاية الوضوح والجلاء ، يفهمه الفاضل والجاهل ، فلماذا يجعل المفسرون " أم الكتاب " مسألةً غيبيّة ! وقد قال : ( آيات محكمات هنّ أمّ الكتاب ).
ما بال أولئك القوم لا يكادون يفقهون حديثاً ؟
أم على قلوبٍ أقفالها.
إنّ آية الولاية محكمة ، فاستحقّت بذلك أن تكون أمّ الكتاب ؛ وقد تضمّنت أصلاً عظيماً من أصول الدّين الإسلامي الحنيف ، وهو الولاية، ولاية أمر المسلمين خِلافةً عن رسول الله صلىالله عليه وآله وسلم .
الولاية أمّ الشرائع ، ونظام الأمّة وعزّ المسلمين ، بها يُقام الحقّ والعدل ومناهج الشريعة ، فلا دينَ بدون ولاية ؛ ومَن لم يؤمن بالولاية فقد جحدَ بما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله ، فأنّى يُتاه بكم وأين تذهبون .
وبناءً على ذلك أخي المسلم الكريم ، تعلم أنّه لا يصح المعنى بجعل ضمير الغيبة في " إنّــــه " عائداً على القرآن الكريم؛ فدع عنك ترّهات الغافلين.
ظ¦ - ولا يصح كذلك ، أن يكون ضمير الغيبة عائداً على " الله " ، لأنّ لفظ الجلالة لم يُسبَق له ذِكرٌ حتى يمكن قبول أنّ الضمير في آية آل حاميم عائد على الله، كما أنّ السياق خالٍ تماماً من أي قرينة أو شاهد يمكن أن يدلّ على صحّة عود ضمير الغيبة في الآية على " الله " جلّ شأنه.
ظ§ - العليّ الحكيم ، صفاتٌ لله عزّ وجلّ ، ثابتة في القرآن الكريم ، ولا تجدُ أحداً من المسلمين ينكر هذه المسألة حتى يستلزم المقام أن تكون آية الزخرف معزَّزة بشواهد القَسَم والتوكيد.
قال تعالى : ï´؟ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّـهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ï´¾.
نجد في آية الشورى أنّ " عليٌّ حكيمٌ " جاء وصفاً لله تعالى ، والّذي دلّ على هذا المعنى هو أنّ ضمير الغيبة في " إنّه " سبقَ ما يدلّ عليه صراحةً ، وهو لفظ الجلالة المذكور في مطلع الآية ؛ فالمعنى في آية الشورى :
" إنّ الله عليٌّ حكيم ".
المعنى المقصود في آية الزخرف يختلف تماماً عن المعنى في آية الشورى.
ظ¨ - آية الزخرف تضمّنَت ـ بالإضافةِ إلى ضميرِ الغيبةِ ـ ضميرَ المتكلِّم ، في قوله تعالى : " لدينا " ، والخطاب القرآني صادر عن الله تعالى ؛ واجتماع ضمير الغيبة وضمير المتكلِّم في الآية يمنع مِن أن يكون " لَعليٌّ حكيمٌ " اسماً أو وصفاً لله تعالى ، أو أنّ الله يخبر عن نفسه في الآية.
فليس صحيحاً أن يكون المعنى : " وإنّ الله في أمّ الكتاب عند الله لَعليٌّ حكيم ".
أَلا ترى أخي القارئ ، أنّ هذا المعنى في غاية السقوط ، فأنّى يكون ذلك والآية معجِزة من معاجز البلاغة والبيان ، ولها شأنٌ عظيم على الصعيدَينِ، العقائدي والمعرفي ؛
آية آل حاميم تدعو المسلمين إلى ثــورة عقائديّـــة.
ظ© - " لدينا " في آية آل حاميم ، عبارة عن جملة اعتراضية لا محلّ لها من الإعراب ، جيءَ بها من أجل توضيح المعنى وتقريره في أذهان المخاطَبين، والمعنى في الآية صحيح تماماً بدون لفظ " لدينا " هكذا :
" وإنّه في أمّ الكتاب لَعليٌّ حكيمٌ ".
ألا ترى أنّ المعنى صحيح بدون لفظ " لدينا " ؟
غير أنّ الإشكال الّذي يمكن وقوعه ، في حال عدم الإتيان بلفظ "لدينا" ، هو أنّ أصحاب القلوب المريضة ، وخبراء الإجماع ، سيقولون إنّ الآية فيها إخبارٌ عن الله تعالى ، والعليّ الحكيم من أسماء الله ، ويدّعون حينئذٍ ، أنّ معنى الآية : " إنّ الله في أمّ الكتاب لَعليٌّ حكيم " ، وسوف يصدرون فتاوى التكفير ضد شيعة آل محمد ، ويحاولون بكلّ ما أوتوا من جهد تغيير المعنى المقصود في النّصّ القرآني المبين ، والانحراف به عن الوجهة الصحيحة الّتي أرادها الشرع القويم ؛ ولكنّ الله سلَّــم ؛ أبى الله إلّا أن يتمّ نــوره ولو كره الكــافـــرون.
إنّ اجتماع ضمير الغيبة وضمير المتكلِّم في آية الزخرف ، والآية صادرة من عند الله تعالى ، واقتران الآية بشواهد التوكيد ، كلّ ذلك ، دلّ دلالةً قطعيّة على أنّ الآية الشريفة أخبرت عن ذات بشرية لا ذات إلهية ؛ أخبرت عن عبدٍ من عباد الله بإسمه وصفته ، وهو المُكنّى بالإيمان ، المؤتي الزكاة حال الركوع، المعهود في آية الولاية ، أبو السبطينِ عليٌّ عليه السلام.
وهو عند الله عليٌّ حكيمٌ ، ويجب أن يكون كذلك عندنا.
يجب أن نُنزِل عليّاً عليه السلام بأحسنَ منازل القرآن ، فهو لِذلك أهلٌ.
لدينا : يفيد الظرفية ، وهو بمعنى عندنا ، والمقصود به المعنى المجازي لأنّ اللهَ عزّ وجلّ لا تحدّه الأماكن والأزمان.
لدينا في الآية ، نظير قوله تعالى :
ï´؟ وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ ï´¾.
وقـولـــه تعالى :
ï´؟ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّـهِ الْإِسْلَامُ ï´¾.
إنّ عليّاً عليه السلام عند الله هو الإمام ، وليس أصحاب السقيفة، الّذين بدّلوا نعمة الله كفراً وأحلّوا قومهم دار البوار.
وإنّي لأُغضي عن أمورٍ كثيــرةٍ
سترقَى بها يوماً إليك السّلالِمُ
فما أنتَ والأمرُ الّذي لستَ أهلَـه
ولكن وليّ الحقّ والأمرِ هاشِمُ.
ظ،ظ* - الهاء في قوله تعالى : " إنّــه " عبارة عن ضمير منقطع عمّا يستحق أن يعود إليه، ومجعول لغيره ، لكونه مُبهما، ليس في سياق النّصّ ما يدلّ عليه صراحةً، مُسمّاه مجهولٌ مستورٌ ، فضمير الغيبة في هذه الحالة ، حرف كِـنـايــــة.
الكنـايـة : ( ما استتر معناه ، لا تُعرَف إلّا بقرينة زائدة ، ولهذا سمّوا التاء في قولهم : أنت ، والهاء في قولهم : إنّه ، حرف كناية ، وكذا قولهم : هو ، مأخوذ من قولهم : كَنّوت الشيء وكنَّيْته ، أي سترته ).
(معجم التعريفات - علي الجرجاني ).
الإبهام الموجود في آيــة آل حاميم يقودنا إلى المعرفــة !
معرفة المسمّى بـ " الإيمان " في آيـــة الولايــــــة.
فقد علِمنا أنّ " الّذين ءامنوا " لفظ موضوع للكناية عن معهود مخصوص، وهو المؤتي الزكاة حال الركوع ، المكنّى بالإيمان ، لكنّنا نجهل اسمه الخاص؛ وقد جيءَ بضمير الغيبة في آية آل حاميم حرف كناية من أجل تنبيه الألِبّاء إلى أنّ قوله تعالى : " لَعليٌّ حكيمٌ " هو الاسم الخاص للبشر المعهود عهداً كنائياً وذهنياً في قوله تعالى : " الّذين ءامنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ".
وأمّ الكتاب آيــــة الولاية ، لأنّها آية محكمة.
" الإيمــان " : اسمٌ من أسماء عليّ الحكيم صلوات الله عليه.
قال بحــرُ الحكمة عليه السلام :
{ أَبْهِموا ما أَبهمَه اللهُ }.
(خمسة آلاف حكمة للإمام علي - الحكمة رقم : 42 ).
ظ،ظ، - قوله تعالى : " لَعليٌّ حكيمٌ " عبارة عن اسم عين ، تمّ فيه تمييز الموصوف في آية الولاية، بإسمه الّذي يُشتهَر به ، وصفته الّتي اختارها اللهُ له.
عليٌّ الحكيم ، صلوات الله عليه ، وروحي له الفداء.
صلَّى الإلهُ على روحٍ تضمَّنــَه
قبرٌ فأصبحَ فيه العدلُ مدفـونــا
قد حالَفَ الحقَّ لا يبغي به ثمناً
فصار بالحقِّ والإيمان مقرونـا.
إذاً ،( لَعليٌّ حكيم ) عبارة عن تعريف بالعَلَمية ، وهو عهد ذِكْري صريح، ويتأكّد هذا المعنى الشريف بالآية رقم 5 من سورة الزخرف :
قوله تعالى : ï´؟ أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ ï´¾.
الاستفهام في الآية إنكاري ، وهذا بصراحة ، يوجِّه ضربةً موجِعة للجاحدين والمكذِّبين، الّذين يزعمون أنّ اسم خليفة الرسول ص غير مذكور في القرآن، أو أنّ الله ورسوله تركوا مسألة الإمامة لشياطين السقيفة.
ومعنى الآية ببساطة ، أفنترك التعريفَ بالخليفة الشرعي للرسول وذِكرَ اسمه في القرآن ؟
لا ، لا بدّ من الذِّكر لِتقوم الحُجّة عليكم.
ألا وإنّ الحجّة قد قامت ، وظهرَت لِذي عينينِ ، وما الله بظلّامٍ للعبيد.
يقول العلّامة عبد القاهر الجرجاني بخصوص حرف التوكيد " إنّ " :
( وإنّما يُحتاج إلى "إنّ" إذا كان للمخاطَب ظنٌّ في الخِلاف ، وعقد قلبٍ على نفي ما تُثبِتُ ، أو إثبات ما تنفي ، ولذلك تراها تزداد حُسْناً إذا كان الخبر بأمرٍ يبعُدُ مثلُه في الظّنّ ، وبشيءٍ قد جرت عادةُ النّاسِ بخِلافِه ).
(دلائل الإعجاز - عبدالقاهرالجرجاني ).
وبناءً على إفادة العلّامة الجرجاني ، رحمه الله وجزاه عن اللّسان العربيّ خيرا، نجد أنّه قد حَسُنَ موقع "إنّ" في آية آل حاميم ، لأنّ الآية أخبرَت بأمرٍ لا يعتقده، بل ينفيه الكثيرون ، وهو ذِكر اسم الأمير عليه الصلاة والسلام ؛
فمعلوم أنّ أكثر النّاس ينفون وينكرون أنّ اسم الإمام عليّ مذكور في القرآن الكريم، وقد جرت عادة النّاس على ذلك الزّعم الموهوم.
فآية آل حاميم، تذكر اسمَ الأمير صريحاً ومؤكَّداً ، وبهذا الذِّكر العظيم ، تنهار الاعتقادات الفاسدة ، والظنون الرديّة.
إسم أمير المؤمنين عليه السّلام مذكورٌ في محكم الآيات، لا شكّ في ذلك ولا ارتياب.
( وإنّــه في أُمِّ الكتـاب لدينـا لَعليٌّ حكيمٌ ).
ظهرَ النّجمُ ذو الذَّنَب ولاحَ القمرُ المنير !.
فأطيعوا الإيمـانَ عَلِيّـاً يا عباد الله ولا تكونوا قوماً مسرفين.
ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين.
بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون.
وسيعلم الّذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
ظ،ظ¢ - يتم إبدال حرف الكناية في آية آل حاميم من العهد الكنائي في آية الولاية؛ فيكون المعنى في آية آل حاميم هكذا :
" وإنّ الّذين ءامنوا ـ الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ـ في آية الولاية ـ عندنا ـ لعليٌّ حكيمٌ " .
" وإنّ هذا المؤمن ـ الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ـ في آية الولاية ـ عندنا ـ لَعليٌّ حكيمٌ " .
" وإنّ ذا الإيمان ـ الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ـ في آية الولاية ـ عندنا ـ لَعليٌّ حكيم " .
" وإنّ ذات الإيمان ـ الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ـ في آية الولاية ـ عندنا ـ لَعليٌّ حكيم " .
" وإنّ الإمام ـ الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ـ في آية الولاية ـ عندنا ـ لَعليٌّ حكيم ".
...........................................
إنما ذا لذا
اللهُ أعـطَى ذا عليـّـاً كُـلَّـه
وعطاءُ ربّي لم يكن محظورا.
(السيد الحميري قدس سره - ديوانه).
ظ،ظ£ - يتم إبدال العهد الذكري الصريح في آية آل حاميم من العهد الذّهني في آية الولاية ؛ فيكون المعنى في آية الولاية هكذا :
" إنّما وليّكم الله ورسول الله محمد والّذين ءمنوا عليٌّ الحكيم ".
" إنّما وليّكم الله ورسول الله محمد ولَهذا المؤمنُ عليٌّ الحكيم ".
" إنّما وليّكم الله ورسول الله محمد و لَذو الإيمان عليٌّ الحكيم ".
" إنّما وليّكم الله ورسول الله محمد ولَذاتُ الإيمان عليٌّ الحكيم ".
" إنّما وليّكم الله ورسول الله محمد ولَلإمامُ عليٌّ الحكيم ".
فأينما تولوا وجوهكم فثمّ كعبةُ القاصدين، مولى المتقين أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام.
وجدنــا لكم في آل حاميم آيــةً
تأوّلَـهـا مِنّا نـقيٌّ ومُعَـــرَّبُ.
.........................................
الألف واللّام الدّاخلة على حكيم ، تفيد ما يلي :
âک† لمح الصفة : صفة الموصوف في آية الولاية ؛ وصفته مؤمنٌ حقّاً، والحكمة ، والعلم ، والأمانة ، والصدق ، والعدل ، والحلم ، و.......الخ،معنىً من معاني الإيمان الحق .
فعليٌّ عليه السلام إمامٌ عليمٌ ، حكيمٌ ، أمينٌ ،صِدِّيقٌ ، حليمٌ ، مُطهَّرٌ من كلّ عيبٍ وشين ، إنّه ربّانيُّ أمّة محمدٍ صلى الله عليه وآله .
هــذا عــلـيّ خيــــرُ وليّ ، عليه الصلاة والسلام.
âک† لمح الأصل : أصل المعنى : حكيم ، مشتَقّ من الحُكْم .
حكمَ ، يحكُمُ ، حكماً وحِكمةً فهو حاكِم وحكيم. الجمع : حاكمون ، وحكماء.
قال تعالى : ï´؟ أَلَيْسَ اللَّـهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ï´¾.
وقال الشاعر :
فنحنُ ولاةُ النّاس في كلّ موطنٍ
متى ما نقُلْ في النّاسِ قولاً نُصَدّقِ
تُوفَّــقُ في أحـكامنــا حكماؤنــا
إذا غيرهم في مثلـها لَــمْ يوفَّــــقِ.
(حسان بن ثابت - ديوانه ).
وقال الشاعر :
بأحلامِهم يُنهَى الجَهولُ فينتهي
وهـم حكمــاءُ النّاسِ للمُتعمَّــدِ.
(الفرزدق - ديوانه ).
وقال صلى الله عليه وآله : { الصّمتُ حُكمٌ وقليلٌ فاعلُه } . أي حِكمة.
الحكمة حُكمٌ ، والحُكم إمامة ، والحكيم إمام.
والأَلِف واللّام لم تدخل على ( عَليّ ) لأنّه اسم عَلَم.
" إنّما وليّـكم الله ورسول الله محمّد و لَـذو الإيمان عليٌّ الحكيم ".
لَـذو : اللّام للتأكيد والتحقيق، و ذو : كناية عن العَلاء والرفعة ، أي رفيعٌ = عليٌّ.
لا سيفَ إلّا ذو الفقار ولا فتى
إلّا عَليٌّ رِفـعـةٌ وعَـــلاءُ.
الإيمان : مصدرٌ موصوفٌ به، وهو بمعنى أمين ومؤتمَن وهو الإمام = الحكيم.
ذو الإيمان = عليٌّ الحكيم = عليٌّ الإمام = الإمام عليّ .
( إنما وليكم الله ورسول الله محمد والذين ءامنوا الإمام عليّ ).
هذا هو المعنى في آيـــــــة الولايـــــــــــة.
قرآنـاً عربيـّـــــاً لعـلّـــــكم تعـقـلــــــــــون.
قال عزوجل : ï´؟ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ï´¾.
وعليٌّ الحكيم من آلِ إبراهيم صلوات الله عليهم.
........................................
ظ،ظ¤ - آيـة آل حاميم أفادت أيضاً أنّ " الكتاب " إسمٌ من أسماء الحكيم عليّ عليه السلام.
كيــف ذلك ؟
فسوف يجيبكم عنه حُسـامٌ
يصوغُ المحكماتِ كما يشاءُ.
........................................
تستمر الحكاية..........
وعالي شموخك يا يمن.
|
|
|
|
|