من قضاء الامام علي (ع)
في كتاب عجائب احكامه: حدثنا جعفر بنشريح الحضرمي، عن مالك بن اعين الجهني، عن ابي عبداللّه(ع)،قال: لما ولي عمر بن الخطاب جاءه رجل يهودي فدخل عليه المسجد وهو قاعد ومعه ابو ايوب الانصاري، فقال له: انت امير المؤمنين؟ قال: نعم. قال: انت الذي يسالك الناس ولا تسال، وانت تحكم ولا يحكمعليك؟ قال له عمر: نعم. قال له: فاخبرني عن خصال اسالك عنها. قال: سل. قال: اخبرني عن واحد ليس له ثان، واثنين ليس لهما ثالث، وثلاثةليس لها رابع، واربعة ليس لها خامس، وخمسة ليس لها سادس،وستة ليس لها سابع، وسبعة ليس لها ثامن، وثمانية ليس لها تاسع،وتسعة ليس لها عاشر، وعشرة ليس لها حادي عشر. فلم يجبهعمر، واطرق مليا. فقال اليهودي: اخبرني عما اسالك. فقال له ابو ايوب: ان امير المؤمنين عنك مشغول، ولكن ائت ذلكالقاعد. قال: وعلي(ع) قاعد في المسجد معه جماعة، فجاء اليهودي حتى وقف على علي(ع) فقال: اني جئت الى اميركم هذا،فسالته عن اشياء فلم يجبني فيها بشيء، فارسلت اليك. فرفععلي(ع) راسه، ثم قال: وماهي، يا ابن هارون؟ فاعاد عليه. فقال علي(ع): اما الواحد الذي لا ثاني له فاللّه الواحد تباركوتعالى. واما الاثنان اللذان ليس لهما ثالث فالشمس والقمر. واما الثلاثة التي ليس لها رابع فالطلاق. واما الاربعة التي ليس لها خامس فالنساء. واما الخمسة التي ليس لها سادس فالصلاة. واما الستة التي ليس لها سابع فالستة الايام التي خلق اللّه فيهاالسماوات والارض. واما السبعة التي ليس لها ثامن فالسماوات السبع. واما الثمانية التي ليس لها تاسع فحملة العرش. واما التسعة التي ليس لها عاشر فحمل المراة. قال المؤلف: كان هذا مبني على الغالب والا فقد جاء في اخبار اهلالبيت(ع) ان اقصى الحمل سنة. واما العشرة التي ليس لها حادي عشر فالعشرة الايام التي تمم اللّه بها ميقات موسى (ع) في قوله عز وجل: (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة واتممناها بعشر). فقال اليهودي: انت تعلم هذا فذاك ما نعتقده اشهد انك امير المؤمنينحقا، واسلم على يده، فجز شعره، وغسل ثوبه، وعلمه شرائع الدين، واتى عمر، فقال: اكتب هذا في ديوان المسلمين.