لماذا نركع في الصلاة :-
إن من أهم الأمور التي تجعل في العبادة عبادة حقيقية مقبولة عند الباري عز وجل هي الخضوع و الاستكانة والتخشع أمام ملك الملوك وسيد الأسياد الباري عز وجل ومن أكثر الأفعال التي يخضع فيها الراكع لمن يركع له ولعل هذه الرواية هي من أهم المصاديق على التواضع والخضوع في حضرة الله المقدسة
((قال رجل لأمير المؤمنين عليه السلام . يا بن عم خير خلق الله ما معنى رفع يديك في التكبيرة الأولى ؟ فقال (ع) قوله (الله أكبر) يعني الواحد الأحد الذي ليس كمثله شيء لا يقاس بشيء ولا يتلبس بالأجناس ولا يدرك بالحواس ، قال الرجل : ما معنى مد عنقك في الركوع ؟ قال تأويله ، أمنت بوحدانيتك ولو ضربت عنقي )
فالذي يفهم من الرواية إن الركوع هو تسليم النفس كاملة بين يدي الله تسليما تاماً مما يعطي صورة حقيقية لما يستشعره العبد في صلاته وركوعه وهذا يقينا هو ما كان يستشعره ويعيشه المعصومين سلام الله عليهم والصالحين الذي كان يظهر على سيماهم في أثناء تأدية صلاتهم سلام الله عليهم .
والملفت للنظر إن الركوع قد ورد فيه تسبيح لله عز وجل خاص به وهو (سبحان ربي العظيم وبحمدهِ) فبهذا الذي منطوي على عدة معاني منها التسبيح لله عز وجل وهو التنزيه والرفعة له وكذلك وصف العظمة له عز وجل ومن البديهي أن الذي يصف عظمة الله وجبروته لابد وأن يكون المعنى النقيض أو العكسي موجود ومرتكز في نفسه ، والذي يقابل أو عكس العظمة هي الذلة والضعف و الاستكانة فيكون هذا أيضاً دالاً دلالة واضحة في أهم معاني وأسباب الركوع لله عز وجل .
السؤال كم منا تحصل لديه هذه الحالة حسب علمي قليل جدا والله أعلم