اللهم صلّ على محمد و آل محمد وعجل فرجهم ولعن عدوهم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
..
ان سورة الانعام هي مثل كل سور القرآن التي تشع بنور التوحيد و تنساب في ضميــر الانسان بضياء الايمان بالله ، ولكنهــا لم تسم باسم مجرد . فلم يكن اسمها مثلا : سورة الحي القيوم ، او سورة الصمد الأحد ، او سورة القدوس الأعلى ، او سورة الحمد و التسبيح ،كلا .. بل سميت بسورة الأنعام .
الأنعام التي يضرب الله بها مثل الغباء ، و يعتقد الانسان انها لا تعني شيئا في حقل الايمان و العــرفان ، مع ذلك سمى الله هذه السورة باسم الانعام ليجعلنا نغير نظرتنا الى الانعام ، و نعرف انها نعمة من نعم الله ، وانها بالتالي تهدينا الى الله من جهة .
و تفرض علينا مـن جهة مسؤولية معينة، وهي تلك المسؤولية التي يشعر بها المؤمن أمام ربه ، و بذلك يخرج المادة ( وهنا الانعام مثل لها ) من النظر اليها بنظرة الشيئية دون الالتفات الى دور المادة في تكامل الروح و العلم و القيم ، كما يخرج بذلك ايضا الروح و العلم و القيم و الايمان من عالم التجريد و المثالية الى عالم الحقيقة .
و قد ذكرت كلمة الانعام في هذه السورة في الآيات بين ( 138 الى 148 ) كل هذه كانت في رأينا بعضا من فلسفة اسم الانعام في هذه السورة .
وفقكم الله لكل خير ببركة و سداد أهل البيت عليهم السلام