القولون المتهيج
اضطراب وظيفي في الامعاء يتسبب بألم بطني مزمن , عدم ارتياح , الانتفاخ وتغيير عادات الامعاء في غياب أي عامل عضوي مُسبب . قد يُرافق هذه الاعراض الامساك الدائم أو الاسهال الدائم وقد يتناوب الاثنان في فترات مختلفة . تبدأ أعراض هذا الاضطراب بالظهور بعد الاصابة بعدوى ما , المرور بفترة من الاجهاد والتوتر وقد يظهر دون أي دلائل طبيّة . على الرغم من غياب العلاج الحقيقي للقولون المتهيّج الا أن هناك العديد من الوسائل التي تهدف الى التخفيف من حدة الأعراض الناتجة كالتحكّم في طبيعة الغذاء , العقاقير الدوائيّة والتغيُرات النفسيّة , كما ان عمليّة تثقيف المريض وضمان علاقه جيدة مع طبيبه يضمن نتائج ايجابيّة . يُصنف تهيّج القولون الى ثلاثة انواع فالنوع الاول المرتبط بالاصابة بالاسهال الدائم , اما النوع الثاني فمرتبط بالاصابة بالامساك الدائم او قد يتبادل المريض الوضعيتان وبشكل غير ثابت . يظهر المرض في بدايته عند العديد من الأشخاص كنتيجة ثانويّة للاصابة بعدوى في الأمعاء مما يتسبب بالعديد من الأعراض كارتفاع درجة الحرارة , القيء , الاسهال والنتيجة الايجابيّة لزراعة البراز . العديد من الابحاث نُشرت وأثبتت ان نتائج بعض المرضى تكون سيئة نظراً للخلط بين مُسببات الاسهال التي يمكن علاجها و يتم تشخيصهم على انهم مُصابون بالقولون المتهيّج بالخطأ . ومن هذه المُسببات الاصابة بمرض معد , البكتيريا الحلزونيّة والطفيليات .
الاسباب
الى الآن لم يتم التعرف على المُسبب الرئيسيّ لمرض القولون العصبي ( القولون المتهيّج ) الا ان العديد من النظريات أثبتت أنه عبارة عن اضطراب في التفاعل بين الدماغ والقناة المعديّة المعويّة . عادةً لا يتقدم المرض مؤديّاً الى مُضاعفات او أمراض اخرى الا انه مصدر لقلق المريض وألمه الدائم مما يزيد من كلفة علاجه .
الأعراض والعلامات
شكل عام تتبمثل الاعراض بالانتفاخ المستمر ، عدم الارتياح ، الآلام المتكررة في منطقة البطن ، الاسهال او الامساك أو كليهما بشكل متبادل , الالحاح في حركة الامعاء ، الاحساس بالتفريغ الغير كامل وفي الغالب يُعاني الاشخاص المصابين من الارتداد المعدي المريئي . اما الأعراض التي يلحظها الاخصائي النفسي فتشمل الاكتئاب ، القلق ، الصداع وألم الظهر .
العلاج
تم اعتماد العديد من الوسائل العلاجيّة للقولون المتهيّج فتأثر المُصاب بالقولون المتهيّج بالأطعمة شائع نظراً لعدم تحمله للعديد من الأغذية وبالتالي فان العديد من التغييرات يتم اتباعها في السلوك الغذائي بهدف تجنب العديد من الأعراض المرافقة للاضطراب , وتُساعد العديد من الفحوصات المخبريّة في معرفة مدى التأثير الفيسيولوجي لبعض الأغذية وطريقة تفاعل الجسم معها . أثبتت الدراسات أيضاً ان الافراط في الطعام والشراب وخاصة الغني بالدهون والفركتوز قد يستثير الأمعاء نظراً لحساسيّة المرضى العالية ومما يتسبب لاحقاً بألم في البطن , الاسهال أو الامساك . أثبتت الدراسات أيضا ًان الألياف الذائبة لها دور كبير في التخفيف من حدة الأعراض النتاجة عن القولون المتهيّج وخاصة لأولئك الذين يُعانون من الامساك المتكرر . قد يلجأ البعض للعلاج النفسي لكون الاضطراب قد يكون ناتجاً عن التفاعل بين الدماغ والقناة الهضميّة ويتمثل العلاج بالتنويم المغناطيسي الذي يُحسن من الرفاهيّة العقليّة اما العلاج السلوكي المعرفي فقد يطوّر القدرة لدى المريض العديد من الاسترتيجيات للتعامل مع الأعراض المُزعجة وفي الوقت ذاته المُساعدة على احباط الأفكار والسلوكيّات التي تحفّز ظهور أعراض القولون المتهيّج . كان للطب البديل انصيباً في علاج العديد من حالات القولون المتهيّج كاليوغا , الوخز بالابر الصينيّة والعلاج بالأعشاب كزيت النعنع الذي أثبت فاعليّته في العديد من الحالات ولمختلف الأعمار كما يتميّز بسلامة استخدامه للأم الحامل . بانسبة لانتشار هذا الاضطراب فهو من أكثر الاضطرابات المعويّة انتشاراً .
التشخيص
الى الآن لم يتم اعتماد أي فحص مخبري او صورة اشعاعيّة بهدف تشخيص القولون المتهيّج حيث أن التشخيص يعتمد على ظهور الأعراض التي تم ذكرها سابقاً وربطها بالعديد من الاجراءات كالكشف عن الاصابة بعدوى طفيليّة , النمو البكتيري في الامعاء الدقيقة و الأمراض البطنيّة .
العقاقير
العلاج الدوائي يشمل المُليّنات المعويّة التي تُوصف في حالات الامساك المُرافقه للقولون المُتهيج أو مُضادات الاسهال ، كما يُنصح بأخذ الأدوية التي تؤثر على السيروتونين ( الناقل العصبي الذي يؤثر في حركة الأمعاء ) بتثبيطه وبالتالي ضمان السيطرة على حالتيّ الاسهال والامساك المُسيطره على المُصاب بالقولون المُتهيّج . ينصح بعض الأطباء المرضى المُصابين بالاضطراب والذين يُعانون من التشنجات المتكررة بالالتزام بالأدوية المُضادة للتشنجات والتي تأخذ شكين منفصلين الأول عصبي تؤثر فيها على الألياف العصبيّة في الجهاز العصبي المستقل ولكنها قد تؤثر في الأعصاب الأخرى مُتسببة بظهور الأعراض الجانبيّة , أما الشكل العضلي منها فيؤثر على حركة العضلات الملساء للقناة المعديّة الهضميّة مما يُخفف من التشنجات دون التأثير على الحركة الطبيعيّة للأمعاء .