|
شيعي محمدي
|
رقم العضوية : 30624
|
الإنتساب : Feb 2009
|
المشاركات : 3,716
|
بمعدل : 0.65 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الفقهي
الشيخ المستبصر محمد ناجي الغفري (غفر الله له)
بتاريخ : 21-04-2010 الساعة : 02:15 PM
العلامة المجاهد الشيخ محمد ناجي الغفري
الشيخ محمد ناجي بن محمد الكردي الغفري (1905 - 1989) هو شيخ وعالم دين جليل من قرية زرزور التابعة لناحية دركوش في منطقة جسر الشغور بمحافظة إدلب السورية ، كان من علماء العامة الكبار في قريته ، إلا أنه أحدث هزة عقائدية كبرى في هذا الجزء من شمال سورية حين أعلن انتسابه إلى المدرسة العتروية الطاهرة وكان في الأربعين من عمره الشريف آنذاك .
لم يأت استبصار وتشيع الشيخ محمد ناجي الغفري فجأة وعلى مرة واحدة ، بل إن مراحل عديدة سبقت هذه الخطوة المباركة وتمثلت بلجوء العالم الشيعي الجليل (السيد محمد سعيد العرفي) وكان قائدا لثورة دير الزور ضد الاحتلال الفرنسي إلى الشمال حيث عرفه الكثيرون من الأفاضل كالأخوين الجليلين الأنطاكيين (الشيخ محمد مرعي والشيخ أحمد) ولاحقا كان الشيخ محمد مرعي في ضيافة الشيخ محمد ناجي وبالتدرج البطيء عرف منه معاني الإسلام المحمدي الحقيقية .
وكما هي حال الباحثين عن الحقيقة فقد اصطدم الشيخ بعد تشيعه بعنف أهل قريته وعلى رأسهم والده وكان مديرا لناحية دركوش غير أن صبر الشيخ وسعة صدره حولت الخصوم له أحبابا ، حتى أن والده وهو على فراش الموت وبعد أن انكشف له سوء معتقده في قضية ولادة الإمام الشافعي (4 سنوات كما هو الزعم) تلقن منه كلمات الموالاة لعلي وأبنائه والبراءة من أعدائه وتوفاه الله على ذلك .
لكن الجزء الأصعب من ذلك كان المواجهة مع السلطات المحلية في محافظة إدلب وهي المعروفة بعداوتها الشديد لكل ما هو شيعي وذلك في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي وكان رئيس الجمهورية السورية آنذاك هو (فوزي السلو) الذي وصل إلى السلطة بانقلاب عسكري قاده (أديب الشيشكلي) حيث كانت أجواء سورية مضطربة ولم يكن الأمن مستتبا ، المهم أنه خلال تلك الفترة تم استدعاء الشيخ ناجي من قبل محافظ إدلب وقائد شرطتها وتم سجنه بعد اعتقاله بطريقة مهينة ، لكن أفرج عنه لاحقا بوساطة وضغط زعيم الشيعة في اللاذقية آنذاك وهو (السيد الشريف عبد الله الفضل) وقد لقي استقبالا وترحيبا كبيرا من أهل قريته لدى عودته وهو الأمر الذي أغاظ السلطات كثيرا .
بقي الشيخ ثلاثة أعوام على هذا الحال وهو مطارد من قبل السلطات ومطلوب في محاكمها حتى مثل في النهاية أمام المحكمة العليا ، وسأله القاضي سؤالا خبيثا: "لقد كنت على مذهب السنة والجماعة ، أفاهتديت الآن؟" فأجاب الشيخ بكل وقار وحزم آخذا قول الله تعالى: "إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" فبهت القاضي لهذا الجواب الإلهي الحازم ووجد نفسه مجبرا على إخلاء سبيل الشيخ وقد أصدر بعدها تعهدا بعدم التعرض له مدى الحياة .
كان من بركات هذا الشيخ الجليل والأفاضل الذين كانوا حوله أن عمت بركات محمد وآله الطاهرين عليهم السلام أرجاء قرية زرزور وامتدادا إلى ما حولها من القرى والبلدات ، وهو الأثر الذي ما زال باقيا حتى يومنا هذا حيث الكثافة الواضحة لشيعة أمير المؤمنين عليه السلام في تلك الأصقاع من أرض سورية .
السطور السابقة مقتبسة من سيرة الشيخ كما رواها نجله (محمد باقر الغفري)
|
|
|
|
|