مؤسسة الشهداء تحيي حفلا استذكاريا لشهداء اسرة ال الحكيم المجاهدة
بتاريخ : 25-07-2011 الساعة : 05:53 PM
بحضور الدكتور عبد الهادي الحكيم / مؤسسة الشهداء تحيي حفلا استذكاريا لشهداء اسرة ال الحكيم المجاهدة
اقامت مؤسسة الشهداء في النجف الاشرف حفلا دينيا استذكاريا للتضحيات الجسام والدماء الطاهرة لشهداء ال الحكيم بحضور عدد من ابناء وعوائل الشهداء وعدد من مسؤولي المحافظة وذلك على قاعة جامعة الكوفة.
والقى الدكتور عبد الهادي الحكيم كلمة تناول فيها المعاناة الكبيرة التي جرت على الاسرة العلمية ورجالاتها من قبل النظام البائد وزبانيته لاسيما خلال سنوات الاعتقال والاسر.
وطالب السيد الحكيم في كلمته بجعل الجريمة التي حلت بأسرة آل الحكيم جريمة إبادة جماعية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى.
كما طالب بتخليد معاناة هذه الأسرة العلمية وغيرها من الأسر العلمية الأخرى من خلال إقامة جداريات ونصب وشواهد تذكّر أبناء وطننا العزيز بها وبعظم ما عانته في سبيل رفعة وسيادة واستقلال العراق العزيز.
وفيما يلي نص الكلمة
معاناة أسرة علمية عراقية عريقة
تعرضت أسر علمية عديدة في النجف الأشرف حالها حال غالبية أبناء الشعب العراقي لحملات إبادة جماعية زمن النظام الصدامي البائد ومن بين هذه الأسر التي ابتليت بجرائمه المروعة أسرة آل الحكيم العلمية موضوع هذه الجلسة التي آمل أن تتكرر أمثالها لاستذكار شهداء الأسر الكريمة الأخرى أسرة أسرة بل شهداء النجف الأشرف والعراق جميعا.
ونظرا لكوني شاهدا شهادة عينية على ما اقترفته أيدي أزلام النظام البائد بحق هذه الأسرة من جرائم وانتهاكات وتعديات فسأتحدث عن بعض معاناتها بما يسمح به الوقت المخصص لي.
ففي ليلة 9/ 10 من شهر مايس من عام 1983م وفي وقت متأخر من الليل اقتحمت مفارز مسلحة بمختلف أنواع الأسلحة بيوت أسرة آل الحكيم في النجف الأشرف شاهرة أسلحتها وسط صرخات أطفال مذعورين وعويل نساء ذاهلات، ومن دون مذكرات اعتقال قضائية طبعا وبأمر من الدكتاتور صدام حسين شخصيا لتعتقل من وجدته في بيوت الأسرة ساعتها من الذكور ممن لم يبلغ الحلم بعد من أمثال ابن الثلاث عشرة سنة صعودا نحو ابن الثمانين سنة وعلى الحالة التي وجدوا عليها وقيدتهم بالسلاسل والأغلال حتى إذا ضاقت سلاسلهم وأغلالهم على كثرتها عن استيعابهم امتدت أيدي مجرميهم وعتاتهم الى السادة لتنتزع من فوق رؤوس بعضهم عمته بالقوة وتقطّعها لتكتفهم بها ثم لتقتادهم مجاميع مجاميع الى زنزانات مديرية الأمن العامة ببغداد وأقسامها الإنفرادية المغلقة.
ولست بصدد بيان التفاصيل المؤلمة لما حل بأسرتنا رجالا ونساء وأطفالا خلال ثماني سنوات وشهر من الاعتقال الشاق القاسي وما سبق ذلك وما لحقه في المعتقلات والزنازين المغلقة من ترويع وتعذيب ومعاناة وآلام وبطرائق وأشكال مختلفة وأجهزة وآلات متعددة لا يعلم قسوتها إلا الله عز وجل ومن اكتوى بنارها من المؤمنين كل ذلك جرى من دون تحقيق ولا محاكمة ولا قضاء بل حتى من دون تهمة محددة كما أسلفت إنما سأكتفي بذكر بعض ما مرّ على هذه الأسرة واقول بعض ما مرّ لكثرة وهول ما مرّ كإعدام ثلاثة وستين شخصا منها واحتجاز وسجن ما يزيد عن المائة هذا عدا من هرب فارا بدمه وجلده مما حل بأهله من ضيم وقهر وعذاب وعدا من اخفى نفسه في بيت من البيوت لسنوات خشية من تسرب أمر وجوده حتى عن أطفال البيت نفسه .
ولكي أدلل على مدى ما عانته هذه الأسرة العلمية سأذكر بعض النماذج من عذاباتها بإيجاز:
1- تمت مداهمة بيوت الأسرة في ليلة واحدة في ساعة واحدة تحت تهديد السلاح ليعتقل أغلب رجالها وتترك النساء والأطفال دون معيل لسنوات عدة.
2- جرت عملية المداهمة والاعتقال دون مذكرات قضائية ودون تهمة محددة لقد كان كل ذنب المعتقلين بل المعدومين أنهم من أقارب معارضين سياسيين ناشطين خارج العراق كما ورد في الكتب الرسمية الموثقة.
3- لقد اعتقل من أسرتنا من طلبة العلوم الدينية وحدهم دون غيرهم اثنان وخمسون طالب علم تنوعت مستوياتهم العلمية من مجتهدين مرشحين للمرجعية الى مقاربين للاجتهاد الى أساتذة حوزة كبار الى فضلاء الى وطلاب مبتدئين.
4- من معتقلي أسرتنا آية الله المقدس السيد يوسف الحكيم (قدس) الذي اعتقل عن ما يقارب الثمانين سنة له من الشهداء : سبعة إخوة وولدان وحفيدان (أحدهما دون السن القانوني) وأربعة أسباط اعتقل هو مع أربعة من اولاده واثنين من احفاده واربعة من أسباطه .
5- من بين معتقلي أسرتنا آية الله السيد محمد علي الحكيم (قدس) الذي أعتقل عن ثلاث وسبعين سنة واعتقل معه أبناؤه وأبناء أبنائه وعددهم خمسة عشر معتقلا دفعة واحدة .
6- ومنهم الوجيه السيد مهدي السيد باقر الحكيم الذي اعتقل واعتقلت معه زوجته وابنته وأولاده الثلاثة (احدهم عمره سبع سنوات) وأعدم هو وزوجته وولداه وابنته ذات الأربعة عشر ربيعا.
7- ومن معتقلي أسرتنا أحداث دون السن القانوني كالسادة : جعفر السيد عبد الصاحب 17 سنة وحسين السيد علاء الدين و بهاء الدين السيد كمال الدين وهاشم السيد محمد تقي 16 سنة وميثم السيد عبد الرزاق وهادي السيد محمد جواد وهادي السيد محمد حسين 15 سنة ورضا السيد كاظم وعلي السيد عبد الهادي 13 سنة وعادل السيد مهدي 7 سنوات وغيرهم .
8- ومن معتقلينا أب وأبنه كآية الله العلامة السيد محمد تقي السيد سعيد (قدس) وأب وابناه كحجة الإسلام والمسلمين السيد محمد جعفر السيد محمد صادق وأب وثلاثة أبناء كحجة الإسلام السيد محمد تقي السيد محمد علي وأب وأربعة أبناء كآية الله العظمى المرجع الكبير السيد محمد سعيد السيد محمد علي وآية الله العلامة السيد محمد حسين السيد سعيد والوجيه الكبير السيد محمد جواد السيد محمود.
9- ومن أسرتنا أبناء لشهداء لم يروا آباءهم لأنهم ولدوا بعد استشهادهم كالسيد علي السيد كمال الدين.
10- ومنهم شهداء متزوجون انقطع نسلهم من الذكور كالسيد عبد الصاحب السيد محمد حسين والسيد أحمد السيد محمد رضا.
11- ومن أسرتنا من استشهد هو وواحد من أبنائه كحجة الإسلام والمسلمين السيد محمد رضا نجل المرجع الأعلى في وقته الإمام السيد محسن الحكيم (قدس) ومنهم من استشهد ومعه اثنان من أبنائه كأخيه حجة الإسلام الدكتور السيد عبد الهادي وحجة الإسلام والمسلمين السيد مرتضى السيد محمد علي وحجة الإسلام والمسلمين السيد كمال الدين السيد يوسف.
12- ومن شهدائنا : أخوان شهيدان كالسيدين يحيى وعبد الأميرالسيد حسن والسيدين هاشم وحسن السيد محسن. وثلاثة إخوة شهداء كالسادة حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد رضا والأستاذ السيد محمد وحجة الإسلام والمسلمين السيد عبد الصاحب أنجال آية الله العلامة السيد محمد حسين السيد سعيد، وسبعة إخوة شهداء كالسادة العلماء السيد محمد رضا والسيد مهدي والسيد محمد باقر والسيد عبد الهادي والسيد عبد الصاحب والسيد علاء الدين والسيد محمد حسين أنجال الإمام السيد محسن الحكيم (قدس).
13- ومن أسرتنا من قضى نحبه نتيجة الظروف القاسية التي عانتها الأسرة في السجن كحجة الإسلام والمسلمين السيد حسن السيد محمد علي والشاب السيد غياث الدين السيد جاسم .
14- ومن أسرتنا سماحة آية الله العلامة السيد محمد حسين الحكيم (قدس) الذي أحضر من زنزانته ليشهد بأم عينيه عمليات إعدام أهله شهيدا إثر شهيد ، وكان كلما أغمي عليه إثر عملية إعدام وحشية ،ترك ليفيق كي يشهد عملية الإعدام اللاحقة وهكذا. ولم يكتف المجرمون معه بذلك بل أعدموا لاحقا أبنائه الثلاثة دفعة واحدة كما تقدم.
ومنهم ومنهم ومنهم ، ولو شئت أن أحصي لاحتجت الى وقت طويل.
لذا أوصي مؤسستي الشهداء والسجناء السياسيين من خلال رئيسيهما الموقرين أن يسعيا لتحريك دعوى تهدف لاستصدار قرار من المحكمة الجنائية العراقية العليا المتخصصة بالنظر في جرائم النظام الدكتاتوري البائد - التي لم ولا أتفهم دعوات بعض ضحايا النظام البائد لإنهاء أعمالها رغم وجود عشرات الآلاف من الجرائم التي لم يحقق بها للآن - أقول أطلب من المؤسستين الكريمتين السعي لاستصدار قرار من المحكمة المتقدمة ومن مجلس النواب بكون الجريمة التي حلت بأسرة آل الحكيم - موضوع جلستنا هذه - جريمة إبادة جماعية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى.
كما أطلب منهما مخاطبة الجهات المختصة بما يأتي:
1- تخليد معاناة هذه الأسرة العلمية وغيرها من الأسر العلمية الأخرى من خلال إقامة جداريات ونصب وشواهد تذكّر أبناء وطننا العزيز بها وبعظم ما عانته في سبيل رفعة وسيادة واستقلال العراق العزيز .
2- تنشيط الذاكرة الجمعية العراقية بمعاناة هذه الأسرة وبقية الأسر العلمية الأخرى سنويا.
3- إدراجها في المناهج الدراسية سواء في مناهج الجامعات والمعاهد أم في المدارس المتوسطة والثانوية ، وفي مقررات مواد التربية الوطنية وحقوق الإنسان وتاريخ العراق وغيرها .
4- تسمية الشوارع والمدارس والمحلات وخاصة تلك القريبة من محال سكناهم بأسمائهم شهيدا شهيدا ومعتقلا معتقلا بريئا.
5- تغطيتها إعلاميا من خلال برامج خاصة في الإذاعة والتلفزيون وغيرهما من وسائل الإعلام الأخرى بما يؤمن حضورها الحي في الضمير الجمعي العراقي .
النائب
د.عبد الهادي الحكيم
نائب رئيس لجنة التعليم العالي والبحث العلمي في مجلس النواب العراقي
رحم الله الشهداء من اسرة آل الحكيم ورضوان الله عليهم أجمعين الذين يمثلون الانوار المتألقة التي بأنوارها أنارت لنا طريق الحرية والخلاص من نظام الصنم هدام.
وأضم صوتي الى سماحة النائب السيد عبد الهادي الحكيم في جعل الجريمة التي حلت باسرة آل الحكيم جريمة ابادة جماعية وتحريك دعوى بذلك.
وتقبلي مروري.