ذكر العلامة المجلسي ج 34 ص 86 قصة تربية من مدرسة الزهراء (ع) وهي فضة الخادمة ، وهكذا تفعل تربيتهم في النفوس القابلة والمستعدة للكمال :
القاسم القشيري في كتابه : قال بعضهم : انقطعت في البادية عن القافلة فوجدت امرأة ، فقلت لها : من أنت ؟ فقالت ( وقل سلام فسوف تعلمون )
.. فسلمت عليها ، فقلت : ما تصنعين ههنا ؟ قالت : ( من يهد الله فلا مضل له ) ( لم نجد بهذا اللفظ آية في القرآن والموجود فيه : الزمر : 38 ومن يهد الله فماله من مضل )
فقلت : أمن الجن أنت أم من الانس ؟ قالت : ( يا بني آدم خذوا زينتكم )
فقلت : من أين أقبلت ؟ قالت : ( ينادون من مكان بعيد )
فقلت : أين تقصدين ؟ قالت : ( ولله على الناس حج البيت )
فقلت : متى انقطعت ؟ قالت : ( ولقد خلقنا السموات والارض في ستة أيام )
فقلت : أتشتهين طعاما ؟ فقالت : ( وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام )
فأطعمتها ، ثم قلت : هرولي ولا تعجلي ، قالت : ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ).
فقلت : أردفك ؟ فقالت : ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا )
فنزلت فأركبتها ، فقالت : ( سبحان الذي سخر لنا هذا ) .
فلما أدركنا القافلة قلت : ألك أحد فيها ؟ قالت : ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الارض ) ( وما محمد إلا رسول ) ( يا يحيى خذ الكتاب ) ( يا موسى إني أنا الله )
فصحت بهذه الاسماء ، فإذا أنا بأربعة شباب متوجهين نحوها ، فقلت : من هؤلاء منك ؟ قالت : ( المال والبنون زينة الحيوة الدنيا ) فلما أتوها قالت : ( يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الامين )
فكافوني بأشياء فقالت : ( والله يضاعف لمن يشاء ) .
فزادوا على فسألتهم عنها فقالوا :
هذه أمنا فضة جارية الزهراء ( عليها السلام ) ما تكلمت منذ عشرين سنة إلا بالقرآن