هذا مخلص مختصر ( جداً) لدراسة أكاديمية في علوم المستقبل , أضعه هنا لأظهر لأخواني والقراء النتائج المستحصلة منه , أرجو أن تبشّرهم بالفرج القريب إن شاء الله تعالى.
(إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ * وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ)87- 88ص
خذ ورقة فارغة , أمسك بالقلم وأرسم عليها دائرة , ثم حدد نقطة × لا على التعيين على محيط الدائرة , ما هذه النقطة ؟؟ إنها بداية ونهاية الدائرة في آن , حيث من أي نقطة على محيط الدائرة تبدأ تكون هي ذاتها نهاية , حدد نقطة ما على كرة مجسّمة مصغّرة للأرض , ثم قم برحلة تامة على محيطها بطرف القلم, تجد أن من أي نقطة تبدأ سوف تنتهي إليها حتماً , فنقطة البداية إذاً هي دائما نقطة النهاية . كذلك دائرة الإمكان , دائرة التاريخ , نقطة البداية هي ذاتها نقطة النهاية , وهذه حقيقة مؤكدة منتزعة من هوية الحق تعالى مجده (هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) الحديد )
ولما كان أبو البشرية آدم عليه السلام عراقي عاش ودفن في أرض العراق , حيث مرقده الشريف هو ونوح وهود وصالح عليهم السلام في أرض النجف الأشرف , فإن أرض العراق هي نقطة بداية التاريخ البشري في الأرض , وهي حتماً ستكون نقطة نهاية التاريخ , وهذه حقيقة مؤكدة تخبرنا عنها النصوص الدينية والأحاديث الشريفة بكل وضوح , حيث في أرض العراق ( النجف)عاش ومات أول خليفة لله في الأرض ( آدم عليه السلام) , وفي أرض العراق سيكون آخر خليفة لله في الأرض ( المهدي المنتظر عليه السلام) الذي يتخذ ظهر النجف (الكوفة) عاصمة له , يملأ الأرض قسطاً وعدلاً من بعد ما ملئت ظلماً وجوراً , إذاً في العراق كانت البداية وفي أرض العراق ستكون النهاية .
وعلى ضوء هذه الحقيقة نقول :
إن احتلال العراق من قبل القوات الغازية الموجودة اليوم كان من المحتوم , وهو خاضع لقانون إلهي غيبي صارم لا يقبل الخطأ أبداً . والأحداث القادمة سوف تبشّر بألف ألف خير للمسلمين وكل الخيرين إن شاء الله تعالى. كيف ؟
للجواب نقول : لما كانت نقطة البداية في محيط أي دائرة هي ذاتها نقطة النهاية , والخط الذي يسير على محيط الدائرة ينتهي حتماً بنقطة البداية ولا يمكن تصوّر غير هذا أبداً , فإن أحداث التاريخ التي بدأت من العراق ( آدم) سوف تنتهي حتماً في أرض العراق ( المهدي المنتظر) وهذه حقيقة مؤكدة كما تلك .
ولما كانت أحداث العراق اليوم من ضمن دائرة التاريخ , فإنها بالتأكيد خاضعة لذات القانون الذي ذكرناه (نقطة البداية هي ذاتها نقطة النهاية) .
ولما كانت أول جريمة قتل في التاريخ ( قابيل قتل آخاه هابيل) كانت في أرض العراق , فإن آخر جريمة قتل ستكون حتماً في أرض العراق (قتل النفس الزكية التي تخبرنا عنها النصوص الدينية) وعندها سينتهي التاريخ وتزلزل الساعة ومن بعدها القيامة .
ولما كان قابيل أول مجرم في التاريخ عاش في أرض أبوه آدم ( العراق) فإن قوات الأحتلال الذين قتلوا إلى الآن ما يقارب مئة ألف عراقي إنما هم من أبناء المجرم قابيل قد عادوا إلى نقطة البداية التي انطلقت منها ذرية قابيل في الأرض بعد أن أكملوا دورة التاريخ التامة , إنهم خط تأريخي بدأ بقابيل ثم دار دورة تامة في الزمان والمكان ثم عاد إلى نقطة البداية (العراق) , وهذا يجعلنا نعتقد أن نهاية التاريخ قريبة جداً .
فكما الخط الذي ينطلق من أي نقطة في محيط الدائرة سوف يلتقي بها حتماً في مقام النهاية , كذلك احتلال العراق والجرائم التي أرتكبها الغزاة المحتلون فيه , إنهم بدأوا من ذرية قابيل من أرض العراق وانتهوا بقوات احتلال في ذات الأرض .
كما في خط المفسدين , كذلك في خط المصلحين في الأرض , هذا الخط كما ذاك, الذرية الصالحة التي انطلقت من أبناء آدم عليه السلام من المحتوم أن تعود إلى أرض البداية التي انطلقت منها , وكما قابيل من بعد جريمته ندم وحاول أن يصلح نفسه ويتبّع طريق الصالحين , كذلك أحداث التاريخ وكذلك أبناء قابيل سوف ينصلحون ويدخلون في دين الله أفواجاً ( إصلاح من بعد إفساد ).
ولما كان قابيل ليس هو الأصل الذي انطلقت منه البشرية بل أبوه آدم عليه السلام , وكان آدم عليه السلام محض خير باعتباره الإنسان الأول الذي حمل روح الله التي نفخها فيه ونسبها إلى نفسه تعالى مجده (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) فإن خط الخيروالصلاح في الأرض هو الأصل وهو البداية وليس الشر , وهو بالتأكيد سيكون نقطة النهاية بعد أن يكمل دورته ويعود إلى العراق .
فالخير والصلاح قد بدأ من أرض العراق ( آدم) وسينتهي حتماً في أرض العراق ( المهدي المنتظر) وسوف تكتمل دائرة الخير كلها وينتهي الشر من الأرض حتماً (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (9)الصف . ولما كانت حلقة المهدي المنتظر تمثل كل دائرة الخير والعدل في الأرض , فإن الحلقة التي تسبقها وتتصل بها ستكون ذات مقدار كبير جداً من الخير والصلاح حتى تأتي تلك الأخير فتكون النسبة 100% وينتهي التاريخ , ويكمن توضيح هذه النقطة بالفقرة التالية:
لما كان قانون النمو والتكامل هو الحاكم لجميع عناصر النشأة , حيث البذرة تنمو وتتكامل فتصير شجرة تامة ذات ثمار, والنطفة تنمو وتتكامل فتصير إنسان كامل مثمر, نبي معصوم, عبقري, فيلسوف مفكر ..الخ , فإن هوية الله التي هي محض خير التي نفخها في آدم عليه السلام , بدأت تنموا وتنتشر في أبناءه, الأنبياء, المؤمنين ,المصلحين, في جميع أنحاء الأرض , وسوف يستمر نمو وتكامل الخير والإيمان في أبناء آدم بصورة مطردة في الأرض كما تنموا الكائنات الحية حتى يظهر كل كماله, وهذا قدر محتوم يخضع لقوانين موضوعية غاية في الدقة كما في الرياضيات, حيث تبدأ بالعدد واحد ثم أثنين , ثلاثة, أربعة, خمسة... وتستمر حتى تصل في النهاية إلى النتيجة التامة 100% , كذلك الخير والأيمان والصلاح بالتأكيد سوف ينتهي بنتيجة تامة 100% وهذا من المحتوم لأن هوية الله تامة كاملة لا يسلك النقص إليها من سبيل , فالروح التي نفخها في آدم كانت البداية كما العدد واحد من بعد الصفر ولكي تعود إلى الله التام الكامل في مقام النهاية يجب أن تكون تامة كاملة بنسبة 100%. فإذا كانت مرحلة المهدي المنتظر عليه السلام هي مرحلة 100% حيث يبسط العدالة الشاملة على جميع أنحاء الكرة الأرضية, فإن المراحل التي تسبقها وهي هذه الأيام بالتأكيد , سوف تكون نسبتها بحدود 80% - 90% ,ويأتي هو ويجعلها 100% وهذا أكيد ومحتوم ,لأنه من المحال أن تتخطى هذه المراحل وتصل إلى 100% دونما المرور بما قبلها .
وعلى ضوء تلك الحقائق التي أعتقد أنها مؤكدة , فأنا أتوقّع أن المسلمين المؤمنين الخيرين الشرفاء من ذرية آدم عليه السلام أينما كانوا في العالم اليوم سوف يباشرون العمل الجاد أكثر من ذي قبل في سبيل تحقيق أهداف الله في الأرض بكل ما عندهم من إمكانيات (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (9)الصف
ولما كان تحقيق هدف الله الذي سجله في الآية أعلاه من المحتوم وهذه حقيقة إيمانية لا نقاش فيها, فإن فشل ونهاية أعداء المسلمين ( الغزاة المحتلون) الذين هم أعداء الله من المحتوم وإلا كيف يظهر الإسلام على الدين كله وهؤلاء لهم وجود ظاهر, ولما كان العراق هو البداية السعيدة للخير وظهور نور الله في الأرض (آدم) فإن العراق بالتأكيد سوف يتحرر من الغزاة المحتلون وستظهر فيه قوة إيمانية ذات وزن كبير في العالم , وريثما يحدث ذلك فإن العد الرياضي المنطقي الذي لا بد منه في سبيل تحقيق أهداف الله التي سجلها في كتابه المجيد يجعلنا نعتقد اعتقاد جازم بأن المقاومة الإسلامية الشريفة المشروعة في العراق , سوف تزداد قوة وخبرة وإمكانيات يوماً من بعد يوم حتى تصل إلى المرحلة النهائية التامة 100% ويظهر الإسلام على الدين كله ولو كره المشركون ( أو المحتلون لا فرق) .
ولما كان المهدي المنتظر عليه السلام – كما تشير النصوص الدينية- هو القائد الذي يحقق أهداف الله المسجلة في الآية الشريفة أعلاه , فإن أنصار المهدي والممهدون لظهوره ( وهم بنظري المجاهدون من الشيعة والسنة على السواء) هم الخط المتصل ما بين حاضرنا وذلك المستقبل المشرق الذي تبشرنا به الآية المباركة ,وهم العد التصاعدي من الإيمان والتقوى والقوة والتقنيات التي تزداد يوماً من بعد يوم حتى تصل إلى مرحلتها النهائية 100% .
أرى أن حماقات قوات الأحتلال اليوم في العراق إنما محرّك ومحرض كبيرين يساهمان في دفع المسلمين والشرفاء الخيرين من أصحاب الغيرة والنخوة والإيمان إلى الانخراط في صوف المقاومة الإسلامية المشروعة ويسارعون بكل ما أتوا من إمكانيات في سبيل الدفاع عن النفس والعرض والوطن والمقدسات , ومثلما هناك غزاة محتلون قد جاءوا من بلاد بعيدة ليمارسوا حماقاتهم في العراق , كذلك الشرفاء والمصلحون من أبناء آدم عليه السلام قاوموا وجاهدوا ولسوف يستمرون على ذلك ويزدادون عدة وعدداً بإذن الله في سبيل الدفاع عن الإسلام وحقهم في الحرية والحياة الكريمة ومن المحال إلا يكون غير ذلك .
فطالما يخبرنا الله تعالى مجده بأن الإسلام سوف يظهر على الدين كله ولو كره المشركون, فإن مشروع الأحتلال في العراق والمنطقة سوف يفشل بالتأكيد ولا نقاش في نص قرآني , بل احتلال العراق هو السبب في نهايتهم , وأن ذلك الظهور المشرق يكون بالتأكيد بجهود المسلمين المجاهدين والعاملين في سبيل ظهوره , وريثما تأتي مرحلة الظهور التامة 100% فإن المراحل القريبة ستكون بالتأكيد ذات نسبة تسعينية . إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً.
الحمد لله خالق الخلق جاعل الملائكة رسلا أولي بئس شديد
أكرمنا بحب أهل بيت النبوة وجعلنا لهم برحمته لنا من التابعين
وصلاة وسلاما عليهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
...
...
أحسنتِ أخيه فكل ماتفضلتي به صحيح
موفقه عزيزتي
سلمكم الله شاكره لك هذه البحث المتميز
العراق بداية التاريخ ونهايته
العرض العادي
