بدر الدين الزركشي :لو ترك العلماء كل من تكُلِّمَ فيه لم يبق حديث، فكلهم مطعون في
بتاريخ : 15-11-2009 الساعة : 07:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
رب اشرح لي صدري
في الحقيقة أزعجونا عبدة الأسانيد بترديد نقل كلام الشيخ الحر العاملي عليه الرحمة في خاتمة المستدرك 30 / 260 ، راداً على الأصوليين ، بقوله :
( الرابع عشر : أنه يستلزم ضعف أكثر الأحاديث ، التي قد علم نقلها من الأصول المجمع عليها ، لأجل ضعف بعض رواتها ، أو جهالتهم أو عدم توثيقهم ، فيكون تدوينها عبثا ، بل محرما ، وشهادتهم بصحتها زورا وكذبا . ويلزم بطلان الإجماع ، الذي علم دخول المعصوم فيه - أيضا - كما تقدم . واللوازم باطلة وكذا الملزوم .
بل يستلزم ضعف الأحاديث كلها عند التحقيق لأن الصحيح - عندهم - : ( ما رواه العدل ، الإمامي ، الضابط ، في جميع الطبقات ) . ولم ينصوا على عدالة أحد من الرواة ، إلا نادرا ، وإنما نصوا على التوثيق ، وهو لا يستلزم العدالة قطعا بل بينهما عموم من وجه ، كما صرح به الشهيد الثاني وغيره . ودعوى بعض المتأخرين : أن ( الثقة ) بمعنى ( العدل ، الضابط ) . ممنوعة ، وهو مطالب بدليلها ....إلخ) انتهى .
أقول : وبالرغم من أن كثير من كبار علمائنا أنار الله برهانهم قد ردّوا أدلة الحر العاملي الآنفة وبيّنوا وهنها ، إلا انك لا تكاد تمرّ بمنتدى لعبدة الأسانيــد ، إلا وتجد هذا النقل مع تدليس وعبثية في الفهم والنقل ، محاولين إلزامنا بإلزامات غير لازمة البتة ، مع إلصاق مقدمات مضحكة من عندياتهم ثم الحكم على بنائها ، بما يُضحك الثكالى !.
عموماً ، تعالوا نقتطف هذا النقل من بدر الدين محمد بن عبدالله الزركشي الشافعي (ت794هـ)
يقول في كتابه ( النكت على مقدمة ابن الصلاح) ص257 ، منشورات دار الكتب العلمية ، ط1 ، سنة 2004م / 1425هـ. بيروت .
في النوع الثالث والعشرين (معرفة صفة من تقبل روايته ومن ترد روايته ...)
وهو يتحدث عن المطعون فيهم من رواة صحيح البخاري وغيره ، وأنَّ قول بعض الأئمة لديهم لا يكون حجة على البعض الآخر ، ما نصه :
( ولو ذهب العلماء إلى ترك كل من تـُكـُـلـِّـمَ فيه لم يبق بأيدي أهل هذا الشأن من الحديث إلاّ اليسير !! ، بل لم يبق شيء !! ، ومن الذي ينجو من الناس سالماً !! . ) انتهى بحروفه .
أقول أنا مرآة التواريخ : قوله ( بل لم يبق شيء) دليل على أن كل رواتهم مطعون بهم ومُتكلم فيهم من قبل البعض .
هذا في الرواة فقط ، فما بالك لو نقلنا أقوالهم واعترافهم على كبار مصنفيهم !! وحسبك رميهم البخاري ومسلم بالتدليس !!.
ولا تغيبن عنك هذه الأقوال :
"1"
تاريخ يحي بن معين 2 / 149 رواية الدوري :
( 3885 ) سمعت يحيى يقول : قال يحيى بن سعيد - القطان- : لو لم أرو إلا عن كل من أرضى - أو كلمة نحوها - ما رويت إلا عن خمسة !!. انتهى ، وراجع سير النبلاء للذهبي 9 / 178 .
"2"
قال الباجي في التعديل والتجريح 3 / 1099 ترجمة عمرو بن مرة :
(قال أحمد بن علي بن مسلم ، حدثنا الحسن بن علي ، حدثنا أحمد بن الفضل صديق لي ثقة ، حدثنا معاذ بن معاذ ، قال : سمعت شعبة ، يقول : "ما أدركت أحداً إلا يدلس الحديث إلا عمرو بن مرة وابن عون" ) .انتهى . وراجع سير النبلاء للذهبي ج 5 / 197 .
"3"
قال الحاكم النيسابوري في كتاب (معرفة علوم الحديث) ج1 / 164 ، ما نصه :
( ولم أستحسن ذكر أسامي من دلس من أئمة المسلمين صيانة للحديث ورواته !! ) انتهى .
"4"
وهذه الطامة العظمى !
البخاري متروك عند أبي حاتم وأبي زرعة
قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج 7 / 191 ، بترجمة البخاري صاحب الصحيح :
( سمع منه أبي وأبو زرعة ، ثم تركا حديثه !! عندما كتب إليهما محمد ابن يحيى النيسابوري أنه أظهر عندهم أنَّ لفظه بالقرآن مخلوق .) انتهى