إنّك الأقوى على ليِّ الصدى
مَنْ لها مَنْ لقلوبٍ أشرَفَتْ
فوق حدِّ الموتِ تشكو وَلَهاً
مُدْ لها يا منقذَ الكون وريدا
و هْيَ في تعذيبها قد عُذِّبَتْ
بيد الأعداء هُزْءاً وهوانا
و كنوْحٍ وهْوَ في صحرائهِ
يبتني للموج ألواح السفينةْ
قد بنيناكَ صروحاً في قلوبٍ
شعَرَتْ فيكَ استراحات السكينةْ
واتخذناك على جُدراننا المُلئى شروخاً
من تلاوينكَ تعويذاً وزَينةْ
انتظرناك وأحلى ما انتظرناهُ جواداً كي يسودا
هُوَ إنْ سادَ اسْتَقَرَّ الكونُ من خبْطِ الذئاب البشريّةْ
لم يكنْ ثَمَّ هياجٌ وحروبٌ
وبأسمِ الدين تنمو بربريّةْ
لم يكن ثَمَّ جنونٌ يُحرقُ الأخضرَ هدْراً
ثمَّ يمحي النزوةَ الشنعاءَ ثوبُ القدَريةْ
هُوَ إنْ سادَ فلنْ يبقى فقيرٌ يتلوّى
ينثرُ العدلَ ثماراً حيدريةْ
هو إنْ سادَ اضْمحلَّ الظلمُ حتْماً
ويُولّي مقسماً أنْ لن يعودا
هل يريدُ السارقُ الأقواتَ عدلكْ
ألفُ كلاّ لن يريدْ
هل يريد الجاهلُ الناسكُ عقلك
ألف كلاّ لن يريدْ
هل يريد النافثُ النيرانَ ظلّكْ
ألفُ كلاّ لن يريدْ
هل يريد الأبترُ الخائنُ نسلكْ
ألف كلاّ لن يريدْ
هل يريدُ القاطعُ الخيراتِ سيلكْ
ألفُ كلاّ لن يريدْ
لا يريدونك يا مهديُّ حيّاً ووجودا
لا يريدونكَ في الأنفسِ فكرةْ
لا يريدونك في الأحداق نظرةْ
أو صباحاً يحملُ الآمالَ أوْ يُسعفُ حسرةْ
لا يريدونك غوثاً تملأُ الأرواحَ
إعزازاً ونُصْرةْ
لا يريدونك تبقى تخلقُ الوضع صمودا
إنْ معناك كما قال رسولُ الله وعْدا
ومن الله سلاحٌ
تفلقُ الجور الذي صار صخورا
إنّكَ الوعدُ الإلهي الذي يُقرأُ حمْدا
والذي ينساك في الأسحارِ عمْدا
لم يكنْ إلاّ من الشيطان ممسوساً ومدّا
يا إمامي إنّك القرآنُ تُتلى
إنَّ من يأباك ما شادَ صلاةً أو حدودا
أيها الحاملُ في جنبيكَ أزمانَ العذابْ
لم تغادرْ من رُؤى عينيك أطفالٌ حُفاةْ
ليس تنسى آهةً من كلِّ ثكلى
صبَغَتْ صفحتَكَ النوراءَ ألوانُ الشهادةْ
وبها تسترجعُ الألوان مُلئى بالإرادةْ
وبساطاً تفرشُ الأرضَ سروراً وسعادةْ
بعدما حوّلها الإجرامُ للخيبة عيدا
أيها المقبلُ من فردوس جدّكْ
تعبرُ الأيام لكنْ بجروحٍ ودموعْ
تلبسُ الصبرَ على قلبكَ
يا خاتمة المسك دروعْ
إنْ تَلَفَّتَ يميناً وشمالا
لمْ ترَ إلاّ جياعاً وعطاشى
فلقد غارتْ عيونٌ ولقد جفّتْ ضروعْ
عن يمينٍ هالكٌ يدعوكَ في حقَّ اليسوعْ
وعلى اليسرةِ عينٌ تتحيّرْ
وبموسى تتمنّاكَ اشتعالاً للشموعْ
وبحقِّ الخاتمِ الهادي نذيرِ العالمينْ
أمّةُ الإسلامِ من بعد النهايات الأليمةْ
هرْوَلتْ تدعوك غوثاً ونشيدا
قد تخطيتَ رقابَ الزمنِ المكنوز خوفاً وحتوفا
وتقرّبتَ من الوعد الذي ينتظركْ
ها هي الأسماءُ تبدو في سماء اللهِ
حرفٌ بعد حرفِ
قرُبَ القطفُ فما أحلاهُ من نصرٍ وقطفِ
من تمنّى غير أمرِ اللهِ
فلْيُسقى بإذلالٍ وحتفِ
يا عيون الرُسلِ البشرى
فقرّي بعد خوفِ
هاهو الوعدُ الإلهيُ
أماطَ الدهرَ عن خسفٍ وكسفِ
أيها المهديُّ يا قرّةَ جدّكْ
قُرَّ عيني وعيون الوالهين
مثلَ ما زانتْ بك الأرضُ
وقرّتْ لن تميدا