الرسالة الثانية للامام الحجة ع للشيخ المفيد رحمه الله
بتاريخ : 05-05-2014 الساعة : 10:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وفرجنا بفرجهم
الكتابُ الثاني مِن الإمام المَهدي:عليه السلام:
إلى الشيخ المفيد : رضوان الله تعالى عليه :
أخرجَ المُحدِّث الثقة أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي :رحمه الله :
في كتاب الإحتجاج :ج:2:ص323 :
هذا الكتابُ الثاني المُبارك الصادر من الناحية المقدسة
أي:الإمام المهدي:عليه السلام:
:والشيخ الطبرسي هو من العلماء الثقات ومُحدِّثي أوائل القرن السادس الهجري:
:الذريعة إلى تصانيف الشيعة: المحقق أغا بزرك الطهراني:ج1:ص281.
ويُعتقد أنَّ وفاته في سنة 620هجري.
و قد ذكر هذا الكتاب أيضاً جمعٌ من ثقات أعلام الأمة
كالشيخ المُحدِّث المجلسي
في موسوعته :بحار الأنوار:ج53:ص177.
والشيخ الحائري:
في كتابه:إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب:ج1:ص409.
والسيد بحر العلوم في كتابه :
الفوائد الرجاليّة : :ج3: ص319.
ومن المعلوم أنَّ هذا التوقيع المُبارك تحكيه و ترويه كافة الشيعة وتتلقاه بالقبول :
وقد حكى ذلك العلامة المُحدِّث الشيخ يوسف البحراني
: طاب ثراه :
في كتابه: لؤلؤة البحرين : ص 367:
ط : النجف الأشرف سنة 1386 ه
عن المحقق النقَّاد يحيى ابن بطريق الحلي
:رحمه الله:
في رسالته : نهج العلوم إلى نفي المعدوم:
وورد هذا الكتاب الثاني من قبل الإمام المهدي
:عليه السلام:
يوم الخميس الثالث والعشرين من ذي الحجة
سنة اثنتي عشر وأربعمائة وقبل وفاة الشيخ المفيد
:رحمه الله تعالى: في سنة 413 هجري:
وذَكَرَ مُوصِله أنَّه تَحمَّله من ناحية مُتصلة بالحجاز
نسخته : للأخ السديد والولي الرشيد الشيخ المفيد
أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان :
: هذا كتابنا إليكَ أيَّها الأخُ الولي والمُخلِص في ودِّنا الصفيُ والناصرُ لنا الوفي.
حرَسكَ اللهُ بعينه التي لا تنام فإحتفظ به ولا تظهر على خطّنا الذي سطرناه بماله ضمناه أحدا.
وأدِِّ ما فيه إلى مَن تَسكن إليه وأوصِ جماعتهم بالعمل عليه إن شاء الله وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .
وهذه نسخته :
:: من عبد الله المُرابط في سبيله إلى مُلهَم الحق ودليله
بسم الله الرحمن الرحيم
سلامٌ عليك أيَّها العبدُ الصالحُ الناصرُ للحق الداعي إليه بكلمة الصدق
فإنّا نحمدُ الله إليك الذي لا إله إلا هو إلهنا وإله آبائنا الأولين .
ونسأله الصلاة على نبينا وسيدنا ومولانا محمد خاتم النبيين وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين
وبعدُ فقد كنَّا نظرنا مناجاتك عَصَمَكَ الله تعالى بالسبب الذي وهبه لك من أوليائه وحرسك به من كيد أعدائه وشفعنا ذلك الآن من مستقرٍ لنا يُنصَبُ في شمراخ :رأس جبل: من بهماء :ظلماء:
صرنا إليه آنفا من غماليل:
:أي : في الوادي أو الشجر أو كل ما تراكم من شجر
أو ظُلمَة:
ألجأنا إليه السباريت:السبروت:الأرض القفر:
من الإيمان ويُوشك أنَّ يكون هُبوطنا منه إلى صحصح :ما استوى من الأرض:
من غير بُعد من الدهر ولا تطاول من الزمان
ويأتيك نبأ مِنَّا بما يتجدد لنا من حال
فتعرف بذلك ما نعتمده من الزلفة إلينا بالأعمال
والله موفقك لذلك برحمته
فلتكن حرَسكَ اللهُ بعينه التي لا تنام أن تقابل لذلك فتنة ففيه تبسل نفوس قومٍ حرثتْ باطلاً
لإسترهاب المُبطلين يبتهج لدمارها المؤمنون ويحزن لذلك المجرمون
وآية حركتنا من هذه اللُوثة :الشر: حادثة بالحرم المُعظّم من رجس منافق مُذمَم مُستحل للدم المُحرَّم يعمد بكيده أهل الإيمان
ولا يبلغ بذلك غرضه من الظلم لهم والعدوان
لأننا من وراء حفظهم بالدعاء الذي لا يحجب عن مَلِك الأرض والسماء
فليطمئن بذلك من أوليائنا القلوب وليثقوا بالكفاية منه وإن راعتهم به الخطوب والعاقبة بجميل صنع الله سبحانه تكون حميدة لهم ما اجتنبوا المنهي عنه من الذنوب
ونحن نعهد إليك أيها الولي المخلص المجاهد فينا الظالمين أيَّدك الله بنصره الذي أيد به السلف من أوليائنا الصالحين
إنه من اتقى ربه من إخوانك في الدين وأخرج مما عليه إلى مستحقه
كان آمنا من الفتنة المُبطلة ومحنتها المُظلمة المُضِلة ومَن بخل منهم بما أعاده الله من نعمته على من أمره بصلته
فإنّه يكون خاسرا بذلك لأولاه وآخرته
ولو أن أشياعنا وفّقهم الله لطاعته على إجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم
لما تأخرَ عنهم اليُمن بلقائنا ولتعجلتْ لهم السعادة بمشاهدتنا على حق المعرفة وصدقها منهم بنا
فما يحبُسنا عنهم إلاّ ما يتصل بنا مما نكرهه
ولا نؤثره منهم
والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلواته
على سيدنا البشير النذير محمد وآله الطاهرين وسلّم ::
------------- انتهى -----------------
واقول : محل الشاهد الذي اريده من هذه الرسالة المقدسة والمهمة ما لونته بالاحمر .
وهنا فيه امر لعله اذا التفتنا اليه فهو مهم جدا في حيثيته وغيبي او باطني في اثره
وهذا ما يتعلق بالخصوص حول قول الامام ع حول " وأخرج مما عليه إلى مستحقه " وهنا يتحدث الامام كما يظهر عن الحق الشرعي في اموال المؤمنين وهو الخمس .
ولكن يتبين من تنبيه الامام عليه السلام ان ما يترتب من اثر تكويني على من يمتنع عن دفعه هو بالاضافة الى ما وصل الينا من اثار معروفة - فان الامام ع يكشف جانب مهم اخر له ولعله يتعلق ويتاثر به المؤمنين في زمن الغيبة الكبرى بشكل مهم وبالغ خاصة وان امامهم غائب عنهم وهم في امتحان الغيبة الكبرى - هذا الاثر لعله لا يمكن تفسيره بالمنطق العقلي والسببي الظاهري بل هو من الاسباب التكوينية والباطنية لحقائق الاعمال والتي لا يطلع عليها ويعلمها الا من له اتصال بسسب مع السماء كما الحال في مقام المعصوم . وإلا ما العلاقة بين دفع الخمس والامان من الفتنة المُبطلة ومحنتها المُظلمة المُضِلة. فتامل هذا طويلا وانتبه اليه كثيرا !!!
ثم يكمل الامام ما يترتب على من بخل ولم يدفع ما عليه من الحق الشرعي : فإنّه يكون خاسرا بذلك لأولاه وآخرته . وهذا سوء خاتمة كبيرة جدا يناسب عظيم كبائر الاثم ولو لم يلتفت اليه الناس !!!
لذالك احد اسباب التوفيقات الالهية للنجاة من الفتن الكبرى في اخر الزمان على الاخص هي دفع الخمس والمستحقات الشرعية الاخرى - ونحن نعلم ان هذا المال الذي في ايدينا له مدخلية مباشرة وغير مباشرة متصلة بحيثيات حياتنا بشكل كبير
فكل ما نلبس وناكل ونستعمل من اشياء هي مما نحصل عليه بالمال ويترتب عليه ان هذا المال اذا كان حلالا فله اثر واذا كان في حرام بشكل ما فله اثر ايضا - وهذا الاثر يظهر بصور مختلفة ويؤثر بصور مختلفة ومنها ما وصل الينا من طريق الرسل والمعصومين عليهم السلام . وباختصار هذا الدين منظومة متكاملة مترابطة تعمل بشكل تام ودقيق واي خلل ما في احد جوانبها او اكثر يؤثر على عملها سلبا . ولذالك احتاج الناس الى الرسل لقيادتهم والاخذ بهم الى الصراط المستقيم صراط الذين انعم الله عليهم من الانبياء والمرسلين . والله اعلم
هذا ما اريد ايصاله من هذه الرسالة المهمة مع العلم ان فيها مضامين كثيرة مهمة .
والسلام عليكم