العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتدى القرآن الكريم

منتدى القرآن الكريم المنتدى مخصص للقرآن الكريم وعلومه الشريفة وتفاسيره المنيرة

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية الحوزويه الصغيره
الحوزويه الصغيره
عضو فضي
رقم العضوية : 34252
الإنتساب : Apr 2009
المشاركات : 1,863
بمعدل : 0.34 يوميا

الحوزويه الصغيره غير متصل

 عرض البوم صور الحوزويه الصغيره

  مشاركة رقم : 25  
كاتب الموضوع : الحوزويه الصغيره المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي
قديم بتاريخ : 19-08-2012 الساعة : 04:35 AM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إجابة السؤال الرابع عشر :


قال تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم

( وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ* فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِين ) سورة البقرة : 35 ، 36


س / قد يتبادر إلى الذهن سؤال عند قراءة هذه الآية وهو: كيف عَصَى آَدَمُ رَبَّهُ ،وهو نبيٌّ معصوم، وله مكانة سامية ورفيعة في القرآن الكريم، إذ جعله الله تعالى خليفة في الأرض،وعلمه الأسماء كلّها فصار معلماً للملائكة، وهو الذي سجدت له الملائكة ،فما هو تفسير عصيانه ؟


الجواب :


قال صاحب الميزان ..
بقي هنا شيء وهو القول في خطيئة آدم فنقول ظاهر الآيات في بادىء النظر وإن كان تحقق المعصية والخطيئة منه عليه السلام كما قال تعالى : (فتكونا من الظالمين) , وقال تعالى : (وعصى آدم ربه فغوى) الآية , وكما اعترف به فيما حكاه الله عنهما : (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) الآية .
لكن التدبر في آيات القصة والدقة في النهي الوارد عن أكل الشجرة يوجب القطع بأن النهي المذكور لم يكن نهياً مولويا وإنما هو نهي إرشادي يراد به الإرشاد والهداية إلى مافي مورد التكليف من الصلاح والخير لا البعث والإرادة المولوية .
ويدل على ذلك أولاً: أنه تعالى فرع على النهي في هذه السورة وفي سورة الأعراف أنه ظلم حيث قال : (لاتقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين) ثم بدله في سورة طه من قوله : ( فتشقى مفرعاً إياه على ترك الجنة . ومعنى الشقاء التعب ثم ذكر بعده كالتفسير له : ( إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى * وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى) الآيات .
فأوضح أن المراد بالشقاء هو التعب الدنيوي , الذي تستتبعه هذه الحياة الأرضية من جوع وعطش وعراء وغير ذلك .
فالتوقي من هذه الأمور هو الموجب للنهي الكذائي لا جهة أخرى مولوية فالنهي إرشادي , ومخالفة النهي الإرشادي لا توجب معصية مولوية , وتعدياً عن طور العبودية وعلى هذا فالمراد بالظلم أيضاً في ما ورد من الآيات ظلمهما على أنفسهما في القائها في التعب والتهلكة دون الظلم المذموم في باب الربوبية والعبودية وهو ظاهر.
وثانياً: أن التوبة , وهي الرجوع من العبد إذا استتبع القبول من جانب المولى أوجب كون الذنب كلا ذنب , والمعصية كأنها لم تصدر , فيعامل مع العاصي التائب معاملة المطيع المنقاد , وفي مورد فعله معاملة الامتثال والانقياد .
ولو كان النهي عن أكل الشجرة مولوياً وكانت التوبة توبة عن ذنب عبودي ورجوعاً عن مخالفة نهي مولوي كان اللازم رجوعهما إلى الجنة مع انهما لم يرجعا .
ومن هنا يعلم أن استتباع الأكل المنهي للخروج من الجنة كان استتباعاً ضرورياً تكوينياً , نظير استتباع السم للقتل والنار للإحراق , كما في موارد التكليف الإرشادية لا استتباعاً من قبيل المجازاة المولوية في التكاليف المولوية , كدخول النار لتارك الصلاة , واستحقاق الذم واستيجاب البعد في المخالفات العمومية الاجتماعية المولوية .

وثالثاً : أن قوله تعالى : (قلنا اهبطوا منها جميعاً فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون * والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) .
وهو كلمة جامعة لجميع التشريعات التفصيلية التي أنزلها الله تعالى في هذه الدنيا من طرق ملائكته وكتبه ورسله , يحكي عن أول تشريع شرع للإنسان في هذه الدنيا التي هي دنيا آدم وذريته , وقد وقع على ما يحكي الله تعالى بعد الأمر الثاني بالهبوط , ومن الواضح أن الأمر بالهبوط أمر تكويني متأخر عن الكون في الجنة واقتراف الخطيئة , فلم يكن حين مخالفة النهي واقتراب الشجرة لا دين مشروع ولا تكليف مولوي فلم يتحقق عند ذلك ذنب عبودي , ولا معصية مولوية .
ولا ينافي ذلك كون خطاب اسجدوا للملائكة ولإبليس وهو قبل خطاب لا تقربا , خطاباً مولوياً لأن المكلف غير المكلف .
فإن قلت : إذا كان النهي إرشادياً لا نهياً مولوياً فما معنى عده تعالى فعلهما ظلماً وعصياناً وغواية ؟ .
قلت : أما الظلم فقد مر أن المراد ظلمهما لأنفسهما في جنب الله تعالى , وأما العصيان فهو لغة عدم الانفعال أو الانفعال بصعوبة كما يقال : كسوته فانكسر وكسرته فعصى , والعصيان هو عدم الانفعال عن الأمر أو النهي كما يتحقق في مورد التكاليف المولوية كذلك يتحقق في مورد الخطابات الإرشادية .
وأما تعين معنى المعصية في هذه الأزمنة عندنا جماعة المسلمين في مخالفة مثل صل , أو صم , أو حج , أو لاتشرب الخمر , أو لا تزن ونحو ذلك فهو تعين بنحو الحقيقة الشرعية أو المتشرعة لا يضر بعموم المعنى بحسب اللغة والعرف العام هذا .
وأما الغواية فهو عدم اقتدار الإنسان مثلاً على حفظ المقصد وتدبير نفسه في معيشته يناسب المقصد ويلائمه .
وواضح أنه يختلف باختلاف الموارد من إرشاد ومولوية .
فإن قلت : فما معنى التوبة حينئذ وقولهما : (وإن تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) ؟ .
قلت : التوبة كما مر هي الرجوع , والرجوع يختلف بحسب اختلاف موارده .
فكما يجوز للعبد المتمرد عن أمر سيده وإرادته أن يتوب إليه , فيرد إليه الزائل من القرب عنده كذلك يجوز للمريض الذي نهاه الطبيب نهياً إرشاديا عن أكل شيء معين من الفواكه والمأكولات , وإنما كان ذلك منه مراعاة لجانب سلامته وعافيته فلم ينته المريض عن نهيه فاقترفه فتضرر فأشرف على الهلاك .
يجوز أن يتوب إلى الطبيب ليشير إليه بدواء يعيده إلى سابق حاله وعافيته , فيذكر له أن ذلك محتاج إلى تحمل التعب والمشقة والعناء والرياضة خلال مدة حتى يعود إلى سلامة المزاج الأولية بل أشرف منها وأحسن , هذا .
وأما المغفرة والرحمة والخسران فالكلام فيها نظير الكلام في نظائرها في اختلافها بحسب مواردها .
وفي أمالي الصدوق عن أبي الصلت الهروي , قال : لما جمع المأمون لعلي بن موسى الرضا عليه السلام أهل المقالات من أهل الأسلام والديانات من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين وسائر أهل المقالات فلم يقم أحد حتى ألزم حجته كأنه ألقم حجراً فقام إليه علي بن محمد بن الجهم فقال له : يابن رسول الله أتقول بعصمة الأنبياء ؟ قال : بلى , قال : فما تعمل بقول الله عز وجل : (وعصى آدم ربه فغوى) إلى أن قال : فقال مولانا الرضا عليه السلام : ويحك يا علي اتق الله ولا تنسب إلى أنبياء الله الفواحش ولا تتأول كتاب الله عز وجل برأيك فإن الله عز وجل يقول : ( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ). أما قوله عز وجل في آدم : ( وعصى آدم ربه فغوى ) فإن الله عز وجل خلق آدم حجة في أرضه وخليفة في بلاده لم يخلقه للجنة , وكانت النعصية من آدم في الجنة لا في الأرض لتتم مقادير أمر الله عز وجل , فلما أهبط إلى الأرض وجعل حجة وخليفة عصم بقوله عز و جل : ( إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ) الحديث .
أقول قوله : وكانت المعصية في الجنة إلخ , إشارة إلى ماقدمناه ان التكليف الديني المولوي لم يكن مجعولاً في الجنة بعد , وإنما موطنه الحياة الأرضية المقدرة لآدم عليه السلام بعد الهبوط إلى الأرض , فالمعصية إنما كانت معصية لأمر إرشادي غير مولوي فلا وجه لتعسف التأويل في الحديث على ما ارتكبه بعض .
وفي تفسير القمي عن الصادق عليه السلام قال : إن موسى سأل ربه أن يجمع بينه وبين آدم , فجمع فقال له موسى : يا أبت ألم يخلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك الملائكة وأمرك أن لاتأكل من الشجرة ؟ فلم عصيته ؟ قال : يا موسى بكم وجدت خطيئتي قبل خلقي في التوراة ؟ قال : بثلاثين ألف سنة , قال : فقال : هو ذلك , قال الصادق عليه السلام فحجج آدم موسى .
أقول : وروى ما يقرب من هذا المعنى العلامة السيوطي في الدر المنثور بعدة طرق عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي العلل : عن الباقر عليه السلام : والله لقد خلق الله آدم للدنيا , وأسكنه الجنة ليعصيه فيرده إلى ما خلق له . تفسير الميزان ج1


من مواضيع : الحوزويه الصغيره 0 التمسكم الدعاء ..
0 في مسألة الخاتمة ..
0 مشكلة عند فرمتة الجهاز
0 هلال الشهر بين الفتوى و الإخبار
0 حرمة التظليل - للـــــنقاش
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 08:54 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية