(( مذبحة الأقلام الفضية )) ... مجموعة من القصص القصيرة بقلمي
بتاريخ : 20-07-2012 الساعة : 05:39 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد
كل عام وانتم بخير ورمضان كريم على الجميع
أحببت أن أنقل إليكم تجربتي المتواضعة في القصة القصيرة
بمجموعة قصصية كنت قد كتبتها قبلا ًسأعرضها في منتدى القصة القصيرة
والذي أمتعتني قصصه القصيرة
(( مذبحة الأقلام الفضية ))*** مجموعة من القصص القصيرة
هكذا يموت الانسان (1)
عمد ألى صحراء الكلمات فاختار منها كلمة واحدة تشابك بها حرفين لاغير؛ وظل عاكفا ًعلى كلمـــته
المنتخبة وهو مكبل بقيود الحيرة والألم ، ممسكا ًبريشة الصمت وتحت لهيب شمس الوحدة وحر أنفاس
الأنانية وقرع أجراس الفراغ؛ بدأ بترطيب حرفي كلمته وسقيهما بغزير الدمــع ، وأي دمع كـــان عـتــيا ً
ينساب برواء ٍوديمومة وانصباب ،وبتتابع مواظب ...تكاد تسمع منه لحنا ًخفيضا ًمتسلسلا ًوباعثا ًللتأمل.
أخضرت بقعته التي اختارها وبانت فيها نبتة جديدة ،تميزت عما حواليها ،فخيل له أنها تبتسم له فأغدق
عليها بعطايا الفرح والإنتشاء .
بدأ الزمان يمر عليه ؛ إن طال لايضجر ؛ وإن قصر لايأسف ، فقد حلت له السقيا وحلّت له اللغزالذي لم
يتصور له حلا ًفيمامضى من عمره ، علت نبتتته فأطلق عليها اسما ًآمن أنه الأمثل (( حب )) هــــكذا رأى
وكذلك قرر.
استظل بظل نبتته مخلفا ًللعناء انحناءة ظهر وصفنة فكر ، وهاهو يرى لها أوراقا ًكثيرة خضراء للأمل
والحياة والسرور والتطلع ، يرى بالقرب منها وبالتواصل معها ثمارا ًمن ثمار الطموح والمستقبل .
استمر... واستمر... استمر وكانت عيناه لاترى إلا جهة واحدة ماغيرها.
وذا يوم وتحت صباح ٍ ما إتجه إلى هناك يتابع ما بدأه ؛ ويلهبات القدر... لقد وجد نبتته مقـــــــتلعة من
مكانها ؛ ووجد أيضا حفرة بقدر جسم أنسان ... نهشت يد مجهولة تراب تلك الحفرة ؛ فاقتلعت نبتته.
فكان أن أدخل نفسه في تلك الحفرة وهو واجم حزين تتصارع عنده الأفكار وتذبح الرؤى ، ولم يستطع
وقتها أن يناضل بالدموع ، بدأت الريح تسف عليه من ترابها وتذري عليه برغامها وتدفع الغبار صــــوب
حفرته حتى استوت الصحراء.
بعد ذلك ترجمت الطبيعة الغاربة ماعكسته أرض اليباب ، وتحت لمع ضـــــياء المساء ؛ كلمات نـُقشت
فوق حفرة بشرية : (( هكذا يموت الأنسان )).