[رفعت حبيب الزبيدي]

لبس الجمال بسحرهِ جلبابا --------- من ذا الذي حاك الجمال ثيابا
أعطى بمنظره البهي تألقاً -------- للناضراتِ فذبن فيهِ عجابا
من للمحبِ أذا تأجج شوقهُ -------- والبعد كأساً لايطاق شرابا
لكن بماخطت لنا أقدارنا ----------- حجب الظلام فترجم ألاسبابا
وتمخضت أيامنا في غيها -------بأس المخاض ليولدوا ألارهابا
زعموا الجهاد فقتلوا أبنائنا--------بشرٌ ولكن في الصميمِ ذئابا
وعدوهم الفردوس عند قتالنا ----- وجنائناً وكواعباً أترابا
تبكي هيام فأهلها قد هجروا------وتيتمت سلوى لتصرخ آبا
وهناك شيخٌ ناعياً أبنائه ----------وهنا نساءً قد هُتكن حجابا
وتوهموا في سفكهم لدمائنا-----أن يغنموا بحراً فصار سرابا
زرعو الدمار بأرضنا كي يحصدوا ------كرهاً فصير شعبنا أحبابا
طعنو العراق ببغيهم حقداً لكي------ تهوى الرؤوس ويرفعو ألاذنابا
قتلو العراق وقبله قتلو الذي-------- منح الرسالة عزةً ومهابا
سبط الرسول ونجل حمال اللوا------أسد الحجاز مفرق ألأحزابا
هجرت حمائمك الجميلة موطني---- وأستبدلوها الحاقدون غرابا
كثُرت مطامعهم وخيرك زاخراً-------بحراً فكان عطائه منسابا
ماكنت أرغب أن أفارق عالمي------ يوماً وأن كان الرحيل صوابا
كيف البقاء بمعزلٍ عن عالمٍ------- رحبٌ وسجني أطبق ألابوابا
بأس البلاد أذا توقد جهلها------- وأذا العقول بها عزمن ذهابا
ضرٌ أصابك موطني واحسرتاه ----أن شئت تفديك الرجال رقابا
جهلٌ ومحتلٌ وصولة غادرٍ --------رامو جواباً حيث صرت جوابا
صبراً فحلم الله ليس بنافذٍ-----حتى أذا مطر السحاب صعابا