الأصباغ وفروة الرأس
كثيراَ ما نسمع أن لأصباغ الشعر بعض الأضرار على فروة الرأس أو جلد الرأس فهل هذه حقائق مؤكدة هذا ما سنتعرف عليه من خلال الدكتور علي المفضي، استشاري الأمراض الجلدية ورئيس قسم الجلدية بمستشفى الملك فهد للحرس الوطني والذي أجرينا معه الحوار التالي:
ما مدى أضرار الصبغة على كل من: البشرة, على الشعر من حيث الخشونة أو سقوطه أو تلفه, الجنين, والحامل و المرضع؟
- أولاً بالنسبة للبشرة: ليس للصبغة أي أضرار على البشرة إلا إذا كان لدى الشخص حساسية لإحدى مكونات الصبغة ففي هذه الحالة تسبب التهابات للجلد المجاور للشعر المصبوغ قد يترك أثراً داكناً إذا كان الالتهاب شديداً.
ثانياً: بالنسبة لتأثير الصبغة على الشعر من حيث الخشونة أو سقوطه أو تلفه: تختلف صبغات الدائمة قد تضعف لحاء الشعرة مما يؤدي الى تقصف الشعر و فقده نضارته الطبيعية و لمعانة خاصة إذا استخدمت الصبغة الدائمة التكرار يقل عن أربعة أسابيع و إذا صبغ الشعر يلون بعيد جداً عن لون الشعر الأصلي مما يتطلب تعريض الشعر لمراحل طويلة من عملية الصبغ.
ثالثاً: تأثير الصبغة على الجنين والحامل والمرضع : بصفة عامة ينصح بعدم استعمال الصبغة أثناء الحمل بسبب احتمال الحساسية للصبغة والتي قد تكون شديدة وتحتاج للعلاج بأدوية قد يكون لها تأثير سلبي على الحمل والجنين.
هل تسبب الصبغات ظهور الشيب؟ - لا ولكن بعض الصبغات تحتاج لاستعمال مواد مبيضة لإزالة لون الشعر قبل صبغه و لكن الشعرة تستمر في إنتاج اللون في حالة تركها تطول.
هل تعدد أنواع الصبغات في الشعر يؤدي إلى أضرار صحية أو أضرار على الشعر نفسه؟
- لا ليس لذلك أي أضرار صحية و لكن الاستعمال المتكرر للصبغة الدائمة بحدة تقل عن أربعة أسابيع أو تغيير لون الشعر إلى لون بعيد جداً عن اللون الأصلي للشعر يؤدي الى تلف لحاء الشعرة, و ضعف مقاومتها للعوامل الخارجية, أيضا يحذر من استخدام الصبغات الدائمة مباشرة بعد الصبغات التدريجية التي هي من مركبات الرصاص و الفضة لأن ذلك يؤدي الى تلف شديد للشعرة.
هل هناك نوع من الصبغات المعينة أو الطبية التي لا يترتب على استخدامها ضرر؟ - صبغات الشعر المصنعة من قبل شركات عالمية متخصصة، ومرخصة من الهيئات المتخصصة هي من المواد الآمنة على الصحة إذا لم تكن هناك حساسية لإحدى مكونات هذه الصبغات، كذلك مواد الصبغ الطبيعية مثل الحنة ومركباتها فهي من أسلم أنواع الصبغات فهي لا تسبب حساسية ولكنها تعطي لوناً غير ثابت ولا تتوفر إلا بألوان محدودة.
ما هو العلاج الأمثل لمن أصيب بحساسية بسبب استعمال هذه الصبغات؟
- أولاً العلاج إذا حدثت الحساسية أثناء عملية الصبغ فيجب إزالة المواد العالقة باستعمال محاليل خاصة مع العلم أنه لا يحتاج إلى قص الشعر لأن المادة المسببة للحساسية تصبح خاملة بعد أن يجف الشعر وينشف و علاج الحساسية نفسها يعتمد على نوع وشدة الأعراض إذا كانت الأعراض بسيطة يكتفي بالعلاج الموضعي أما إذا كانت الأعراض شديدة ففي هذه الحالة يحتاج المريض إلى بعض الأدوية عن طريق الفم لعدة أسابيع.
و بعد علاج أعراض الحساسية يجب تحديد نوع المادة المسببة للحساسية عن طريق عمل اختبار الحساسية لدى طبيب الأمراض الجلدية ومن ثم الامتناع عن الصبغات التي تحتوي على هذه المادة و كذلك الامتناع عن المواد الأخرى التي قد تشارك هذه المادة في تركيبها الكيميائي مثل بعض الأدوية وغيرها.
ما هي مكونات الصبغة الضارة؟
أغلب حالات الحساسية من الصبغات تكون بسبب مادة البارافينيل دايمين وهي المادة الرئيسية المستخدمة في تركيبها الكيميائي لبعض المواد الأخرى ببعض الأدوية مما يؤدي إلى حساسية في حالة التعرض أو استعمال هذه الأدوية . وهناك مادة أخرى هي مادة أمونيوم بيرسلفيت وهي مادة تستخدم كمنشط للمادة المبيضة، والحساسية من هذه المادة قد تؤدي إلى حساسية تصنف من النوع الأول لأنواع الحساسية الأربع تظهر بشكل تورم للوجه وحول العينين كذلك قد تسبب دوخة وفقدان للوعي إذا كانت شديدة كذلك قد تثير نوبة ربو حادة عند مرضى الربو، إذا كانت الأعراض شديدة جداً فقد يحتاج المريض للعلاج داخل المستشفى .
هل هناك نوع من الصبغات التي تحذرون منها ولها أضرار كبيرة بخلاف الصبغات الأخرى؟ - نحذر من الصبغات غير الموضحة مكوناتها غير المرخصة من قبل الهيئات المتخصصة كذلك يجب عمل اختبار للحساسية قبل أي استعمال للصبغات الثابتة والشبه ثابتة .
ما الأشياء التي تساعد على حفظ الشعر من التساقط وتحافظ على لمعانه؟ - تفادي الاستعمال الخاطئ لمواد ووسائل تجميل الشعر من صبغات وغيره والتغذية السليمة المتوازنة الغنية بالفيتامينات
د. علي المفضي
الدكتور علي المفضي ، استشاري الأمراض الجلدية و رئيس قسم الجلدية بمستشفى الملك فهد للحرس الوطني بالرياض ، حائز على البورد الكندي في الأمراض الجلدية و تخصص دقيق في علم أنسجة الجلد المرضية ، و عضو في عدد من الجمعيات المحلية والعربية والعالمية التي تهتم بالأمراض الجلدية