بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صَلِّ على محمد وآل محمد
( وَعَـرَجْــتَ بِــهِ إِلَى سَـمائِكَ )
هذا مقطع من دعاء الندبة يتحدث عن عروج رسول الله صلى الله عليه وآله الى السماء فقال تعالى {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[الاسراء: 1] ..
قصة الاسراء والمعراج تناولتها الاقلام وتناولها الخطباء الكرام والشعراء الأفاضل ، وقد وصل سيد المرسلين صلى الله عليه وآله الى درجة لم يصلها أحداً قبله ولا يصلها أحداً بعده وحتى الملائكة المقربين ، فجاء ذكر هذه المنزله الرفيعة في القرآن الكريم قال تعالى: { وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى(7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى(8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى(9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى(10)}[النجم] .
هذا الوصف لا ينطبق على عروج الروح وإنما ينطبق على عروج الروح والجسد معاً ، لانها حالة اعجاز تضاف الى المجموعة الهائلة للمعجزات او الكرامات التي صدرت منه صلى الله عليه وآله .
بينما لو كان العروج بالروح لكان اقرب الى الرؤيا وبهذه الحالة ترفع من قائمة الإعجاز ، وطبيعة البشر انهم متساوين بالاحلام او الرؤيا اثناء النوم ، فتصبح هذه الرؤيا ليس لها وزن ، ولا ضرورة ان يذكرها الله سبحانه في كتابه العزيز ..
فـ على القرّاء الأفاضل ان ينتبهوا و يراعوا هذا الجانب من دعاء الندبه وان يقرأ هذا المقطع ( وَعَـرَجْــتَ بِــهِ إِلَى سَـمائِكَ ) ، هنا تصبح معجزة وتستحق ان يذكرها الله تعالى في كتابه المجيد ..
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد سيد بريته و الأصفياء من عترته .