د. السني الحسيني نال معاوية من الإمام الحسن ولم يلتزم ببنود الصلح ولعنه الإمام الحسن في خطبته
بتاريخ : 23-12-2023 الساعة : 03:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
الدكتور السني عبدالحليم الحسيني يذكر غدر معاوية بالإمام الحسن عليه السلام ونيله منه وعدم إلتزامه ببنود الصلح وخطبة الإمام الحسن عليه السلام في الكوفه وإفتخاره بنسبه الشريف ودناءة نسب معاوية وفي النهاية قوله عليه السلام : "فلعن الله أخملنا ذكرا ، والأمنا حسبا ، وشرنا قديما وحديثا ، وأقدمنا كفرا ونفاقا"
أنقل التالي:
الكوفة مكان إجتماع الإمام الحسن ومعاوية ▪︎
بقلم الدكتور الشريف عبد الحليم العزمى الحسينى ▪︎
جاء في موسوعة المصطفي والعترة ، وموسوعة أعلام الهداية ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد والحسن بن علي لتوفيق أبو علم : بعد توقيع الصلح بين الإمام الحسن عليه السلام ومعاوية اتفقا على مكان يلتقيان به ، ليكون هذا اللقاء تطبيقا عمليا للصلح ، وليعترف كل منهما على سمع من الناس بما أعطى صاحبه من نفسه ، وبما يلتزم له من الوفاء بعهوده ، فاختارا الكوفة ، فقصدا إليها ، وكان أكثر الحاضرين جند الفريقين ، تركوا معسكريهما ، وحفوا لليوم التاريخي الذي كتب على طالع الكوفة أن تشهده راغمة أو راغبة ..
ونودي في الناس إلى المسجد الجامع ، ليستمعوا هناك إلى الخطيبين الموقعين على معاهدة الصلح ، وكان لابد لمعاوية أن يسبق إلى المنبر ، فسبق إليه وجلس عليه ، وخطب في الناس خطبة طويلة لم ترو المصادر منها إلا فقراتها البارزة فقط ..
-- منها : أما بعد ،، ذلكم فإنه لم تختلف أمة بعد نبيها إلا غلب باطلها حقها !! ، قال الراوي : وانتبه معاوية لما وقع منه فقال : إلا ما كان من هذه الأمة فإن حقها غلب باطلها ..
-- ومنها : يا أهل الكوفة !! أترونني قاتلتكم على الصلاة والزكاة والحج ، وقد علمت أنكم تصلون وتزكون وتحجون .؟ ولكني قاتلتكم لأتأمر عليكم وألى رقابكم ، وقد أتاني الله ذلك وأنتم كارهون !! ألا إن كل دم أصيب في هذه الفتنة مطلول { مهدور } وكل شرط شرطته فتحت قدمي هاتين !!
وروى أبو الفرج الأصفهاني عن حبيب بن أبي ثابت مسندا :
أنه ذكر في هذه الخطبة عليا ،فنال منه ، ثم نال من الحسن .
ثم طلب معاوية من الإمام الحسن أن يعتلي المنبر ليبين للناس تسليمه الأمر ▪︎
- خطبة الإمام الحسن عليه السلام
في الكوفة بعد الصلح مع معاوية ▪︎
أقبل الإمام الحسن بخطى ثابتة ورباطة جأش { ارتفاع عن حزن أو فزع } ، وصعد المنبر ، والناس كلهم أذن صاغية ، وهم ما بين راغب وراغم ، فحمد الله وأثنى عليه ، وصلى على جده المصطفى ، فخطب في هذا الموقف الدقيق خطبته البليغة التي وصف فيها الوضع القائم بأروع خطبة ذكرها التاربخ ، وعظ ونصح ودعا المسلمين إلى المحبة والتسامح ، دون أن ينال معاوية بسب أوشتم ، ولكن بأسلوب هادئ رصين كحميم النار ، كان على معاوية أوجع من الشتائم والسباب ، قال :
الحمد لله كلما حمده حامد ، وأشهد أن لا إله إلا الله كلما شهد له شاهد ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ، وائتمنه على الوحي ، ﷺ ..أما بعد :
فوالله إني لأرجو أن أكون قد أصبحت بحمد الله ومنه ، وأنا أنصح خلق الله بخلقه ، وما أصبحت محتملا على مسلم ضغينة ، ولا مريدا له سوءا ، ولا غائلة ، ألا وإن ما تكرهون في الجماعة ، خير ما تحبون في الفرقة ، ألا وأني ناظر لكم خيرا من نظركم لأنفسكم ، فلا تخالفوني أمري ، ولا تردوا علي رأيي غفر الله لي ولكم ، وأرشدني وإياكم لما فيه المحبة والرضا ..
وواصل حديثه قائلا :
قد علمتم أن الله هداكم بجدي محمدﷺ ، فأنقذكم من الضلالة ورفعكم به من الجهالة ، وأعزكم به بعد الذلة ، وكثركم به بعد القلة ، إن معاوية نازعني حقا هو لي دونه فنظرت إصلاح الأمة وقطع الفتنة وقد كنتم بايعتموني على أن تسالموا من سالمت ، وتحاربوا من حاربت ، فرأيت أن أسالم معاوية وأضع الحرب بيني وبينه ، وقد رأيت أن حقن الدماء خير من سفكها ، ولم أرد بذلك إلا صلاحكم وبقاءكم ..
أيها الناس ، إن الله هداكم بأولنا ، وحقن دماءكم بآخرنا ، وإن لهذا الأمر مدة ، والدنيا دول ، قال الله عزوجل لنبيه محمدﷺ : { وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون * إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون * وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين } ..
ثم قال : إن معاوية زعم لكم أني رأيته للخلافة أهلا ، ولم أر نفسي أهلا ، نحن أولى الناس بالناس في كتاب الله عزوجل وعلى لسان نبيه ...فوالذي بعث محمدا بالحق ، لا ينتقص من حقنا -- أهل البيت -- أحد إلا نقصه الله من عمله ولا تكون علينا دولة إلا وتكون لنا العاقبة ولتعلمن نبأه بعد حين ..
ثم التفت عليه السلام إلى معاوية ، ليرد عليه نيله من أبيه ، فقال :
أيها الذاكر عليا !! أنا الحسن وأبي علي ، وأنت معاوية وأبو صخر ، وأمي فاطمة وأمك هند ، وجدي رسول الله وجدك عتبة بن ربيعة ، وجدتي خديجة وجدتك فتيلة : فلعن الله أخملنا ذكرا ، والأمنا حسبا ، وشرنا قديما وحديثا ، وأقدمنا كفرا ونفاقا ..
قال الراوي : فقال طوائف من أهل المسجد : آمين ، فسجلت هذه الخطبة بهتاف الأجيال : آمين ، على طول التاريخ." انتهى النقل