|
بــاحــث مهدوي
|
رقم العضوية : 65883
|
الإنتساب : May 2011
|
المشاركات : 1,191
|
بمعدل : 0.24 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى القرآن الكريم
وزانُ ومنهجُ التغيير الثقافي قُرآنيّا
بتاريخ : 27-07-2013 الساعة : 08:04 PM
وزانُ ومنهجُ التغيير الثقافي قُرآنيّا
==================
مُسْتَطَرٌ الثقافةِ في القرآن : السطرُ الخامس
======== ==============
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
إنَّ التغيير الثقافي في كافة أنماطه الفكرية والسلوكية والمجتمعية وغيرها
يرتبط إرتباطاً أولياً وبُنيوياً بإرادة الإنسان نفسه .
ومالم يتحرك الإنسان وبإرادة ورغبة لتبديل أحواله الحياتية
إلى الذي هو خير وأصلح وأنفع وأحسن له
فلا يمكن إحداث أي تغيير نوعي في أنماط الثقافة الإنسانية وأنساقها المتعددة .
فالتغيير الثقافي هو مفهوم نسبي وإرادي قد تعلّقَ واقعاً بإرادة الإنسان جزماً .
حتى أنَّ القرآن الكريم قد نسبَ الحَراك في طلب التغيير الثقافي إلى الإنسان أولاً وبالذات
قال اللهُ تعالى
{ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمٍ }الرعد11
{ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }الأنفال53
وهنا يطرح القرآن الكريم مفهوماً جديداً في حَراك التغيير الثقافي في الآفاق النفسية و المجتمعية
وهو التغيير النفسي :
والذي يعني أن يتناول التغيير الثقافي أحوال النفس وشؤوناتها وسلوكها بل وحتى قصوداتها
(النيات المُضمرة) ليأخذها ويبدلها إلى أحوال أحسن وهي خيرٌ لها
والقرآن الكريم نفسه قد رصد حراك الإنسان والمجتمع في تنميطاته الثقافية
والتي إرتبطتْ بأسها النفسي المتذبذب والذي لايقبل التغيير للذي هو أفضل وأصلح
قال تعالى
{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ }البقرة61
ومحل الشاهد من هذه الآية الشريفة
هو قوله تعالى
(( قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ))
وهذا النص القرآني الشريف يعطينا خياراً عقلانيا وحتى شرعيا
بضرورة إلتزام جانب الأصالة والخيرية في الأشياء
في قبالة دنو الأشياء المُعاصرة وهبوط قيمتها
ذلك كون القرآن الكريم حينما يعرض المصداق
فقطعاً سينكشف ما يُريدُ تأسيسه مفهوميا وكليّاً .
وهذا الإستظهار من هذا الباب .
وإذا أدركنا أنَّ التغيير الثقافي قد إرتبط في حَراكه المجتمعي بمفهوم التغيير النفسي
الذي يجب أن ينوجد عند الإنسان من أجل إحداث التغيير النوعي في نظام الإجتماعي الإنساني .
فيجب البحث عن منهج قويم يتمكن من إحداث التغيير النفسي في بنية الإنسان
وبالتالي يتمكن من التأثير والتغيير الثقافي نوعياً
وممكن تبويب منهج التغيير النفسي بنقاط رئيسة وفق رؤية قرآنية قويمة .
:1:
إنَّ القرآن الكريم نقدَ حراك الإنسان في أنماطه الخارجية سواء على مستوى العبادات أو المعاملات أوالعلاقات أو غيرها .
ولم يقرّ له بأنَّ حراكه الخارجي والظاهري هو المعيار الأول أو المُحرِّك الأساس في التغيير الثقافي نوعيا
بل نبهه على أنَّ المُحرِّك الأساس في التغيير الثقافي هو المُحرِّك الذاتي والنفسي
حتى أعطاه سمة البر والخيرية المُطلقة .
قال الله تعالى
{لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }البقرة177
فالخير المتوقع من التغيير الثقافي هو مرهونٌ بالتغيير النفسي فكريا وعقديا وقصديا .
لذا نلحظ أنَّ القرآن الكريم قد قدّمَ الأصول على الفروع كالإيمان بالله تعالى والإيمان بالمعاد والقرآن والأنبياء
ثم فرّعَ عنها حَراك الإنسان إجتماعيا كبذل المال ودعم المحرومين والمستحقين .
وهذا المنزع القرآني يجعلنا ندرك تماماً أنَّ حركيَّة المُتغيِّر النفسي تنتج قطعا تغييراً ثقافيا محسوسا
طبقاً لما أرشدتْ إليه هذه الآية القرآنية الشريفة .
وفي آيات أخرى أيضا قد ورد مثل هذا المعنى والمفهوم المُرتبط بجذرية التغيير النفسي وأهميته في إحداث التغيير النوعي
قال تعالى
{لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ }الحج37
وقوله تعالى في سورة الشمس
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا{7} فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا{8} قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا{9} وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا{10}
إذاً يتبيّن أنَّ محور التغيير النفسي هو الفاعل والمؤثِّر في إحداث التغيير الثقافي نوعيا
للتي هي أحسن وأقوم .
قال تعالى
{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9
:2:
إنَّ القرآن الكريم يُبيّن ثمةَ ترابط فعلي (عليَّة )
بين التغيير النفسي القائم على أساس البصيرة الذاتية السليمة .
وبين التغيير الثقافي الخارجي نوعيا
كما هو الحال في الدعوة إلى الله تعالى في الإيمان به وتوحيده وقبول دينه الحق الإسلام .
قال تعالى
{قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }يوسف108
وهنا تنبلج الرؤية القرآنية الرائعة والمؤسسة لضبط حراك التغيير النفسي
وجعله يتحركة على سكة الإستبصار الذاتي الواعي والمُنتج والذي يتوطّن في صقع النفس ووجودها .
ليكون هذا الإستبصار محل ثقة ووثوق في حراكه الذاتي الداعي إلى التغيير الثقافي نوعيا
والمُلفِت للنظر في هذه الآية الشريفة
هو توفرها على ضمانات قطعية للمتلقي تتعهد له بأنَّ منهجها الإستبصاري في التغيير الثقافي
هو كفيلٌ بتحقيق ما يريده جزماً .
إنظر التشريك في الحراك التغييري مطلقا
في قوله تعالى (( أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي ))
فما لم تنوجد البصيرة وهي الحجة الواضحة واليقين الثابت في نفس الإنسان على مستوى العقيدة والفكر وإنبعاث السلوك.
والذي يجب أن يقبل التغيير على أساس مصلحته وصلاحه وخيريته وإستبصاره.
لايمكن النهوض بواقع ماهو خارج عن ذاته .
و هذه البصيرة ليس هي مجرد إعتقاد وإدعاء
لا بل هي فعل من أفعال النفس يأخذ بعد الوعي والتعقل والفهم
وإستظهار حال الأشياء والوقوف على ظاهرها وخافيها والتفطن للمقدمات والمآلات .
ومعلوم أنَّ موضوع البصيرة ومادتها في منظومة الثقافة الإسلامية هو القرآن الكريم
لذا جاءت الدعوة الثقافية القرآنية إلى الإنسان لتدعوه بأن يستبصر في القرآن الكريم
ليهتدي في حراكه الثقافي إلى الصراط المستقيم
قال تعالى
{هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُونَ }الجاثية20
ومن ثمَّ بينَ القرآن الكريم للإنسان خياراته في القبول أو الرفض لثقافة الإستبصار وآثار ذلك عليه
قال تعالى
{قَدْ جَاءكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ }الأنعام104
:3:
يجب أن يحوط الإنسان المؤمن نفسه بسور منيع يقيني وثابت يقيه
من التعرض للصدمات الكوسمولوجية
(( الكوسمولوجية ) هو مصطلح اغريقي قديم يرمز إلى دراسة الكون على أساس مادي صرف بمعزل عن الرؤية الدينية )
والصدمة الآيديولوجية (الفكرية) والصدمة السيكولوجية(النفسية)
ذلك لأنَّ نظام العولمة المُعاصرة يعمل جاهداً على هدم البنى الفكرية الأصيلة للدين والثقافة.
من خلال خلق مُناخٍ حضاري وتقني وإجتماعي واسع يقوم على فلسفة حياتية تختلف تماماً مع
ما قام عليه الإسلام العزيز .
ليعطي هذا النظام في المحصلة نمطاً حياتيا جديدا غير معهودا من ذي قبل.
يُظهرُ فيه الإنسان كائنا ماديا وربما رقميا محضا
ليعزله في مصيره ومستقبله عن أصالته وبداياته الصحيحة دينيا وفطريا وثقافيا.
مما يُسهم في خلق حالة ضعف في نفس الإنسان المعاصر.
ربما يستسلم معها للحضارة والحداثة والعولمة ويترك دين الله إن لم يكن ينساه تماماً
كما يُلحظ في عصرنا هذا .
وممكن إستظهار هذا التحوط المُلزِم للإنسان المؤمن
في تعاطيه مع ما يتوقعه من الصدمات الكوسمولوجية الحضارية والثقافية
من قوله تعالى
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }التحريم6
وإنما يُلزم الإنسان بضرورة أن يتقِ النار المنُنتظرة مُستقبلا
فيما لو إنحرف عن صراط الحق ومالَ إلى صراط الباطل والهوى والضلالة .
بل أنَّ القرآن الكريم قد أرشد الإنسان المؤمن إلى ضرورة عدم الإنبهار والغرور بما يصنعه أعداء الدين والحق .
قال تعالى
{مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ }غافر4
{لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ }آل عمران196
ومعلوم أنَّ مفهوم التقلُّب هنا هو إرتسام لمُجمل الحراك والتطور والتبدل في الأحوال الحياتية عند خصم الإسلام
على مستوى الإقتصاد أو العمران أو القوة العسكرية أو الفكر أو الإجتماع.
كل ذلك التقلب الحضاري يجب أن لايضعف من إرادة الإنسان المؤمن في متغييره النفسي والثقافي .
:4:
إنَّ من الأمور المهمة في إحداث التغيير النفسي والتغيير الثقافي نوعيا
هو أن يحس ويشعر الإنسان بقدرته على التغيير
أو بقدرته على قبول التغيير من أصحابه المُرتقبين .
لما لثقافة الثقة بالنفس أو القناعة بالخيارات الصحيحة من أثر في ذلك
فضلاً عن الإحساس الأخلاقي بأنَّ الله تعالى
هو حاضرٌ وفاعلٌ في ميادين الحَراك النفسي والثقافي
قطعاً لما تفرضه حكمته تعالى ووعوده الحقة بالتغيير المُرتقب والمُنتّظر
على مستوى الذات أو المجتمع
سواء قام به الإنسان المُعاصر أو الإمام المهدي:عليه السلام: المُنتَّظر .
ففي القرآن الكريم ثمة ثقافات وقناعات بحتمية التغيير النفسي والآفاقي مُستقبلاً
مما تعطي الإنسان المؤمن زخماً وقدراً كبيراً من المعنويات والآمال بصدق وجزم وقوع التغيير مطلقا.
قال اللهُ تعالى مُفصحاً عن تلكم المعنويات والآمال المشروعة والحقة والقطعية في تحققها المرتقب.
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55
{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }التوبة33
{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً }الفتح28
{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }الصف9
وتكرار مثل هذه الآية الشريفة الأخير وفي سور ثلاث كافٍ في تقرير حقيقة الأمل والوعد والتغيير المُرتَقب قطعاً
لما للتكرير من تقرير .
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :
|
|
|
|
|