المجتبى سرُ الاله
*************
هيأتُ قافيتي وجئتكَ أنشدُ = بوحاً به ظل الضميرُ يرددُ
و انا لسانُ الشعر حين تنزلت = ابياتهُ أني السعيدُ الاسعدُ
هذي لعمرُك انها افراحُنا = حلّت على ميعادها تتأكدُ
في النصف من شهر العبادة فاطمٌ = جاءت بسبط محمدٍ فمحمدُ
بالمجتبى فرحا ومسرورا بدا = واتاهُ في المهد المباركِ يقصدُ
ولدي ويا ريحانتي يا قرتي = ما في كياني لهو فيك مجسدُ
واتاهُ جبريلُ يهزُ جناحه = طه أتيتكَ من ألهك موفدُ
الله يقرؤك السلام مباركا = ومهنئا حين استتم المولدُ
هذا اسمه الحسن الزكي فسمهِ = واختر لما اختار الالهُ الاوحدُ
هيا ارفعوا الصلوات ان صلاتكم = للعرش يا اهل الولاية تصعدُ
***********
ولد الحسن ولد أبنُ خيرِ أرومةٍ = ولد الدليلُ العالمُ المتهجدُ
وجهٌ كأن البدر بين خِلالهِ = فاذا تجلى قد تجلى أحمدُ
وبنفسهِ تلك الزكيةِ أنها = نفسٌ بنفس المرتضى تتوحدُ
ينزاح عن اشراقه ليلُ الدجى = وله تهيمنَ عزهُ والسؤددُ
المجتبى سرُ الاله وآيةٌ = ترتيلها وحيُّ الشموخِ يرددُ
صِورُ النبوةِ كُلها قسماتهُ = وله امتدادٌ بالإمامةِ يعقدُ
أبنُ التي خدمَ الامينُ مقامها = ولها الملائكُ خاضعاتٌ تقصدُ
و ابوهُ أصدقُ من دعى .. محرابُهُ = كلُّ الوجودِ اذا تنفلَ يهجدُ
ماذا تقولُ قرائحٌ في المجتبى = مهما دنت ان القصيدةَ تبعدُ
سَمحٌ وفيضُ نوالهِ هو مَضربٌ = يحكيه قبلَ الاقربينَ الابعدُ
لو ان طيئاً فاخرت في حاتمٍ = فالمجتبى طَلِقٌ وذاكَ مُقيدُ
قسماً بآيات الكتابِ إمامُنا = بين الورى لهوَ الجوّادُ الاجودُ
واذا تغنى الضاربونَ لدى الوغى = فالمجتبى يوم الوغى هو أصيدُ
فسل التواريخَ التي أيامُها = في بأسهِ حينَ الوقائعِ تشهدُ
طلاعُ ألويةٍ يقضُ كتائباً = ومقدمٌ كالخسفِ فيهم يرعدُ
فيدٌ سخيُ نوالها بين الورى = ويدٌ بها يومَ الجهادِ مُهندُ
ويدٌ تزيح البؤس في يوم الردى = ويدٌ تعيدُ الحق حين يبعدُ
يعلو بها دينُ النبيِّ وأنها = كفٌ لكل ضلالةٍ هي تَطردُ
*********
يا نيّراً ذكراهُ طبُّ قلوبنا = وبذكرهِ ينزاحُ ليلٌ أسودُ
ماذا اعدُ من الفضائلِ والحجى = وبكل واحدةٍ يتيهُ المقصدُ
حمِلت تراث الانبياءِ جميعهم = ولها على مرِّ الزمانِ تسيّدُ
يا حاملاً هديَّ الخليلِ وآدمٍ = وسناهُ من نور الهدى يتوقدُ
يا سيدي يا سيدي يا سيدي = أنظر عبيدكَ بالولاءِ توافدوا
لكَ شوقُها يغلي وحيثُ قلوبها = تاقت اليك وحرُّها لا يبردُ
نأتي البقيعَ وما تزالُ أميةٌ = عمداً تصدُ لزائريك وتُبعِدُ
حولَ الضريح تحلقت حراسُهم = وكأنهُ خطرٌ بهم يتهددُ
أن حاربوك فانهم لمحمدٍ = قد حاربوا وعلى الكتاب تحشدوا
بالامسِّ نَعشُكَ قد رمتهُ سهامُهم = واليوم واصل نسلُهم ما سددوا
يا ويحُهم أكذا جزاءُ محمدٍ = في آله يا ربِّ أنكَ تشهدُ
أيهدمونَ ضرائحاً علموا بمن = فيها من القدس المقدس يرقدُ
هم يعلمون بأن شيعةَ حيدرٍ = للهِ رباً خالقاً هي تَعبدُ
هم يعلمون بأن شيعةَ فاطمٍ = بشهادةِ الاسلامِ حقاً تشهد
هم يعلمون بأن شيعةَ جعفرٍ = المسلمونَ نبيّهم هو أحمدُ
هم يعلمون ويعلمون وأنما = ندري لأي وليجةٍ هم جُندوا
ودلائلُ التاريخِ تحكي ما جرى = وكذاكَ واقِعُنا الامرُّ الانكدّ
الناسُ تنفرُ اصبحت من ديننا = جراءَ ما فعلوا وما قد عربدوا
و اقولُها مستوثقٌ متأكدٌ = الدينُ يبرئُ منهمُ ومحمدُ
يا صاحب الذكرى و انت وليّنا = جئنا بذكراك الولاءَ نجددُ
فاقبل لقائلها وسامِعها وذا = أمل و انتَ عليك دوماً يعقدُ
************
عمار جبار خضير
الأحد 12 رمضان 1434
22\7\2013