|
عضو نشط
|
رقم العضوية : 63187
|
الإنتساب : Nov 2010
|
المشاركات : 244
|
بمعدل : 0.05 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الفقهي
بيان مهم للمرجع الديني السيد محمد الروحاني
بتاريخ : 03-12-2010 الساعة : 12:09 PM
بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ
قالَ اللهُ العظيمُ في مُحكمِ كتابهِ الكَريمِ :
﴿ وَذَّكِرهم بأيامِ اللهِ إنَّ في ذلكَ لآياتٍِ لكلِّ صبَّارٍ شَكُورٍ ﴾
صدقَ اللهُ العليُّ العظيم
يستقبلُ العالمُ الشيعيُ في غُضونِ الأيامِ المقبلةِ يوماً عظيماً من أيامِ اللهِ تعالى ، وهو اليومُ الذي قالَ عنهُ الإمامُ الحسنُ المُجتبى ( عليهِ السلام ) : " لا يومَ كيومِكَ يا أبا عبد الله " ، وقالَ عنهُ الإمامُ السلطانُ عليُّ بنُ موسى الرضا ( عليهِ السلام ) : " إنَّ يوم الحسينِ أقرحَ جُفوننا ، وأسبلَ دموعنا ، وأذلَّ عزيزنا ، وأورثنا الكربَ والبلاءَ إلى يومِ الإنقضاء " ، ألا وهو يومُ عاشوراءِ الشهادةِ والدَّم
ومما يضاعفُ ألمَنَا – ونحنُ نستشعرُ ألمَ هذا اليومِ وحرارةَ مصابهِ – أَنْ يمرَّ هذا اليومُ المُلَوَنُ بحمرةِ الدماءِ الزكية ، وعالَمُنا الشيعيُ تخترقُ أُذُنَهُ الواعيةَ بعضُ الأصواتِ المُنكرةِ التي يُثيرها بعضُ المُغرضينَ حولَ جدوى الشعائرِ الحسينيةِ المباركة وفاعليتِهَا ، ولو كانَ هؤلاءِ المشكِكونَ المُغرِضونَ مِن خارجِ مدرسةِ التشيعِ الشامخةِ لهانَ الأمرُ ، ولكنَّ المُزعِجَ والمؤلِمَ أنهم يتسترونَ بلباسِ التشيعِ ، وفي الوقتِ نفسهِ يغرسونَ في ظهرهِ خناجِرَهم ، ويبثونَ في فِكرِ الشيعةِ سُمُومَهُم .
ولستُ أدري ما الذي يَغِيضُ هؤلاءِ مِن شعائرِ سيِّدِ الشهداءِ ( عليه آلافُ التحيةِ والثناء ) ؟! أَيغيضهم منها ما تُعمِقُهُ في نفوسِ المؤمنينَ من القيمِ الأخلاقيةِ والمبادئ الدينيةِ ، كالتضحيةِ مِن أجلِ المبدأ ، والثورةِ ضِدَّ الطغيانِ ، والصمودِ في سبيلِ الحق ؟! أمْ ما تُدخِلُهُ على قُلوبِ أعداءِ اللهِ من الخوفِ والرَهبةِ ؟!
ما بالُ هؤلاءِ – وهم يدَّعونَ انتماءَهم للحسين ( عليهِ السلام ) – والشعائر الحسينية ؟! ولِمَ لا يُوظِّفونَ جهودَهم وطاقاتِهم الكبيرةَ – التي يبدِدُونَها في محاربةِ الشعائرِ – مِن أجلِ فضحِ جرائمِ يزيد بنِ معاوية وأسلافهِ ؟! أم تُرى أنَّ هذا لا يخدمُ أهدافَهم وأهدافَ أسيادِهم الذينَ يُملونَ عليهم ما يصنعون ؟!
ونظراً لكلِّ ذلكَ ، فإنني أغتنمُ فرصةَ قدومِ ذِكرى هذِهِ المصيبةِ الكُبرى ، والفادحةِ العظمى ، لأتقدمَ لمولايَ صاحبِ العَصرِ وسُلطانِ الزمان ( روحي وأرواحُ العالمين لترابِ مقدمهِ الفداء ) وشيعتهِ المخلصين بأحرِّ التعازي القلبيةِ، وأوجِّه – بهذهِ المناسبةِ – لإخوتي وأخواتي وأبنائي وبناتي منَ المؤمنينَ ثلاثةَ نداءات :
1 / النداء الأول : وَأوجِّههُ لعمومِ أبنائيَ المؤمنينَ وبناتيَ المُؤمناتِ في العالَمِ الشيعيِ كلِّهِ ، وهو : أنَّ وظيفَتَهم في هذهِ المرحلةِ الزمنيةِ الحَرِجةِ أنْ يكثفوا جهودَهم في سبيلِ إحياءِ هذهِ الذِكرى المُؤلمةِ ، مِن خلالِ عقدِ مجالسِ العزَاءِ والاجتماعِ فيها ، وإقامةِ الشعائرِ الإلهيةِ المرتبطةِ بها ، وبَذلِ الأموالِ الطائلةِ في سبيلِ ذلك ، فإنَّ هذا هو أقلُّ ما يجبُ القيامُ بهِ لأجلِ ردِّ كيدِ المغرضينَ ، ودفعِ شبهاتِ المشككينَ ، وهذا ما أكدَّهُ الإمامُ الصادقُ ( عليهِ السلامُ ) بقولهِ في وصيتهِ لشيعتهِ : " فإنَّ في اجتماعِكم ومذاكرتكم إحياءٌ لأمرنا ، وخيرُ الناسِ بعدنا مَن ذاكرَ أمرَنا ، ودعَا إلى ذِكرِنَا " ، بل ذُكِرَ هذا النصُ في نسخةٍ أخرى بصياغةٍ مثيرةٍ جداً ، وهيَ : " فإنَّ في اجتماعِكم ومذاكرتكم إحياءَنا " ، وباعتقادي أنَّ القلمَ ينكسرُ دونَ الوصولِ إلى شامخِ هذا المعنى .
وبذلكَ يظهرُ أنَّ نفسَ الاجتماعِ في المجالسِ والمواكبِ العزائيةِ أمرٌ راجحٌ جداً ، ولا تكفي عنهُ متابعةُ ذلكَ عن طريقِ البَّثِ الفضائي ونحوهِ – كما يُحاوِلُ أنْ يُروِّجَ لهُ بعضُ الغافلينَ – لوضوحِ أنَّ نفسَ اجتماعَ المؤمنينَ في المجالسِ والمواكبِ الحسينيةِ يُشكِّلُ صرخةً مدويةً في وجهِ الظُلمِ والظالمين ، وثورةً كبرى تزعزعُ عروشَ الاستكبارِ العالمي ، وانتصاراً شامخاً للقيمِ العُليا والمبادئِ السامية .
2 / النداء الثاني : وَأوجِّههُ لعمومِ أبنائيَ المؤمنينَ وبناتيَ المُؤمناتِ مِن القائمينَ على مجالسِ الذِكرِ المباركةِ والمواكبِ الشريفة ، وأدعوهم مِن خلالِ هذا النداءِ إلى الإصرارِ على مواصلةِ عملهم الجهاديِ العظيمِ – الذي هو في عصرنا الحاضر مِن أفضلِ الأعمالِ الجهاديةِ – لأنَّ المجالسَ الدينيةَ التي يحيونها ، ويبذلونَ النفيسَ مِن ممتلكاتِهم والغاليَ مِن أوقاتهم مِن أجلِهَا ، هيَ أعظمُ سلاحٍ تشهرهُ يدُ الإيمانِ لِدَحرِ قوى الكفرِ والشيطان ، فاللهَ اللهَ بها ، وحذارِ حذارِ مِن ضِعافِ النفوسِ الساعينَ لطمسِهَا ، وإني لأدعو اللهَ تعالى أنْ يأخذَ بأيديكم وينصرَكم ويؤيدَكم ويباركَ جهودَكم .
3 / النداء الثالث : وَأوجِّههُ لعمومِ أبنائيَ المؤمنينَ وبناتيَ المُؤمناتِ مِن خُطباءِ المنبرِ الحسينيِ الشريفِ ، وأدعوهم إلى بذلِ قصارى جهودِهم في سبيلِ نشرِ معارفِ الأئمةِ الطاهرين ( عليهم صلواتُ المصلّين ) ، وبيانِ الأحكامِ الشرعيةِ ، وترسيخِ المعتقداتِ الدينيةِ ، ودفعِ الشبهاتِ المنحرفة بالأدلةِ النقليةِ المحكمةِ والبراهينِ العقليةِ المتقنة ، ليرسِّخوا بذلك عقائدَ المؤمنينَ من ناحية ، ويثبتوا بذلكَ أصالةَ المنبرِ وقوةَ عطائهِ مِن ناحيةٍ أخرى ، دفعاً لما يحاولُ تصويره المغرِضونَ مِن ضعفِ أداءِ المنبرِ الحسينيِ وعدمِ فاعليته .
كما ولا يفوتني هنا أنْ ألفتَ نظرَ أبنائيَ الراثينَ والمنشدين ، وأحذرِّهم من حبائلِ الألحانِ اللهويةِ والأنغامِ الموسيقية التي بدأتْ – وللأسفِ الشديدِ – تغزو الأناشيدَ الدينيةَ والمواكبَ العزائية ، وأسألُ اللهَ تعالى أنْ يحفظَ بهم جميعاً منبرَ سيدِ الشهداءِ الحسين ( عليه السلام ) ومجالسَهُ الشريفة ، فإنهم صوتُ التشيعِ المُدّوي ولسانُهُ الناطِق .
وختاماً : أكرِّرُ توصيتي لجميعِ الشيعةِ في العالم بلزومِ الاهتمامِ بيومِ اللهِ العظيمِ هذا ، والتفاني في سبيلِ إحيائهِ ، ودعائي للجميع بالتوفيقِ والتأييدِ في ظلِّ العنايةِ الإلهيةِ واللطفِ المهدوي ، والسلامُ عليهم جميعاً ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ .
محمد صادق الحسيني الروحاني
24 / ذو الحجة / 1431 هـ
منقول
|
|
|
|
|