بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
--------------------------------------------
اضع بعض الروايات محل البحث :
1- الغيبة للطوسي/443: (عن إسماعيل الأسدي قال: حدثني سعيد بن جبير قال: السنة التي يقوم فيها المهدي تمطر أربعاً وعشرين مطرة يرى أثرها وبركتها) .
ومثله الإرشاد:2/373 ، وإعلام الورى: 2/285، وكشف الغمة: 3/258، والبحار: 53/90، عن الإرشاد .
2- وفي الإرشاد: 2/369 ، في تعديد علامات ظهور الإمام عليه السلام : ( ثم يختم ذلك بأربع وعشرين مطرة تتصل فتحيى بها الأرض من بعد موتها وتعرف بركاتها ، وتزول بعد ذلك كل عاهة عن معتقدي الحق من شيعة المهدي عليه السلام ، فيعرفون عند ذلك ظهوره بمكة فيتوجهون نحوه لنصرته ).
3- وفي الإرشاد/381 ، عن عبد الكريم الخثعمي ، عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (إذا آن قيام القائم مطر الناس جمادى الآخرة وعشرة أيام من رجب مطراً لم تر الخلائق مثله ، فينبت الله به لحوم المؤمنين وأبدانهم في قبورهم ، وكأني أنظر إليهم مقبلين من قبل جهينة ، ينفضون شعورهم من التراب). وعنه روضة الواعظين/263، والبحار: 87/277، وكشف الغمة: 3/253 ، وإثبات الهداة: 3/571 ، عن غيبة الطوسي .
اقــــول :*
مضمون جميع الروايات اعلاه وغيرها من الروايات يبين ان سنة الظهور / القيام ستكون من علاماتها ( الطبيعية ) هو الامطار الغزيرة بشكل يمكن تمييزه كعلامة مهمة ( طبعا باضافته للعلامات الاخرى )
ولكن كما نعلم ان الروايات تذكر تواريخ الاحداث بالنسبة للشهور العربية وفق التقويم الهجري القمري ، وهذا بدوره لا يمكن به بالدقة تمييز ما اذا كان الشهر القمري يصادف شتائاً او صيفاً لان السنة القمرية تتغير وتتحرك كل سنة بمقدار 11 يوما تقريبا عن السنة الشمسية والتي تتميز بان الشهر فيها دائما ثابت في الفصل الذي فيه كأن يكون صيف او ربيع او شتاء او خريف .
وعليه حتى يمكن الحصول على دقة اكثر لمعرفة ما اذا كانت الروايات اعلاه تتحدث عن هذه العلامة ( الامطار ) شتائا او صيفا فنحتاج الى قرينة اخرى للتحديد .
لذلك سوف نستفاد من الرواية التالية وكما ادناه :*
عن الامام الصادق ع : ( إن قدام القائم عليه السلام لسنة غيداقة يفسد فيها الثمار والتمر في النخل فلا تشكوا في ذلك) معجم أحاديث الامام المهدي ج3: ص 486 الحديث 1055.
اقول :*
معلوم في منطقة الظهور ( العراق الحجاز الشام ) يكون الفصل الذي تثمر اشجار النخيل هو صيفا وخاصة شهري الصيف الحارة تموز وآب حيث تنضج التمور في النخيل وعادة يتميز مناخ هذه المناطق بصيف حار مع عدم وجود الامطار الا ما ندر ، وعليه فاذا انكسر النظام الطبيعي بحادثة علاماتية طبيعية غير معتادة وهي الامطار الغزيرة جدا وفي هذا الوقت فسوف يؤدي طبعا الى تلف ثمار النخل ( التمر ) .
من هنا استطعنا بالتوفيق بين الروايات السابقة والقرينة اعلاه تحديد علامة سنة الظهور بدقة اكثر وفق الفصول الاربعة
بمعنى الصيحة الجبرائيلية المعلنة للظهور والتي تكون في ليلة 23 شهر رمضان , ستكون باذن الله في سنة الظهور الموعودة في شهر رمضاني والفصل هو صـَـيـفْ
ومعلوم ان رمضان في منطقة الظهور وفي كل منطقة يتحرك على الفصول فاذا ما كان يصادف في الشتاء في بلد ما ( عدى مناطق خط الاستواء ) فيحتاج الى سنين طويلة حتى يتحرك ويصادف في الصيف ، فمثلا نحن وقت كتابة هذا الموضوع سنة 2017 ميلادي و 1438 هجري , والفصل الذي فيه شهر رمضان هذا العام مازال يصادف في الربيع ، وحتى يرجع الى بدايات الشتاء فيحتاج تقريبا الى ما يقارب 6 سنوات اخرى من الان ( وطبعا هذا حاليا مازال يصب في مصلحة فرضية عصر الظهور المفعلة في الاوساط العلمية العلاماتية ) .
ولكن يبقى هذا التحديد العام هو من ضمن العلامات , والعلامات دليل على اقتراب توقع الفرج ، والفرج الموعود امر غيبي باذن الله ، والضابطة العلاماتية الدلالية الفصل هي صيحة الظهور الاعجازية التي تعلن اسم الامام الحق باذن الله تعالى .