عرض مشاركة واحدة

الشيخ عباس محمد
عضو برونزي
رقم العضوية : 81994
الإنتساب : Apr 2015
المشاركات : 1,288
بمعدل : 0.39 يوميا

الشيخ عباس محمد غير متصل

 عرض البوم صور الشيخ عباس محمد

  مشاركة رقم : 8  
كاتب الموضوع : الشيخ عباس محمد المنتدى : منتدى العقائد والتواجد الشيعي
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-01-2018 الساعة : 08:39 PM


معارضة عصبة قريش لحملة أسامة
بعد أن أثبتنا انتداب عصبة قريش في حملة أسامة بن زيد، وفيهم أبو بكر وعمر وعثمان وأبو عبيدة بن الجراح، نبين هنا عصيان هؤلاء لهذه الحملة، ومعارضتهم لها، وامتناعهم عن الانضواء تحت لوائها في زمن حياة النبي (صلى الله عليه وآله) وفي زمن خلافة أبي بكر. وإثبات هذا الأمر يبين أن عصبة قريش كانت تتمنى موت رسول الله (صلى الله عليه وآله) سريعا لرفضها الذهاب في حملة أسامة إلى الشام، فهي تخاف الذهاب إلى حرب الروم في الشام وتخشى انتقال الخلافة إلى علي (عليه السلام).
(هامش)
(1) عيون الأثر، ابن سيد الناس 2 / 282، تاريخ اليعقوبي 2 / 127، تاريخ الطبري 2 / 462، الكامل في التاريخ، ابن الأثير 2 / 335، مختصر تاريخ ابن عساكر 4 / 251، 152، الخلفاء ص 11، الطبقات 2 / 191. (*)
وذكريات معركة مؤتة ما زالت عالقة في أذهانهم حيث استشهد فيها جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة. وقد استدعى الرسول (صلى الله عليه وآله) أبا بكر وعمر وجماعة ممن حضر المسجد من المسلمين (يوم الاثنين) ثم قال (صلى الله عليه وآله): ألم آمر أن تنفذوا جيش أسامة؟ فقالوا: بلى يا رسول الله. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فلم تأخرتم عن أمري؟ قال أبو بكر: إني خرجت ثم رجعت لأجدد بك عهدا. وقال عمر: يا رسول الله إني لم أخرج لأنني لم أحب أن أسأل عنك الركب. فقال النبي (صلى الله عليه وآله): انفذوا جيش أسامة يكررها ثلاثا (1). واستمر عمر في معارضة حملة أسامة في زمن خلافة أبي بكر إذ قال لأبي بكر: إن الأنصار أمروني أن أبلغك، وأنهم يطلبون إليك أن تولي رجلا أقدم سنا من أسامة. فوثب أبو بكر وكان جالسا فأخذ بلحية عمر فقال له: ثكلتك أمك يا بن الخطاب، استعمله رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتأمرني أن أنزعه (2). واستمر عمر في مخالفته للحملة بالرغم مما قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله) ممتنعا
(هامش)
(1) كتاب الإرشاد ص 96. (2) تاريخ الطبري 2 / 462، تاريخ أبي الفداء 1 / 220. (*)
عن الذهاب في حملة أسامة فأخذ أبو بكر له إذنا من أسامة بالبقاء في المدينة إذ جاء: أمر أبو بكر أسامة بن زيد أن ينفذ في جيشه وسأله أن يترك له عمر يستعين به على أمره، فقال أسامة: فما تقول في نفسك؟ (أبو بكر ما زال اسما جنديا في تلك الحملة) فقال أبو بكر: يا بن أخي فعل الناس ما ترى فدع لي عمر وأنفذ لوجهك، فخرج أسامة بالناس (1). وهكذا امتنع أبو بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وغيرهم من الذهاب في حملة أسامة في زمن حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفي زمن حكم أبي بكر. وهذا يبين إصرار عصبة قريش على عصيان أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وخوفهم من مقابلة الروم في حرب دامية. ومن صفات أفراد الحزب القرشي في زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفي زمن الخلفاء الامتناع عن المشاركة في الحروب والهروب منها بشتى الوسائل المتاحة (2).
أعمال عصبة قريش الخطيرة ضد الرسول (صلى الله عليه وآله) قبل وبعد شهادته
بعد عودة النبي (صلى الله عليه وآله) من الحج ووصيته إلى علي (عليه السلام) في خطبة الوداع
(هامش)
(1) البداية والنهاية 8 / 73. (2) راجع كتاب نظريات الخليفتين، للمؤلف 1 / 255 - 293. (*)
وفي خطبة الغدير أمر عصبة قريش بالانخراط في حملة أسامة، وعندها اشتدت الخصومة بين رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبين المتحفزين للسيطرة على الحكم الذين لم يتحملوا وصية النبي (صلى الله عليه وآله) إلى علي (عليه السلام). فبرزت الخصومة واضحة بين رسول الله (صلى الله عليه وآله) من جهة وأبي بكر وعمر وعائشة وحفصة من جهة أخرى. فكانت آراء وأقوال وأعمال هؤلاء المعارضة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) متمثلة بما يلي: 1 - رفضت عصبة قريش الانضمام إلى صفوف جيش أسامة وعلى رأس هؤلاء أبو بكر وعمر، فذهب أبو بكر إلى السنح بعد أن سم الرسول (صلى الله عليه وآله)، فبقي بجانب زوجته هناك، ولم يعد إلا بعد مقتل النبي (صلى الله عليه وآله) بالسم (1). واستمر عصيان أبي بكر لحملة أسامة بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلم يذهب فيها لا قائدا ولا مأمورا رغم مطالبة أسامة له بذلك. وقد رفض عمر الانضمام إلى حملة أسامة في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) وفي زمن أبي بكر رغم الأمر النبوي له بذلك. بل إنه طالب أبا بكر بإقالة أسامة من منصبه وعصيان الأمر الإلهي في تعيينه. لكنه استمر بمناداة أسامة بالأمير في زمن خلافة أبي بكر: إذ أخرج ابن كثير: كان عمر إذا لقيه (أسامة بن زيد) يقول: السلام عليك أيها الأمير (2).
(هامش)
(1) إذ أخبره بذلك مبعوث عمر إليه وهو سالم بن عبيد * كنز العمال 7 / 232 ط. مؤسسة الرسالة. (2) التحفة اللطيفة، السخاوي، البداية والنهاية، ابن كثير 8 / 73، طبع مؤسسة التاريخ العربي - بيروت. (*)

2 - قال عمر وعصبة قريش لرسول الله (صلى الله عليه وآله) في تلك الأيام إنه يهجر (1) وردوا نظريته (صلى الله عليه وآله) المصرح بها: كتاب الله وعترتي أهل بيتي (عليهم السلام) وطرحوا نظريتهم: حسبنا كتاب الله (2). 3 - طالبت نساء النبي (صلى الله عليه وآله) في يوم الخميس بإعطاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) ورقة ودواة فقال عمر لهن: اسكتن (3). 4 - أمرت عائشة أباها على لسان النبي (صلى الله عليه وآله) بالصلاة في صبيحة يوم الاثنين فغضب الرسول (صلى الله عليه وآله) وجاء إلى الصلاة متكئا على علي (عليه السلام) وقثم بن العباس فصلى بالناس جماعة (4). 5 - منعت عصبة قريش الناس من دفن النبي (صلى الله عليه وآله) يومي الاثنين والثلاثاء بانتظار مجيء أبي بكر من السنح. فقال العباس بن عبد المطلب في ذلك: عن جثمان النبي إنه (صلى الله عليه وآله) يأسن (5). 6 - وبرز حقد وغضب عصبة قريش على رسول الله (صلى الله عليه وآله) في امتناعها عن حضور مراسم غسله وتكفينه، وذهابها إلى السقيفة لإجراء مراسم البيعة لأبي بكر (6).
(هامش)
(1) وعصبة قريش هم أبو بكر وعمر وابن الجراح وابن عوف وعائشة وحفصة وعثمان وابن أبي وقاص وابن العاص، مسند أحمد بن حنبل 1 / 325، سنن مسلم آخر الوصايا، أوائل الجزء الثاني. (2) الملل والنحل، الشهرستاني 1 / 22. (3) منتخب كنز العمال، المتقي الهندي 3 / 114. (4) البداية والنهاية، ابن كثير 5 / 253، تاريخ الطبري 2 / 439، سيرة ابن هشام 4 / 301. (5) تاريخ الطبري 2 / 443، أنساب الأشراف 1 / 568، ولم يأسن جثمان الرسول (صلى الله عليه وآله) رغم طول المدة. (6) مسند أحمد بن حنبل 1 / 55، سنن البخاري 4 / 111، تاريخ الطبري 2 / 446. (*)
7 - وامتنع أبو عبيدة بن الجراح حفار قبور المهاجرين في المدينة من حفر قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وذهب لإجراء مراسم السقيفة، فاضطر أهل البيت (عليهم السلام) لدعوة أبي طلحة حفار قبور الأنصار ليحفر قبرا للنبي محمد (صلى الله عليه وآله)! (1) وقد جاء عن النبي (صلى الله عليه وآله): بينما أنا قائم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال: هلم فقلت: أين؟ قال: إلى النار والله. قلت: وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقري. ثم إذا زمرة، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم قلت: أين؟ قال: إلى النار والله. قلت: ما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقري، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم (2).
(هامش)
(1) تاريخ الطبري 2 / 452، أسد الغابة، ابن الأثير 2 / 333، الطبقات الكبرى، ابن سعد 2 / 294، 298. (2) صحيح البخاري 8 / 150، قال في لسان العرب 11 / 710 وفي حديث الحوض: فلا يخلص منهم إلا مثل همل النعم الهمل: ضوال الإبل واحدها هامل، أي أن الناجي منهم قليل في قلة النعم الضالة ، صحيح مسلم 1 / 217 - 218 كتاب الطهارة، باب استحباب إطالة الغرة، صحيح الترمذي 5 / 321، كتاب تفسير القرآن، باب تفسير سورة الأنبياء ص 22، صحيح النسائي 2 / 133، كتاب الافتتاح، باب قراءة بسم الله الرحمن الرحيم ص 21. (*)
8 - وبعدما دفن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في ليلة الأربعاء، هجمت عصبة قريش على بيت فاطمة الزهراء (عليها السلام) بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في يوم الأربعاء بعد مراسم بيعة أبي بكر العامة تسببت في مقتل فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله) مع ابنها محسن (1). وبذلك يتوضح اشتداد الصراع بين النبي (صلى الله عليه وآله) وبين الحزب القرشي إلى درجة يتوقع أن تنتهي بحمام دم. وفعلا انتهت باغتيالهم له (صلى الله عليه وآله).
غضب النبي (صلى الله عليه وآله) على عصبة قريش وأقواله فيهم
بعد اشتداد حدة الصراع بين النبي (صلى الله عليه وآله) وبين حزب قريش رد رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أقوال وأعمال عصبة قريش وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وعائشة وحفصة بشدة بما يلي: 1 - لعن العاصين لحملة أسامة بن زيد إلى الشام (2). 2 - رد رسول الله (صلى الله عليه وآله) على قولهم يهجر (في يوم الخميس) ورفضهم
(هامش)
(1) العقد الفريد 4 / 259، تاريخ أبي الفداء 1 / 156، تاريخ الطبري 3 / 198. (2) شرح نهج البلاغة، المعتزلي 6 / 52. (*)
نظريته: كتاب الله وعترتي أهل بيتي بقوله لهم: إنهن (نساء النبي (صلى الله عليه وآله) وفاطمة (عليها السلام) أفضل منكم (1) وذلك بعدما قال عمر لهن: اسكتن (2). 3 - أخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) عمر وأصحابه من منزله في يوم الخميس قائلا لهم: قوموا (3). 4 - قال الرسول (صلى الله عليه وآله) لعائشة وحفصة في صبيحة يوم الاثنين (يوم وفاته) ردا على دعوتهما أبويهما لإمامة الصلاة في المسجد النبوي: إنكن لصواحب يوسف (4). 5 - تمنى النبي (صلى الله عليه وآله) موت عائشة السريع قبل وفاته (صلى الله عليه وآله) إذ قالت عائشة: فتمنى رسول الله (صلى الله عليه وآله) موتي قائلا: وددت أن ذلك يكون وأنا حي فأصلي عليك وأدفنك (5). أي تمنى النبي (صلى الله عليه وآله) موت عائشة السريع قبل مشاركتها في قتله ودخولها في فتنة عمياء، ومسيرها لمحاربة علي (عليه السلام) في البصرة. 6 - وقال النبي (صلى الله عليه وآله) عن مسكن عائشة: هاهنا الفتنة، هاهنا الفتنة، هاهنا الفتنة، من حيث يخرج قرن الشيطان (6).
(هامش)
(1) كنز العمال، المتقي الهندي 3 / 138. (2) منتخب كنز العمال، المتقي الهندي 3 / 114. (3) مسند أحمد بن حنبل 1 / 325، صحيح مسلم في آخر الوصايا 1 / 232، السقيفة والخلافة، أبو بكر الجوهري، صحيح البخاري، باب جوائز الوفد من كتاب الجهاد والسير 2 / 118. (4) تاريخ الطبري 2 / 439، سيرة ابن هشام 4 / 301. (5) الطبقات الكبرى، ابن سعد 2 / 206. (6) صحيح البخاري 4 / 92، 174، 5 / 20، 8 / 95، صحيح مسلم 8 / 172، سنن الترمذي 2 / 257. (*)
7 - وبعدما سقوه وصف عملهم بالعمل الشيطاني (1). 8 - وبعد مسمومية النبي (صلى الله عليه وآله) وقبل وفاته قالت عائشة: ذهب رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى البقيع ثم التفت إلي فقال: ويحها لو تستطيع ما فعلت! (2) وهذا النص واضح في إقدام عائشة على ارتكاب فعل خطير مشابه لفعلها في معركة الجمل، وذلك الفعل ما هو إلا إقدامها على سم رسول الله (صلى الله عليه وآله) لصالح أبيها وعصبته. وفسر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذلك بعدم سيطرتها على أهوائها. وإقدامها على جريمة عظيمة. وأخرج مالك بن أنس ما يبين حادثة منكرة لأبي بكر قائلا: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لشهداء أحد: هؤلاء أشهد عليهم، فقال أبو بكر: ألسنا يا رسول الله إخوانهم، أسلمنا كما أسلموا، وجاهدنا كما جاهدوا؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): بلى ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي. فبكى أبو بكر ثم بكى، ثم قال: أإنا لكائنون بعدك؟ (3) وهذا من دلائل النبوة إذ أخبر الرسول (صلى الله عليه وآله) أبا بكر وعائشة بجريمتهم قبل وبعد سمهما له.
(هامش)
(1) البداية والنهاية، ابن كثير 5 / 245. (2) الطبقات، ابن سعد 2 / 203 طبعة دار صادر، بيروت. (3) الموطأ، مالك بن أنس ص 236، كتاب الجهاد، باب الشهداء في سبيل الله حديث 995. (*)

يتبع

من مواضيع : الشيخ عباس محمد 0 دراسة بريطانية: تعدد الزوجات يطيل العمر ويجلب الرزق
0 كيف أجعل زوجي يهتم بي
0 أكثر ما تحبه المرأة في الرجل
0 هل حب المخالف لعلي (عليه السلام) ينجيه يوم القيامة ؟
0 عنى حديث الاجتماع على حب علي (عليه السلام)
رد مع اقتباس