عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية نور علي 5
نور علي 5
المستبصرون
رقم العضوية : 75401
الإنتساب : Oct 2012
المشاركات : 219
بمعدل : 0.05 يوميا

نور علي 5 غير متصل

 عرض البوم صور نور علي 5

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : نور علي 5 المنتدى : منتدى العقائد والتواجد الشيعي
Waz13
قديم بتاريخ : 18-10-2012 الساعة : 05:57 PM




بسم الله الرحمان الرحيم

اللهم صل على محمد و آل محمد



مولدي



بعض الأحداث التي تسبق مولدي لا أعرفها ولا أدري أسبابها ومقتضياتها لكن أحاول استنتاجها وذكرها أن كانت مهمة

أحداث قصتي كثيرة تدعو للحيرة والتأمل ولكنها على كل حال حدثت ولا ذنب لي بها.

كان والدي ينتمي لبلد خليجي متزوجا ولدية ولدين ، سافر للدراسة إلى أمريكا وكأي شاب خليجي استقر به الحال مع عائلة أمريكية قروية كانت لهذه العائلة ابنه تدرس في الجامعة ،، قرر والدي الزواج منها واستمر مقيما معهم في نفس البيت ،وتعاهدا أن تعود معه إلى بلده بعد الانتهاء من الدراسة ،،

بعد الحرب والغزو العراقي على الكويت ونظرا لارتباط والدي الشديد بأسرته وخوفه على عائلته وعلى والديه الكبيران بالسن قرر العودة إلى الكويت وأخذ زوجته معه ولكنها رفضت لارتباطها بالدراسة وبسبب ظروف الحرب وتركها وعاد من دونها وبعد انتهاء الحرب عاد إليها ،،



وهنا أتوقف حيث لا يسعفني عقلي وتفكيري عن استنتاج ما حدث بينهما ولم رفضت أن تعود معه بعد ذلك وهي تحمل في أحشائها ابنته ،،، ولم حدث الطلاق ؟؟ وأين هي قصة الحب الجميلة التي جمعتهما ؟؟ وأين هي الوعود ؟؟

ربما لان الاتفاق أن يعودا بعد الانتهاء من الدراسة ،، وربما لأنها في سنتها الدراسية الأخيرة في كلية الطب رفضت العودة معه ،،هذا هو استنتاجي الوحيد ولا أعلم متى تم الطلاق بينهما ،، هل قبل ولادتي أم بعدها ...

المهم إني ولدت وعندما أصبحت في الثالثة من عمري تركتني لأمها العجوز وتزوجت هي من طبيب زميل لها واستقرت بولاية أخرى ،،

لم اعد أراها إلا نادرا ،، وعلمت أنها رزقت بولدين ،،،









علاقتي بوالدي



كنت أرى والدي الطيب الحنون أكثر مما أراها كان يزورني باستمرار ولأن القانون أحال بينه وبين أخذي معه ظل مستمرا بواجبه اتجاهي كان يأتيني كلما سمحت له ظروفه بزيارتي يحمل لي معه الملابس واللعب والحلوى والهدايا الجميلة ،، يحدثني عن بلدي وأني آجلا أم عاجلا سأعود أليه ،، يحدثني عن الإسلام وأني مسلمة ،، حبي الشديد لأبي يجعلني افعل كل ما يرضيه ،، أدخلني مدرسة راهبات ،، قد يتصور البعض إن مدرسة الراهبات هذه هي فقط لتعليم مبادئ الدين المسيحي ،، وكيف يفعل والدي ذلك ؟؟؟ أن والدي كان بعيد النظر أراد بإدخالي هذه المدرسة أن أكون في عزلة عن المدارس الأمريكية المختلطة بكل ما تحويه من تسيب وانحرافات وفساد ،، وهي مدرسة عادية لا تفرق كثيرا عن أي مدرسة باستثناء القوانين المتشددة نوعا ما ،، والتركيز على طقوس ودروس دينية لها طابع خاص ،، إلى جانب إنها خاصة بالبنات فقط .. كانت هذه المدرسة رسومها مرتفعة بعض الشيء.. وكان والدي يدفع لهم ببذخ مقابل الاهتمام بي وعدم إجباري على دخول الحصص الدينية .. ذاع بالمدرسة إني مسلمة

وأنا بداخلي اعتز بذلك ولكن لا أعرف أي شي عن الإسلام إلا ما يخبرني به أبي عندما يلتقي بي ،، وخلال هذه الفترة التي تتشكل فيها شخصية الطفل أجدني بلا أهل حولي ولا أم تهتم بي ولا أب بقربي ولا وطن حقيقي انتمي إليه ولا دين واضح انتمي إليه وأنا لا ألوم أحد على ذلك ولكنه قدري .



نشأت انطوائية انعزالية بعيده عن الجميع لي عالم خاص بي ،، رغم صديقات الطفولة اللاتي حولي بالمدرسة ولكني أشعر بالوحشة وشخصيتي تميل للحزن والهدوء ..



العودة إلى بلدي



كنت في العاشرة من عمري عندما توفت جدتي ،، استطاع والدي كسب قضية حضانتي بسهولة بمساعدة السفارة التي سهلت كل إجراءات عودتي إلى بلدي الذي لم أراه لم يكن لدي تصور عن العالم الجديد الذي سأنتقل له ،، طفلة تتصارع بداخلها مشاعر الخوف والحزن رغم وجود والدي الحنون ولكني مقبلة على عالم مجهول ،،



كان اللقاء الأول بعائلتي مشوشا قدمني والدي إلى أخي الأكبر هذي أختك أخيرا ،، تقدم الأخ الأكبر وعمره آنذاك 26 عاما وظل ابتسامه خفيفة لم افهمها وسلم علي وتقدم الأخ الثاني وله من العمر 24 عاما يسلم علي وهاهي زوجة أبي بلبسها الخليجي وملامح وجهها التي تعكس طيبة وبساطة أقبلت نحوي وفعلت مالم يفعله أخواي الاثنان حيث احتضنتني إلى صدرها وهي تتفوه بكلمات لم افهمها وظلال دموع تملأ عيونها ،،

أخذتني إلى غرفتي التي أعدت لاستقبالي وهي مستمرة بحديثها ترتب ملابسي بالخزانة ولكني لا أفهم شيئا مما تقول ولكني أحسست أنها سعيدة بوجودي ،، ومنذ اليوم الأول شعرت بالألفة لهذه السيدة الطيبة والتي تتحدث معي طول اليوم وتأخذني معها أينما ذهبت مع مرور الوقت أصبحت أتحدث معها أنا بلغتي وهي بلغتها ولكننا نفهم بعضنا بعضا ،، شعرت مع مرور الوقت بدفء وحنان الأم الذي لم ألمسه يوما وبدأت تدريجيا أتأقلم مع وضعي الجديد ومع أمي الجديدة الحنونة ولكن بقي الوضع مع أخواي غير واضحا نادرا ما يدور بيننا حديث وكأنهما يتجاهلان وجودي ،، وأبي كان سعيدا بوجودي أطمئن أخيرا بعد طول صبر وعناء ،،

ومع مرور الوقت أصبحت استأثر بحب أمي الجديدة لي وحدي وأحاول أن أخذ كل وقتها وأشعر بمشاعر الغيرة إذا تحدثت مع إخوتي ،، أدخلني أبي مدرسة أمريكية سرعان ما تأقلمت بها ،، وتابعت تعلم اللغة العربية وتعاليم الدين الإسلامي في البيت حيث كلف أبي أحدى معارفهم لتتولى بدورها ذلك ،، تعلمت كل ما يريدون أن اعرفه بسرعة كبيرة .



سيد .... الموسوي



وهنا لابد أن أتكلم عن الأب الروحي لي والدفء الحقيقي والأمان الذي لم اشعر به إلا معه الأهل والسند والوطن . ولا أعلم لم كلما اذكره تخنقني العبرة وتمتلئ عيوني بالدموع .



كان سيد ( هكذا تعودت أن أناديه ) سيد ابن رسول الله شريكا لوالدي

بالتجارة ومحط ثقته وحبه وكان والدي من قبل شريكا لوالده وتابع سيد تجارة والده بعد وفاته ،،

كنت أتعلق بوالدي للذهاب معه إلى الشركة التي يملكها لأني اشعر بالخوف وعدم الاطمئنان لوجودي في البيت وخصوصا في أيامي الأولى بينهم .

أوصى والدي ( سيد ) على ابنته الوحيدة،، لحمايتي وحماية حقوقي المالية ،،خصوصا إن حسابات الشركة كلها لديه،

وأوصاه بالتكفل بكافة أموري ،، كنت صغيرة وسيد تولى الاهتمام بي يتابعني بعيونه وأنا أتنقل بالشركة هنا وهناك أسئلتي الكثيرة لا تنتهي وهو يرد على كل كبيرة وصغيرة . ربما حتى اسألتي البسيطة في أمور الدين كان يكتفي بالقليل عنها دون توضيح وشرح كاف ( فيما بعد علمت أن ذلك لاختلاف مذهبي عن مذهبه ، وكنت لا أعلم أي شي وقتها )

كان أيضا يتابع دروسي ويراجع لي واجباتي المدرسية ،،

كان عندما يسألني ماذا تريدين أن تكوني في المستقبل وما هي أحلامك

كنت أقول أريد الزواج بنبي عندما أكبر ،، فيضحك من كلامي مستغربا

أحلمي بان تتزوجي على الأقل أميرا ،، ملكا ،، لا نبيا لكن إصراري على هذه الرغبة جعله يحدثني عن عدم وجود نبي وأخبرني إننا بانتظار المخلص الإمام المهدي الغائب عجل اللهم فرجه الشريف ،،

إذا حسم الأمر بالنسبة لي ،، أريد الزواج بالإمام الحجة عليه السلام



حدثني عنه وعن علامات الظهور ،، ومنها ظهور نجم بالسماء يسمى نجم الآيات ،،

أصبحت اجلس كثيرا بالحديقة أراقب السماء بانتظار ظهور هذا النجم لأتزوج بمن انتظره ليل نهار

في أحد الأيام وأنا أراقب السماء وأدعو الله أن يظهر هذا النجم فجأة رأيت

شيئا في السماء ،، يا الله انه النجم الموعود وقفزت فرحا وأنا اصرخ لقد ظهر النجم ،، ظهر النجم أخيرا ،، انه نجم الآيات وسأتزوج الإمام ،،



كانت أمي في المطبخ المطل على الحديقة خرجت عندما رأتني بهذه الحال

وعندما سمعت كلامي قالت بكلماتها الخليجية البسيطة : يا الله أحفظ لي ابنتي أنها جنت ،،

لكن خيبة الأمل أصابتني عندما تيقنت أن نجم الآيات الذي أراه في السماء ما هو إلا بالونة أطفال تحلق بالجو .....

الصدمة الأولى



كنت في الثانية عشر من عمري عندما كنت ألهو بحديقة المنزل عندما وجدت أبي عائدا من الخارج ملامحه غريبة يبدو متعبا أخافني منظره فطلب مني بسرعة أن أنادي أمي أسرعت للداخل أنادي أمي وعيوني تتابع أبي من بعيد خائفة مرتعبة وعدت إليه بعد أن أبلغتها ،، أحضرت له كرسي من الحديقة ليجلس عليه ونظر إلي بحزن وبدا لي وجهه جميلا وحبات العرق على جبينه غريبة كأنها حبات من الألماس أو الكريستال اللامع وتعالى أذان المغرب في ليلة الجمعة وأبي يلفظ أنفاسه الأخيرة بين يدي وتعالي صراخ أمي ،،ووالله لا أعلم كيف استطعت أن أغير اتجاه الكرسي باتجاه القبلة ولماذا فعلت أصلا ذلك ،، أم الكرسي انحرف بمفرده اتجاه القبلة ،، ولم رددت الشهادة أمامه ..

كيف حدث ذلك والله لا اعلم ،، جسده ثقل وبدأ ينزلق من الكرسي وأنا بيدي الصغيرتين أحاول رفعه فلم استطع ،،

حملوه إلى المستشفى وأنا اشعر بداخلي إني مقبلة على شي مخيف ،، عاد أخي بعد ساعات يحمل فقط سبحة والدي ومحفظته ونظارته ،، نظرت إلى هذه الأشياء وعقلي الصغير لا يستوعب أن والدي قد رحل ،، مات والدي في السكتة القلبية عن عمر يناهز الثامنة والخمسين عاما .

كل شي حدث سريعا كشريط سينمائي يمر أمامي بسرعة ،،ما الحكمة ياترى يتحمل أبي كل هذا العناء والتعب لإحضاري إلى بلدي وبعدها بفترة قصيرة يتركني في الدنيا وحيدة ،،

الآن ليس لي من الدنيا إلا سيد وأمي ،،،

حاولت أمي ( زوجة أبي ) بكل ما في وسعها لإسعادي وتعويضي عن فقد الأب ولا أنكر أن وجودها ووجود سيد هون علي فراق أبي ،، يوما بعد يوم أصبحت هي كل مالي في هذه الدنيا ،، وأصبحت طفلتها المدللة وابنتها الوحيدة حيث لم يرزقها الله ببنت فقط هذان الولدان ،، ومازالا دائما يرمقاني بنظرات لا أفهمها ،، ولا اعرف تفسيرها ،، ولكنها بعيده كل البعد عن الحب ،، وما زلت لصغر سني استفزهما واهرب لاختبأ في حضن أمي،،

وكلما حاولا أن يعاقباني تصرخ أمي بهما دعوا عنكما هذه اليتيمة ولا احد يكلمها ،، فاسمع كلامهما الدائم والمتكرر دلالك سيفسدها ،، لكن دلالها لم يفسدني ،،،

وبقى سيد الأب الحنون لي يتابعني ويعلمني ،، فرض وجوده على البيت

لما له من مقام في حياة والدي ولأنه الآن يدير الشركة يدخل ويخرج البيت وكأنه فرد منه ،، افرح عندما أراه أحدثه عن كل شي عن المدرسة عن البيت عن همومي الصغيرة أصبح سيد هو أبي وأهلي وعالمي وكل شي لي ،،


يتبع............





من مواضيع : نور علي 5 0 يوم عاشوراء
0 الصدقة تدفع البلاء
0 هنيئا لكم شيعة اهل البيت
0 عسل القلوب
0 ما الذي يمنع تجسيد الأنبياء في أفلام عربية؟
رد مع اقتباس